محمد قصبي

أرجع عبد الله العامري، النجم السابق لنادي الريان ومنتخبنا الوطني النتائج الكارثية لمنتخباتنا الوطنية في الدورات الدولية بداية بالمنتخب الأولمبي الذي أنهى دور المجموعات في بطولة (تولون) في المركز الأخير، وصولا إلى منتخب الناشئين الذي استهل دورة كأس آسيا بخسارة قاسية جدا بستة أهداف أمام منتخب كوريا الجنوبية، إلى ضعف منظومتنا الكروية وهشاشة الفئات السنية في أنديتنا، والتي أصبحت عاجزة عن تقديم لاعبين في المستوى إلى منتخباتنا الوطنية، مثلما يحدث مع كل المنتخبات الكبيرة والتي تستفيد من لاعبين شباب بمستوى جيد ويملكون قاعدة صحيحة في التكوين ويتم فقط صقل مواهبهم على مستوى المنتخب، في حين أن أنديتنا عاجزة عن تقديم أي شيء للفئات السنية للعنابي.

سياسة المحاباة

وحمل عبد الله العامري، الضعف الرهيب للاعبي الفئات السنية في أنديتنا إلى ضعف المدربين الذين يشرفون على مختلف الفئات في الأندية، وقال: إذا أردنا أن ننهض بالكرة القطرية وننقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، علينا أن نجري تغييرات جذرية على مستوى الفئات السنية وبداية بالمدربين، يرجى إعادة النظر في اختيارات المدربين وأن نوقف سياسة منح تدريب الفئات السنية إلى مدربين فقط لأنهم كانوا لاعبين سابقين في الأندية، فحيازة شهادة تدريبية لا تعني أنك مدرب جيد وقادر على تكوين جيل جديد من اللاعبين، على مسؤولي فرقنا أن يوقفوا سياسة المحاباة في تعيين مدربي الفئات السنية وعليهم أن يمنحوا أهمية كبيرة لهذه الفئات لأنها تشكل النواة الرئيسية للأندية ومنتخباتنا الوطنية في المستقبل.

 

مستقبل غامض

وتابع المدافع السابق للعنابي: لا أستغرب توالي الهزائم للمنتخب الأولمبي وأيضا منتخب أقل من 20 عاما، فهذا يعكس حقا واقع كرتنا، ومنتخباتنا تفتقر للاعبين من مستوى عال يكونون قادرين على تقديم وجه مشرف للعنابي في المحافل الكبرى، واللوم هنا لا يقع فقط على مدربي المنتخبات، وإنما على منظومتنا الكروية ككل، وغياب اهتمام الأندية بالفئات السنية وإهمال دورها الكبير، أنديتنا أصبحت لا تقدم لاعبين جيدين للمنتخبات الوطنية، وهنا يجب أن نتوقف عند نقطة مهمة ونطرح تساؤلا، من سيدافع عن ألوان العنابي مستقبلا إذا كانت فرقنا لا تصنع لاعبين جيدين ولا تحضر جيلا جديدا؟.

مراجعة الحسابات

وطالب عبد الله العامري مسؤولي الأندية بمراجعة حساباتهم وقال: علينا أن نحفظ الدرس جيدا وأن نشرع من الآن في العمل وفق خطة واضحة وأسس صحيحة، يجب أن نولي أهمية كبيرة لقطاع التكوين سواء في الأكاديميات أو في الاندية التي من المفروض أنها هي الداعم الرئيسي للمنتخب، يجب أن نعين مدربين أكفاء ومكونين من أعلى مستوى، حتى يحضروا لنا لاعبين بمستوى عال ونجني ثمار هذا العمل بعد سنوات حين يصبح لدينا منتخب قوي وقادر على تشريفنا، ومن الضروري أيضا البحث عن إداريين يفهمون جيدا في كرة القدم، لأن عددا كبيرا من الإداريين الحاليين في الأندية همهم الوحيد الأجر المالي لا غير.

ميركاتو جاف

كما تحدث عبد الله العامري عن غياب تعاقدات قوية في أنديتنا، رغم مرور أكثر من شهر عن رفع اتحاد الكرة عدد المحترفين في الدوري إلى 7 بعدما كان العدد لا يتجاوز 5 في المواسم السابقة، وقال: غياب صفقات كبيرة إلى حد الآن راجع إلى اسباب كثيرة تختلف من ناد إلى آخر ، ولكن ما يجب الإشارة إليه هو أن عددا كبيرا من أنديتنا لا تعرف ما الذي تريده، ومسؤولوها لا يعرفون حتى متطلبات فرقهم وهذا أمر غريب جدا، بيد أن 90 بالمائة من الفرق دخلت في عطلة مبكرة وضمنت بقاءها في دوري النجوم منذ شهر مارس الماضي وكان لها الوقت الكافي من الاجتماع وتحديد متطلباتها والمراكز الواجب تدعيمها وهذا ما لم يحدث.

لا للتخبط

وختم نجم منتخبنا السابق: أتمنى ألا يكون هناك تخبط في الأندية، لأن هذه الفترة مهمة جدا وتحقيق الهدف الذي نبحث عنه جميعا برفع مستوى الدوري وكرتنا يتطلب لاعبين محترفين في المستوى وتنافسية كبيرة وكل المؤشرات توحي من الآن بحدوث عكس ذلك، أتمنى ألا تتخبط الفرق أكثر وأن تحسن اختيار محترفين جيدين قادرين على التنافس ورفع المستوى، وأن تتجنب جلب لاعبين محترفين تعودنا عليهم في دورينا، فاللاعب الذي يفشل في فريق لا يجب أن يتعاقد معه فريق آخر بداعي أنه يعرف كرتنا ودورينا، نحن في حاجة إلى اسماء جديدة ومحترفين أقوياء، وأتمنى أن يتم اختيار لاعبين تحت السن، واستثمارهم في جلب حراس مرمى في المستوى، لأن الكرة القطرية تعاني من أزمة حراس حقيقية.

شاركها.
Exit mobile version