بطل “رياضة الملوك” المشارك في عرض “ون 166: قطر” ..

زهير القحطاني

❖ سيد محمد

الملاكمة، أهم وأبرز الفنون القتالية، وفي أدبيات هذه الفنون تدعى «رياضة الملوك» و«الفنّ النبيل»، تختلف عن غيرها من الرياضات بأن يلتقي أبطالها في «جولات» تنتهي بضربات قاضية، تماما كما تنتهي أشواط كرة القدم بضربات الترجيح. “الشرق” وفي سبق صحفي تلتقي البطل السعودي الذي يصعد سلم هذه البطولة بالحلم العالمي الخليجي، زهير القحطاني، الذي سيشارك في عرض بطولة “ون”، أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم، وهو العرض الذي سيتم بالتعاون مع قطر للسياحة الشريك الرسمي للعرض، والمدينة الإعلامية قطر الشريك الإعلامي الرسمي، عرض “ون 166: قطر”، المقرر يوم 1 مارس، في صالة لوسيل الرياضية.

الملاكم زهير القحطاني، رغم انشغاله بالتحضير مع فريق ONE الذي وصل الدوحة لتهيئة البطولة التي تعود إلى الشرق الأوسط من بوابة الدوحة، في عرض سيشهد 5 نزالات على ألقاب عالميّة، فتح لنا قلبه بأريحية الواثق من نفسه، المعتز بهويته وانتمائه، والممتن بفخر وولاء للشركة العالمية، شركة ONE التي وجد فيها الفرصة المثالية ليقول للعالم أجميع: أنا البطل. وفيما يلي نص الحديث:

–  لنبدأ مع بداياتك مع هذه البطولة الاستثنائية بالنسبة لنا في المنطقة الخليجية والعربية عموما، كيف استهوتك وقررت التوجه نحو هذه الرياضة القتالية؟

  بدأت هواية اللعبة معي منذ الصغر، فأنا من أبناء جدة السعودية، وكنا كأطفال في ذلك الوقت نتفرج على أفلام الكرتون، ومنها فيلم النمر المقنع، وهو فيلم كرتوني قديم وأكثر مضارباته في الحلبة، وكان يعجبني هذا الفيلم كثيرا، وذهبت بعد ذلك إلى بريطانيا، وذلك للدراسة وكان عمري وقتها 12 سنة، وأثناء تواجدي في لندن ذهب بي أخي الكبير مرة إلى ناد للملاكمة، وهو ما أوجد لدي خبرة في الملاكمة، وجعلني ارتبط بها أكثر، لأن الملاكمة قبل أن تكون رياضة هي فن وهواية في المقام الأول. وهي رياضة ليست غريبة على الشعب العربي والخليجي، لأن كل العرب يعشقون الرياضات الحماسية، والقتالية منها منذ عصر الجاهلية مرورا بعصر الإسلام وإلى يومنا هذا، وهذه الرياضة محببة حتى اليوم.

–  هل أنت مقرّب من أصدقائك وعائلتك؟ وكيف تصف علاقتك بهم؟

 في الحقيقة مسألة العائلة مسألة صعبة جدا، فأكثر الوقت من نصيب النادي والتدريبات، حتى فترات الأكل التي تجمع العائلة أحيانا سواء على الغذاء أو العشاء لا تجمعنا، لأن نظامي الغذاء مختلف تماما، حيث إن الوجبة العائلية لا تناسبني فوجباتي تختلف عن البقية، فهي وجبات رياضية، وبالتالي أحاول أن أعوض هذا الغياب بالتواصل عبر التليفون، أما أكثر الوقت فهو في النادي. وما دمنا في الحديث عن العائلة فالوالد معجب جدا بفن المصارعة، ويعتقد أن المصارعة التي نشاهدها على التلفزيون حقيقية، وأنا أوضحت له الفرق، فقلت له أنا مصارعتي حقيقية لكن هؤلاء ممثلون، مجرد فيلم.

–  ما هي أكبر الصعوبات والتحديات التي واجهتها في حياتك؟ وكيف استطعت التغلب عليها وماذا تعلمت من تلك التجارب؟

 واجهت صعوبات عديدة، وتحديات كبيرة، لكن تغلبت عليها بالعزيمة والإصرار، وقد توجت هذا النجاح بالتعاقد مع شركة ONE التي تعتبر عنوانا لنجاح أي بطل يمضي معها نحو العالمية. تعرف أن شعبنا الخليجي شعب محافظ وينظر إلى هذه اللعبة كلعبة أجنبية، لكنها لعبة محبوبة لدى الجميع، ووالدي يحبها جدا، كما أن النظرة العامة إليها بدأت تتغير وبدأت شعبيتها تكبر في المنطقة.

– شاركت في أول حدث للملاكمة على الإطلاق أقيم في السعودية عام 2017. ماذا تعني لك التجربة، بمعنى آخر هل شعرت أنك حقّقت حلمك في تلك الليلة؟

 الحمد لله، كملاكم بدأت منذ الصغر، ومنذ طفولتي، كنت أحلم أن اصبح ملاكما محترفا ومن ثم أصبح بطلا عالميا، وأول ما شاركت في البطولة التي أقيمت في المملكة 2017 بدأت أحس بتحقق الحلم، وأحسست بالراحة أن الحلم بدأ يتحقق أمامي.

–  في عام 2019، أصبحت بطل الشرق الأوسط في المجلس العالمي للملاكمة (WBC). كيف كان شعورك حيال فوزك باللقب حينها ودخولك التاريخ؟ وما مدى الفخر الذي يمنحك إياه حمل هذا اللقب، وماذا يعني لك ذلك؟

  الفوز باللقب كان حلما، وحلم الفوز بلقب بطل الشرق الأوسط بالنسبة لي نصف الحلم، فيما سيتحقق حلمي بالكامل عندما نفوز بلقب بطل العالم، ولكن لهذه البطولة طعم خاص حيث كنت ألعب في وطني وبين أهلي، لأن كل مبارياتي السابقة كانت في الخارج، وبالذات في بريطانيا، حيث لم ألعب مباراة قبل ذلك في الخليج، وكانت أول مباراة لي في الخليج 2018، لكن البطولة والفوز والظهور أمام الناس في الخليج كان في بطولة 2019، وفي هذه البطولة بدأ الشعب العربي يعرف زهير القحطاني.

–  ماذا يعني لك تمثيل العالم العربي في منظمة عالمية للفنون القتالية مثل بطولة “ون”؟

 هذا وسام شرف لي وأرجو أن أحقق للعرب جميعا حلمهم الذي لم يتحقق إلى حد الآن، نحن نفخر بما نحققه كعرب في مختلف المجالات، نفخر بالنجاحات القطرية في هذا المجال عندما استضافت كأس العالم 2022، ونفخر بالنجاحات الرياضية السعودية، وأعتقد أن ما ينقصنا هو أن يواكب هذه النجاحات أبطال خليجيون يحققون الحلم العربي.

–  من المقرّر أن تُشارك في عرض “ون 166: قطر” من بطولة “ون” في الأول من مارس المقبل. ما الذي جذبك للتوقيع مع بطولة “ون” والمنافسة في هذا العرض؟

 أولا، ون Championship تواصلوا معي واجرينا نقاشات واتفقنا على عرض متكامل، وقد أعجبني هذا العرض، ضف إلى ذلك أن “ون” شركة عريقة وتاريخها معروف في هذه البطولة، وهي داعمة للاعبين، ومن أول يوم للتعاقد معهم رتبوا لي الامور وكل شيء سار على ما يرام، والمستقبل إن شاء الله سيكون أفضل معهم بكثير، وبطولة “ون”، هي أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم. وثانيا، نحن مستمرون مع ون لأنها تعرف قيمة أن تقف مع بطل خليجي، بطل سعودي، وون تحقق هدفا استراتيجيا، حيث انها ستكون أول شركة تقف مع بطل ملاكم سعودي.

–  أنت تخوض البطولة كأول ملاكم محترف خليجي، أليس ذلك؟

  نعم أنا أخوض البطولة كأول ملاكم محترف سعودي، واول ملاكم محترف خليجي يفوز بحزام الشرق الأوسط، وهذا شيء تاريخي، وسأكون أول ملاكم خليجي يفوز بالحزام العالمي.

–  ستخوض أول نزال في الملاكمة في بطولة “ون” منذ أكتوبر عام 2018. ما هو شعورك بإعادة الملاكمة من جديد إلى عروض “ون”؟

  شعوري الان في قمة الحماس، ولا أكاد أصدق أني سأخوض هذا النزال التاريخي، وأنا أعتبر إعادة الملاكمة من جديد إلى عروض “ون” نجاحا جديدا يضاف إلى رصيد نجاحات ون المتميزة في هذه الرياضية، كما يؤكد تفردها في بناء سجل رياضي ذهبي في الفنون القتالية.

–  ستواجه في نزالك في قطر، بطل العالم في المواي تاي في المجلس العالمي للملاكمة (WBC) وفي الرابطة الدولية لرياضة الكاراتيه (ISKA) المخضرم الجزائري-الفرنسي مهدي زعتوت. كيف تستعدّ لهذا النزال؟

  انا لا افكر في خصمي كمنافس، وما يهمني بث الفرحة في الجمهور الذي سيتفرج على هذه المباراة، وقد رايت هذا الخصم يلعب مرات عديدة واعتبره خصما قويا، ويعرف كيف يلعب، ولكن ما يهمني فرحة جمهوري، لان اللعبة في النهاية هدفها ترفيه الجمهور، ويهمني أن أكسب هذا الجمهور.

–  ستدخل إلى نزالك المقبل ضدّ زعتوت بسجلّ قياسي يبلغ (9 – 0). ما الذي يجعلك واثقاً جداً من الفوز على زعتوت وإبقاء سجلّك نظيفاً بنتيجة (10 -0)؟

  سجلي سيبقى نظيفا بإذن الله، وأنا مرتاح لأن شركة ون تقف إلى جانبي، وهذا هو الدعم الذي كنت أحتاجه منذ فترة، في المباريات السابقة كنت ألعب بنفسي وأعتمد على نفسي دون وجود أي دعم أو تشجيع يعزز إمكاناتي وقدراتي، والان تقف معي شركة ون وهذا يخفف الضغط والهم علي، كما أننا أكملنا كافة الترتيبات والتدريبات المطلوبة وجاهزون للبطولة.

–  بماذا تختلف برأيك بطولة “ون” عن سواها من منظّمات الفنون القتالية؟ ما الذي يُميّز “ون”؟

 أولا، بطولة ون تدعم اللاعبين، لان شركة ون تتميز بكونها تمتلك حلما لتحقيق حلم كل لاعب، وهذه مسألة في غاية الأهمية ومفيدة من وجهة نظري، ولديها رؤية كذلك، ولذلك وقعت معهم على هذا العقد، ولو فتشت في جميع الشركات العالمية الأخرى لن تجد شركة مثل شركة ون التي تقف مع اللاعب من تلقاء ذاتها، ومن اسمها تكتشف قدراتها فهي ون بمعنى أن النجاح من نصيب واحد فقط وهو الشخص الذي تقف معه شركة ون.

–  لماذا برأيك يجب على الناس تجربة الفنون القتالية، وكيف يُمكن أن تفيدهم بدنياً وذهنياً؟

 الفنون القتالية رياضة جميلة، وهي الرياضة الثانية عالميا بعد الكرة، وحاليا الشعوب الخليجية والعربية، وخاصة فئة الشباب، اصبحوا يتابعون هذه الرياضة ويحبونها، وهذه الرياضة مفيدة للجسم، ومفيدة للصحة العقلية والبدنية للإنسان، وبالتالي تعتبر في مرتبة عالية من حيث الأهمية لصحة الفرد ومتعته في نفس الوقت. ودول الخليج بدأت تهتم بهذه الرياضة وأصبحت تنشئ نوادي أكثر للملاكمة، كما أن اللاعبين أصبحوا في تزايد ملحوظ، ونحن نتوقع انه خلال الفترة المقبلة ستصبح هذه الرياضة معروفة أكثر وستشهد المزيد من الأبطال الخليجيين.

– هل تتوقع رؤية شركة ONE ترعى أبطالا خليجيين في المستقبل؟

  بكل تأكيد هذه البداية، وهي الان بدأت معي أنا، وسيرى العالم الآن هذه الشركة التي قدمت من آسيا لترعى اللاعب السعودي الخليجي، وبعدها الخليجيون سيطالعون هذه الشركة المعروفة، واسمها قوي وغال، وهذه الشركة تخلق أبطالا وتؤسس أبطالا، وسنراها تقدم المزيد من الأبطال لدول الخليج.

–  ماذا تعني لك الفنون القتالية اليوم؟

  بطولة ONE تختلف عن غيرها من البطولات الرياضية، عكس كرة القدم مثلا، فهي ONE، أي واحد يلعب ويمثل وطنا وشعبا واحدا، وأحيانا يمثل شعوب الخليج كلها، بينما فريق كرة القدم مكون من 11 لاعبا، ولذلك فالدور يختلف في بطولة ONE عن غيرها من البطولات الرياضية، وهنا أشير إلى نقطة مهمة وهي أني كسعودي لا أفرق بين السعودي والقطري والكويتي والاماراتي والبحريني والعماني، فكلنا شعب واحد، وعندما نلعب نمثل هذا الشعب، وكما نقول في أغنيتنا “خليجينا واحد شعبنا واحد..” ودولة قطر بلدي وأهلي وإخواني، وأحس أني بين أهلي في قطر.

–  ماذا عن رؤيتك المستقبلية؟

  كملاكم لا أفكر حاليا في خطط مستقبلية بقدر ما أفكر في بطولتي القادمة، ولكن مع شركة ONE هذه هي البداية ولنا مستقبل واعد بإذن الله، ولكن كلاعب أفكر حاليا في خصمي، وبعد ذلك أفكر في ما سيحدث. وهذا هو الوقت المناسب للصعود مع ONE.

–  هل من كلمة ختامية أو رسالة للشباب؟

  كلاعب وشاب خليجي تعبت على نفسي، ولم أستسلم للتحديات والضغوط التي تعرضت لها في بداياتي من المجتمع، والضغوط التي كنت أتعرض لها من أنه لن يكون هناك بطل خليجي في هذه الرياضة، وأنها رياضة أجنبية، فلماذا تلعبها؟، إلا أنني لم أستمع لهذه المثبطات واجتهدت على نفسي، ولم اقف مهما كانت الصعوبات، ولذلك هذه هي الرسالة التي أريد توجيهها للشباب: لا تتوقفوا وتابعوا حلمكم الى النهاية، وابتعدوا عن اصحاب السوء، ولن تندموا.

شاركها.
Exit mobile version