|

بعد أن اتهمه وزير الداخلية الفرنسي بـ “صلته بجماعة الإخوان المسلمين”، وجد النجم الفرنسي لكرة القدم كريم بنزيمة نفسه في قلب عاصفة إعلامية وصلت لحد طلب عضوة بمجلس الشيوخ سحب جنسيته الفرنسية وحتى تتويجه بالكرة الذهبية، إذا تأكدت علاقاته مع التنظيم الإسلامي.

ومثل بنزيمة (35 عاما) منتخب فرنسا الأول في 97 مباراة دولية سجل خلالها 37 هدفا خلال الفترة من 2007 حتى 2022، وتوج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم العام الماضي 2022 بعد أن قاد ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا.

وأمطر بنزيمة -الذي يلعب حاليا لفريق الاتحاد السعودي- بوابل اتهامات من مسؤولين رفيعي المستوى في فرنسا منذ الاثنين الماضي بعد أقل من يوم واحد على تغريدته التي أعلن فيها تضامنه مع قطاع غزة، التي يتعرض لإبادة جماعية منذ 11 يوما بعد إطلاق المقاومة الإسلامية عملية طوفان الأقصى آخرها قصف مستشفى المعمداني، راح ضحيتها آلاف القتلى وأكثر من 10 آلاف جريح.

وكان بنزيمة غرّد الأحد الماضي قائلا “كل صلواتنا من أجل سكان غزة، ضحايا مرة أخرى لهذا القصف الظالم الذي لم يسلم منه نساء ولا أطفال”.

وتضمنت حملة تشويه بنزيمة، إضافة إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، عدة رموز سياسية فرنسية، منها الوزيرة الفرنسية السابقة النائبة بالبرلمان الأوروبي نادين مورانو، التي قالت في قناة “سي نيوز” وإذاعة “أوروبا 1″، إن بنزيمة اختار معسكره وبات “عميلا للبروباغندا (الدعاية) التي تمارسها حماس وتهدف هي الأخرى لتحطيم إسرائيل”.

وهاجم السياسي الفرنسي اليميني المتطرف جون مسيحة، نجم ريال مدريد السابق قائلا: “إن بنزيمة يشعر بالارتباط بالأمة الإسلامية أكثر من فرنسا وهو مثل الكثيرين، فرنسي على الورق فقط”.

لكن التطور الأخطر في حملة تشويه بنزيمة ما طالبت به النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي فاليري بوايي، بسحب الجنسية الفرنسية والكرة الذهبية من المهاجم الذي طالما دافع عن ألوان الديوك وجلب له الانتصارات.

كريم بنزيمة (يمين) لعب 97 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي  (رويترز)

ولم يرد بنزيمة على الحملة وترك محاميه هيوز فيغييه، الذي نفى بشكل قاطع أي علاقة للاعب بجماعة الإخوان المسلمين، وكشف أنه يستعد لرفع دعاوى قضائية ضد وزير الداخلية الفرنسي، وعضو البرلمان الأوروبي فرانك تابيرو -الي شارك في حملة التشويه-، ونادين مورانو وفاليري بوايي.

هل يمكن تجريد بنزيمة من الجنسية الفرنسية؟

يجيب عن هذا السؤال المحامي الفرنسي ميشاك فيليزما، الذي يقول للجزيرة نت إنه لا يمكن سحب جواز سفره الفرنسي حسب القوانين الفرنسية، إذ يجب توافر 3 عناصر لسحب الجنسية هي:

  • الحصول على جنسية دولة أخرى.
  • التعامل كمواطن من هذه الدولة.
  • ارتكاب أفعال تتعارض مع مصالح فرنسا.

ويشير المحامي المدني الفرنسي إلى أن بنزيمة لا يحمل سوى الجنسية الفرنسية فقط التي لا يمكن سحبها منه لأن ذلك سيؤدي إلى جعله عديم الجنسية، خاصة وأنه لم يرتكب أفعال تتعارض مع مصالح بلاده لعدم ثبوت أي علاقة بينه وبين الإخوان المسلمين، وكل الاتهامات التي وجهت له مبنية على أساس موقفه السياسي و الإنساني الأخير فقط.

هل يمكن سحب الكرة الذهبية من بنزيمة؟

ويجيب على هذا السؤال موقع “آر إم سي” الرياضي الفرنسي، بالإشارة إلى عدم وجود ما يمنع احتمال سحب الكرة الذهبية من بنزيمة، ولكن لا يوجد شيء يجعل ذلك ممكنًا أيضًا في لوائح الجائزة التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية ولا ترتبط بأي حال من الأحوال بأمور إضافية ولكنها تركز فقط على أداء اللاعبين في المستطيل

ويؤكد الموقع على أنه لم يسبق سحي الكرة الذهبية من أي لاعب فاز بها رغم إدانة بعض الفائزين أو استجوابهم في قضايا ضريبية ومنهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والكرواتي لوكا مودريتش، والبرتغالي لويس فيغو، أو من اتهموا بالاغتصاب مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أو البرازيلي رونالدو نازاريو.

كريم بنزيمة فاز بالكرة الذهبية عام 2022 (رويترز)

استقطاب سياسي

ويقول المحامي الرياضي الدولي محمد متولي، للجزيرة نت إن كل الاتهامات الموجهة إلى بنزيمة مسيسة نتيجة الاستقطاب السياسي الموجه ضد الإسلاميين أو من يبدي أي تعاطف معهم، مشيرا إلى أن تغريدة بنزيمة لم تكن عدائية بقدر ما كانت إنسانية، ولا تعني بأي شكل من الأشكال وجود أي رابطة مع التيارات الإسلامية المصنفة لدى فرنسا بأنها إرهابية.

ويؤكد متولي على ماذ ذكره المحامي الفرنسي بأن فرنسا لا يمكنها سحب الجنسية من بنزيمة لعدم وجود أي إثبات مادي على انضمامه لأي جماعة إرهابية -حسب القانون الفرنسي- وإن حدث ذلك فيمكن للاعب رفع دعوى قضائية ضد السلطات الفرنسية نجاحه في حسمها لصالحه مضمون 100%.

ويشير متولي إلى أن وزير الداخلية الفرنسي عنصري ومعروف عنه دعم الكيان الصهيوني ولذلك أدلى بتلك التصريحات العنترية للضغط ليس إلا على بنزيمة لعدم تكرار إظهار تعاطفه مع الفلسطينيين، ورسالة لأي رياضي بأن دعم غزة سيجعلك في وجه العاصفة وبالتالي لا يكون في فرنسا سوى اتجاه واحد نحو دعم إسرائيل وتشويه الفلسطينيون.

شاركها.
Exit mobile version