استعداداً للاستحقاقات القارية والدولية المقبلة

محمود النصيري

حقق منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم العديد من المكاسب خلال تجربتيه الوديتين القويتين اللتين خاضهما أمام منتخبي كينيا وروسيا وذلك ضمن رحلة الاستعداد للاستحقاقات الرسمية المنتظرة في الفترة المقبلة، حيث تستضيف قطر نهائيات كأس آسيا في يناير المُقبل، ويلعب مُنتخبُنا ضمن المجموعة الأولى إلى جوار مُنتخبات الصين وتركمانستان ولبنان ويُشاركُ مُنتخبُنا أيضا ضمن المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية المُشتركة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 مع مُنتخبات الهند والكويت والفائز بين أفغانستان ومنغوليا.

ولعلّ من أهم هذه المكاسب هي الثقة التي حصل عليها العنابي ونجومه وتطور الأداء الجماعي للاعبين خلال تجربتين قويّتين وجيّدتين أمام مدرستين مختلفتين الأولى أفريقية أمام المنتخب الكيني الذي يتميز بالصلابة البدنية والمهارات الفردية والثانية أمام الدب الروسي الذي يعرف بالدهاء التكتيكي واللعب الجماعي والمنظم.

توليفة قوية

شهدت مباراتا كينيا وروسيا الوديتان عودة جماعية للقوة الضاربة للعنابي والتي غابت عن المنتخب خلال المرحلة الماضية وتحديدا منذ مشاركته في مونديال قطر 2022، حيث تم منحهم راحة إجبارية اعتمد خلالها الجهاز الفني على عدد من الوجوه الجديدة التي أثبتت جدارتها لتمثيل العنابي في مختلف الاستحقاقات القارية والدولية المنتظرة.

ومن أبرز النجوم الذين افتقدتهم الجماهير العنابية خلال الأشهر الماضية والعائدين إلى صفوف العنابي ظهر كل من أكرم عفيف وبيدرو وبوعلام خوخي وحسن الهيدوس وعبد الله الأحرق وكريم بوضياف وسعد الشيب وعبدالعزيز حاتم وغيرهم من ركائز المنتخب الذي توج بكأس آسيا في الإمارات 2019.

وشكلت هذه العودة القوية لركائز العنابي فرصة للجهاز الفني بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش في خلق توليفة قوية جمعت عناصر الخبرة بطموح الشباب لا سيما وأن كيروش كان حريصا على تواجد عدد من الأسماء الجديدة التي شاركت في معسكر النمسا ثم في بطولة الكأس الذهبية بأمريكا وهو ما عزز خياراته الفنية خلال المباراتين الوديتين حيث اعتمد في المباراة الأولى أمام منتخب كينيا على 22 لاعبا أي بمعدل 11 لاعبا في كل شوط قبل أن ينخفض العدد إلى 19 لاعبا في المواجهة الودية الثانية أمام الدب الروسي حيث قام كيروش بثمانية تغييرات على فترات متفرقة من الشوط الثاني.

وكان كيروش حريصا على إعطاء الفرصة كاملة لكافة اللاعبين من أجل حصر خياراته تدريجيا في عدد من اللاعبين الذين سيحظون بثقة كاملة في قادم الاستحقاقات الرسمية للمنتخب وعلى رأسها تصفيات كأس العالم 2026 وأيضا كأس آسيا التي ستستضيفها قطر مطلع العام القادم.

عودة الروح للمدرجات

عادت الروح مجددا لمدرجات استاداتنا المونديالية التي استضافت قبل أشهر قليلة كبار المنتخبات العالمية في بطولة كأس العالم قطر 2022، ويعود الفضل في ذلك إلى الأعداد المتزايدة من الجماهير العنابية التي حرصت على التواجد بأعداد لا بأس بها خلال وديتي كينيا وروسيا.

وأعادت الألوان العنابية التي سيطرت على مدرجات استاد الجنوب المونديالي إلى الذاكرة ما قامت به جماهيرنا خلال مونديال 2022، حيث كانت بمثابة اللاعب رقم 12 في صفوف المنتخب رغم النتائج المخيبة للآمال والتي انتهت بخروج منتخبنا الوطني من دور المجموعات دون أي نتيجة إيجابية.

 وعموما تصب عودة مشجعي العنابي حتما في مصلحة المنتخب ما يؤكد أنه في طور استعادة الزخم الجماهيري خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وأيضا خلال بطولة آسيا التي ستستضيفها قطر خلال شهر يناير المقبل.

شاركها.
Exit mobile version