في تحد لحصار التكنولوجيا والمكاتب والصالات الرياضية المكيفة، يعود الإنسان إلى الركض في الطبيعة، ليُصبح الجري في بيئات طبيعية الطريقة الأكثر شيوعا اليوم، ويحصد وسم “تريل رانينغ” (#trailrunning) قرابة 550 مليون مشاهدة على موقع “تيك توك” (TikTok) وحده.

وهذا النوع من الجري في البرّية وإن كان يشبه الجري المنتظم في الأماكن السهلة المجهزة من حيث آلية الأداء، فإنه يختلف في كونه “يُتيح للإنسان الانغماس التام في الطبيعة”، حيث الهواء الطلق والشمس الساطعة، عبر طرق ودروب الغابات أو الحدائق أو الجبال أو الريف، بما تتضمنه من مسارات ترابية أو تضاريس صخرية، وأسطح غير مستوية، وأشجار وأنهار وتلال وجداول وجسور؛ “تُضفي شيئا من الإثارة على التجربة”، وفقا لما قالته مدربة الركض المعتمدة هيذر ديروز لموقع “باسيل” (Bustle).

6 Off-Road Run Skills To Master | Trail Running Tips

فوائد الجري في الطبيعة

بالإضافة إلى ما يوفره الجري في الطبيعة من أجواء المغامرة باعتباره “فرصة ممتعة للجمع بين ممارسة الرياضة والتنزه”، وخصوصا في موسم الربيع والصيف، تُخبرنا مدربة الجري أماندا بروكس أنه “يُقلل الضغط والقلق بشأن وتيرة الأداء وتوقيت الجري بسبب الاستغراق في تأمل مناظر الطبيعة”.

وتضيف أن الجري في الطبيعة يساعد في “تحسين سيرنا على الطريق” من خلال التدرب على اجتياز الحفر والصخور والمنحدرات والتلال، مما يجعلنا أكثر توازنا وقدرة على التنقل في أصعب التضاريس، “ويجعل تحركنا على الطرق المسطحة الممهدة أكثر سهولة وثباتا”.

ليس هذا فحسب، بل إن الجري في البرية يساعد على “حرق السعرات الحرارية، ويخفض مستوى القلق والتوتر، كما يزيد من مستوى اللياقة البدنية، ويقلل فرص الإصابة، و”يرفع التحمل العضلي، ويُحسن الحالة المزاجية، ويُعزز طول العمر”، بحسب أستاذة علوم التغذية والتمارين الرياضية بجامعة واشنطن الدكتورة كيلي بريتشيت.

7 نصائح أساسية للمبتدئين

  • 1- حدد المسافة

توصي هيذر ديروز باختيار نقطة نهاية منطقية “تتناسب مع مستوى لياقتك”، فإذا كان بإمكانك أن تجري لمسافة 5 كلم على أرض مستوية، فلتكن المسافة أقصر قليلا عند الركض في الطبيعة “نظرا لمستوى الصعوبة الإضافي”. ولأنه من السهل أن تتحمس للاستمرار في الجري دون أن تشعر بالمسافة التي قطعتها في الذهاب، تحذر ديروز من صعوبة الركض مرة أخرى إلى نقطة البداية، “حيث لن يتبقى لديك أي طاقة لتساعدك على العودة”.

  • 2- تجنب الحماس الزائد

تُحذر أماندا بروكس من الوقوع في فخ الحماس الزائد، “حتى إذا كنت ترغب في صعود جبل أو تلة، فابدأ بطريق ممهد وسهل” في حديقة أو ناد، على سبيل المثال.

ولأن الجري في الطبيعة يمكن أن يكون أكثر صعوبة من الجري على الطرق العادية نظرا لتنوع التضاريس، تُحذر ديروز هي الأخرى من الاندفاع قائلة “حاول أن تبدأ بخطى مريحة، وحافظ على وتيرتك هادئة وثابتة، واستمع إلى جسمك أثناء التقدم ببطء تدريجيا نحو مسارات ومسافات أكثر صعوبة”، وذلك حتى تكتسب القوة والقدرة على التحمل، “وتُحوّل تجربة الجري في البرية إلى نزهة حقيقية”.

فمن الأفضل أن تخطط للجري بصرف النظر عن مقدار الوقت الذي تستغرقه لتشعر بالراحة أثناء الركض، وليس من حيث المسافة التي تتحمس لقطعها، “حتى لا تتورط في الجري الذي يتجاوز قدراتك”، كما يقول المؤلف ومدرب نخبة العدائين الأميركيين ريتشارد بولت.

  • 3 -تزوّد بالطعام والماء والأدوات اللازمة

فالركض في الطبيعة قد يُبعدك عن العمران على الأرجح، مما يجعل “الحفاظ على طاقتك أمرا بالغا الأهمية، وخصوصا إذا كنت تجري في طقس حار أو مكان مرتفع”، كما تقول ديروز، مشددة على أهمية إحضار الماء والوجبات الخفيفة والمكسرات وغيرها من الأطعمة الجيدة “لتجديد الطاقة وتوفير تعزيزات على الطريق”، سواء لنفسك أو لشخص آخر في حالة الطوارئ.

كما تؤكد أيضا على أهمية إحضار الأدوات المناسبة للدعم والحماية “مثل الهاتف والساعة الذكية وواقي الشمس ورذاذ الحشرات، بالإضافة إلى ارتداء ملابس مناسبة وحقيبة ظهر، وأحذية جري متينة للغاية لمزيد من الحماية والاستقرار”.

  • 4- حافظ على قوة وثبات كاحلك

فالجري في البرية بمثابة “مفتاح للتوازن الجيد لبنائه جسما سفليا متينا وسيقانا قوية”؛ وهناك فرق بين الجري على طرق ممهدة أو على جهاز المشي وبين الجري في بيئة طبيعية قد تنزل فيها القدمان بشكل مختلف فوق صخور أو مياه أو طين أو منحدر، “مما يتطلب قوة وثبات الكاحل”، بحسب أماندا بروكس.

لذا، توصي ديروز “بوضع تدريبات الكاحل في الاعتبار عند الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية”، وتؤكد أن “تمارين تحسين الاستقرار والتوازن، مثل القرفصاء ذات الساق الواحدة وكرة الثبات، تُعد ضرورية للوصول إلى مستوى اللياقة البدنية اللازمة للجري في البرية”.

  • 5- كن يقظا ولا ترتدي سماعات الأذن

من المهم أن تكون على دراية بكافة ظروف البيئة الطبيعية التي ستختارها للركض، من حيث أنواع الحيوانات أو الحشرات التي قد تصادفها، و”أن تحمل ما يلزم من رذاذ أو صاعق أو ما شابه لحماية نفسك، وتظل يقظا لمواجة أي تهديد”، وفقا لنصيحة ديروز، التي تؤكد “أهمية أن تكون قادرا على الاستماع للأصوات في المناطق الطبيعية النائية”، وتحذر من ارتداء سماعات الأذن بغرض الاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست أثناء الجري في الطبيعة.

  • 6- انظر أمامك

“انظر إلى أين أنت ذاهب لتعرف ماذا تحت قدميك، وتبقى منتبها لمسارك”، وفقا لنصيحة بولت. فمن الخطر أن تنظر إلى قدميك أثناء الركض بين التلال والصخور والأشجار والمنحدرات، بل لابد من إبقاء نظرك للأمام دائما حتى مسافة 2-3 أمتار؛ وذلك “لإعطاء عقلك الوقت الكافي لمواجهة أي عقبات مفاجئة، بالإضافة إلى الاستعداد لتجنبها فيما بعد”، بحسب نصيحة بروكس.

  • 7- استرح

فليس من المفيد أن تركض طوال الوقت، بل الأفضل أن تأخذ استراحة بعد كل شوط، سواء بإبطاء سرعتك تماما، أو بالتوقف لالتقاط أنفاسك، أو القيام بنزهة صغيرة في المكان للاستمتاع بالمناظر الطبيعية. “فهذا هو ما يساعد معظم العدائين على استعادة انتعاشهم ويسهل عليهم قطع أميالهم”، على حد قول بروكس.

شاركها.
Exit mobile version