جماهير المنتخبات الأربعة تتأهب للتواجد بأعداد كبيرة في “خليفة” و”البيت”
جماهير كأس العرب
محمود النصيري
الحضور الجماهيري مفتاح الانتصارات وعلامة فارقة في نجاح البطولة
توقعات بأكثر من 100 ألف متفرج في المباراتين
شكل الحضور الجماهيري في بطولة كأس العرب قطر 2025 علامة فارقة في نجاح هذه النسخة التاريخية التي أشعلت منافساتها الارقام القياسية لأعداد الحاضرين في مدرجات الاستادات الستة التي استضافت الحدث العربي منذ انطلاقه في اول ديسمبر الجاري.
ومع بلوغ الدور نصف النهائي يتزايد الترقب الجماهيري لمباراتي السعودية مع الاردن والامارات مع المغرب، حيث تشير كل التوقعات الى ان استادي البيت وخليفة الدولي سيشهدان حضورا قياسيا جديدا بأعداد مكتملة في المدرجات، بالنظر الى الاهمية البالغة التي تحظى بها هاتان المواجهتان بالنسبة لجماهير المنتخبات الاربعة المتأهلة الى المربع الذهبي.
ويمنح الحضور الجماهيري شعورا بالدعم الوطني والانتماء وهو ما سيساهم في تعزيز الروح القتالية لدى اللاعبين ويجعلهم أكثر إصراراً على تحقيق الفوز وإسعاد جماهيرهم في هاتين المباراتين الحاسمتين.
وشهدت الساعات الماضية إقبالا منقطع النظير على اقتناء تذاكر المباراتين المصيريتين، وهو ما يمهد لحضور كبير للجماهير العربية في مدرجات ملعبي مواجهتي قبل النهائي العربي.
عامل حاسم
لعب الحضور الجماهيري عاملا حاسما في النسخة الحالية من بطولة كأس العرب، حيث شهدت المدرجات طوفانا بشريا جعل عداد البطولة يتسارع بوتيرة غير مسبوقة قبل أن يتجاوز المليون بختام المباريات الأربع في دور الثمانية.
وحظيت المنتخبات العربية بمؤازرة جماهيرية كبيرة على مدار دور المجموعات وصولا الى الادوار الاقصائية وهو ما اسهم في زيادة منسوب الحماس بين المشجعين.
ورغم تفاوت ارقام الحضور الجماهيري بين ملعب واخر حسب الطاقة الاستيعابية المعتمدة من اللجنة المحلية المنظمة، وايضا بين منتخب وآخر حسب اعداد الجاليات المقيمة في قطر او الجماهير القادمة من الخارج وخاصة من دول الخليج، الا ان العامل المشترك فيما بينها هو الشغف الكبير بكرة القدم، ومساهمتها الفعالة في جعل هذه النسخة الاكثر جماهيرية على الاطلاق منذ انطلاق البطولة في عام 1963.
طاقة استيعابية كبيرة
تشير كل التوقعات الى ان مباراتي الدور نصف النهائي ستشهدان حضورا يتجاوز المائة الف متفرج باستادي البيت وخليفة الدولي، حيث تشكل السعة الكبيرة لاستاد البيت المونديالي والتي تقترب من السبعين الف متفرج، مساحة كافية لاستيعاب أعداد غفيرة من الجماهير الاردنية والسعودية لا سيما وان المواجهة حاسمة ومصيرية ضمن نصف النهائي العربي والتي يتطلع خلالها المنتخبان لبلوغ المشهد الختامي في لوسيل، في المقابل يمتلك استاد خليفة الدولي سعة تتجاوز الـ45 ألف متفرج، وسط توقعات لاستقبال هذا الملعب لعدد كبير من مشجعي المنتخبين الاماراتي والمغربي.
الإقبال الجماهيري سيكون في ذروته في هاتين المواجهتين المصيريتين، يعززه التاريخ الحافل للمواجهات بين المنتخبات الاربعة والذي يحمل بطابع الندية والتقارب، مما يزيد من حماس الجماهير ورغبتها في الحضور لمؤازرة الاخضر السعودي والمنتخب الاردني من جهة او منتخبي المغرب مع الامارات من جهة ثانية.
اللاعب رقم 12
تعد جماهير المنتخبات الاربعة الواصلة الى نصف النهائي اللاعب رقم 12 او رقم 1 كما يحلو للبعض تسميته، حيث شكلت هذه الجماهير حالة فريدة تستحق الدراسة والتحليل بعدما اصبح تأثيرها واضحا في المباريات الحاسمة لمنتخباتها.
وشكل الدعم الجماهير للاخضر السعودي قوة دافعة هائلة ساهمت بشكل كبير في حسم النتائج لصالحه سواء بدور المجموعات او امام فلسطين بالدور ربع النهائي.
الحضور الكبير للجماهير ساهم ايضا في خلق تأثير نفسي ايجابي خلال المواجهات المصيرية ولا سيما بدور الثمانية، كما رفع من الحافز والطاقة لدى اللاعبين، مما دفعهم لتقديم أفضل ما لدهم وبذل أقصى الجهود حتى اللحظات الأخيرة من المباريات الأربع.
واسهمت جماهير الاردن من جانبها في خلق حالة من الضغط على منتخب العراق خلال المواجهة الحاسمة بربع النهائي خاصة ان فريقها كان متقدما في النتيجة، ولم تتوقف الأجواء الصاخبة والتشجيع المكثف على مدار شوطي اللقاء وهو ما اسهم بصورة او بأخرى في تشتيت تركيز اسود الرافدين امام مرمى النشامى ليفشلوا في ادراك التعادل، لتنتهي المباراة بفوز صعب للاردن بهدف دون رد.
الأرقام القياسية تعد بالمزيد
سجلت مباريات المنتخب السعودي اعدادا قياسية من الحضور الجماهيري منذ انطلاق منافسات النسخة الحادية عشرة من البطولة العربية، حيث شهدت مباراة الاخضر السعودي مع نظيره المغربي في استاد لوسيل المونديالي لحساب دور المجموعات حضور 78 ألفا و131 متفرجا وهو الرقم القياسي الاعلى في هذه النسخة من البطولة الى الآن، كما سجلت مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الفلسطيني لحساب الدور ربع النهائي على استاد لوسيل ايضا حضور 77.197 ألف متفرج، بينما حضر مباراة السعودية مع عمان 21628 مشجعًا، وتابع مباراة الاخضر السعودي مع نظيره جزر القمر 32.219 مشجعًا.
اما بالنسبة لمنتخب الاردن فقد شهدت مبارياته ايضا حضورا كبيرا تصدرته مباراة النشامى مع العراق في استاد المدينة التعليمية لحساب الدور ربع النهائي والذي شهد حضور 43,486 متفرجا.
اما بالنسبة للمنتخب المغربي فيتشارك مع منتخب السعودية في اكبر حضور جماهيري الى الآن باكثر من 78 الف متفرج، في حين يحظى منتخب الامارات بأحد الارقام المرتفعة في هذه البطولة وذلك عندما واجه نظيره الجزائري على استاد البيت المونديالي لحساب الدور ربع النهائي والذي شهد حضور 50.424 متفرجا.
طموح اللقب
تمني جماهير المنتخبات الاربعة النفس بالوصول الى المباراة النهائية في استاد لوسيل يوم 18 ديسمبر الجاري والتتويج باللقب العربي، حيث يعتبر مشجعو كل منتخب من هذا الرباعي انه الاحق بحمل الكأس العربية، عطفا على العروض القوية التي قدمها منذ انطلاق هذه النسخة التاريخية.
ومما لا شك فيه ان الميدان هو الفيصل في مثل هذه المواجهات الحاسمة، والمصيرية، لكن الدافع المعنوي مهم في مثل هذه المحطات وخاصة المؤازرة الجماهيرية التي من شأنها أن تؤثر على الاجواء العامة في المباراة وايضا على بعض القرارات التحكيمية وعلى المنافسين.

