❖ محمود النصيري
تواصل النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب قطر 2025 تحطيم المزيد من الارقام القياسية على مستوى الحضور الجماهيري، بعدما استطاعت الملاعب المونديالية الستة المستضيفة للبطولة استيعاب مئات الآلاف من مشجعي المنتخبات الستة عشر المشاركة في هذه النسخة الاستثنائية مما اضفى اجواء من الحماس والاثارة تعدت حدود الملاعب الى شاشات التلفاز في شتى انحاء الوطن العربي والعالم بأسره.
هذا الحضور القياسي يؤكد من جديد على الشغف الكبير بكرة القدم في المنطقة والنجاح التنظيمي لدولة قطر في استضافة مثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى باستخدام مرافق عالمية المستوى والتي تم استخدامها أيضًا في بطولة كأس العالم 2022 والتي وصفها السويسري جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم-فيفا بأنها الافضل في تاريخ البطولة برمتها.وكانت نسخة 2021، شهدت الحضور الجماهيري الأكبر في تاريخ البطولات العربية، والذي بلغ 571 الفا و605 مشجعين في 32 مباراة، بينما شهد الدور الاول من النسخة الحالية حضور 812 الف و318 متفرجا اي بمعدل 33 الف و846 متفرجا في المباراة الواحدة ما يُرجح إمكانية الوصول إلى حضور جماهيري ضخم يُناهز المليون متفرج في المدرجات مع اسدال الستار على منافسات هذه البطولة وخوض جميع المباريات الـ32.

– “الأولى” الأكثر حضورا
تصدرت المجموعة الاولى جدول الترتيب للاكثر حضورا جماهيريا في مباريات الدور الاول من بطولة كأس العرب، وذلك لتواجد جماهير البلد المستضيف الى جانب الشعبية التي تحظى بها منتخبات تونس وفلسطين وسوريا وهو ما رجح كفة هذه المجموعة لتتصدر مدرجات الملاعب العربية. وشهدت المباريات الست خلال الجولات الثلاث بدور المجموعات حضور 263 الفا و178 متفرجا، مع العلم ان مباراة قطر وفلسطين في الافتتاحية هي الاعلى حضورا بهذه المجموعة والتي شهدت تواجد 61 الفا و475 متفرجا.في المقابل شهدت المجموعة الثانية حضور 189 الفا و568 متفرجا، وشهدت المجموعة الثالثة حضور198 الف و638 متفرجا اما الرابعة فشهدت حضور 160 الف و934 متفرجا.
– مواجهات الكبار
ساهمت العديد من المباريات القوية بين المنتخبات العربية المرشحة للمنافسة على اللقب العربي في استقطاب المزيد من الجماهير مقارنة ببقية اللقاءات التي ظهرت اقل زخما جماهيريا، على غرار القمة الكروية التي جمعت المنتخب المغربي مع نظيره السعودي على استاد لوسيل والتي سجلت أعلى حضور في تاريخ البطولة بـ78الفا و131 متفرجا، ومباراة قطر مع فلسطين في الافتتاح والتي شهدت ايضا حضور 61 الفا 475 متفرجا، في المقابل تعتبر مباراة عمان مع جزر القمر الاقل حضورا بدور المجموعات بـ 9348، تليها مواجهة العراق مع البحرين بـاكثر من 10 مشجعين فقط.
– أرقام غير مسبوقة
تظهر الشاشات العملاقة بمختلف ملاعب البطولة ارقاما غير مسبوقة ولم تعتدها الجماهير العربية، حيث اكدت الحشود الجماهيرية التي توافدت على الملاعب ان دولة قطر حاضنة كرة القدم العربية والعالمية هي الافضل في تنظيم البطولات والاحداث الرياضية الكبرى في مختلف الالعاب وان اللجنة المنظمة نجحت مجددا في ادارة هذا السيل الجماهيري الكبير بأعلى درجات الاحترافية والدقة بما يساهم في خلق تجربة رائعة للمشجعين سواء من المقيمين او الضيوف الذين حضروا من خارج قطر للاستمتاع بهذا الحدث.
ساهم الموقع المركزي لدولة قطر في منطقة الخليج وتسهيلات الدخول للدول المجاورة في جذب اعداد كبيرة من الجماهير من مختلف الدول العربية للحضور ومؤازرة منتخباتهم، كما اتاح تقارب الاستادات ومختلف المرافق الاخرى من فنادق واماكن سياحية وترفيهية للجماهير الفرصة للمشجعين من اجل حضور اكثر من مباراة في يوم واحد والاستمتاع بالعروض الكروية المثيرة التي قدمتها المنتخبات على مدار الايام التسعة الماضية.
– بنية تحتية متطورة
أتاحت الملاعب المونديالية ذات المستوى العالمي وشبكة النقل المتطورة مثل مترو الدوحة استيعاب أعداد كبيرة من المشجعين ووفرت لهم تجربة استثنائية وسهلة الوصول إلى المباريات، وهو ما عزز من النجاح التنظيمي لدولة قطر في هذه النسخة التي جددت من خلالها حرصها على تقديم نموذج متميز واحترافي منح البطولة المزيد من الزخم الاعلامي محليا ودوليا.
– شغف وحماس
يعكس الإقبال الكبير الشغف والحماس العميق لدى الجماهير العربية تجاه منتخبات بلادها والبطولة ككل، اهمية الاستضافات القطرية التي اصبحت محل اجماع بأنها الافضل والاقرب لقلوب كل العرب دون استثناء، حيث تحولت المدرجات إلى كرنفال احتفالي امتزجت فيه الاعلام بالاهازيج التشجيعية واصبحت هتافات الجماهير تصدح من كل حدب وصوب، ما جعل من هذه النسخة المونديالية من البطولة العربية مسرحا للابداع الجماهيري والحماس والاثارة.
– اعتراف الفيفا
ساهمت قطر في اعادة الحياة للبطولة العربية بعدما اصبحت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم-فيفا وهو ما منح البطولة طابعا رسميا ومعترفا به دوليا، واسهم في رفع مكانتها مقارنة بالنسخ السابقة التي كانت تنظم تحت مظلة الاتحاد العربي لكرة القدم فقط.
ويضمن إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم تطبيق المزيد من المعايير المعتمدة في البطولات التي تقام تحت مظلتها سواء على مستوى السلامة او التنظيم او ادارة الحشود الجماهيرية، مما اسهم في تعزيز ثقة الجماهير في الحضور إلى الملاعب وشجعهم على الاستمتاع بالعروض الكوية او بالفعاليات المصاحبة التي تقام اما في محيط الملاعب او في الاماكن التراثية والسياحية في مختلف انحاء الدولة.
– نقاط تصنيفية
شكلت بطولة كأس العرب قطر 2025، فرصة للمنتخبات العربية من اجل الاحتكاك والتنافس في بيئة احترافية عالية ومرافق عالمية المستوى، لا سيما وان الاتحاد الدولي يمنح نقاطا تصنيفية للمنتخبات المشاركة في هذه البطولة رغم اقامتها خارج ايام الفيفا، حيث يتم التعامل مع مبارياتها على أنها مباريات دولية ودية.وعلى الرغم من اعتمادها كمباريات ودية، إلا أن إقامتها ضمن الأجندة الدولية للفيفا يمنحها وزنًا أكبر في حساب النقاط مقارنة بالمباريات الودية التي تُلعب خارج هذه الأجندة وهو ما يعكس حرص العديد من منتخبات عرب اسيا على المشاركة في البطولة بمنتخباتها الاولى.
– زيادة المكافآت
اسهمت اقامة بطولة كأس العرب للمرة الثانية تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم-فيفا في زيادة كبيرة للجوائز والمكافآت المالية المرصودة، مما ساعد على تحفيز المنتخبات المشاركة على تقديم أفضل مستوياتها، حيث تبلغ الجوائز المالية 36.5 مليون دولار، وهو ما انعكس بشكل ايجابي على تحفيز المنتخبات واللاعبين من اجل تقديم مستويات فنية قوية، مما يرفع من القيمة الفنية والتنافسية للبطولة.

