عبد المجيد آيت الكزار
يلتقي المنتخبان المغربي والأردني في المباراة النهائية لكأس العرب FIFA قطر 2025 غدا الخميس على استاد لوسيل الأيقوني الذي كان مسرحا للمباراة النهائية لكاس العالم FIFA قطر 2022.
وشاءت الصدف أن يقود مدربان يحملان نفس الجنسية المنتخبين اللذين سيتنافسان على لقب النسخة الحادية عشرة من البطولة وذلك لأول مرة في تاريخها الممتد على مدار 62 عاما، وهما المغربيان طرق السكتيوي وجمال السلامي..
يتولى السكتيوي تدريب منتخب “أسود الأطلس” الرديف الذي تم تجميعه وتحضيره من أجل المشاركة في هذه البطولة فقط، فيما يتولى جمال السلامي تدريب “نشامى” الأردن منذ يونيو 2024 خلفا لمواطنه الحسين عموتة.
والمؤكد أن طموح كل واحد من المدربين المغربيين في قيادة منتخبه للانتصار على منافسه في النهائي المرتقب والتتويج باللقب العربي لن يفسد الود بينهما ولن يكون له أدنى تأثير على روابط وأواصر علاقة الصداقة القوية التي تجمع بينهما منذ أعوام طويلة..
مشوار كروي مميز
يتشارك طارق السكتيوي البالغ من العمر 48 عاما وجمال السلامي البالغ من العمر 55 عاما في قواسم محددة إذ إن كليهما بدأ اللعب بالمغرب قبل أن يكتشف تجربة الاحتراف الأوروبي، كما أنهما نالا شرف الدفاع عن ألوان قميص المنتخب الوطني المغربي..
بدأ السكتيوي مسيرته الكروية كلاعب وسط هجومي مع المغربي الفاسي عام 1996 لينتقل إلى الاحتراف الأوروبي عندما انضم إلى أوكسير الفرنسي، ومنه إلى ماريتيمو البرتغالي ونوشاتل زاماكس السويسري وفيلم 2 تيلبورغ وإي زد ألكمار الهولنديين وبورتو البرتغالي وفالفيك الهولندي، وعجمان الاماراتي قبل أن ينهي مسيرته الكروية بناديه الأم المغرب الفاسي بعد تتويجه بالعديد من الألقاب أبرزها الدوري والكأس والسوبر بالبرتغال، وكأس الكونفيدرالية الافريقية. كما أنه تدرج من المنتخب المغربي للشباب الذي توج في صفوفه بلقب كأس أمم افريقيا عام 1997 إلى المنتخب الأول.
وامتدت مسيرة السلامي كلاعب وسط دفاعي لمدة 12 عاما ما بين 1992 و2004، جاور خلالها أندية الأولمبيك البيضاوي، والرجاء الرياضي، والمغربي الفاسي بالإضافة إلى بيشكتاش التركي وحقق خلالها العديد من الألقاب المحلية والقارية أبرزها دوري أبطال افريقيا، كما أنه لعب في صفوف المنتخب المغربي وكان من أبرز البطولات التي شارك معه فيها نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا.
إنجازات ونجاحات لافتة
عندما اعتزل السكتيوي والسلامي اللعب امتهن كل واحد منهما التدريب بتولي مسؤولية الإشراف على أندية محلية، ثم توجا مشوارهما الناجح بتقلد مسؤولية تدريب المنتخبات الوطنية المغربية وقيادتها إلى تحقيق إنجازات كبيرة.
ودرب السكتيوي أندية الوداد الفاسي، والمغرب الفاسي، والمغرب التطواني، والنهضة البركانية، والاتحاد التوروكي بالإضافة إلى نادي عجمان الإماراتي قبل أن يعين مدربا للمنتخب الأولمبي الذي قاده إلى احراز الميدالية البرونزية لأولمبياد باريس 2024، كما قاد المنتخب المحلي إلى التتويج بكأس أمم افريقيا للمحليين 2025 بكينيا.
أما السلامي فاستهل مشواره التدريبي على رأس الجهاز الفني للرجاء الرياضي عام 2007 ليشرف بعد ذلك على أندية الدفاع الجديدي وحسنة أكادير والفتح الرباطي محققا لقب الدوري المغربي.
وعين السلامي فيما بعد مدربا للمنتخب المغربي للمحليين الذي قاده إلى احراز لقب كاس أمم افريقيا للمحليين عام 2018، كما أنه تولى قيادة المنتخب المغربي تحت 17 عاما والمنتخب المغربي تحت 20 عاما، ثم عين مدربا للمنتخب الأردني منذ يونيو 2024 خلفا لمواطنه الحسين عموتة فنجح في أن يتأهل معه للمرة الأولى إلى نهائيات كأس العالم 2026.
تعزيز مكانة المدرب المغربي
أكد جمال السلامي عقب الفوز على المنتخب السعودي 1-0 في الدور نصف النهائي والتأهل إلى المباراة النهائية لكأس العرب على أنه سعيد جدا لملاقاة أخيه وصديقه طارق السكتيوي في النهائي، مضيفا أن المباراة ضد منتخب بلاده المغرب ستحمل مشاعر أخرى وأجواء أخرى.
ومن جهته، قال طارق السكتيوي انه وجمال سلامي يحملان صورة المدرب المغربي في اجتهاده ومكانته على الساحة الافريقية والعربية والعالمية.
وأضاف أن بلوغهما معا النهائي يؤكد الصحوة التي تشهدها كرة القدم المغربية وأنه لا شيء يأتي من فراغ، وأوضح أن نهائي بطولة كأس العرب بين منتخبيهما سيجرى بطعم خاص يؤكد المكانة المهمة التي حققها المدرب المغربي..
ويخوض منتخب “أسود الأطلس” المباراة النهائية لكأس العرب للمرة الثانية بعد أن توج باللقب عام 2012 بالمملكة العربية السعودية، وهو يأمل مواصلة الإنجازات الكبرى للكرة المغربية في العام الجاري بعد تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026 والتتويج بلقب كأس العالم تحت 20 عاما وكأس أمم افريقيا للمحليين والناشئين.
في المقابل سيكون النهائي غدا هو الأول الذي يخوضه المنتخب الأردني بقيادة السلامي بعد أن قاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخه.