محمود النصيري

أسفرت منافسات دور الثمانية عن خروج 6 منتخبات عربية دفعة واحدة منذ دور الستة عشر لبطولة كاس اسيا لكرة القدم قطر 2023، في حين نجح منتخبا قطر والاردن في مواصلة المشوار الاسيوي بكل جدارة واقتدار بعدما ضمنا التأهل الى الدور ربع النهائي من البطولة القارية.

ومما لا شك فيه ان الفجوة الكبيرة بين كبار القارة الصفراء مقارنة ببعض المنتخبات الاخرى كان من الاسباب التي عجلت بخروج عدد كبير منتخباتنا العربية بالاضافة الى التطور الملحوظ للكرة في شرق القارة مقارنة بغربها وهو ما قلص التواجد العربي في هذه النسخة الى منتخبين فقط مع بلوغ الدور ربع النهائي.

وكانت هذه البطولة قد شهدت تألقا واضحا لعرب اسيا خلال دور المجموعات بعدما نجحت 8 منتخبات عربية في الوصول الى دور الستة عشر وهي منتخبات قطر والعراق والاردن والسعودية والبحرين والامارات بالاضافة الى فلسطين وسوريا لاول مرة في تاريخيهما في حين ودع منتخبا عمان ولبنان بصفة مبكرة من دور المجموعات.

العنابي..الحلم مستمر

بات العنابي على بعد خطوتين فقط من اجل العودة الى استاد لوسيل المونديالي مجددا وخوض المباراة النهائية لبطولة كاس اسيا دفاعا عن اللقب الذي حققه في النسخة الماضية بالامارات 2019.

وكان العنابي قد تاهل الى دور الستة عشر بالعلامة الكاملة بالمجموعة الاولى التي ضمت الى جانبه كلا من طاجيكستان والصين ولبنان، قبل ان يتخطى منتخب فلسطين بهدفين لهدف في دور الستة عشر ويواصل مشواره الاسيوي نحو الحلم المنشود.

ورغم الصعوبات التي واجهها المنتخب الوطني خلال لقاء الفلسطيني الا ان اللاعبين يعلمون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من اجل الظهور بوجه افضل في المباراة القادمة امام اوزبكستان وتحقيق الفوز من اجل العبور الى دور الاربعة الكبار والاقتراب خطوة اخرى من تحقيق الحلم.

النشامى…من اجل انجاز تاريخي

عاشت الجماهير الأردنية حالة من الفرح بعد الفوز المثير الذي حققه النشامى على العراق بنتيجة 3-2، لينجح في مواصلة المشوار في بطولة كأس آسيا، حيث قدم منتخب النشامى أداء استحق عليه الثناء والاعجاب من جميع خبراء كرة القدم في القارة؛ إذ استطاع أن يقلب جميع الحسابات في الوقت بدل الضائع، ويخرج في النهاية ببطاقة التأهل.

وأصبحت الآمال المعقودة على منتخب النشامى تكبر أكثر من أي وقت مضى، ولا سيما أن المحللين

والمتابعين واستناداً لما حققه في البطولة من نتائج ومستويات حتى الآن، قد وضعوه ضمن قائمة المنتخبات

المرشحة لحسم اللقب، خاصة وانه سيلاقي منتخب طاجيكستان الذي يعد في المتناول مقارنة ببقية منتخبات دور الثمانية.

واصبح منتخب النشامى على بعد خطوة واحدة لبلوغ دور الاربعة لاول مرة في تاريخه ولم لا الوصول الى النهائي اذا فاز على طاجيكستان ثم في نصف النهائي على الفائز من استراليا وكوريا الجنوبية.

خيبة امل عراقية

انتهت رحلة المنتخب العراقي مبكرا ببطولة كاس اسيا بعدما اظهر مستويات قوية للغاية خلال دور المجموعات ونجح في الوصول الى دور الستة عشر بتحقيق العلامة الكاملة ولعل الفوز على اليابان في الجولة الثانية لدور المجموعات بهدفين لهدف كان الانجاز الاكبر لاسود الرافدين في هذه البطولة.

وودع المنتخب العراقي البطولة، بخسارة صعبة أمام نظيره الأردني الذي سجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة.

الاخضر يودع مبكرا

أهدر منتخب السعودية ركلتي ترجيح ليودع بطولة كأس آسيا بخسارة ركلات الترجيح 4 – 2 أمام كوريا الجنوبية، بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 1-1 في المباراة التي جمعتهما لحساب دور الستة عشر على استاد المدينة التعليمية.

واجمع المحللون على تحمل مانشيني لمسؤولية الخروج المبكر من خلال التغيرات التي أجرها خلال الشوط الثاني، خصوصاً عندما زج بعدد من اللاعبين الشباب في منتصف الشوط الثاني والاستغناء عن لاعبي الخبرة الذين يمكنهم حفظ التوازن في خط الوسط، خصوصاً بعد التقدم السعودي بهدف.

ويعود آخر فوز للأخضر في إقصائيات كأس آسيا إلى ما قبل 17 عاما وبالتحديد في نصف نهائي نسخة 2007 عندما هزم اليابان بنتيجة 3ـ2، وبعد تلك المباراة خسر النهائي أمام العراق بهدف دون رد، ثم عجز عن تخطي دور المجموعات في النسختين التاليتين 2011 و2015، وعندما تمكن من عبور مجموعته في نسخة 2019 اصطدم باليابان خلال الدور التالي وسقط بهدف دون رد، وجاء مردوده مماثلًا في النسخة الحالية التي عبر دورها الأول ثم خسر مباشرة في أول مرحلة إقصائية.

الامارات والبحرين..خارج المنافسة

غادر المنتخب الإماراتي منافسات كأس آسيا بخسارته أمام طاجيكستان في دور الستة عشر، بركلات الترجيح 3-5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي على التعادل 1-1) على أرضية ملعب استاد أحمد بن علي المونديالي ليصبح بذلك المنتخب العربي الاول الذي فتح ابواب الخروج على مصراعيها امام البقية.

وبدوره بات منتخب البحرين خارج المنافسة ببطولة كاس اسيا عقب خسارته المنطقية من المنتخب الياباني امس بنتيجة ثلاثة اهداف لهدف، حيث فشل الاحمر البحريني في تكرار سيناريو منتخب اسود الرافدين في دور المجموعات عندما اطاح بالساموراي بنتيجة هدفين لهدف.

الفدائي..بصمة تاريخية

أسدل المنتخب الفلسطيني الستار على رحلته التاريخية في كأس الأمم الآسيوية عقب الخسارة امام منتخب قطر صاحب الارض والجمهور بنتيجة هدفين لهدف، لكنه في المقابل حقق انجازًا غير مسبوق، ووصل الدور الثاني لأول مرة، في تاريخه رغم كل العوامل المحيطة بلاعبيه، لا سيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعنف الاحتلال المتصاعد على الضفة الغربية المحتلة.

وأبلى الفلسطينيون بلاءً حسنًا في أرضية الملعب، وسط مدرجات لعبت دورًا مهمًا في تشجيعهم ودعمهم طوال رحلتهم في البطولة القارية.

ورغم انتهاء رحلته بالبطولة القارية عند الدور ثمن النهائي صنع نجوم المنتخب الفلسطيني الإنجاز، وقدموا مستويات تليق باسم فلسطين وشعبها الفدائي المقاوم، وكانوا عند حسن الظن بهم، رجالًا في الميدان، وعلى قدر التطلعات والآمال.

السوري يكتفي بدور الـ16

رغم خسارته امام منتخب ايران بنتيجة هدفين دون رد في المواجهة التي جمعتهما مساء امس لحساب دور الستة عشر، الا ان الوصول الى الادوار الاقصائية لاول مرة في تاريخ نسور قاسيون يعد انجازا تاريخيا يحسب لزملاء عمر خربين، وذلك على الرغم من الانتقادات التي وجهتها الجماهير السورية للجهاز الفني بقيادة الارجنتيني هيكتور كوبر بسبب خياراته الفنية وايضا لعدم توجيه الدعوة للاعب النادي العربي عمر السومة الذي يعد احد اللاعبين التاريخيين في صفوف منتخب سوريا.

شاركها.
Exit mobile version