الدوحة – قنا
عرفت بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقة نسختها الأولى عام 1970 عدة تصاميم لأشكال مختلفة للدرع الكأس التي يتم تقديمها للمتوج بطلا، وهي الرمزية التي تحمل قيمة طالما كان السباق إليها شرفا رياضيا وإرثا تاريخيا.
ومع اقتراب انطلاق النسخة السادسة والعشرين التي تستضيفها الكويت خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر الجاري حتى 3 يناير المقبل، فإن العقود الماضية من تاريخ البطولة التي ستدخل قريبا النصف الثاني من عقدها الخامس 55 عاما شهدت تقديم ستة أشكال مختلفة للكأس، على مدى عدة حقبات مختلفة.
وتحتفظ دولة قطر بشرف أنها قدمت نصف تلك الكؤوس، عبر ثلاث مناسبات، منها التصميم الأخير الحالي الذي أُنجز عام 2004 قبيل النسخة السابعة عشرة من البطولة التي أقيمت هنا في الدوحة.
ومع تنفيذ الفكرة السعودية للأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، لإطلاق البطولة الخليجية، لتقام النسخة الأولى في البحرين بعد الحصول على إذن من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتحديدا يوم 27 مارس من العام 1970 واستمرت حتى الثالث من إبريل.. ظهرت الكأس الأولى التي تم تصميمها في البحرين وتنفيذها في لبنان من الذهب الأبيض، وكانت عبارة عن غصنين من الزيتون وشكل سداسي الأضلاع يرمز إلى الدول الخليجية، وهي الكأس التي رفعها المنتخب الكويتي كأول بطل آنذاك، قبل أن يبدأ حقبة احتكار طويلة.
وفي الوقت الذي ظل المنتخب الكويتي بطلا لثلاث نسخ متتالية، 1970 في البحرين، و1972 في السعودية و1974 في الكويت، فقد حقق أحد شروط اللوائح التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع التأسيسي للبطولة، وهو الاحتفاظ بالكأس للأبد من خلال الفوز بها في ثلاث مناسبات متتالية، على غرار ما يحدث في كأس العالم، فاحتفظ المنتخب الكويتي بالكأس.
ومع النسخة الرابعة التي استضافتها قطر عام 1976، تم تقديم كأس جديدة وتصميم من الذهب الخالص لتكون دولة قطر هي الأولى التي تحدث أول تغيير في التصميم الذي لم يخرج على ذات معاني اللحمة الخليجية، خصوصا وأن دائرة المشاركات اتسعت عبر النسخ الثلاث ليصل العدد في النسخة الرابعة إلى سبعة منتخبات بانضمام العراق إلى الدول الست المشاركة في الأصل، دون أن يظهر جديد على مستوى البطل، بعدما توج المنتخب الكويتي باللقب للمرة الرابعة تواليا، مكرسا الاحتكار.
وشهدت الكأس شكلا جديدا في النسخة التاسعة التي جرت عام 1988 وقدمتها السعودية في البطولة التي أقيمت على أرضها، وجاءت الكأس الجديدة بعدما احتفظ المنتخب الكويتي بالكأس القديمة التي قدمتها قطر منذ النسخة الرابعة، وذلك بسبب التتويج السادس للمنتخب الكويتي في النسخة الثامنة التي أقيمت عام 1986 في البحرين، وكان الشكل الجديد للكأس مستوحى من جذع شجرة وخريطة لدول الخليج، حيث تمت صناعته في فرنسا.
وعادت قطر لتقدم التصميم الجديد الرابع وللمرة الثانية، وذلك قبيل النسخة التاريخية الحادية عشرة التي استضافتها الدوحة عام 1992 عبر شكل قام بتصميمه الفنان التشكيلي القطري سليمان المالك، الذي استند في الفكرة إلى “المبخر” الذي يستخدم في كل بيت خليجي في إشعال البخور قبل أن يأتي بكرة ويضعها على المبخر- ثم أضاف صقر الشاهين على جانبي المبخر، حيث يتميز الشاهين بقنص الفريسة بمهارة عالية، لذلك رأى أنها ترمز إلى اللاعب المهاري.
وقدم المالك الشكل التخيلي للكأس عبر نموذج من الصلصال، لكنه رافق عملية التنفيذ في مقر شركة بيرتوني الإيطالية التي أنتجت الكأس التي باتت تحمل إرثا وأثرا، على اعتبار أنها الكأس الأولى التي يتوج بها المنتخب القطري في بطولات كأس الخليج.
وشهدت النسخة الخامسة عشرة التي أقيمت عام 2002 ، تقديم السعودية كأسا جديدة في البطولة التي استضافتها على أرضها وذلك للمرة الثانية بعد التصميم السابق الذي قدمته في النسخة التاسعة، حيث كان التصميم الجديد مستوحى من مبخر يحمل أعلاه كرة قدم وخطوطا ملونة بألوان المنتخبات الخليجية.
وعادت قطر لتقدم التصميم السادس من الكأس والثالث في تاريخها، وذلك قبل البطولة السابعة عشرة التي جرت في الدوحة عام 2004 عبر شكل جديد نال شهرة واسعة وظل باقيا.
ونفذ الفنان التشكيلي العراقي أحمد البحراني التصميم الجديد آنذاك بفكرة قطرية، حيث كان على شكل مبخر، أعلاه لآلئ ويلتف حولها – الغترة والشماغ – الخليجي وقد تم تنفيذ التصميم في إيطاليا من الذهب الخالص.
وكما كان للكأس السابقة قيمة وإرث بالنسبة للجماهير القطرية، فقد كان للكأس الحالية معان خاصة أيضا، على اعتبار أنها كانت شاهدة على التتويج التاريخي الثاني باللقب في واحدة من أكثر النسخ إثارة وندية، حيث شهدت عودة العراق للمشاركة في البطولة بعد غياب طويل، وعرفت أيضا تغيير النظام من الدوري المجزأ من مرحلة واحدة إلى نظام المجموعتين بعد ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية.
وما زال التصميم الحالي موجودا إلى الآن، حيث تم اعتماده رسميا من قبل اتحاد كأس الخليجي العربي الذي تم إشهاره بالشكل الرسمي شهر مايو من العام 2016 ليشرف على بطولات كأس الخليج للمنتخبات ومن ثم بطولات الأندية التي انطلقت للمرة الأولى تحت إشراف الاتحاد الخليجي الموسم الحالي.
ولن تعرف الكأس تصميما جديدا سوى في حال ظفر بها أحد المنتخبات في ثلاث نسخ متتالية، ليحتفظ بها للأبد على أن يتم استحداث تصميم آخر وشكل جديد.