❖ حسين عرقاب

بعد تأهل المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، والوصول إلى الدور الثاني بعد جولتين فقط، جاء الدور عقب ذلك بساعات على العراق التي حققت نفس الهدف بانتصار ثمين على اليابان، تلاه تألق آخر للمنتخب الأردني أمس في مباراة كوريا الجنوبية، التي كان قريبا فيها من مرافقة العنابي وأسود الرافدين إلى المحطة القادمة، لولا تلقيه هدف التعادل في آخر أطوار المقابلة، تتجه الأنظار اليوم إلى ممثلي الكرة العربية في المجموعة السادسة منتخبي سلطنة عمان والسعودية، اللذين سيلاعبان على التوالي كلا من تايلاند، وقيرغيزستان على ملعبي عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل، وأحمد بن علي المونديالي.

الأخضر والأحمر سيدخلان لقاءهما اليوم بأهداف مختلفة بناء على نتيجتهما في اللقاء الافتتاحي، الذي شهد انتصار السعودية بهدفين لهدف، حيث سيبحث الأخير على انتصار على قيرغيزستان من أجل الوصول إلى النقطة السادسة، والتأهل رسميا إلى الدور المقبل في صدارة المجموعة، في حين سيسعى العماني إلى الاستدراك وتعويض سقوطه الأول في الديربي الخليجي، من خلال التفوق على تايلاند، والاقتراب خطوة من العبور عن هذا الفوج، والحفاظ على حلم الاستمرار في المنافسة الأغلى قاريا، وبلوغ أبعد نقطة ممكنة.

الاقتداء بالمتأهلين

ومن المرتقب أن يدخل المنتخب السعودي غدا مباراته أمام قيرغيزستان في الثامنة والنصف مساء على ملعب أحمد بن علي المونديالي، بهدف واحد هو تحقيق الفوز الثاني، ومرافقة المنتخبات العربية التي ضمنت مشاركتها في الدور المقبل من المنافسة الأغلى في القارة العجوز، وهي قطر صاحبة الأرض والجمهور، والعراق التي سجلت فوزا ثمينا على المنتخب الياباني في الجولة الثانية.

طموح الأخضر السعودي في بلوغ المبتغى واقتطاع تأشيرة التأهل إلى المرحلة القادمة بشكل رسمي، يبدو مشروعا إلى حد بعيد بالنظر إلى العديد من المعطيات، أولها الفوارق الكبيرة الموجودة بين الأخضر بطل آسيا في ثلاث مناسبات، والذي يضم في صفوفه العديد من الأسماء البارزة، في مقدمتهم أفضل لاعبي آسيا سالم الدوسري، الذي ينتظر منه جمهور الأخضر في هذه المنافسة الكثير، دون نسيان حنكة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، التي بدت بصورة واضحة في الديربي الخليجي مع سلطنة عمان ضمن الجولة الأولى، والتي نجح فيها في قلب الطاولة خلال المرحلة الثانية، بفضل قراءته الجيدة للمباراة.

الأرجل على الأرض

وبغض النظر عن الإمكانيات الكبيرة التي يملكها المنتخب السعودي، بالأخص من ناحية التعداد الثري بالعديد من اللاعبين القادرين على قيادة الأخضر نحو تحقيق أفضل النتائج في هذه البطولة، أو غيرها من المنافسات، وهم الذين سبق لهم فعل ذلك في المواجهة الافتتاحية من كأس العالم الأخيرة، التي تفوقوا فيها على بطل المونديال منتخب الأرجنتين، يبقى أبناء المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني مطالبين بوضع الأرجل على الأرض في لقاء قيرغيزستان، واحترام المنافس الذي قد يبدو مغمورا آسيويا إلى حد بعيد، خاصة وأن كرة القدم كانت ولازالت وفية لتقاليدها المليئة بالمفاجآت، والتي كثيرا ما أطلت علينا بانتصارات مميزة لفرق ومنتخبات توصف بالصغيرة على الورق على حساب أخرى تعرف بالقوية، ولذلك الفوز بالمواجهة قبل لعبها سيكون أمرا ممنوعا على لاعبي الأخضر الذي يعون جيدا أهمية الفوز في لقاء اليوم، من أجل العبور مبكرا إلى الدور القادم، وفي ريادة المجموعة ما يضعهم بشكل كبير في مواجهة خصم لا ينتمي لعمالقة القارة في دور الستة عشر، ما يرفع من حظوظهم في المنافسة على اللقب أو بلوغ نصف النهائي على الأقل.

قوة الشخصية

وبالتأكيد أن ما يريح عشاق الكرة السعودية قبل لقاء قيرغيزستان اليوم، وهو قوة الشخصية التي يتمتع بها المنتخب السعودي، والنابعة من تاريخه الكبير في هذه البطولة، التي أعطته كبرياء قد يلعب في العديد من المرات دور البنزين الذي يشعل فتيل الإثارة والعودة لديه من بعيد، في حال تأخر أو لم يقدم ما عليه في بعض مراحل المواجهات، وهو ما حدث في لقاء عمان الأخير، الذي كان شاهدا على ريمونتادا للأخضر.

فرصة الاستدراك

وعلى عكس أهداف المنتخب السعودي من لقاء قيرغيزستان الليلة، سيسير المنتخب العماني الذي سيرمي في مباراته أمام تايلاند مساء اليوم إلى تسجيل انتصاره الأول في البطولة والارتقاء على الوصافة على الأقل، قبل لقاء الجولة الثالثة التي سيجتمع فيها بمنتخب قرغيزستان، إلا أن تحقيق هذا الأمل لن يكون بتلك السهولة التي قد ينتظرها البعض، في ظل المستوى الرائع الذي قدمه المنتخب التايلاندي المتطور في الآونة الأخيرة، والمتفوق في الجولة الأولى على قرغيزستان بهدفين دون، أدخلاه مبكرا في أجواء هذه البطولة التي يحلم فيها بتكرار إنجازه في نسخة 1972 التي احتل فيها المرتبة الثالثة.

تعطيل المفاتيح

وقد يكون أحد أهم مفاتيح فوز العماني اليوم على تايلاند، هو تعطيل مفاتيح لعب الأخير الذي يعتمد بشكل كبير على سرعة لاعبيه في الارتداد من الخلف إلى الهجوم، والتحرك عبر الخطوط من أجل التوغل، وهو ما يتطلب من لاعبي المنتخب العماني عودة سريعا في حالات تضييع الكرة، والضغط بشكل دائم في مساحات المنتخب التايلاندي، مع استغلال جميع الفرص التي ستلوح أمامهم من أجل الحصول على الأسبقية واللعب بارتياح، خاصة وأن التأخر في التسجيل أمام هذه النوعية من المنافسين يزيد من ثقتهم بشكل واضح، ويشجعهم على البحث على تحقيق المفاجآت، أمام المنتخبات التي قد تفوقهم من حيث التعداد والإمكانيات.

السذاجة الدفاعية

ومن بين أهم الأخطاء التي يجب على المنتخب العماني استدراكها في لقاء تايلاند وتصحيحها بالشكل اللازم، هي فقدان التركيز في الربع الأخير من عمر المواجهة، في صورة ما حدث للأحمر في لقاء الجولة الأولى التي كان فيها متفوقا على الأخضر بهدفين دون رد، لينهار بعد ذلك ويتلقى هدفين جعلاه يضيع النقاط الثلاث بسبب سذاجته الدفاعية التي يجب أن لا تتكرر في مباراة تايلاند اليوم، والتي يجب أن تجتمع فيها القوة في الهجوم، والصلابة في الخط الخلفي من أجل تسجيل الأهم، وهو النقاط الثلاث التي سترتقي بالمنتخب العماني إلى الوصافة، وتعزز حظوظه بشكل كبير في التواجد في الدور الثاني من المنافسة، لثاني مرة في تاريخه، وهو الذي فعل ذلك لأول مرة في النسخة الأخيرة في الإمارات عام ألفين وتسعة عشر.

شاركها.
Exit mobile version