الدوحة
حسين عرقاب
بيئة الأعمال المميزة تحفز على دخول أسواقها
ضمانات قانونية وتسهيلات إدارية للمستثمرين الأجانب
سلط موقع “Africa tech” في احدث تقاريره الضوء على واقع الاستثمار الأجنبي في قطر، التي تواصل استقطاب الشركات العالمية وآخرها مجموعة كينجدي الدولية المدرجة في بورصة هونغ كونغ لمقرها الإقليمي في قطر، وبالذات في منطقة رأس أبو فنطاس إلى جانب توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون في تطوير الحلول الرقمية ودعم منظومة الابتكار، مؤكدا دور هذه الخطوة في التأكيد على مكانة قطر كمركز إقليمي للاستثمارات النوعية في التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، ومعتبرا إياها وجهة رئيسية لإطلاق المشروعات في التكنولوجيا أو غيرها من القطاعات الأخرى بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها، والتي جعلت منها خلال الفترة الماضية واحدة من بين ابرز الوجهات الاستثمارية في العالم.
بيئة مميزة
وشدد التقرير الصادر عن ” Africa tech ” أن تضاعف نسب الاستثمار الأجنبي في قطر جاء نتاجا لسياسة مميزة رسمتها الجهات المسؤولة عن الدولة، والتي أسست لبيئة استثمارية مميزة تقدم كل ما يبحث عنه المستثمر غير القطري، انطلاقا من سهولة الإجراءات، وصولا إلى توفير الأمان اللازم، والحماية القانونية المطلوبة من طرف أصحاب المال، سواء تعلق ذلك بالمحاكم أو التحكيم الذي بلغ في الدوحة مستويات عالية جدا قادرة على ضمان حقوق المستثمرين في حال الوقوع في نزاعات تستدعي التدخل القانوني لحلها.
وأضاف التقرير أن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الدوحة يجعلها أيضا مكانا مناسبا للاستثمار، باعتبارها بوابة من أجل التوسع في قارة آسيا، ومخرجا نحو دخول الأسواق في أفريقيا، خاصة وأنها تتوفر على مناطق حرة قريبة من موانئ ومطارات الدولة، التي تملك أيضا أسطولا ضخما من الطائرات والبواخر القادرة على الوصول بالسلع المنتجة في الدوحة إلى مختلف عواصم العالم.
قفزة نوعية
وحققت قطر حسب آخر الإحصائيات قفزة نوعية في تقرير مؤشر أداء الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر في عام 2025، حيث حلت في المرتبة 12 عالميا في عام 2024 متقدمة بـ 21 مركزا مقارنة بما كانت عليه قبل سنة، ما يعد دليلا قاطعا على تنامي القدرات التنافسية للدولة، وملاءمة بيئتها التنظيمية في مجال الأعمال، وانفتاحها المتزايد على الشراكات الدولية، فبحسب التقرير الصادر مؤخرا عن “إف دي آي إنتليجنس” فإنه ومن حيث نمو المشاريع فقد ارتفع عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024 ليقترب من الضعف قياسا بالعام السابق له، كما سجلت قطر 4.70 في درجات المؤشر، مما يعكس أن حصتها من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر للمشاريع الجديدة تفوق بكثير حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وبين التقرير الصادر عن أحدث المراكز إحاطة ببيانات الاستثمارات الأجنبية في العالم أن قطاعي خدمات الأعمال والتكنولوجيا حافظا على الصدارة، مع نمو ملحوظ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مشاريع المنتجات الاستهلاكية والمنسوجات، ووفقا لمرصد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التابع لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، فقد شهد النصف الأول من 2025 أداء قويا حيث سجلت قطر نموا ملحوظا في إجمالي الإنفاق الرأسمالي، إلى جانب زيادة على أساس سنوي في عدد المشاريع وفرص العمل الجديدة، حيث ارتفع عدد المشاريع بنسبة 44.5 بالمائة على أساس سنوي، وفرص العمل بنسبة 75 بالمائة، مما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالاستثمار في الدولة، وثقتهم في السوق القطرية.