عادة في هذا الوقت من العام، الحجز مع شركة تشيل الأميركية لتأجير مركبات الترفيه أو ما تسمى بمركبات التخييم ليس بالأمر السهل.

فعادةً ما يتم حجز أسطول الشركة المكون من 16 عربة، ومقرها لوس أنجلوس، بشكل كامل مع حجز مركبات التخييم في كثير من الأحيان قبل أسابيع.

وقالت نيكا شنايدر، التي بدأت مشروع تأجير سيارات التخييم مع والدها في عام 2016، إن الإقبال على تأجير المركبات أقل بكثير هذا العام، وقالت: بالإضافة إلى ذلك فالأشخاص الذين يسافرون يقومون برحلات أقصر.

وأضافت شنايدر، «نحن بالتأكيد نشهد تباطؤاً في الطلب على السفر بمركبات التخييم مقارنة بالسنوات السابقة، ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بالأشخاص الذين يقومون الآن بأنواع مختلفة من الرحلات.. أعتقد في الواقع أن الأمر يتعلق كثيراً بالأشخاص الذين لديهم قدرة أقل على الإنفاق».

وأضافت، «أعتقد أننا سنرى ارتفاعاً في نسبة الحجوزات هذا الصيف في شهري يوليو وأغسطس بالتأكيد؛ ولكن عادة كنا سنكون أكثر انشغالاً من الآن».

ويقول الخبراء إن تردد المستهلكين تسبب في انخفاض الطلب.

نيكا شنايدر ووالدها، أليكس شنايدر، يقفان بجانب مركبة تخييم.

وقال مايكل هيكس، أستاذ الاقتصاد في جامعة بول ستيت ومدير مركز الأعمال والبحوث الاقتصادية بجامعة إنديانا، إنه عندما تتعثر معنويات المستهلك أو يبدأ الاقتصاد في التأرجح، فإن مبيعات مركبات التخييم تحذو حذوها.

فعادةً ما تكلف مركبات التخييم الصغيرة للأفراد والعائلات نحو 12 ألف دولار إلى 15 ألف دولار، وبعضها يصل إلى 250 ألف دولار أو أكثر لمنزل متنقل أو لمركبة تخييم فاخرة.

وقال هيكس، الذي يتابع صناعة مركبات التخييم عن كثب، «لا يقوم الناس بهذه المشتريات الكبيرة الفاخرة إلا إذا كانوا يشعرون بتحسن تجاه الاقتصاد.. فالطلب حساس للغاية تجاه تغيرات أسعار الفائدة، والتي غالباً ما تسبق الانكماش الاقتصادي».

بدأت مبيعات المركبات الترفيهية في الانتعاش مرة أخرى بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها في العام الماضي، وهي هزة ارتدادية للاضطرابات الاقتصادية التي تسبب بها وباء كورونا.

لذلك، إذا كانت الأعمال التجارية في اتجاه صعودي -خاصة في الوقت الذي تعمل فيه القوى المزدوجة المتمثلة في التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة كرياح معاكسة- فإن ذلك يمكن أن يبشر بالخير للاقتصاد ككل، على حد قول هيكس.

ومع ذلك، في حين أن هذا المؤشر الاقتصادي لا يبدو أنه يومض باللون الأحمر في الوقت الحالي، فمن المحتمل أن يتطلب الأمر انخفاض أسعار الفائدة من مستويات تعد الأعلى خلال 23 عاماً، قبل أن يتحول المؤشر إلى اللون الأخضر.

وقال مايكل جيه هابي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Winnebago Industries، «نعتقد أن (تخفيضات أسعار الفائدة) ستوفر القليل من الحافز للمستهلكين ليصبحوا أكثر نشاطاً مرة أخرى».

مبيعات مركبات التخييم

ارتفعت شحنات المركبات الترفيهية إلى شمال الولايات المتحدة من 600 ألف في عام 2021، أي قفزة بنسبة 40% تقريباً مقارنة بالعام السابق، وفي 2022 انخفضت الشحنات إلى 493 ألف مركبة، وفقاً لبيانات من جمعية صناعة مركبات التخييم.

وبحلول عام 2023، تراجعت الطلبات بقوة، حيث وصلت إلى 313 ألف طلب فقط.

وقالت مونيكا جيراسي، المتحدثة باسم جمعية صناعة مركبات التخييم بالولايات المتحدة، إن التجار اضطروا إلى العمل من خلال المركبات المتوفرة والتغلب أيضاً على الانخفاض الحاد في الطلب، وقالت إنه بالإضافة إلى انخفاض المبيعات خلال الوباء، تم تأجيل مشتريات أخرى للمركبات بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

أظهرت بيانات وزارة التجارة المعدلة حسب التضخم أن الإنفاق الاستهلاكي على المركبات الترفيهية انخفض في العام الماضي، مقارنة بعامي 2021 و2022.

وأنفق المستهلكون ما يقرب من 38 مليار دولار في فئة «المركبات الترفيهية الأخرى»، والتي تستثني قوارب النزهة والطائرات، وفقاً لبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي.

وهذا أقل من 42.9 مليار دولار و44.1 مليار دولار في عامي 2021 و2022 على التوالي، ولكنه أعلى من إنفاق 2019 البالغ 31 مليار دولار.

وأضافت أن الصناعة يبدو الآن أنها عادت إلى نقطة التوازن، إذ تتوافق الشحنات والإنتاج والمبيعات على مستوى التجزئة بشكل أكبر.

أحدث التوقعات من الجمعية، التي صدرت في وقت سابق من شهر يونيو، تشير إلى أن الشحنات ستصل في حدود 330 ألفاً إلى 359 ألفاً لعام 2024، بمتوسط 344 وحدة، ومن المتوقع أن ينمو العدد العام المقبل إلى ما بين 374 ألفاً و408 آلاف.

وقالت جيراسي إن الزيادة المعتدلة تعتمد على التوقعات بأن أسعار الفائدة ستبدأ في الانخفاض وأن التضخم سوف يهدأ أكثر ليصبح لدى المستهلكين الإمكانيات المالية اللازمة للشراء.

وقالت «نحن نعلم من استطلاعاتنا أن الرغبة في امتلاك مركبة تخييم أو منزل متنقل لا تزال موجودة ولا تزال مرتفعة، لكن التضخم وأسعار الفائدة يضربان جيوب الناس ويجعلان من الصعب قليلاً تحقيق تلك الرغبة».

عاصمة مركبات التخييم في العالم

للحصول على فكرة كاملة عن كيفية أداء صناعة المركبات الترفيهية (وبالتالي الاقتصاد الأوسع)، لا يحتاج المرء إلى النظر إلى أبعد من مدينة إلكهارت بولاية إنديانا.

تُعرف مدينة شمال إنديانا التي تقع على بعد 15 ميلاً شرق ساوث بيند باسم «عاصمة العالم للمركبات الترفيهية»؛ العديد من كبار المصنعين والموردين لديهم مرافق هناك، ما أدى إلى تصنيع الغالبية العظمى من المركبات الترفيهية على الطرق الأميركية في تلك المنطقة.

تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل أن التصنيع والنقل يمثلان أكثر من 60% من جميع الوظائف الموجودة في المدينة، ما يجعل المقاطعة واحدة من أكبر مراكز الإنتاج في البلاد.

عندما واجهت الصناعة اضطرابات في الأعوام الأخيرة، ظهر التأثير في إلكهارت (ومعدل البطالة فيها).

في مارس 2009، خلال الركود الكبير، بلغ معدل البطالة في مقاطعة إلكهارت 20.6% وارتفع إلى 30.6% في أبريل 2020، وهي ذروة عمليات الإغلاق الوبائية، وبالنظر سريعاً إلى يناير 2023، عندما انخفضت الشحنات بسبب زيادة العرض وتراجع الطلب، قفزت البطالة إلى 5.6% من 3%.

ومنذ ذلك الحين تراجعت مرة أخرى ووصلت في أبريل 2024 إلى 3.8%، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني البالغ 3.9% في ذلك الوقت.

لكن على مستوى التجار والبائعين، هناك تفاؤل.

فيقول عدد من البائعين إن العملاء ما زالوا يرغبون في شراء مركبات تخييم، مضيفين أن البنوك لا تزال سعيدة بإقراض الأموال، وإن كان ذلك بعلاوة أكبر.

ويميل المشترون الآن نحو شيء أكثر تواضعاً بسبب أسعار الفائدة، وحسب الخبراء، يخططون أيضاً لرحلات أقصر أقرب إلى المنزل -مقابل مسافة 3000 أو 4000 ميل عبر البلاد- بسبب التضخم وتكاليف الوقود.

شاركها.
Exit mobile version