❖ حسين عرقاب

أكد موقع ” south china morning post ” أن قطر تعد البوابة بالنسبة للصين في طريقها نحو توسيع استثماراتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستندا في ذلك الى تصريحات السيد جاك لو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، الذي بين في كلامه لمراسل الوسيلة الإعلامية الصينية، أهمية الدوحة بالنسبة لبكين الراغبة في زيادة تواجدها في المنطقة، من خلال الارتكاز عليه كمحور رئيسي للمشاريع الصينية، ومن ثم استغلالها في الدخول للأسواق القريبة منها سواء كان ذلك عبر تصدير المنتجات الصينية المصنعة في قطر، أو إطلاق فروع لها في العواصم غير البعيدة عن الدوحة.

    تعزيز التعاون

وبين جاك لو القطاعات التي من شأنها تعزيز التعاون بين الصين وقطر في المجال الاستثماري، الذي لم يصل بعد إلى المستوى المتماشي مع الإمكانيات الكبيرة التي يملكها البلدان في هذا الجانب بالذات، واضعا على رأسها التكنولوجيا التي ستشكل حسب تصريحاته محورا رئيسيا للعمل المشترك بين الدوحة وبكين خلال المرحلة القادمة، لافتا إلى تخطيط العديد من الشركات الصينية إلى دخول السوق القطري للتكنولوجيا خلال المرحلة القادمة، وإطلاق فروع خاصة بهم في الدولة، كاشفا عن إعراب 20 مؤسسة صينية عن رغبتها في الاستفادة من الفرص التي تطرحها الأسواق القطرية، والتي من شأنها العوائد بفوائد ضخمة على كل الأطراف، بما فيها قطر الباحثة عن استقطاب المزيد من المشاريع الخارجية، في إطار رؤيتها لعام 2030 المبنية في الأساس على تنويع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على تصدير الغاز الطبيعي المسال.

 

    السيارات الكهربائية

وأشار جاك لو، الى أنه من بين الشركات التي دخلت للسوق القطري مؤخرا، هناك ” دافينشي ” موتور المنتجة للسيارات الكهربائية، والتي ستعمل في المرحلة القادمة على تأسيس مركز للبحث وتطوير صناعة المركبات المستدامة في الدوحة، الأمر الذي سيدعم من دون أي أدنى شك خطط التحول القطرية نحو شبكة نقل صديقة للبيئة، يتم الاعتماد فيها على المترو بالإضافة إلى غيره من السيارات الكهربائية التي سيتم تطوير تقنياتها محليا، مما سيدعم موقف الدوحة بكل تأكيد كأحد أكثر العواصم العربية استدامة، وحفاظا على سلامة المحيط.

    المحطة الأولى

وتابع رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا أن قطر ستكون “المحطة الأولى” للعديد من الشركات الصينية في سعيها للاستفادة من الأسواق في الشرق الأوسط أو أفريقيا، بالذات مع حرص الحكومتين في كلا البلدين على الدفع بعجلة المشاريع الثنائية، والمشاريع المتبادلة إلى الأمام، عبر توفير القاعدة الاستثمارية المناسبة، وهو ما نجحت فيه قطر خلال الفترة الأخيرة، بفضل مجهوداتها الكبيرة الرامية إلى وضع المستثمر الأجنبي في أحسن الظروف، من خلال تمكينه من التملك الكامل، بالإضافة إلى تشجيعه عبر تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية، ووضع البيئة القانونية المطلوبة والقادرة على ضمان حقوق المستثمر الخارجي في حال الوقوع في أي أزمة.

    عدد الشركات

وأشار التقرير إلى الزيادة الواضحة التي شهدتها الاستثمارات القطرية في الصين في الأعوام القليلة الماضية، وذلك حسب ما تم الإعلان عنه من طرف العديد من الجهات، ومن بينها وكالة ترويج الاستثمار، والتي أفادت في آخر تقاريرها عن تسجيل 265 شركة صينية في قطر، لترتفع تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى ما يقارب 160 مليون دولار أمريكي في عام 2022، مقابل 1.4 مليون دولار أمريكي في سنة 2014، متوقعا ظهور المزيد من المشاريع الصينية في الدوحة خلال العام في مجموعة من القطاعات، من بينها الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر واحدا من بين أهم المجالات تركيزا من طرف الصين، الباحثة إلى تحقيق أكبر الاستفادات الممكنة من مثل هذه الابتكارات.

الجدير بالذكر تتركز واردات قطر من الصين على أجهزة الهاتف للشبكات الخلوية وشبكات الاتصالات الأخرى والسيارات والآلات الرقمية للمعالجة الذاتية، في حين تتمثل أبرز صادرات قطر إلى الصين في غازات النفط والهيدروكربونات وزيوت النفط والنحاس وبولميرات الايثيلين، وتنشط في السوق القطري نحو 200 شركة صينية. وتشهد العلاقات التجارية بين بكين والدوحة نمواً ملحوظاً عاماً بعد عام، ونمت التجارة بين قطر والصين بلغ 61.7 % وصولاً إلى 79.7 مليار ريال ما يعادل 21.8 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ 49.2 مليار ريال في عام 2018.

شاركها.
Exit mobile version