حسين عرقاب
انطلقت أمس فعاليات النسخة الثانية من المنتدى العربي للتكنولوجيا المالية الذي سيختتم اليوم، تحت الرعاية الإعلامية لدار الشرق، وبحضور العديد من المسؤولين العاملين في هذا المجال على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى مجموعة من الشركات المحلية والدولية الناشطة في التكنولوجيا المالية على اختلاف أشكالها، بما فيها الدفع الإلكتروني، والتجارة الإلكترونية، حيث شهد المنتدى عقد عدد من الجلسات الحوارية التي تم فيها تسليط الضوء على التطور الذي يمر به هذا القطاع عالميا، ومستقبله في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بتواجد خبراء دوليين في هذا المجال الذي يعد واحدا من بين أبرز الأعمدة التي ستبنى عليها الأنظمة المالية في المرحلة المقبلة. وكانت الكلمة الافتتاحية لمدير إدارة الاستثمار في بنك قطر للتنمية محمد العمادي، والتي قدم خلالها رؤيته العميقة حول الأفق المستقبلي لقطاع التكنولوجيا المالية، مشددًا على أهمية الاستثمارات الاستراتيجية ودمج التكنولوجيا في الهيكل المالي للمنطقة.
النسخة الثانية
وبهذه المناسبة قال مالك شيشتاوي رئيس المنتدى العربي للتكنولوجيا المالية بأن النسخة الثانية من المنتدى جاءت لتأكيد النجاح الذي حققته النسخة الأولى التي أقيمت عام 2021، والتي دعت نتائجها إلى العمل على ترسيخ هذا المنتدى بالمزيد من الطبعات مع العمل على تطويره أكثر، وهو ما تم في نسخة هذه السنة التي تم تمديدها إلى يومين بدلا من يوم واحد، مع تنظيم عرض مصاحب، وطرح مجموعة من ورشات العمل الرامية إلى تبادل الخبرات، بالإضافة إلى حفل عشاء يتكون من جزأين يهتم الأول بإعطاء الشركات الناشئة في هذا القطاع فرصة طلب التمويل من المستثمرين بشكل مباشر، بينما سيتم في الجزء الثاني تقديم الجوائز للشركات المميزة العاملة في هذا القطاع.
المشاركة الدولية
وبخصوص عدد الشركات المشاركة في هذا المعرض بين شيشتاوي أن المعرض يتسم بصفة دولية ويمكن جميع المؤسسات العاملة في هذا القطاع من التواجد فيه، مبينا أن تسميته بالمنتدى العربي يرجع في الأساس إلى تفضل قطر باحتضانه في المناسبتين، مؤكدا أن النسخة الحالية تشهد حضور عدد أكبر من الشركات مقارنة بالنسخة الأولى، التي عرقلت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد من عملية وصول الشركات الخارجية إلى الدوحة، بالنظر إلى الأوضاع الصحية التي كان يمر بها العالم آنذاك، مشيرا إلى أن المشاركين الدوليين في هذا العالم يمثلون 20 دولة، بالإضافة 20 متحدثا، و15 شريكا من داخل وخارج الدولة.
محاور المنتدى
وعن أهم المحاور التي سيتناولها المنتدى صرح الشيشتاني أن النسخة الثانية ستركز في أول مواضيعها على تطوير وتشكل التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بمشاركة كبرى الشركات كماستر كارت، بالإضافة إلى البنوك الرقمية الذي يعد محور الساعة على مستوى التكنولوجيا المالية، زد إلى ذلك محور الشركات الناشئة الفرص والتحديات التي سيواجهها القطاع مستقبلا، ما يستدعي العمل على تجهيز الخطط البديلة والفعالة لتخطي أي نوع من العقبات التي قد تؤثر على هذا المجال.
شركات ناجحة
وتابع رئيس المنتدى العربي للتكنولوجيا المالية بأن النسخة الثانية من المؤتمر تشهد مشاركة مجموعة من الشركات الناجحة في هذا القطاع، والتي تم الاتفاق معها على إطلاق فروع هنا في الدوحة بعد رؤيتهم للتميز الذي صنعته النسخة الأولى، منوها بالنمو الذي حققه قطاع التكنولوجيا المالية في الدوحة خلال الفترة الأخيرة، بفضل المجهودات اللامتناهية التي بذلتها الحكومة بغرض تحقيق التطور المطلوب، عبر العمل على تحسين القوانين والتشريعات الخاصة بهذا النوع من النشاطات المالية، بالإضافة إلى التشجيع الكامل لهذا المجال والدفع بالشركات إلى الاهتمام به بشكل أكبر خلال المرحلة القادمة، متوقعا بلوغ القطاع في الدوحة لمستويات أرقى خلال الفترة المقبلة، في ظل التركيز اللامتناهي عليه من طرف الجهات الحكومية والخاصة، التي تدعم الاستثمار والابتكار في التكنولوجيا المالية.
محور إقليمي
من ناحيته أكد الدكتور رامي زيتون من جامعة قطر والخبير في قطاع التكنولوجيا المالية على الدور الكبير الذي سيلعبه هذا المنتدى في تعزيز قطاع التكنولوجيا المالية في الدوحة، وتحويلها إلى محور للمجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة التي بات يحظى بها هذا القطاع بالنسبة للاقتصادات العالمية، في ظل التطور الحاصل في التكنولوجيا.
ونوه زيتون بالنمو الذي حققه قطاع التكنولوجيا المالية في قطر خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما بات واضحا من خلال عدد الشركات التي تمارس هذا النوع من النشاطات، والدعم البحثي لهذا المجال عن طريق جهاز قطر للبحوث، ناهيك عن التشريعات والقوانين التي تم تكييفها بالشكل المتماشي مع ما يحدث دوليا على مستوى التكنولوجيا المالية، متوقعا نجاح قطر في مهمة تحقيق الريادة الإقليمية لهذا القطاع في المرحلة القادمة.
المتابعة القانونية
بدورها قالت الدكتورة أسماء القره داغي مؤسس مكتب القره داغي للمحاماة والاستشارات القانونية بأن عقد المنتدى العربي للتكنولوجيا المالية في نسخته الثانية جاء في وقته المناسب في ظل الغزو الذي تقوم به التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، بما فيها قطاع المالية الذي يحتاج إلى تطوير دائم للنواحي التقنية المرتبطة بالأنظمة الرقمية والمعلوماتية، مشددة على أن التكنولوجيا المالية وكغيرها من القطاعات الأخرى من المستحيل أن تحقق النمو المطلوب دون توفير الغطاء القانوني اللازم لها، وهو ما تعمل عليه قطر عن طريق حرصها الدائم على مواكبة النمو الحاصل في هذا القطاع على المستوى القانوني والتشريعي.
وبينت القره داغي ظهور العديد من التشريعات الجديدة في الفترة الأخيرة لحماية متعاملي التكنولوجيا المالية، وممتهنيها من بنوك وصرافات وبورصة وغير ذلك من الجهات، منتظرة استمرار الدوحة في العمل على هذا الجانب بصورة أكبر في الفترة القادمة، وذلك بغرض التماشي مع السرعة التطويرية الكبيرة التي يتسم بها هذا القطاع عالميا، ما سيعزز من مكانة قطر كأكثر الدول فعالية في التكنولوجيا المالية ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
السوق القطري
من ناحيته شدد لؤي شناك من شركة ” hyper pay ” المتعددة الجنسيات على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا المؤتمر بالنسبة للشركات الأجنبية من أجل التعرف على السوق القطري والوصول إلى طرق خدمة الأسواق في الدوحة في التكنولوجيا المالية، وبالأخص فيما يتعلق بالدفع الالكتروني و تطويره أكثر خلال المرحلة المقبلة، في ظل الاهتمام القطري الكبير بهذا القطاع.
وكشف شناك أن المشاركة في هذا المنتدى سيصاحبه الإعلان عن إطلاق فرع جديد للشركة في الدوحة، وهي التي تملك العديد من الفروع الأخرى في كل من الإمارات والسعودية بالإضافة إلى مصر، منوها بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى لهذا المنتدى، ومتوقعا تسجيلها لنفس الصدى خلال العام الحالي.
تبادل الخبرات
وقال طارق لجبور المدير التنفيذي في شركة أراب أف إكس للاستشارات والتدريب، بأن المشاركة في مثل هذه المنتديات يتيح للشركة الجلوس مع غيرها من المؤسسات الناشطة في هذا القطاع في رقعة واحدة من أجل تبادل الخبرات والتعرف على حالة السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب تعليم الأفراد أساسيات الدخول في الاستثمارات في الأسواق المالية، الذي لا يعتمد على الحظ بل على تحليلات فنية وأساسية وغيرها من الأساليب العلمية، والتي بات من الممكن الاعتماد على التكنولوجيا من أجل الوصول إليها والاعتماد عليها، وهو ما تعمل الشركة على تحقيقه من خلال التواجد في مثل هذه المناسبات، التي تمكنها من التواصل مع عدد أكبر من العملاء وتعريفهم بالدور الذي تلعبه التكنولوجيا في الوصول إلى الأرباح والفوائد المالية المبحوث عنها من طرف المستثمرين في الأسواق المالية والبورصات.