طشقند – قنا

 اعتبر سعادة السيد حكيموف عابد أرزيكولوفيتش، نائب مستشار فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ومدير مركز الأبحاث الاقتصادية والإصلاحات، النهضة الكبيرة التي حققتها دولة قطر على مدى العشرين سنة الأخيرة نجاحا ضخما يجعلها تتبوأ مركزا رياديا في المنطقة.

وقال سعادة السيد أرزيكولوفيتش في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن دولة قطر استطاعت بفضل الإرادة السياسية تحقيق الكثير من الإنجازات على مدى السنوات الأخيرة، ما يجعلها نموذجا يحتذى به في النجاح والتميز.

ووصف المسؤول الأوزبكي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أوزبكستان بالمحطة المهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي من شأنها أن تفتح أبواب تعاون جديدة في شتى المجالات، خاصة في مجال الطاقة والزراعة.

وقال: “إن دولة قطر تتمتع بخبرة كبيرة في مجالي النفط والغاز، وفي المقابل تمتلك أوزبكستان إمكانيات كبيرة في القطاع الزراعي، ما يجعل هذين المجالين مهمين في التعاون المقبل بين البلدين، وفرصة لتوسيع التبادل التجاري فيهما.

وأشار إلى أن الروابط الثقافية والدينية تعتبر عاملا مهما لدفع التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث يسهم ذلك في تقريب وجهات النظر، والتعامل على أساس أخوي يراعي المصالح المشتركة لكلا الطرفين.

وأعرب المسؤول الأوزبكي عن أمله في أن ترتقي العلاقات الاقتصادية بين أوزبكستان وقطر لمستوى العلاقات السياسية، معتبرا زيارة سمو أمير البلاد المفدى فرصة لكافة المعنيين في القطاعين العام والخاص للاستفادة من هذه الزيارة لتقوية التعاون التجاري والاقتصادي، والبحث عن الفرص الواعدة في الاستثمار والمشاريع المشتركة.

ودعا، في هذا الإطار، إلى إطلاق منتدى اقتصادي بين البلدين، ورأى في هذه الخطوة فرصة لجلوس المهتمين بقطاع الأعمال إلى طاولة واحدة، ومناقشة كل الفرص الممكنة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وحث القطاع الخاص في كلا البلدين على اقتناص الفرصة والاستفادة من تميز العلاقات بين أوزبكستان وقطر لأخذ زمام المبادرة والدخول في مفاوضات جدية من أجل عقد شراكات اقتصادية واعدة تعود بالفائدة على كلا الطرفين.

وشدد على أن فتح رحلات مباشرة بين البلدين مهم جدا في الفترة المقبلة، ما يسهم في دفع المستثمرين من كلا البلدين إلى الاستثمار في مشروعات جديدة لها علاقة بالطاقة والمياه والتكنولوجيا الحديثة، ورأى أن هذه القطاعات تحظى بأهمية بالغة لدى بلاده.

وأشار سعادة السيد حكيموف عابد أرزيكولوفيتش إلى أن بلاده ومن خلال موقعها في مركز آسيا الوسطى لها نفاذ كبير إلى السوق الآسيوية، وهو أمر محفز لرجال الأعمال والمستثمرين القطريين، حيث يمكن لقطر النفاذ والانفتاح على أسواق جديدة في آسيا.

وذكر أن حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان ودولة قطر بلغ 4.82 مليون دولار في عام 2022، منها 4.32 مليون دولار واردات من قطر إلى أوزبكستان، تشمل المنتجات البترولية والمحروقات.

وأوضح أن أوزبكستان تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي في تطوير صناعة النفط والغاز لتوسيع استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات.

ولفت إلى أنه بالنظر إلى نمو استهلاك الهيدروكربونات من المخطط استثمار حوالي 9.8 مليار دولار في هذه الصناعة خلال 2019 – 2030، بما في ذلك 3.5 مليار دولار للتنقيب، و6.3 مليار دولار لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، وهو ما يشكل فرصة للمستثمرين القطريين للانضمام إلى اقتصاد أوزبكستان المزدهر.

كما أشار المسؤول الأوزبكي إلى احتمالات جذب رأس المال القطري للاستثمار في قطاع الطاقة الكهربائية في أوزبكستان، وهو أحد المجالات الرئيسية ذات الأولوية لتطوير قدرات التوليد في مجالات مثل: محطات الطاقة الحرارية، والطاقة النووية، ومصادر الطاقة المتجددة، مع جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

وبين أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديث الإنتاج الصناعي والمعالجة العميقة للمنتجات الزراعية، وتحديث البنية التحتية في أوزبكستان بمشاركة الشركات القطرية الرائدة والمؤسسات المالية من شأنه أن يزيد المنافع المتبادلة، ويعزز التعاون بين البلدين.

ونوه نائب مستشار فخامة رئيس أوزبكستان، في ختام تصريحه لـ/قنا/، بالدور الرائد الذي تلعبه دولة قطر في المنطقة، وكذلك بقوة اقتصادها، والعمل على تنويع مصادر الدخل الوطني، واعتمادها سياسة استخدام الموارد بحكمة، والاستثمار في البنية التحتية، وبناء اقتصاد متنوع، كما أشاد بالنهج الذي تتبعه قطر في تطوير رأس المال البشري، مع اتباع استراتيجية تنموية مميزة، مما جعل سياسة قطر تحظى باحترام الدول الأخرى بما في ذلك أوزبكستان.

شاركها.
Exit mobile version