اعتبر محمد خير الله العمدة المسلم لبلدة بروسبكت بارك بولاية نيوجيرسي، أن منعه من حضور الحفل الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جو بايدن بمناسبة عيد الفطر بعد دقائق فقط من وصوله إلى البيت الأبيض، يعد “إهانة”.

وتأتي تصريحات خير الله بعد أيام من إثارة خبر منعه من دخول البيت الأبيض حالة من الاستياء والانتقاد.

ونظم الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الاثنين، حفل استقبال في البيت الأبيض للاحتفال بعيد الفطر، مؤكدا دعم إدارته المستمر للجالية المسلمة.

وتحدث بايدن في كلمته التي نشرها الموقع الرسمي للبيت الأبيض، عن معرفته بالصيام خلال شهر رمضان وفضيلة الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة وما يغرسه ذلك في المسلمين من رحمة ورأفة بالجياع والفقراء.

وفي حوار مع وكالة الأناضول، قال خير الله إن الرفض المفاجئ الذي تلقاه من البيت الأبيض، جاء رغم إعلام المسؤولين بتأكيد حضوره، وقيادته سيارته الخاصة لما يقرب من 4 ساعات للمشاركة في هذه الاحتفالية.

ولم يكشف خير الله عن أي سبب لرفض البيت الأبيض أو الخدمة السرية المسؤولة عن الأمن، كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها العمدة المسلم إجراءات غير مبررة من سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وقد كان خير الله رجل إطفاء متطوعا قبل أن يتحول إلى سياسي محلي، وقال إن أول حادث من هذا القبيل تعرّض له كان عام 2019، عندما عاد إلى الولايات المتحدة من إسطنبول، حين قابله عناصر إنفاذ القانون على أبواب طائرته وأخبروه أنه تم اختياره عشوائيا لفحص أمني إضافي.

وشمل الفحص الأمني آنذاك مصادرة هاتفه أثناء عملية التفتيش وإجباره على خلع ما يرتديه حتى ملابسه الداخلية.

وكان خير الله قد حصل على الجنسية الأميركية عام 2000، وانتخب عمدة لبلدته عام 2001 بعدما أمضى 14 عاما يعمل رجل إطفاء متطوعا في مجتمعه.

واعتبر أن طرده من فعالية البيت الأبيض كان أمرا مهينا أعاده إلى ما حدث معه عام 2019.

وبعد موقف مسؤولي البيت الأبيض، تواصل خير الله مع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” (أكبر مركز إسلامي في الولايات المتحدة) من أجل الحصول على الدعم اللازم.

وأبلغ خير الله مسؤولي المركز الإسلامي أن اسمه موجود في قائمة مراقبة مكتب التحقيقات الفدرالي التي سرّبت على الإنترنت على خلفية خلل تقني في خادم إنترنت خاص بإحدى شركات الطيران الأميركية.

وتضمنت القائمة التي نشرها موقع “ديلي دوت” الإخباري لأول مرة، مجموعة من الأسماء من قاعدة بيانات الولايات المتحدة الخاصة بمن يتم فحصهم للتأكد من عدم صلتهم بأي نشاطات إرهابية وقائمة المحظورين من الطيران (السفر جوا).

وفي السياق، قالت دينا سيد أحمد المتحدثة باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في نيوجيرسي، إن حوالي 1.5 مليون شخص مدرجون في هذه القائمة، غالبيتهم ذوو أسماء عربية وإسلامية.

وأوضحت دينا سيد أحمد في حديث للأناضول أن قائمة مراقبة مكتب التحقيقات الفدرالي يعود تاريخها إلى عقدين من الزمن، إلى عام 2003 تقريبا.

ولا يزال خير الله لا يدري كيف انتهى به المطاف في قاعدة البيانات المذكورة، لكن لديه بعض التخمينات.

فهو يعتقد أن من المحتمل أن يكون قد أضيف عام 2019 كشكل من أشكال الانتقام السياسي، بعد أن كان ناقدا صريحا للرئيس السابق دونالد ترامب، أو نتيجة لرفضه أن يصبح مخبرا بعد أن اتصل به أحد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي خلال فترة الحرب في سوريا.

ردود وغضب

وأثار قرار منع خير الله من دخول البيت الأبيض ردود فعل غاضبة من زملائه السياسيين في نيوجيرسي، بمن فيهم السيناتور بوب مينينديز وكوري بوكر والنائب بيل باسكريل الذين كتبوا رسالة مشتركة إلى الخدمة السرية والبيت الأبيض، يطالبون فيها بتزويد الجمهور بملابسات منع رئيس البلدية من الدخول.

ودعت الرسالة مسؤولي البيت الأبيض إلى تزويد خير الله بالأسباب الموضوعية وراء رفض استقباله، والشروع في مراجعة وضعه حتى يتمكن في المستقبل من حضور الفعاليات وتمثيل ناخبيه في بيت الشعب (في إشارة إلى البيت الأبيض).

وكتب المشرعون إلى مدير الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل، والسكرتير الاجتماعي للبيت الأبيض كارلوس إليزوندو، أن العمدة خير الله موظف حكومي مخلص، وصديق مقرب، وهو أطول عمدة مسلم خدم في نيوجيرسي، ويفخر بخدمة مجتمعه لأكثر من 17 عاما.

التزام واستياء

وجاء أيضا في الرسالة: “بصفته رجل إطفاء متطوعا سابقا، أظهر العمدة خير الله باستمرار تفانيه في مجال السلامة العامة”، وأشاروا إلى وطنيته وخدمته العامة وتربيته وقيمه التي تكونت من خلال التزامه بمساعدة الآخرين.

وقبل أيام، عبّرت منظمة “كير” الحقوقية عن استيائها لما جرى مع خير الله الذي سافر إلى بنغلاديش وسوريا للقيام بعمل إنساني مع الجمعية الطبية السورية الأميركية ومؤسسة “وطن”.

شاركها.
Exit mobile version