أعلن فريق من العلماء في البرازيل عن اكتشاف واحدة من أقدم الأحافير المكتشفة حتى الآن، حيث بلغ عمرها إلى نحو 237 مليون سنة، ويرجع أصلها إلى نوع قديم من الزواحف يُدعى “غوناوانكس بارايسنيس”، وهو كائن رباعي الأرجل بحجم الكلب أو أكبر قليلا، مع وزن يتراوح بين 3 إلى 6 كيلوغرامات.

عُثر على هذه الأحفورة النادرة في بلدة “بارايسو دو سول” الواقعة جنوبي البرازيل، ورغم أن اكتشافها جاء في وقت سابق في عام 2014، فإنه لم يبدأ العمل على تحليلها إلا في عام 2021، لتستغرق الدراسة 3 سنوات قبل أن تُنشر مؤخرا في دورية “غندوانا ريسيرش”. وقد أعرب مكتشف الأحفورة وعالم الحفريات رودريغو تيمب مولر في تصريح له عن سعادة غامرة كونه أول إنسان يلمس شيئا عمره 237 مليون سنة.

مفتاح العلاقة بين السيليصوريات والديناصورات

يرتبط أصل الغوناوانكس بارايسنيس المكتشف مع مجموعة الزواحف المعروفة بالسيليصوريات (أو السيلسوريات)، وهي مجموعة منقرضة كانت وما زالت تثير الكثير من الجدل بين علماء الحفريات حول ما إذا كانت تمثل جدودا للديناصورات أو أنها نوع مواز لها سار في خط مختلف.

ظهرت هذه الكائنات في العصر الترياسي الواقع بين 252 مليون و201 مليون سنة سابقة، وهو العصر الذي شهد كذلك ظهور الديناصورات إلى جانب الثدييات والضفادع والتماسيح والسلاحف.

ورغم أن السيليصوريات تشترك في بعض السمات مع الديناصورات، فإن هناك خصائص بدائية في بنيتها، مثل ذيولها الطويلة وطريقة سيرها على 4 قوائم، تعد أمرا فريدا ومميزا، ويراهن بعض العلماء على أن معرفة هذه التفاصيل ستسهم في معرفة السلم التطوري بالنسبة للديناصورات.

آخر أيام الديناصورات.. أدلة جديدة

ولذلك يعد هذا الاكتشاف إضافة قيمة إلى الأبحاث التي تسعى لفهم المراحل الأولى من نشأة الزواحف المنتمية إلى عالم طيور، الأمر الذي أدى إلى ظهور الديناصورات والطيور بأشكالها اليوم.

ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على العصر الترياسي، الذي يُعد مرحلة حاسمة في ازدهار الحياة على الأرض، حيث شهد هذا العصر ظهور وتنوع العديد من الفقاريات، مما مهد الطريق لسيطرة الديناصورات لاحقا. كما يعكس التنوع في الأحافير المكتشفة مدى تعقيد البيئات القديمة، ومدى اختلاف الأنماط التطورية التي أدت إلى ظهور كائنات متعددة في عصر الديناصورات.

ويبرز هذا الاكتشاف أيضا أهمية التعاون الدولي في مجال الحفريات، فكل أحفورة تُكتشف تمثل جزءا صغيرا من صورة أوسع لتاريخ الحياة على الأرض، ومع تقدم الأبحاث وتطور تقنيات التحليل، تبقى مثل هذه الاكتشافات بمثابة قطع جديدة تضاف إلى التنوع البيولوجي المعقد الموجودة اليوم.

شاركها.
Exit mobile version