المنتخب الأردني

❖ محمود النصيري

ساعات قليلة تفصلنا عن المشهد الأخير من المسلسل الكروي القاري الممتع والمثير بين منتخبنا الوطني ونظيره الأردني، وسط ضغوط كبيرة على كاهل اللاعبين الذين يخوضون المواجهة العربية الثالثة في هذه البطولة، بعد نهائي الإمارات والسعودية في نسخة 1996 ونهائي 2007 الذي جمع العراق مع السعودية.

المنتخب الأردني زحف بكل ثبات نحو النهائي القاري، قاطعا طريقه بين عمالقة آسيا وأصحاب إنجازاتها، ليقول كلمته في النهاية ويثبت أن الجيل الحالي للكرة الأردنية قادر على صناعة المجد وكتابة التاريخ بأحرف من ذهب، ومهما كانت نتيجة المباراة بين الشقيقين ومهما كان اسم المنتخب الذي سيرفع الكأس في النهاية، فلن يكون هناك خاسر فالجميع فائز بوجود العرب على القمة إما بطلا أو وصيفا.

وفي هذا السياق تحدث الكابتن محمود شلباية نجم النشامى السابق في حوار خص به الشرق عن أمنياته لمنتخب بلاده بتحقيق اللقب والاحتفال به في الأردن مشيرا إلى أن قمة النهائي متكافئة بين الجانبين وهو ما يزيد من صعوبتها على كلا الطرفين، كما تحدث شلباية عن جهود المدرب المغربي حسين عموتة في قيادة النشامى لهذا الإنجاز التاريخي الذي منح الكرة الأردنية مكانا بين الكبار، بالإضافة إلى عدد من المواضيع الأخرى التي شملها هذا الحوار:

– في البداية حدثنا عن توقعاتك لمباراة اليوم بين النشامى والعنابي؟

 بكل تأكيد، إن المباراة أولا وأخيرا هي بين منتخبين شقيقين، وهي فرصة لهما من أجل الظفر بلقب البطولة، هذه المباراة ترفض كل التوقعات والكفة فيها لا تميل لأي طرف على حساب الآخر، لذا أعتقد أنها ستلعب على أدق التفاصيل، خاصة وأن الأوراق مكشوفة لمدربي المنتخبين، وفي النهاية يجب أن نقول للفائز ألف مبروك وللخاسر هارد لك.

– كيف عشت أحداث البطولة من دور المجموعات وصولا إلى نصف النهائي؟

 في البداية أود أن أشكر دولة قطر حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيته شخصيا منذ وصولي إلى الدوحة من أجل الانضمام لفريق برنامج المجلس بقنوات الكأس الرياضية.

في البداية لم أكن أتوقع تجاوز الدور الأول، وبعدما بدأ النشامى في تحقيق الانتصار تلو الآخر، تعاظم الحلم وانتابتني مشاعر قوية للغاية، لأن منتخب بلدي يؤدي بطولة تاريخية.

–  ما هي المواجهة التي تعتقد أنها كانت مفتاح العبور إلى النهائي؟

 في الحقيقة فوزنا في مباراة العراق الشقيق الذي فاز بدوره على منتخب اليابان، منحنا الكثير من الثقة، كما أن الفوز على منتخب كوريا الجنوبية المدجج بالنجوم والفائز بدوره على منتخب أستراليا جعل سقف طموحاتنا يرتفع إلى عنان السماء.

– بصراحة هل كنت تعتقد أن الأردن سيكون أحد طرفي المواجهة النهائية؟

 في الحقيقة ما حصل مع منتخبنا يشبه الأحلام، خاصة في ظل الظروف التي مر بها النشامى قبل انطلاق البطولة حيث تم تغيير المدرب قبل أشهر قليلة من كأس آسيا، وشهدت تلك الفترة خسارتنا في مباراتين بالتصفيات الآسيوية لكأس العالم، كما خسرنا العديد من المباريات التحضيرية، سواء ببطولة الأردن الدولية التي لعبت على أرضنا وأمام جماهيرنا أو قبل أيام على انطلاق كأس آسيا عندما خسرنا من منتخب اليابان بسداسية، كل هذه المؤشرات كانت تمهد لمشوار متواضع للنشامى لكن ما حدث غيَّر مسار التاريخ ونجح منتخبنا في صنع المعجزة، وأثبت أنه قادر على قهر المستحيل.

– ما رأيك في ما قدمه عموتة مع النشامى ووصوله إلى النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية؟

 المدرب حسين عموتة صنع من الضعف قوة لا يستهان بها وأثبت أنه جدير بالاحترام والآن كل الأردنيين يعتبرونه أكثر من بطل، بعدما نجح بأسلوبه الجديد في اجتياز كل التحديات وصناعة منتخب قوي وقادر على مقارعة كبار القارة الصفراء.

طموحنا لم يكن يتجاوز التواجد بين الأربعة الكبار، لكن بمرور الأيام وتتالي المباريات جعلنا النشامى نعيش أفضل حلم على الإطلاق، وبقيادة عموتة أصبح كل شيء ممكنا، وعلينا أن نعطي المدرب حقه بعدما قام بتغيير كلي في الفريق على المستوى الفني والتكتيكي، بعدما أصبح منتخبنا يعتمد على الهجمة المرتدة بكفاءة عالية، بالإضافة إلى التنظيم الدفاعي والقدرة على استخلاص الكرة من المنافس في المكان المناسب، كما أن المدرب زرع في اللاعبين ثقافة الفوز والحماس والقتالية إلى آخر لحظة، ولاعبونا أثبتوا خلال هذه البطولة أنهم رجال أفعال لا أقوال وأن الجيل الحالي هو جيل صناعة الأمجاد وكتابة التاريخ، ونحن فخورون للغاية بما تحقق إلى حد الآن ونطمح للمزيد.  

–  كيف سيتعامل المدرب مع مواجهة العنابي صاحب الأرض والجمهور؟

 لا بد من التأكيد مجددا أن قمة النهائي تجمع بين الأشقاء، ونحن سعداء لوجود منتخبين عربيين في النهائي للمرة الثالثة في تاريخ البطولة، وهذا الأمر يدعونا للفخر.

بالنسبة للمباراة من حقنا المنافسة على البطولة، والمدرب يعلم أنه سيخوض اللقاء بحثا عن التتويج، الآن وصلنا إلى محطة الختام ونريد أن نختتمها بإحراز اللقب، والاحتفال به في الأردن، كما من حق المنتخب القطري المنافسة على أرضه وأمام جماهيره، التنافس سيكون على الميدان والمنتخب الذي سيقدم أداء أفضل من غيره هو الذي سيفوز في النهاية ويحرز اللقب.

–  هل ترى أن وصول منتخبين عربيين إلى المباراة النهائية لكأس آسيا يشير إلى تغييرات في الخريطة الكروية للقارة الصفراء؟

 فعلا بالتأكيد.. الخريطة الكروية للقارة الآسيوية بصدد التغير، مع الأخذ بعين الاعتبار أن 5 منتخبات كانت مرشحة بقوة للقب لا نجدها الآن في المباراة النهائية وهي اليابان وأستراليا وإيران والسعودية وكوريا الجنوبية، هذه البطولة أكدت أنها لا تعترف إلا بالميدان وأنها ترفض الترشيحات المسابقة.

كما أن الروح القتالية والالتزام التكتيكي للاعبين مع العقلية الاحترافية للمدربين أسهمت بشكل وثيق في ما نعيشه اليوم من إنجازات عربية فاقت كل التوقعات.

–  ما هو تقييمك لما يقدمه العنابي في هذه البطولة بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز؟

 الإسباني ماركيز لوبيز مدرب العنابي هو أفضل اختيار من الاتحاد القطري لكرة القدم، حيث استطاع في فترة وجيزة أن يبني منتخبا قويا وصل به إلى النهائي القاري، بفضل عقليته الانتصارية وثقافته الكروية الواسعة.

كما أن المدرب نجح في التعامل مع عقلية اللاعبين وفهمهم بسرعة كبيرة بفضل الفترة التي قضاها مع نادي الوكرة منذ 2018، حيث يعرف اللاعبون جيدا وهم أيضا يعرفون أسلوبه وفلسفته التدريبية وهو ما قلص المسافات، وعزز التفاهم والتجانس بين جميع الأطراف.

شاركها.
Exit mobile version