جماهير العنابي

❖ محمد قصبي

الفوز الكبير الذي حققه منتخبنا الوطني في مستهل مشواره في كأس آسيا 2023 على حساب المنتخب اللبناني بثلاثية دون مقابل، رفع سقف الطموحات لدى جماهير العنابي وجعلها تستبشر خيرا في باقي المشوار الآسيوي، حيث اعتبر الجميع أن هذه الانطلاقة القوية تعطي الأمل في تحقيق لقب قاري ثانٍ، وهو ما أكده عادل مال الله نجم الكرة القطرية السابق في حوار خصّ به “الشرق”، حيث قال إن الفوز بنتيجة كبيرة أمام لبنان سيكون له أثر نفسي كبير على لاعبي منتخبنا الذين تخلصوا من الضغوطات، واعتبر عادل مال الله أن الاحتفاظ باللقب القاري يبقى حلما مشروعا للجماهير القطرية بشرط ألا يفرض ضغطا كبيرا على اللاعبين المطالبين على حد قوله بأن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يقدموا بطولة مشرفة تنسي الجماهير خيبة كأس العالم فيفا قطر 2022، كما وجه من منبر الشرق رسالة ترحيب حارة لكل الجماهير الآسيوية التي تزور قطر في الحدث الكروي القاري.

– ما رأيك في الفوز الكبير للعنابي أمام لبنان؟

 سعيد جدا بهذه الانطلاقة القوية لمنتخبنا، الذي نجح في ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا بتحقيق أول ثلاث نقاط في البطولة بأداء جد إيجابي ومبشر وثانيا بتجاوزه هاجس المباراة الافتتاحية التي عانى منها منتخبنا لسنوات طويلة جدا، صحيح كانت هناك بعض النقائص في أداء لاعبينا وهذا طبيعي لأن التعداد يضمن لاعبين جددا كثيرين والمنتخب لم يتعود بعد على طريقة لعب المدرب الجديد لوبيز، ولكن هناك الكثير من الأمور الإيجابية ومجرد تحقيق الفوز في المباراة الافتتاحية هذا يبشر بالخير ويجعلنا نتفاءل من الآن بمشوار رائع للعنابي في كأس آسيا، خاصة مع عودة تألق الثنائي أكرم عفيف والمعز علي الذي جعلنا نتذكر تلك الثنائية الرائعة التي جلبت لنا كأس آسيا 2019 وأتمنى أن يواصلا على نفس المنوال لإهدائنا لقبا قاريا ثانيا.

– كيف ترى المباراة الثانية للعنابي أمام الطاجيكي؟

 المباراة الثانية دون شك ستكون صعبة، لا يوجد أي منتخب سهل في آسيا وبإمكان أي منتخب أن يخلق لك صعوبات كبيرة ويسجل عليك هدفا مبكرا يجعل الأمور صعبة عليك، من المفروض الآن أن معنويات لاعبينا مرتفعة بعد أن زال عنهم الضغط النفسي الذي فرضته المباراة الافتتاحية وأنا واثق إن شاء الله أن الأداء سيتحسن بمرور المباريات وإن شاء الله فالنا الفوز في كل المباريات.

– هل ترى أن العنابي قادر على الاحتفاظ بلقبه؟

 من الصعب على أي منتخب مهما كانت قوته أن يقول من الآن إنه سيتوج بالكأس، فالبطولات القارية الكبيرة من هذا الحجم دائما ما تحمل مفاجآت مدوية، ما أتمناه هو أن يواصل العنابي عروضه القوية في المواجهتين المتبقيتين من دور المجموعات وبعدها سيكون لنا كلام آخر في الأدوار الإقصائية، لأن الظهور بشكل قوي منذ البداية سيجعل كل المنافسين يتخوفون منك ويزيد الرغبة لدى لاعبينا من أجل مواصلة البروز وكما يقال “الشهية تأتي مع الأكل”، من حق كل الجماهير القطرية أن تحلم بلقب ثان ولكن هذا لا يعني أن نفرض ضغطا كبيرا على لاعبينا من البداية حتى لا نؤثر على مردودهم.

– ما هي الرسالة التي تود توجيهها للاعبين؟

 رسالتي لهم هي أن يضعوا انتصارهم الأول على لبنان في طي النسيان وأن يركزوا كل جهودهم الآن على المباراة الثانية لمواصلة عروضه القوية وتحقيق انتصار ثانٍ بالأداء والنتيجة والذي سيزيدهم ثقة أكثر في النفس ويجعلهم يتأكدون من أنهم قادرون على تقديم الكثير في هذه البطولة، هم يعلمون جيدا أن الجماهير القطرية تنتظر منهم الكثير ورد الاعتبار، بعد المشوار المخيب إن صح القول في كأس العالم، عليهم أن يتحلوا بإرادة فولاذية وأن يقدموا كل شيء من أجل الدفاع عن ألوان منتخبنا، وشخصيا أعتبر أن روح المجموعة والقتالية هي السر وراء نجاح أي منتخب في بطولة مثالية، والكل شاهد أن هذا الجانب لعب دورا هاما في تتويج العنابي التاريخي في كأس آسيا بالإمارات، وأتمنى أن يتكرر هذا مرة ثانية وأن نفرح بلقب ثان لأن الجماهير القطرية تستحق أن تفرح بمنتخبها.

– ما هي المنتخبات التي ترشحها للتتويج؟

 أعتقد أن المنتخب الياباني هو المرشح الأبرز للذهاب بعيدا في البطولة بالنظر إلى الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها لاعبوه الذين ينشطون في أقوى البطولات العالمية، بالإضافة إلى منتخب كوريا الجنوبية الذي سيبحث عن تحقيق إنجاز تاريخي في قطر ومعانقة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 63 عاما كاملا، وهناك منتخب آخر أعتبره من أقوى المرشحين هو السعودية الذي يضم لاعبين في المستوى ويملكون تنافسية كبيرة اكتسبوها من دوريهم القوي الذي تطور كثيرا بعد انضمام نجوم عالميين، وأخيرا منتخب أستراليا المشكل من لاعبين ينشطون في أوروبا.

– ما رأيك في حفل افتتاح البطولة؟

 بصراحة لست متفاجئا من روعة حفل الافتتاح، لأن قطر دائما عودت الجميع على التميز والإبهار في استضافة مختلف البطولاتت العالمية، وبإمكاني القول الآن إن قطر تفوقت على نفسها مرة ثانية وأبهرت العالم بحفل افتتاح له أبعاد فنية وثقافية وحمل رسائل إنسانية لكل العالم، ومن خلال هذا الحفل المبهر الجميع تأكد أن النسخة الحالية من كأس آسيا ستكون الأفضل على الإطلاق دون منازع، كما أن إجراء البطولة على الملاعب المونديالية سيعطي لها قيمة أكبر سواء جماهيريا أو فنيا أو حتى إعلاميا، فكل الجماهير العربية والآسيوية متشوقة كثيرا لحضور مباريات منتخباتها على الاستادات المونديالية وهذا ما يضفي أجواء غير مسبوقة على الكأس القارية التي ستكتسي هذه المرة طابعا موندياليا، وأتمنى أيضا أن يكون المستوى الفني كبيرا جدا للمنتخبات بما أن كل الظروف مواتية وتساعد اللاعبين على البروز وتقديم الكثير.

– ماذا تقول في الأخير؟

 أود أن أوجه رسالة إلى الجماهير القطرية من أجل المساهمة في إنجاح هذه البطولة من خلال التواجد بأعداد كبيرة في كل المباريات وليس مباريات منتخبنا فقط، الجمهور القطري يعشق كرة القدم ولا أعتقد أنه سيفوت فرصة تنظيم بطولة قارية كبيرة في بلده دون أن يترك بصمته، على الجميع أن يتجند لإنجاح هذا العرس القاري والتأكيد مرة أخرى على أن الدوحة هي عاصمة الرياضة العالمية وأن قطر متفردة في تنظيم البطولات الرياضية العالمية على أعلى مستوى، وفي الختام أتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني ولكل المنتخبات العربية التي ستشارك في البطولة ولم لا نرى نهائيا عربيا خالصا على استاد لوسيل العالمي.

شاركها.
Exit mobile version