أكد الخبير الاقتصادي، مايكل فينش، رئيس المبادرات الاستراتيجية في مؤسسة بنشمارك مينيرال إنتليجنس، بروز جهاز قطر للاستثمار كلاعب عالمي، قائلا إنه يُعد أكبر مساهم مؤسس في شركة «غلينكور» العملاقة للسلع الأساسية بحصة تقارب 9 %، كما ضخ استثمارات في شركات مثل «تك ميت» و»رينبو رير إيرث»، ما يعزز روابط دولة قطر بسلاسل التوريد التي تشكّل ركيزة أساسية في مسار التحول الطاقي. وأشار فينش في الحلقة الأخيرة من منشورات مؤسسة العطية، إلى صعود المعادن الاستراتيجية ودورها الحاسم في رسم مستقبل الطاقة، وما يحمله ذلك من دلالات لقطر والمنطقة بأسرها. قائلا : «لا يقتصر دور قطر على كونها قوة طاقة تقليدية فحسب، بل تمضي بثبات لتصبح لاعبًا استراتيجيًا في سوق المعادن العالمي.
إنها رؤية طموحة بعيدة المدى تعزز مسيرة التنويع الاقتصادي، وتدعم ريادة الدولة في سلاسل الإمداد العالمية، بما يرسّخ استدامة النمو ويصون أمن الموارد الحيوية.»
وشدد فينش في حواره مع الإعلامي ستيفن كول على أن دول المنطقة لا تكتفي بمجرد التكيّف مع المتغيرات العالمية، بل تعمل بوعي على إعادة تشكيل اقتصاداتها لعقود مقبلة. ومع ذلك، ما زالت الموارد الهيدروكربونية تمثل ركناً أساسياً في اقتصاداتها، حيث تسهم بنحو 40% من الناتج المحلي في السعودية، وأكثر من 60 % في قطر، وقرابة ربع اقتصاد الإمارات. هذه الأرقام تكشف بوضوح حجم التحدي وحتمية الإسراع في مسار التنويع الاقتصادي. وكما قال فينش: «الأمر لا يقتصر على إدارة المخاطر، بل يمثل فرصة اقتصادية كبرى».
وختم فينش بالقول: «إن التحول الطاقي لا يمثل تهديداً للمنطقة، بل فرصة كبرى. فبفضل ما تمتلكه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من موارد طبيعية ورأس مال وخبرات تراكمية، تستطيع أن تصبح حجر الزاوية في نظام الطاقة العالمي المقبل». أما بالنسبة لقطر، وللمنطقة عمومًا، فإن عصر المعادن الاستراتيجية ليس مجرد وسيلة لتعويض تراجع النفط، بل هو الأساس لبناء اقتصاد طاقي جديد.