المنتخب الأردني

❖ محمود النصيري

واصل المنتخب الأردني كتابة التاريخ بأحرف من ذهب في بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023، ببلوغه المباراة النهائية للبطولة لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية بعد الفوز على منتخب كوريا الجنوبية في قبل النهائي بنتيجة هدفين دون رد.

هذا الانجاز يعود فيه الفضل الى المدرب المغربي حسين عموتة الذي يعد العقل المدبر لمسيرة النجاح الاردنية في هذه البطولة القارية، حيث عمل المدرب في صمت على مدار الفترة الماضية، مقدما بطولة استثنائية على كافة المستويات استطاع خلالها قيادة النشامى للإطاحة بالمنتخب العراقي في دور الستة عشر ثم الطاجيكي بدور الثمانية قبل ان يتفوق على الشمشون الكوري في قمة أم الأفاعي، ليصل إلى نهائي البطولة على استاد لوسيل المونديالي، وذلك لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.

هزائم ثقيلة

عانى المنتخب الأردني كثيرا من ناحية النتائج منذ وصول المدرب المغربي للدكة الفنية للنشامى، حيث اعتبر البعض ان تعيينه كان خطأ ويجب اصلاحه في اقرب وقت، وفي 8 مباريات أشرف فيها عموتة على تدريب النشامى قبل انطلاق كأس آسيا، تعرض الأردن للهزيمة في 6 منها، أمام النرويج وأذربيجان وإيران والعراق والسعودية واليابان، بينما تعادل أمام طاجيكستان وانتصر على قطر في مباراة ودية.

الهزائم الثقيلة، خاصة أمام النرويج بسداسية نظيفة وامام اليابان بسداسية مقابل هدف، أشعلت غضب الجماهير الأردنية التي طالبت بإقالة عموتة من منصبه، خوفا من تقديم اسوأ نسخة لمنتخب النشامى في كأس آسيا، لكن ما حصل في هذه النسخة من البطولة القارية اذهل الجميع بعدما قدم عموتة افضل أجيال الكرة الاردنية التي حققت احلام الجماهير المتعطشة لانجاز قاري ينصف الجهود التي بذلت على مدار الفترة الماضية.

انتقادات لاذعة

منذ تعيينه في يونيو 2023 لم يسلم المغربي حسين عموتة من الانتقادات اللاذعة، حيث عمت الاجواء السلبية بين الجماهير في ظل النتائج المتواضعة التي لا تتماشى مع طموح النشامى آنذاك.

واطلقت مواقع التواصل الاجتماعي حملات لإقالة المدرب المغربي بسبب عدم تحقيق النتائج المرجوة في المباريات الودية التحضيرية لكأس آسيا قطر 2023، وايضا خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026.

تحول جذري

لم يتوقع اشد المتفائلين وصول المنتخب الأردني الى نهائي كأس آسيا، قبل انطلاق البطولة حيث رشح المتابعون العديد من المنتخبات للمنافسة على اللقب، لكن هذه الترشيحات لم تضم منتخب النشامى واكتفت بقائمة تضم اليابان باعتباره المرشح الاول الى جانب كوريا الجنوبية والعراق وإيران وقطر البلد المستضيف.

ومع انطلاق صافرة البطولة في 12 يناير الماضي تغيرت الاحوال وقدم النشامى مستويات عالية منذ المواجهة الافتتاحية بدور المجموعات حيث نجح في تحقيق اكبر فوز في الجولة الاولى على حساب ماليزيا بنتيجة اربعة اهداف نظيفة، و في مباراة اظهر خلالها اللاعبون تجانسا كبيرا ومستويات رائعة كللت بأربعة أهداف، وفي المواجهة الثانية امام كوريا الجنوبية لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات تقدم الأردن بنتيجة هدفين لهدف، حتى الدقيقة 93، قبل ان ينجح الشمشون الكوري في إدراك التعادل بصعوبة بالغة.

وفي المباراة الأخيرة من دور المجموعات وبينما كان متصدرا لمجموعته بأربع نقاط، حرص المغربي حسين عموتة على اراحة اغلب اللاعبين الأساسيين في المواجهة التي جمعت النشامى بمنتخب البحرين، ليخسر بهدف نظيف متفاديا مركز الصدارة الذي كان سيجعله يلاقي منتخب اليابان في دور الـستة عشر، ليعبر كأفضل اصحاب المركز الثالث.

مسيرة الأبطال

بعد مروره إلى الأدوار الاقصائية كواحد من افضل الثوالث، بدأت الانتفاضة الكروية لمنتخب النشامى الذي أزاح منتخب العراق، وقدم امامه اداء بطوليا وخطف فوزا مثيرا بنتيجة 3-2، في مباراة ادخلت النشامى في سجلات التاريخ، وفي دور الثمانية ازاح الاردن مجددا منتخب طاجيكستان العنيد قبل ان يطيح بمنتخب كوريا الجنوبية بثنائية نظيفة في المواجهة البطولية التي اقيمت بينهما اول امس على استاد احمد بن علي المونديالي، ليبصم على وصوله التاريخي الاول الى النهائي القري بجدارة واقتدار.

مشوار ناجح

ولد حسين عموتة في 24 أكتوبر 1969 بمدينة الخميسات في المغرب، وذلك قبل أن يبدأ مسيرته الرياضية مع نادي اتحاد الخميسات عام 1988، وبعدها انضم إلى نادي الفتح الرياضي، وقضى معه 6 سنوات، وتمكن وقتها من الفوز ببطولة الدوري المغربي مرتين في عامي 1993 و1994.

كما حقق لقب هداف الدوري المغربي مع نادي الفتح الرياضي سنة 1994، ثم انتقل النجم المغربي إلى نادي السد القطري عام 1997، حيث توج معه بلقب بالدوري وبكأس الأمير وكأس ولي العهد.

وتمكن عموتة في ذلك الموسم من تحقيق لقب هداف الدوري.

وفي عام 1992 شارك مع المنتخب المغربي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي أقيمت في مدينة برشلونة الإسبانية.

الخميسات.. نقطة البداية

بدأ عموتة مسيرته التدريبية بتدريب ناشئي نادي اتحاد الخميسات سنة 2003، وفي 2010 انطلق المدرب المغربي في مسيرة الانجازات رفقة الفتح الرباطي المغربي، الذي فاز معه بكأس العرش والاتحاد الأفريقي في نفس العام، ثم بعدها خاض غمار الاحتراف في الدوري القطري رفقة السد، الذي توج معه بلقب الدوري في 2013 وكأس سمو الأمير في 2014-2015، ثم كأس السوبر القطري.

وفي موسم 2016-2017، قاد عموتة فريق الوداد الرياضي وتوج معه بلقب الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا، قبل أن يشرف على منتخب المغرب للمحليين ويفوز معه بلقب كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين في 2020 بالكاميرون.

التجربة الأولى

يعد مشوار المغربي حسين عموتة مع الأردن أول تجربة حقيقية مع منتخب أول، بعد حوالي 17 عاماً من تدريب الأندية ومنتخبات الفئات العمرية.

وعرف عموتة بصرامته الكبيرة، حيث يحرص المدرب البالغ من العمر 55 عاما على فرض الانضباط بين اللاعبين خلال التدريبات وفي حجرات الملابس وايضا خلال المباريات.

شاركها.
Exit mobile version