كرة الرحلة وكرة الحلم.. كأس العالم FIFA قطر 2022

الدوحة – قنا

الدوحة في 23 نوفمبر /قنا/ شهدت بطولة /كأس العالم FIFA قطر 2022/ استخدام كرتين رسميتين خلال مباريات البطولة، الأولى كانت كرة “الرحلة” وتم استخدامها بداية من دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي، ثم كرة “الحلم” التي تم استخدامها خلال مباريات الدورين، نصف النهائي، والنهائي.

وحرصت دولة قطر على تقديم ابتكارات مميزة وتكنولوجيا مستحدثة عززت نجاح النسخة القطرية، وباتت الأولى التي تقام في الشرق الأوسط والمنطقة بتقنيات متجددة تزيد من حداثة كرة القدم ومواكبتها لتطورات التكنولوجيا الحديثة، وكان من بين التكنولوجيا المستحدثة استخدام كرات بتقنيات مبتكرة، تواكب التقدم التكنولوجي الذي دخل في المنافسات الرياضية لمساعدة الحكام ورصد كل صغيرة وكبيرة خلال المباريات تحقيقا للعدالة ومنعا لأي شعور بالظلم قد يتسلل إلى نفوس اللاعبين وجماهير الكرة.

وبات التطور الكبير على مستوى الكرات الرسمية التي يتم استخدامها في كل بطولة لكأس العالم، تقليدا يتجدد مع كل نسخة، ويعتمد على”بروتوكول” رسمي، يسمح بجعل كل كرة تحظى بتصميم معين ورمزية خاصة لربط المونديال بالبلد المستضيف.

ووصف الاتحاد الدولي لكرة القدم، كرة “الرحلة” بأنها مستدامة ومذهلة وتحظى بجودة عالية، وذكر أن الاسم مستوحى من الثقافة والعمارة والقوارب الشهيرة وعلم دولة قطر التي استضافت البطولة.

وتعد “الرحلة” هي الكرة رقم (14) في تاريخ نهائيات بطولات كأس العالم، وتعد الأولى في تاريخ البطولة التي تصنع من الأحبار والمواد اللاصقة المائية، وتتميز بالانتقال خلال الطيران بسرعة تفوق أي كرة أخرى في تاريخ البطولة، وتحتوي على (20) لوحة، منها ثماني لوحات عبارة عن مثلثات صغيرة ذات جوانب متساوية تقريبا، و(12) مثلثا أكبر حجما، وقد وضعت فجوات صغيرة في سطحها لجعلها أقسى وأكثر ديناميكية هوائية، وغطتها بخصائص تعطي سطحها إحساسا سلسا نسبيا مقارنة بسابقاتها.

وتوصل كرة “الرحلة” بشاحن كهربائي، تشحن فيه قبل انطلاقة كل مباراة، وسبب الشحن هو وجود حساسات إلكترونية ترسل 500 إشارة في الثانية للكاميرات الموجودة في الملعب وغرفة تقنية الفيديو (VAR)، وتشحن لارتباطها بنظام كشف التسلل نصف الآلي.

واختبر باحثون يابانيون كرات كأس العالم الأربع الأخيرة في نفق هوائي بجامعة “تسوكوبا” في اليابان، ووجدوا أن “الرحلة” تتميز بخصائص ديناميكية هوائية تشبه إلى حد كبير سابقاتها، وتتحرك أسرع قليلا عن الكرات السابقة.

وقد صممت بأسس الاستدامة كأولوية، والغشاء الخارجي مصنوع من جلد /البولي يوريثين/، ما يحسن الدقة والاستقرار عند الطيران والانحراف، ويوفر تصميمها الداخلي السرعة واتساق الحركة السريعة، مع أقصى قدر من الاحتفاظ بالهواء ودقة الارتداد.

ولعبت بكرة “الرحلة” التي بدأت بها مباريات البطولة، 60 مباراة، بداية من دور المجموعات وصولا إلى الدور ربع النهائي، وبداية من الدور نصف النهائي تم التحول للاعتماد على كرة “الحلم”، فلعبت بها مباراتا فرنسا ضد المغرب والأرجنتين ضد كرواتيا في نصف النهائي، ومباراة المغرب وكرواتيا لتحديد المركزين الثالث والرابع، والمباراة النهائية بين فرنسا والأرجنتين.

وحلت كرة “الحلم” محل “الرحلة”، في المرحلة الأخيرة من مباريات المونديال، وقد حملت نفس التكنولوجيا التي تقوم على نظام “الكرة المتصلة” وهي تقنية أثبتت نجاحها بشكل مبهر في تحديد حالات التسلل بشكل أكثر سرعة ودقة، إذ تعتمد على بيانات تمركز اللاعبين لتزود حكام الفيديو المساعدين (VAR) بمعلومات دقيقة تمكنهم من اتخاذ القرارات بالشكل الأمثل.

وتقدم هذه التكنولوجيا الدعم اللازم للنظام شبه الآلي لتحديد وضعيات التسلل، من خلال التوفيق بين بيانات الكرة الواردة من جهاز الاستشعار المثبت عليها وباستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ما يمكن من التعرف بدقة متناهية على اللحظة التي لعبت فيها الكرة خلال حالات التسلل غير الواضحة تماما.

وراعى التصميم الخاص بالكرة حماية البيئة، إذ تم الأخذ في الاعتبار كل الجوانب المهمة في هذا الصدد، مما يجعل من “الحلم” أول كرة في تاريخ الكرات الرسمية المستخدمة في نصف نهائي ونهائي كأس العالم FIFA تصنع حصريا من أحبار ومواد لاصقة مائية.

واعتمد تصميم هذه الكرة على أرضية ذهبية اللون مغلفة بأشكال مثلثية صغيرة، في صورة مستوحاة من الصحاري المتلألئة التي تحيط بمدينة الدوحة عاصمة قطر، كما تشمل “الحلم” لون الكأس الأصلية لبطولة كأس العالم FIFA فضلا عن نمط العلم القطري.

 

ويعتبر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كليان مبابي أبرز اللاعبين الذين سجلوا أهدافا بالكرتين “الرحلة” و”الحلم”، حيث سجل ميسي بالأولى أربعة أهداف، منها هدف أمام السعودية في الجولة الأولى، وهدف أمام المكسيك في الجولة الثانية، وهدف أمام أستراليا في دور الستة عشر، وهدف أمام هولندا في الدور ربع النهائي، وسجل بالثانية ثلاثة أهداف، بواقع هدف أمام كرواتيا في الدور نصف النهائي وهدفين أمام فرنسا في المباراة النهائية، بالإضافة لتسجيل هدف من ركلة ترجيحية ساهمت في تتويج المنتخب الأرجنتيني باللقب.

كما نجح النجم الفرنسي كليان مبابي أيضا في تسجيل أهداف بكلتا الكرتين، وتوج بجائزة الحذاء الذهبي كهداف للبطولة برصيد 8 أهداف، وهو أعلى رصيد يصل إليه أي لاعب في نسخة واحدة، منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2022 والذي سجل خلاله البرازيلي رونالدو 8 أهداف، كما أصبح مبابي ثاني لاعب في التاريخ يسجل ثلاثة أهداف /هاتريك/ في النهائي بعد الإنجليزي جيف هيرست الذي سجل العدد نفسه من الأهداف في نهائي إنجلترا وألمانيا عام 1966.

وعرفت المرحلة الأولى أول تقرير ورد فعل سريع من صناع الكرة على حالة جدل في مباراة البرتغال وأوروغواي في مرحلة المجموعات، وذلك عندما حول لاعب البرتغال برونو فرنانديز كرة على رأس زميله رونالدو دخلت المرمى الأوروغواياني غير أن الكرة لم ترسل إشعارا بلمس رونالدو لها فاحتسب الهدف لصالح زميله برونو فرنانديز.

وأثير الجدل حول الواقعة غير أن كرة الرحلة كانت حاسمة في بيان من قام بلمس الكرة كأول حالة تحسمها الكرة ذاتها في المونديال.

وتعد الكرتان /الرحلة والحلم/ أبرز كرتين في الآونة الأخيرة، إذ تبقى كرة كأس العالم هي الكرة الرسمية لمنافسات الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى حلول النسخة التالية من المونديال، وتلعب بهما المباريات التي تقام في مختلف الدوريات.

وعرفت المرحلة الأولى من المونديال ظهورا مميزا للمهاجمين ولم يظهر أي تعليق لحراس المرمى عن الكرة ومعاناة حراس المرمى في التعامل معها، خصوصا في الجانب الخاص بالتصدي للتسديدات المختلفة التي يطلقها اللاعبون سواء من مسافات بعيدة أو من داخل منطقة الجزاء، وتابع العالم تصديات رائعة لعدد كبير من الحراس على مسار المونديال وكانت أبرز هذه التصديات للحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتنيز الذي تصدى لهجمة فرنسية في آخر الدقائق في مباراة النهائي.

شاركها.
Exit mobile version