محمود النصيري

رغم تواصل الانتهاكات التي تشهدها رحلة الاعداد نحو استضافة دورة الالعاب الاولمبية باريس 2024 الا ان وسائل الاعلام الفرنسية والغربية عموما تواصل غض البصر عن هذه الفضائح المدوية لتؤكد مجددا انها تكيل بمكيالين في التعامل خاصة وانها لطالما روجت الاشاعات والاكاذيب حول استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث حشد الاعلام الغربي على مدار الفترة التي سبقت بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر من اجل الدعوة إلى مقاطعة الحدث الرياضي الكبير، مشيرا إلى انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في قطر ومع ذلك، في حين غابت التغطية ذاتها عن رحلة فرنسا لاستضافة أولمبياد باريس على الرغم من اتهام فرنسا باستغلال العمال المهاجرين والذين لا يمتلكون وثائق قانونية تسمح لهم بنيل حقوقهم كاملة في مواقع البناء والتشييد الفرنسية.

وبعد مرور اكثر من 9 اشهر على انتهاء مونديال قطر 2022، لازالت الحملة الغربية المضللة مستمرة حول الاستضافة القطرية والتي انطلقت منذ اعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم في 2 ديسمبر 2010 فوز الملف القطري بتنظيم البطولة الاكثر شعبية على مستوى العالم، حيث انضم القضاء الفرنسي بدوره لسلسلة الناعقين والمضللين عندما اعطى لنفسه الحق والاهلية في اثارة الادعاء في حق سعادة السيد محمد بن همام الرئيس الاسبق للاتحاد الاسيوي لكرة القدم من خلال اتهامات كيدية لا تستند لاي ادلة او براهين، وذلك رغم تبرئته من طرف لجنة الاخلاقيات بالفيفا وايضا من طرف محكمة التحكيم الرياضي فضلا عن الشهادات التي ادلى بها العديد من المسؤولين البارزين في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية للعبة.

الاعلام الغربي تغافل ايضا على تغطية الاحداث العنصرية التي تغلغلت داخل هذه المجتمعات الغربية لتصبح علامة فارقة في نشر الكراهية والتمييز العنصري سواء من خلال الخطاب المزدوج في التعاطي الاعلامي مع مختلف الاحداث الرياضية او السياسية في العالم او من خلال فوضى العنف التي شهدتها فرنسا قبل اشهر بسبب العنصرية المؤسسية للسلطات الفرنسية بعدما قتل احد عناصر الشرطة هناك الشاب نائل ذي الاصول الجزائرية والذي يعمل كسائق توصيل وهو ما اشعل احتجاجات عارمة في فرنسا استمرت لاسابيع وخلفت خسائر مادية كبيرة.

اما مأساة اللاجئين في فرنسا، فحدث ولا حرج، ففي 4 أبريل عام 2022، نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرا وثق فيه ممارسات عنصرية وغير إنسانية تجاه اللاجئين العرب والافارقة، حيث أصدرت السلطات الفرنسية قرارا بطرد اللاجئين غير الأوروبيين من مراكز الإيواء ليحل محلهم لاجئون أوكرانيون وهو ما يؤكد تغلغل العنصرية في هذا المجتمع الغربي.

ورغم ان فرنسا تستعد لاستضافة الاولمبياد بعد اشهر قليلة الا ان المساءلة الاعلامية غابت كليا عن رحلة الاستعداد لهذا الحدث الرياضي كما كشفت بالفعل عن مجموعة من التناقضات والنفاق الإعلامي الغربي المألوف، حيث اكتفت الدول الغربية بدور المتفرج ولم تثر اي معارضة لهذه الاستضافة الرياضية الاولمبية.

الفضائح الفرنسية في طريق الاولمبياد لا تتوقف حيث نشرت المنظمات العمالية العديد من التحقيقات التي تتعلق بانتهاكات الشركات الفرنسية ضد العمال المهاجرين العاملين في بناء مرافق الألعاب الأولمبية في باريس 2024 وبشكل خاص عبر استغلال العمال الأجانب الذين دخلوا فرنسا بشكل غير قانوني وشاركوا في المشاريع المتعلقة بأولمبياد باريس 2024 حيث تم استغلالهم في العمل الشاق لفترات طويلة مقابل اجور زهيدة لا تلبي حاجياتهم، مما أدى إلى وفاة العديد منهم، كما تم ابتزازهم في مواقع العمل، وتهديدهم بالطرد بسبب عدم حصولهم على أوراق قانونية، مما اضطرهم إلى الموافقة على الأعمال الشاقة ولساعات طويلة.

شاركها.
Exit mobile version