❖ عبد الناصر البار

مع إنجاز كل منتخب أو ناد عربي بالبطولات القارية سواء في آسيا أو خارجها على الأقل في الخمس سنوات الاخيرة نجد ان لمسة قطر حاضرة في هذا الإنجاز ولو بطريقة غير مباشرة خاصة على مستوى المدربين الشباب الذين خاضوا تكوينهم الاول في الدوحة، ومن سنة لأخرى ومن موسم لموسم تؤكد قطر مرة أخرى أنها عاصمة الرياضة بامتياز وبدون منازع وخاصة على مستوى تكوين المدربين العرب والأجانب الذين منحت لهم الفرصة ولأول مرة لقيادة بعض أنديتنا، لاسيما منها أندية النخبة والصدارة مثل السد والدحيل اللذين يعتبران أقوى فرق الدوري..

في وقت كان هؤلاء لا يحلمون حتى بقيادة أندية في الدرجة الثانية والثالثة في بلدانهم ولكن قطر آمنت بقدراتهم وبفكرهم وطموحاتهم الشبابية في قيادة وتدريب أنديتنا وفتحت لهم الأبواب حتى من كان لا يملك شهادة تدريب وهو لا يزال يدرس للحصول عليها.. فقد درب بلماضي نادي الدحيل ومجيد بوقرة قاد نادي الدحيل تحت 23 عاما، وقاد المغربي حسين عموتة والإسباني تشافي هيرنانديز فريق السد، كما منح الإسباني فليكس سانشيز المنتخب الأول بعد تألقه مع عنابي الشباب.. وسنحاول خلال هذا التقرير الكشف عن نجاح كل مدرب وإليكم التفاصيل..

بلماضي بطل أفريقيا

لعل أبرز ظاهرة تدريبية مرت على دوري نجوم QNB، هي الجزائري جمال بلماضي الذي خاض تجربة احترافية بدورينا كلاعب، قبل أن يتحول للمجال التدريبي مع نادي الدحيل بمسماه القديم “لخويا” وهو الذي لم يكن يملك حتى شهادة تدريبية وقتها، ولكن طموح وحماس الرجل التدريبي مكنه من أن يكون واحدا من أفضل مدربي الدوري وهو الذي سيطر على جميع الألقاب المحلية وحتى القارية وحصد كأس الخليج مع العنابي بالسعودية وقبلها بطولة غرب آسيا، ليبرز كواحد من أفضل المدربين ويتوج بجائزة الأفضل في دورينا عام 2018، ليخوض بعدها تجربة تدريبية ثرية مع المنتخب الجزائري ويحقق كأس أفريقيا عام 2019 بمصر بعد أن غابت الكأس عن الجزائر ما يقارب 30 عاماً عن آخر لقب فاز به المنتخب الجزائري، ويتوج بجائزة أفضل مدرب في أفريقيا، كما احتل المركز الثالث في ترشيحات جائزة أفضل مدرب في العالم وقتها.

عموتة وكأس الأبطال

الرجل الثاني الذي أبرز  قدراته التدريبية في قطر وصقل موهبته أكثر في عاصمة الرياضة هو المغربي حسين عموتة الذي لعب في صفوف نادي السد وأشرف على فئاته السنية قبل أن يصبح المدرب المساعد عام 2012 للمدرب فوساتي لتضع فيه إدارة النادي الثقة اللازمة وتمنحه قيادة الفريق الأول إلى غاية عام 2015 ليتم تعيين البرتغالي جوزفالدو فيريرا مدربا للفريق بعده، وهو الخروج الذي كان في صالح المدرب المغربي الذي توج بعدها بدوري أبطال أفريقيا مع الوداد المغربي عام 2017 ضد الأهلي المصري والسوبر الأفريقي أمام تبي مازامبي الكونغولي، لتضع الجامعة المغربية الثقة في المدرب الشاب وتعيينه لقيادة المنتخب المغربي المحلي الذي فاز معه ببطولة كأس افريقيا للمحليين عام 2020.

إنجاز تاريخي مع النشامى

على الرغم من أن المغربي حسين عموتة أكد في أكثر من مناسبة أنه مدرب من طينة الكبار، وقادر عل صناعة الاستثناء وعلى الرغم من إنجازاته مع الكرة المغربية بتحقيق لقبين قاريين مع الوداد والمنتخب المغربي المحلي، إلا ان فشله في بلوغ الدور ربع النهائي ببطولة كأس  العرب عام 2021 امام الجزائر بضربات الترجيح جعل الجامعة الملكية المغربية تسحب الثقة منه على الرغم من خسارته امام بطل تلك النسخة ليعود لتدريب الوداد المغربي ثم الجيش الملكي لفترة قصيرة قبل ان يمضي العقد مع الاتحاد الأردني لكرة القدم في 27 يونيو 2023، ويكتب تاريخا ذهبيا للكرة الأردنية.

سانشيز والمجد الآسيوي

لم يكن الإسباني فليكس سانشيز مدرب العنابي  اسماً معروفاً في مجال التدريب وهو الذي تم انتدابه من أكاديمية لاماسيا ببرشلونة لأكاديمية أسباير، ليشرف على تدريب الجيل الشاب والدفعة الأولى للأكاديمية التي ضمت نجوم المستقبل مثل أكرم عفيف والمعز علي وعاصم مادبو… وسرعان ما سطع نجم سانشيز في القارة الآسيوية عندما توج بكأس آسيا للشباب عام 2014، ليضع اتحاد الكرة الثقة في المدرب الإسباني ويعينه على رأس المنتخب الأول عام 2017 خلفا للأوروجواياني فوساتي، وواصل المدرب الإسباني كتابة التاريخ وصنع الاستثناء عندما حقق كأس آسيا عام 2019 بالإمارات ليكتب تاريخا ومجدا جديدا للكرة القطرية.

تشافي مشروع برشلونة

في عام 2015 تعاقد نادي السد مع النجم الإسباني تشافي هيرنانديز لاعبا للفريق الأول، قبل أن يتم منحه تدريب الفريق في سنة 2018، بعد ثلاث سنوات قضاها كلاعب وحقق تشافي 15 لقبا مع الزعيم منها 4 ألقاب كلاعب و11 لقبا كمدرب، وهي الفرصة الثمينة التي منحه إياها السد والتي لم يكن يحلم بها حتى في بلده ليصبح مطلب أكبر وأعرق الأندية الأوروبية، قبل أن يخطف النادي الكتالوني زرقاء اليمامة من الكتيبة السداوية ويعينه مدربا للفريق الأول الذي توج معه بلقب الدوري، لتؤكد الدوحة مرة أخرى أنها علامة مسجلة في تكوين ومنح المدربين الشباب الفرصة وإيصالهم للعالمية.

هشام زاهد وبوقرة

هناك العديد من المدربين الشباب الذين ساروا ويسيرون على نهج سابقيهم من خلال منحهم فرصة العمل والتدريب بأنديتنا في الفئات السنية وهم يسيرون بخطى ثابتة لتحقيق المجد الكروي مستقبلا، وهنا نذكر الجزائري مجيد بوقرة الذي درب نادي الدحيل تحت 23 سنة وحقق معهم لقب الدوري مرتين قبل أن ينضم ويتم تعيينه مدربا للمنتخب المحلي الجزائري الذي حققه معه بطولة كأس العرب عام 2021 وهو حاليا يشرف على نادي المرخية، ونفس الشيء يقال عن المدرب الشاب هشام زاهد الذي قاد الفئات السنية لنادي السد منذ سنوات قبل أن يخوض تجربة ثانية مع نادي الشمال من خلال تعيينه مدربا مساعدا لمواطنه هشام جدران بنادي الشمال وهو لا يزال يخوض تجارب مختلفة مع أنديتنا.

دور كبير لاتحاد الكرة

ما يحسب لاتحاد الكرة هو الدور الكبير الذي لعبه في تكوين وتأطير هؤلاء اللاعبين السابقين من خلال دورات تدريبية، وبالتنسيق مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبإشراف مدربين قطريين يتقدمهم المدرب القدير فهد ثاني الذي كان يحاضر في معظم الدورات التدريبية وبحضور هؤلاء المدربين الشباب الذين أخذوا شهادتهم التدريبية من قطر.. ومما سبق يمكن القول إن قطر كانت سبَّاقة في تكوين ومنح الفرصة للمدربين العرب والأجانب وكانت طريقهم نحو العالمية من خلال حصد الألقاب المحلية بدورينا وتأكيد أنفسهم وتقديم أوراق اعتمادهم على المستوى القاري بالبطولات والإنجازات.

 

شاركها.
Exit mobile version