يعد قوس النصر أحد المعالم الأثرية الأكثر شهرة في العاصمة الفرنسية باريس، الشاهد الصامت على أحد سباقات الخيول المرتقبة في العالم وهو “جائزة قطر قوس النصر للفروسية”.

ففي أجواء تحبس الأنفاس وأمام أكثر من 35 ألف متفرج، تسابقت أفضل الخيول في مضمار سباق “باريس لونشان” التاريخي، والذي يعتبر من أجمل وأفضل مضامير السباقات في أوروبا.

وبرعاية قطرية خالصة، يعتبر سباق “جائزة قطر قوس النصر” لعام 2023 جوهرة رياضة الفروسية وأحد أرقى سباقات الخيل في العالم دون منازع منذ عام 2015.

واستقطب هذا السباق السنوي أفضل الخيول والفرسان من جميع أنحاء العالم، فضلا عن عشاق سباقات الأحصنة وشخصيات المجتمع الراقي.

عنوان للرقي والتاريخ

بدأ تاريخ “جائزة قطر قوس النصر” كملحمة رياضية رائعة، تمتد لأكثر من قرن، تمكنت من ترسيخ مكانتها كحدث عالمي لسباق الخيول، رغم أن الهدف الأساسي من تأسيسها كان الاحتفال بالمصالحة بعد الحرب العالمية الأولى كرمز للأمل والسلام.

عيسى بن محمد المهندي رئيس مجلس إدارة نادي السباق والفروسية يقدم الجائزة للخيال كريستوف سوميون (الجزيرة)

وبعد شراكات عدة في السابق، وقعت باريس والدوحة شراكة جديدة عام 2008 مستمرة حتى اليوم، مما سمح بمضاعفة جائزة قوس النصر من 2 إلى 4 ملايين يورو.

وقال سالم العذبة مدير إدارة التسويق في نادي السباق والفروسية القطري، الذي تأسس عام 1975 “نفخر بأن نكون قيمة مضافة لهذا السباق العريق الذي حصد 5 مرات على التوالي لقب أفضل سباق الثوربريد (خيول السباق المهجنة الأصيلة) من الفئة الأولى في العالم منذ عام 2015”.

وأضاف العذبة -في حديثه للجزيرة نت- إن هذا السباق “أصبح وجهة لمن يرغب في رفع مستواه في العالم، ممثلين في نادي السباق للفروسية”.

قطر قوس النصر للفروسية".. سباق الخيول الأكثر شهرة في العالم يعود من جديد في باريس
إجمالي جوائز السباق وصل إلى 5 ملايين يورو (الجزيرة)

ويتكون البرنامج من 15 سباقا للخيول الإنجليزية الأصيلة (بما في ذلك 7 سباقات من المجموعة الأولى و4 سباقات من المجموعة الثانية) بالإضافة إلى سباقين من المجموعة الأولى للخيول العربية الأصيلة تنظمهما فرانس غالوب وسباق الرابطة الفرنسية للخيول العربية (AFAC).

وتحت عنوان “تحدي قطر الفرنسي لمربي الخيول العربية الأصيلة”، أقيم يوم السبت سباق للمهرات بعمر 4 سنوات، وآخر حمل عنوان “كأس قطر العالمي للمهرات العربية الأصيلة”، والذي أصبح السباق الأعرق للخيول العربية في العالم.

يذكر أن إجمالي جوائز السباق وصل إلى 5 ملايين يورو، مما يجعله أحد أغنى السباقات في العالم.

تميز الشقب ريسنغ على مضمار السباق

وتوّج الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، الفائزين بكأس قطر العالمي للخيل العربية الأصيلة، والذي فاز به المهر “الغدير” (المرتجز غراء) ملك “الشقب ريسنغ” بقيادة الخيال كريستوف سوميون وإشراف المدرب فرانسوا رو.

بينما حل المهر “مدرسة” ملك خلف رباح الشمري مع الخيال جون برنار إيكيم والمدرب ديدييه غيمان، في المركز الثاني، أما المركز الثالث، فكان من نصيب المهر “جو ستار” ملك هلال العلوي وقيادة الخيال كريستيان ديميورو والمدرب توما فورسي.

إجمالي جوائز السباق وصلت إلى 5 ملايين يورو (الجزيرة)

وأشاد الصحفي المتخصص في سباق الخيول أدريان كوغناس بأداء “الغدير” بالقول إنه “قدم أداء استثنائيا وراقيا بفضل قدراته البدنية غير العادية. أعتقد أنه ترك كل المراقبين مذهولين”.

وبإشراف من المدرب توما فورسي وقيادة الخيال أوليفيه بلييه، واصلت المهرة “نور الموري” انتصاراتها على مضمار “لونسو الباريسي” بعدما فازت بجائزة قطر للخيول العربية الأصيلة الإناث عمر 4 سنوات من الفئة الأولى، لتحقق بذلك فوزها الرابع تواليا عن نفس الفئة.

فيما قدمت “قرة عين” التي تملكها الشيخة ريم بنت محمد بن خليفة آل ثاني، أداء متميزا وأحرزت المركز الثاني في السباق.

وعلى المستوى الدولي، تنافس 15 حصانا أصيلا من 5 دول هي فرنسا وإنجلترا وألمانيا وأيرلندا واليابان، في مضمار لونشان على مسافة 2400 متر، وفاز في السباق الخيل الفرنسي “إيس إمباكت” البالغ من العمر 3 سنوات، بقيادة الفارس الإيطالي كريستيان ديمورو وتدريب جان كلود روجيه، للمرة السادسة.

15 حصانا أصيلا تنافست في مضمار لونشان على مسافة 2400 متر (الجزيرة)

وفي ترتيب عدد الانتصارات حسب الدولة، تتصدر فرنسا برصيد 69 انتصارا متقدمة على إنجلترا (16) وأيرلندا (8) وإيطاليا (6) وألمانيا (3).

مكانة الخيول العربية

وبحضور رئيس مجلس إدارة نادي السباق والفروسية عيسى بن محمد المهندي، شهد سباق الفئة الأولى لمسافة 2000 متر، مشاركة 10 من أقوى الخيول العربية الأصيلة في العالم، بينهم 7 أحصنة لملاك قطريين.

وأصبح “الغدير” ذو الأربع سنوات أحد أقوى الأسماء في عالم سباقات الخيل العربية الأصيلة بعد فوزه بكأس قطر العالمي الذي يبلغ مجموع جوائزه المالية مليون يورو.

وفي حديثه عن أهمية الخيول العربية، قال سالم العذبة إنها “جزء لا يتجزأ من الهوية العربية الأصيلة وأحد أندر السلع والتي تشتهر معظم العائلات المالكة والأرستقراطيون في العالم باقتنائها”.

المهر “الغدير” ملك الشقب ريسنغ، بقيادة الخيال كريستوف سوميون (الجزيرة)

وأضاف العذبة أن “إصرار نادي الفروسية القطري على وجود سباق للخيول العربية الأصيلة في نفس اليوم الذي يتم فيه سباق الفئة الأولى دليل واضح على مدى أهمية هذه الخيول بالنسبة لنا”.

من جانبه، أعرب كوغناس، في حديثه للجزيرة نت، عن إعجابه بتنظيم السباقات المميزة، معتبرا أنها فرصة مهمة للقاء أفضل الأحصنة العربية من مختلف الأعمار ومن بلدان مختلفة.

كما رحب العذبة بكل عشاق الخيول في دوحة كل العرب خلال فعاليات مهرجان سمو الأمير للخيل العربية الأصيلة، والتي ستقام في فبراير/شباط المقبل لمدة 3 أيام في نادي السباق للفروسية بمضمار الريان في قطر.

شاركها.
Exit mobile version