❖ محمود النصيري – عبدالمجيد آيت الكزار

يستمر الجدل في الشارع الرياضي القطري بخصوص زيادة عدد المحترفين بالأندية الأربعة المشاركة في مسابقتي دوري أبطال آسيا، حيث يرى البعض أن هذه الزيادة من شأنها أن تقلل من إتاحة الفرصة للاعب المواطن وهو ما سيؤثر حتماً على مستقبل منتخبنا الوطني المتوج بلقب كأس آسيا في نسختيها الأخيرتين، في حين يرى البعض الآخر أن رفع عدد الأجانب يساهم بصورة كبيرة في رفع كفاءة اللاعب المحلي بتوفير الاحتكاك اللازم لرفع الجودة، كما يبقي على حظوظ أنديتنا المشاركة في المسابقات القارية تساويا مع ما تشهده نظيراتها في السعودية والإمارات وغيرهما.. الشرق استطلعت آراء عدد من قدامى نجوم وإداريي أنديتنا بخصوص إيجابيات وسلبيات رفع عدد المحترفين لدى الأندية الأربعة المشاركة في المسابقات القارية، ومدى الاستفادة المحققة من هذا القرار بعد نهاية الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا بشقيه النخبة و2، بالإضافة إلى الحديث عن تأثيرات القرار على منتخباتنا الوطنية، ومصير هؤلاء المحترفين في حال مغادرة أنديتنا من الدور الأول لمسابقتي آسيا ومدى تأثيره على التوازنات المالية للأندية القطرية.

عبدالعزيز بن حمد العطية: لابد من السماح للأجانب بالمشاركة محلياً

قال عبد العزيز بن حمد العطية، مدير الكرة السابق في نادي السد ان قرار الزيادة في عدد المحترفين هو قرار يخدم الاندية ولا يخدم المنظومة الكروية والمنتخب بصفة عامة، وقال” هذا الوضع فرض علينا للاسف، خاصة وان المشاركة الآسيوية حتمت هذا الامر بعدم تسقيف عدد المحترفين في كل فريق تماشيا مع ما يحدث في اوروبا.. لكن مشاركة المحترف في 8 مباريات فقط متباعدة نوعا ما، مع امكانية خروج الفريق من دور المجموعات يجعل هذا القرار غير مجد، لان اللاعب يفتقد الاستمرارية بعدم المشاركة في المباريات التي تشهدها البطولات المحلية من اجل التعود على اجواء الفريق وفلسفة المدرب والتفاهم مع بقية اللاعبين”.

وأضاف ” علينا أن نكمل في الطريق التي بدأناها..لأن الأمر اصبح واقعا ملموسا.. حيث ان الاندية تعاقدت مع لاعبين وتقدم لهم رواتب لذا أرى انه في صورة تعميم قرار الزيادة في عدد المحترفين لبقية الاندية في الدوري فانه لا بد من السماح لهم باللعب في مباريات الدوري مع تواجد 7 فقط على الملعب والبقية في دكة البدلاء والتغيير يكون فيما بينهم.. من اجل تعزيز الاستمرارية لدى هؤلاء المحترفين وزيادة معدلات التجانس لديهم على غرار ما يشهده الدوري السعودي الذي يسمح بتسجيل كامل محترفيه في الدوري المحلي مع المداورة بينهم وهو ما اسهم في خلق التجانس بينهم”.

حسن حمود: قرار ضار بمصلحة المنتخب

أكد حسن حمود مدير فريق الوكرة السابق أن زيادة عدد المحترفين لدى الاندية المشاركة بالآسيوية هو قرار ضار بالمنتخبات الخليجية بصفة عامة وبالعنابي على وجه الخصوص مشيرا إلى ان الهدف من هذا القرار هو جعل الأندية القطرية تنافس نظيراتها بالخليج وآسيا. وقال “هذا القرار سيدمر الكرة الخليجية والقطرية خاصة على مدار الاعوام القادمة، وقد بدأت آثاره تظهر على المنتخب السعودي الذي اصبح يعاني أمام المنتخبات المتواضعة في آسيا”.واضاف” التعاقد مع لاعب من اجل 8 مباريات فقط يعد هدرا للمال العام، حيث ان المحترف الذي يرضى بمثل هذه الوضعية في العادة يكون لاعبا عاديا، كما انه سيفتقد التجانس مع بقية اللاعبين باعتباره عنصرا غير أساسي في الفريق خلال البطولات المحلية”.وأوضح حمود أن لاعبي المنتخب لن يجدوا فرصة لخوض المباريات القوية خاصة وان مباريات الجولة الاولى من الآسيوية، قد شهدت مشاركة عدد كبير من المحترفين في التشكيلة الأساسية للفرق القطرية، وهذا الأمر من شأنه أن يفقدنا المنتخب في المستقبل وقال “صحيح ان الاتحاد الآسيوي يسعى لتطوير المنظومة الكروية في القارة مجاراة لنظيره الاوروبي، لكن هذا الأمر لا ينجح في الخليج الذي يمتلك خصوصية باعتبار ان اللاعب الخليجي لا يحترف في العادة بالدوريات الأوروبية الا نادرا، وهو ما يعزز التوقعات بتراجع مستوى الكرة في المنطقة برمتها”.

ماجد الخليفي: الزيادة تنعكس سلبيا على المنتخبات الآسيوية

انتقد ماجد الخليفي المحلل الفني بقنوات الكاس الرياضية القرار الذي اتخذه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي قضى بإلغاء سقف اللاعبين الأجانب في الأندية المشاركة دوري أبطال آسيا للنخبة (2024-2025).. وقال الخليفي: القرار له سلبيات أكثر من إيجابياته على مستقبل الكرة الآسيوية حيث انه لن يساهم في تطوير مستوى اللاعب الآسيوي، ولن يفيد المنتخبات الآسيوية ويخدمها مستقبلا.

 وأوضح: ستصبح فرصة اللاعبين المحليين في اللعب أساسيين بأنديتهم ضئيلة لأنهم فقدوا مراكزهم في تشكيلاتها لصالح المحترفين الأجانب، وارتأى الخليفي أنه كان من الأفضل أن يواصل الاتحاد القاري العمل بقراره السابق 5+1، مضيفا: رأينا أن زيادة عدد المحترفين الأجانب في دوريات آسيوية قد أضر بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين أنديتها محليا وأثر سلبيا على منتخباتها.

وأشار المحلل الفني بقنوات الكاس في هذا الصدد إلى ما يحدث في الكرة السعودية قائلا: بعد أن ارتفع عدد المحترفين الأجانب بالدوري السعودي، ظهر تأثير ذلك على المنتخب الأخضر في تصفيات كأس العالم 2026 لأن لاعبيه يجدون صعوبة في اللاعب أساسيين خصوصا في مراكز حساسة مثل حراسة المرمى، وأبدى الخليفي معارضته لأي رأي يدعو لتسجيل المحترفين الأجانب الذين تعاقدت معهم أنديتنا الأربعة السد والريان والغرافة والوكرة في كشوفاته بدوري نجوم أريد للسماح للعب فيه باعتماد صفوف المداورة بين المحترفين الأجانب في هذه الأندية.

وقال: ذلك سيرجح كفتها على الأندية الأخرى غير المشاركة في البطولات الآسيوية وسيمنحها دكة بدلاء أقوى..كما اعتبر أن التعاقد مع محترفين أجانب للعب فقط على المستوى الآسيوي يشكل عبئا على ميزانياتها ويرهقها خصوصا أنها لن تستفيد منهم لو توقف مشوار هذه الأندية في مرحلة الدوري بدوري أبطال آسيا للنخبة أو بدور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2.

سلمان حسن: الزيادة عبء مالي على الأندية

أكد النجم المخضرم والمدرب السابق للقطراوي سلمان حسن أن تجربة زيادة عدد المحترفين لا تخدم المصلحة العامة للكرة القطرية وقال” لقد مررنا بهذه التجربة سابقا وبالتحديد في أواخر التسعينيات حيث رفع اتحاد الكرة عدد المحترفين الى 6 منهم اثنان خليجيان، وهو ما أثر سلبيا على منتخبنا الوطني لعدة أعوام.. لذا أرى أن هذا القرار هو مفيد للأندية في مرحلة معينة لكن النتيجة ستكون سلبية على مستوى المنتخبات”.

وأضاف “البطولات الأوروبية نظامها مختلف عن دورياتنا بالمنطقة الخليجية حيث يمكن للاعبين الاحتراف في أي بطولة اخرى بكل سهولة وهو امر مختلف تماما بالمقارنة مع اللاعب الخليجي، لذا ارى ان المنتخبات الوطنية ستتأثر بقوة في المرحلة القادمة”، وأضاف النجم القطراوي ” التعاقد مع لاعبين من اجل عدد قليل من المباريات هو استنزاف للمال العام كما يخلق صعوبة في التجانس مع بقية اللاعبين في الفريق، لا سيما وان اغلب اللاعبين الذين تم التعاقد معهم مؤخرا لم يشاركوا في المعسكرات الإعدادية ولم يتسن لهم أيضا خوص العدد اللازم من المباريات من اجل الانسجام مع الفريق وفلسفة المدرب”.

وتابع ” كان من المفروض ان تكون هناك دراسات مسبقة في طرف لجان مختصة داخل الاتحاد من اجل تحديد الجدوى من زيادة عدد المحترفين، لان الزيادة الكبيرة التي تشهدها أنديتنا من شأنها أن تفقد فرصة المشاركة للاعب المحلي وأيضا للاعبين الشباب وسيكون مصيرهم المشاركة في دوري الرديف او دوري تحت 23 كما حصل سابقا”.

مشعل مبارك: المسابقات تصبح أقوى وأكثر إمتاعا

ثمن مشعل مبارك لاعب العنابي سابقا والمحلل الفني بقنوات الكاس حاليا رفع عدد المحترفين الأجانب في أنديتنا المشاركة في البطولات الآسيوية “النخبة و2” تماشيا مع قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. وقال مشعل: شخصيا أنظر إلى إيجابيات هذا القرار أكثر مما أنظر إلى سلبياته، فهو أولا يرفع من مستوى البطولات القارية للأندية ويتيح للجماهير الاستمتاع بمباريات قوية ومتابعة فرق ذات جودة عالية، وهذا ما شاهدنا في مباراة الريان والهلال.

واستطرد اللاعب السابق للعديد من الأندية القطرية وللعنابي قائلا: صحيح أن الريان خسر أمام الهلال النادي الأقوى على الإطلاق في القارة الآسيوية ولكن رأينا أنه قدم في بعض فترات المباراة مستويات جيدة وكان ندا لمنافسه وهذا كان بفضل أنه ضم مزيدا من المحترفين الأجانب في صفوفه.

وعن تداعيات قرار زيادة المحترفين الأجانب في الأندية حيث ان ذلك تم على حساب اللاعب المحلي وقد يضر بالمنتخب مستقبلا رد مشعل مبارك: لا نريد أن نرجع للخلف بالتمسك بمثل هذه المبررات.. على اللاعب المحلي أن يجتهد ويعمل على تطوير مستواه وعندما يكون أي لاعب محلي لديه مستوى عال سيفرض حتما نفسه في ناديه وينجح في المنافسة كما يحصل في السد حيث ان أكرم عفيف أو بيدرو أو حتى حسن الهيدوس لديهم مكانتهم الأساسية في ناديهم.

وأضاف: بما أن الأندية الأربعة تعاقدت مع مزيد من المحترفين الأجانب للمنافسة آسيويا وصرفت مقابل ذلك أموالا، ولكي يحصل المزيد من التجانس والانسجام بين لاعبيها لا يوجد مانع من تسجيلهم في كشوفاته ببطولة دوري نجوم أريد من أجل منحهم فرصة اللعب بناء على اتباع مبدأ المداورة بينهم أو لتعويض أي محترف مصاب، وتابع إذا تم تعميم قرار زيادة المحترفين الأجانب في كل أندية دوري نجوم أريد سيصبح بطولة أكثر قوة وأكثر إمتاعا.

 

سعد سطام: الرفع عشوائي ولا يفيد غرب آسيا

أعرب سعد سطام اللاعب السابق للغرافة ومنتخبنا الوطني عن معارضته الشديدة لرفع القيد عن سقف المحترفين الأجانب في الأندية المشاركة في المسابقات القارية خصوصا دوري أبطال آسيا للنخبة التي تتواجد فيها أندية السد والريان والغرافة ودوري أبطال آسيا 2 الذي يعرف مشاركة الوكرة.

وقال سعد: أرى القرار خاطئا جدا وعشوائيا لأنه يضر كثيرا في النهاية بمصلحة المنتخبات الآسيوية خصوصا المنتمية لمنطقة غرب آسيا.

وأضاف: لا خلاف على أن زيادة اللاعبين الأجانب في الأندية سيجعل دوري أبطال آسيا للنخبة في نسختها الجديدة بطولة قوية وتنافسية وستشهد مبارياتها ندية ومتعة وذلك الأمر ولو بنسبة أقل بالنسبة لدوري أبطال آسيا 2، ولكن هذا القرار سينعكس سلبيا على منتخباتنا في غرب آسيا لأن معظم لاعبيها يلعبون في الدوريات المحلية عكس منتخبات شرق آسيا كاليابان أو كوريا الجنوبية التي لديها عدد كبير من المحترفين في الدوريات الأوروبية وحتى في دوريات آسيوية.

وشدد سعد سطام على أن القرار لا يعد منصفا ولم يتخذ بناء على دراسة واقعية ولم يراع واقع ووضعية الكرة في كل المناطق.. وتابع: كنت أود وأتمنى أن يتدخل اتحادنا لكرة القدم ويعارض ذلك القرار لأن سلبياته أكثر من إيجابياته كما أنه لن يخدم مصلحة المنتخبات الخليجية والمنتمية لغرب آسيا مستقبلا.

وقال أيضا في ختام حديثه إن جلب لاعبين محترفين أجانب للعب في عدد محدود من المباريات مقابل عقود قد تكون كبيرة سيضر بالجانب المالي للأندية.

شاركها.
Exit mobile version