❖ حوار: محمد علي المهندي

كانت الشرق الرياضي في ضيافة السفارة اللبنانية حيث التقينا بسعادة الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبنانية الذي يزور الدوحة لحضور بطولة كأس آسيا بدعوة من وزير الرياضة، وقد شهد سعادته حفل افتتاح البطولة ومباراة لبنان وقطر الى جانب قيامه مع المنتخب اللبناني بسلسلة من الأنشطة مع الجالية اللبنانية في الدوحة.

 وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها سعادته قطر حيث سبق أن حضر افتتاح كأس العالم مونديال 2022، وقد أشاد بمستوى التنظيم المبهر والاحترافي في كأس آسيا 2023، كما أشاد بحفل الافتتاح ومستوى الحضور الجماهيري.   ويمتاز الوزير بثقافة نقدية وإعلامية كونه حاصلا على شهادة الدكتوراه في الآداب عام 1984 وهو أكاديمي وأديب وإعلامي وعميد كلية الإعلام والتوثيق سابقاً في الجامعة اللبنانية.  الوزير الدكتور جورج كلاس فتح قلبه لـ “الشرق” في هذا الحوار الشامل:

الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

– ربما هذه ثاني زيارة رسمية لكم الى الدوحة حدثنا عن برنامج زيارتكم؟

يسعدني زيارة الدوحة بناء على دعوة كريمة من وزير الرياضة والشباب القطري لحضور حفل افتتاح كأس آسيا 2023 ويسعدني باعتزاز كبير أن أشارك في هذا الحدث الرياضي الذي يقام في عاصمة الرياضة العالمية الدوحة وتحتضنها دولة قطر الشقيقة، وبصراحة تربطنا مع قطر علاقات متميزة وبخاصة في مجال الشباب والرياضة والتركيز على الاهتمام بالشباب اللبناني والقطري، ويهمني أن أشارك في هذه المناسبة القارية الكبيرة والمساهمة في انجاحها وكانت مباراة الافتتاح بين عيوني.. عيني اليمين وعيني الشمال وقطر ولبنان لحمة واحدة وعينان في رأس، نهنئ الرابح ونقول للخاسر حظاً سعيداً في المباريات القادمة، وكذلك أكون بجوار المنتخب اللبناني لدعمه معنوياً وتحفيزه بتقديم مستوى فني عال وتشريف الكرة اللبنانية، والأهم هو الصعود للدور الثاني عن المجموعة الأولى وهذا ما يعمل الجميع على تحقيقه.

الإبهار في الافتتاح

– حدثنا عن رأيك في حفل الافتتاح والجزء المفقود من النص في قصة كليلة ودمنة؟

 بصراحة أنا كناقد وصاحب باع كبير في الإعلام، أنا معجب وفي حالة انبهار بما رافق هذه الاحتفالية التراثية العربية الآسيوية التي أدمجت بين فن وروحية كليلة ودمنة في تراثها الآسيوي بمشاهد حية فيها قيم سامية ولها مغزى أخلافي وسياسي، وترجم القصة للعربية عبدالله بن المقفع وهو كاتب شهير في العصر العباسي، فهي من أكثر الاعمال ابهارا بشهادة النقاد الذين قابلتهم، وقد كان روعة في الإخراج وفي التركيز على الأضواء فهذا جهد مقدر وموقف معتبر، ويسرني أن أنقل هذه اللمحات والوقفات التقديرية تشجيعا لما قدمته قطر سواء في المونديال 2022 أو في افتتاحية كأس آسيا 2023، وستظل هذا الاحتفالية عملا انبهاريا متألقا من إبداع دولة قطر، وأقول إن قطر مستحقة لكل مجد.

اللفتة المقدرة لفلسطين

كما لا أنسى اللفتة المقدرة وهي تنازل كابتن قطر حسن الهيدوس عن قسم اللاعبين لكابتن منتخب فلسطين مصعب البطاط الذي كان له تأثير كبير لدى الحضور في استاد لوسيل، كما كانت لفتة طيبة مشاركة شباب وشابات من فلسطين في هذه الاحتفالية الكبيرة وكان له مغزى كبير جداً، وبلا شك أن جراح لبنان وغزة لها اهتمامات كبيرة في قلب كل مواطن عربي ووجدانه وفي ظل هذه الأفراح لن ننسى جراح لبنان وغزة التي كانت متواجدة في حفل الافتتاح وقبله في قلوبنا ونتمنى التئام السلام والمحبة والتسامح وعودة الحقوق لأصحابها.

الفعاليات المصاحبة

– رأيك بالفعاليات المصاحبة لكأس آسيا 2023؟

 بصراحة خلال اليومين التي قضيتهما في الدوحة تابعت بعض هذه الفعاليات المعبرة للشعوب الآسيوية وتقديم تراثها، وتراها في كل الأماكن من منطقة المرح (الفان زون) سواء الملاعب أو في سوق واقف وكتارا ومشيرب ودرب لوسيل والميناء القديم، كما زرت الإكسبو في حديقة البدع ووجدته ملتقى الحضارات وعبارة عن مؤتمر قمة عالمي يشارك فيه حوالي 58 دولة من دول العالم، وتتنقل من حضارة إلى أخرى وتتمازج فيه الحضارات، وأدعو الجماهير لحضور هذا المعرض.

مشهد مؤثر في إكسبو

– ما الهدف من دعواتكم للجماهير اللبنانية للحضور لجناح لبنان في إكسبو؟

 هو عبارة عن لقاء أهلي لبناني لمؤازرة وتشجيع المنتخب ودعمه وتحفيزه والالتقاء مع اللاعبين عن قرب والتعرف عليهم، وقد تأثرت بالمشهد كثيراً جداً لمشاهدة واقع وحال الشباب اللبناني والأجيال القادمة، وبخاصة عندما رأيت الشباب قادمين على الكراسي المتحركة وكبار السن والأطفال والشباب والشابات والسيدات، وأعجبني مشهد حمل العلمين القطري واللبناني وهذا يعبر عن محبة الشعب اللبناني لدولة قطر التي تدعم لبنان بقوة وفي جميع المناسبات، وهذه صورة تعبر عن اللحمة بين الشعبين اللبناني والقطري، وقد نزلت الدمعة من عيني وإن كنت على الهواء مباشرة في التلفزيون تقديراً لهذا الموقف العفوى الشعبي الذي يربط بين الشعبين الشقيقين، وأنا أشكر قطر على احتضانها للشباب اللبناني بقدرته ونوعيته ومهارته (شكراً قطر).

 أول لقاء مع وزير الرياضة

– كيف ترى احترافية التنظيم؟

  الأحد كنت في زيارة إلى وزير الرياضة والشباب القطري سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، لتقديم التهنئة له بالمنصب الجديد، وربما أنا أول وزير للرياضة والشباب يزور أخاه وزير الرياضة والشباب القطري، وتحدثنا عن التنظيم الاحترافي، وأكد أن العمل بدأ منذ إسناد مهمة استضافة بطولة كأس آسيا لدولة قطر، وتم تكوين اللجان المختلفة لهذه البطولة، وهم أصحاب خبرة ودراية بالتنظيم حيث انهم اكتسبوها من جراء مشاركتهم في تنظيم مونديال قطر 2022، وأكد أنه عمل احترافي والتركيز على القيم السامية والتسامح والمحبة وذلك من خلال حفل افتتاح البطولة بالجزء المفقود من كليلة ودمنة والإبهار الكبير في حفل الافتتاح وهو الارتقاء في التنظيم ولم يقل عن تنظيم كأس العالم 2022، كما أن الزائرين والمدعوين الرسميين لهم معاملة خاصة منذ وصولك للمطار ثم الفندق والترتيبات وحضور المباريات حتى تصل للمقعد المخصص لك وتنظيم الوقت، هناك تنظيم من نوع خاص في تنظيم الطرقات وكذلك القوى الأمنية لها دور كبير في تأمين الملاعب والطرق المؤدية الى الملاعب، وداخل الملاعب وخارجها هناك دقة في التنظيم وتأمين سلامة الجماهير وهذا عمل مقدر، كما أن للريل دوراً كبيراً في نقل الجماهير وسهولة وصولهم للملاعب والذي يحمل تذكرة يركب بالمجان.

الحضور الجماهيري

– ماذا عن الحضور الجماهيري في مباراة الافتتاح؟

  الحضور الجماهيري الكبير الذي تجاوز (82,490) متفرجا له دلالاته وله مغزى وهدف كبير وهو إنجاح هذه البطولة وهو رقم قياسي جديد تجاوز كل بطولات كأس آسيا لكرة القدم، وهذا شيء جميل ويثلج الصدر بأن قطر الصغيرة في مساحتها الكبيرة بأفعال رجالها كسرت وحطمت كل الأرقام القياسية السابقة في الحضور الحماهيري وأتقدم لهم بالشكر والتقدير، واللافت للنظر أنه لم يصدر من قبل هذا العدد من الجماهير حتى صوت واحد خارج عن المألوف ولا عن الروح الرياضية وكذلك القيم السامية، وأكد أن كل قطري ومقيم على أرض قطر الخير والمحبة هو معني بنجاح هذه التظاهرة الآسيوية، وأقول من أعماق قلبي (شكراً قطر أرض الإبداع والإتقان).

أداء مشجع للمنتخب اللبناني

– مباراة الافتتاح بين قطر ولبنان جذبت اهتمام الجمهور فكيف كان شعوركم ؟

  بالنسبة لتقييم الأداء للمنتخب اللبناني كان مشجعا في مباراة الافتتاح وقد لاحظت في الشوط الأول مدى انسجام وتناغم اللاعبين وقدم مستوى جيدا أمام المنتخب القطري رغم خسارته بالثلاثة، وأضاع العديد من الفرص ربما تكون المباراة الافتتاحية لها تأثير وضغط الجماهير الغفيرة، وأنه يلعب مع حامل اللقب وصاحب الأرض، الجماهير اللبنانية حضرت وهي تحمل العلمين اللبناني والقطري وهذا دليل على محبة الشعبين وشجعت منتخبها بحرارة، ولكن بعد المباراة لم يكن هناك أي شيء يعكر صفو الجماهير بل على العكس قامت الجماهير بتشجيع وتقديم التهنئة للشعب القطري، وتمنت لمنتخبها التوفيق في باقي مباريات المجموعة الأولى ، ونحن على ثقة بأن المنتخب اللبناني لديه القدرة والإمكانيات الفنية للتأهل للدور الثاني من هذه المجموعة لأن مستواه الفني أفضل من الصين وكذلك طاجيكستان، وعليه أن يركز جيداً في مباراة الصين وعدم إضاعة الفرص السهلة، مع البعد عن الخوف والرهبة والشد العصبي لأن لدى اللاعبين إمكانيات فنية قادرة على تحقيق الهدف المنشود، وأنا أقول لك كوزير للشباب والرياضة إن فوز قطر هو فوز للبنان وأنا أحمل العلمين اللبناني والقطري، ولبنان عين وقطر العين الأخرى.

 الكأس من نصيب المنتخب القطري

– ما المنتخب الذي ترشحه للفوز بالنسخة (18) من كأس آسيا 2023؟

 أنا بطبيعتي لا أحب أن أدخل ضمن التوقعات والتخمينات عموماً، ولكن لديّ إحساس كوزير شباب ورياضة وإعلامي بأن الأرض ستلعب مع أصحابها هذه المرة ولن تخيّب آمال قطر حاملة اللقب ولديّ شعور بأن اللقب والكأس لن يخرجا من قطر لأني على يقين بأن لاعبي قطر سيضعون نصب أعينهم المحافظة على اللقب وهذا يحتاج لدعم جماهيري كبير في كل المباريات ونطمئن الشعب القطري بأن الكأس سيبقى في خزائن الاتحاد القطري لكرة القدم وأتمنى للمنتخب التوفيق وللبطولة النجاح الكبير.

التعاون والمشاريع المشتركة

– حدثنا عن لقائك مع سعادة وزير الرياضة والشباب الجديد الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني؟

طبعاً كان الحوار مهماً مع سعادة وزير الرياضة والشباب وأكدنا على الدبلوماسية السياسية وبحثنا أوجه التعاون بين البلدين وركزنا على الشباب والرياضة والاهتمام بالشباب لأنهم هم جيل المستقبل ويحتاجون دعماً حقيقياً، وشكرناه على الاهتمام بالشباب اللبناني العاملين في قطر ودعمه لهم، لأن قطر دائماً في وجدان اللبنانيين، ويحملون العلمين، وتباحثنا مع سعاد الوزير بفكرة إقامة تعاون دائم من خلال وثيقة تفاهم وقد تكون الأولى بين لبنان وأي دولة عربية، في الإطار الشبابي وإنماء الشباب والاستثمار فيهم، أما الشق الرياضي، فهو كبير، وكذلك الاستفادة من التجربة القطرية وأكاديمية التفوق الرياضي أسباير وهي مصنع تخريج المواهب في المجال الرياضي، وكذلك الاستفادة من مستشفى (اسبيتار) وأيضاً تبادل الزيارات والخبرات في المجال الشبابي والرياضي، ونحن نشتغل ضمن رؤية 2030.

معالم قطر السياحية

– هل زرت المعالم السياحية في قطر؟

 نعم زرت بعض الأماكن والمعالم السياحية، ولكن لديّ زيارات للمتحف الإسلامي، ومتحف قطر الوطني، ومكتبة قطر الوطنية بالإضافة إلى زيارة الحي الثقافي (كتارا)، ودرب لوسيل ومتاحف مشيرب، وغيرها من الأماكن والمعالم السياحية، كما أعجبت بزيارة سوق واقف ولكن يظلك ماشي بحكم تواجد الزوار وهو يعبر عن التراث القطري الجميل ومشيرب بجواره يعبر عن التطور الحديث، والميناء القديم له رونق وطابع خاص وغيره من الأمور، وأرى أن هناك تسارعا في النمو والخدمات وتتطور بسرعة مذهلة.

كرم الضيافة القطرية

– كيف تنظر الى كرم الضيافة وفتح المجالس القطرية للجماهير القادمة من الخارج؟

 طبعاً القطريون دائماً كرماء ويرحبون بضيوفهم عبر استقبالهم بمجالسهم العامرة بالزائرين من كل حدب وصوب، ويتذوقون الأكلات الشعبية القطرية، بالإضافة لتجمعهم على وجبة عشاء وتقدم للضيوف بالمجان وسط أجواء رائعة، كما أنهم يستمتعون بمشاهدة المباريات طوال اليوم، وبعد النجاح الكبير لمسنا في آسيا وسمعنا أن بعض المجالس مفتوحة من قبل المواطنين القطريين للزوار، وهذا غيض من فيض، والقطريون بطبيعتهم يحبون شعوب العالم، ويتمسكون بتراثهم وأصالتهم.

وأشكر جريدة “الشرق” الغراء على هذه الاستضافة، وأشكركم على تغطيتكم المتميزة، وملحق الشرق الرياضي الذي له ميزة رائعة ويعيشك وكأنك في قلب الحدث وأنتم دائماً في الصدارة.

 

شاركها.
Exit mobile version