المنتخب العنابي

❖ محمد قصبي

البداية الموفقة لمنتخبنا الوطني في كاس آسيا بتحقيقه الفوز بأول مواجهتين أمام اللبناني والطاجيكي وضمان صدارة المجموعة قبل الجولة الختامية أمام المنتخب الصيني، رفع سقف طموحات الجماهير القطرية ونجومنا السابقين الذين أكدوا أن العنابي قادر على التنافس في هذه البطولة القارية، وهو ما أكده رائد يعقوب النجم السابق لمنتخبنا الوطني والذي اشاد بالروح القتالية الكبيرة للاعبين، وأكد في حوار خص به “الشرق” أن المدرب لوبيز غرس في اللاعبين  الرغبة والتعطش لإنجازات أخرى، غير أنه في المقابل أكد أن المدرب مطالب بتحديد تشكيلته الاساسية وتفادي اجراء تغييرات كثيرة في كل مباراة، وايضا البحث عن حلول هجومية أخرى في المباريات المقبلة، كما اعتبر الهداف السابق للعنابي أن الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب العراقي أمس على حساب اليابان سيرفع من معنويات العنابي وباقي المنتخبات للتألق في البطولة الاسيوية بعد أن زالت فرضية المنتخب الذي لا يقهر في كأس اسيا.

– كيف ترى الانطلاقة القوية للعنابي في كأس اسيا ؟

الحمد الله، هذه البداية الموفقة أراحتنا جميعا بعد ضمان التأهل إلى الدور المقبل في صدارة المجموعة، بالنظر إلى النتائج والإحصائيات يمكن وصف مشوار منتخبنا إلى حد الآن بالإيجابي، رغم بعض النقائص من حيث طريقة اللعب وأيضا الخيارات الفنية للمدرب، ولكن يجب علينا الآن أن نركز على الأمور الإيجابية وأن نبني عليها في باقي المشوار، وخاصة فيما يخص الروح القتالية للاعبين الذين أكدوا أنهم يرغبون في تقديم الكثير وإسعاد الجماهير، وهذا مهم جدا، ويقوي من حظوظ العنابي في التنافس على الذهاب لأبعد نقطة ممكنة في كاس اسيا، والشيء الإيجابي الاخر هو أن لاعبينا  يلعبون بكل قوة ومتعطشون لتحقيق إنجاز اخر وهذا يحسب لهم وللمدرب ايضا الذي عرف كيف يحفزهم قبل الدورة.

– ما رأيك في الخيارات الفنية للمدرب لوبيز؟

المدرب حر في كل اختياراته والنتائج إلى حد الان تقف في صفه، وهو أقرب إلينا من اللاعبين ويعرف مدى جاهزيتهم البدنية والنفسية، ولكن بصراحة أرى أن تفضيله محمد وعد على همام الأمين في المباراة الأولى يطرح علامة استفهام، العنابي في حاجة ماسة إلى لاعب بامكانيات وخبرة ولياقة همام، خاصة في المباريات أمام المنتخبات الكبيرة خلال الأدوار الإقصائية التي نحتاج فيها نزعته الهجومية وسرعته خاصة، ونفس الشيء بالنسبة لبوعلام خوخي الذي لم يشارك في المباراة الأولى ونزل بديلا في الثانية، لا غنى لنا عن هذا اللاعب القادر على تقديم الكثير، على كل حال هذا يبقى من اختصاص المدرب الذي يملك الأحقية في اختيار من يراهم الأكثر جاهزية للعب المباريات.

– البعض يتخوف من إمكانية تأثير التغييرات الكثيرة، ما رأيك؟

المدرب لوبيز يعرف جيدا أهمية الاستقرار في كرة القدم وخاصة في مثل هذه الدورات المغلقة، شاهدنا أنه قام بتغيير 5 لاعبين في التشكيل الأساسي في المباراة الثانية، وبعدها في الشوط الثاني أجرى تغييرات كثيرة أيضا، حسابيا المدرب اشرك إلى حد الآن ما يقارب 19 لاعبا كاملا، ما يعني أنه منح الفرصة تقريبا لمعظم اللاعبين، وفي انتظار المباراة الثالثة أمام الصين التي من المرتقب أن يشرك فيها ايضا لاعبين لم يشاركوا كثيرا، ولكن بعدها عليه أن يستقر على تشكيلته الأساسية المثالية ويحدد 11 لاعبا الذين يعول عليهم بداية من الدور المقبل، لأن هذا مهم جدا في المنظومة الكروية.

– كيف ترى المباراة الثالثة أمام الصين؟

حسبما شاهدت في أول مباراتين المنتخب الصيني هو أضعف منتخب في المجموعة من الناحية الفنية وأعتقد أن العنابي سيفوز عليه دون عناء، ولكن الحذر يبقى مطلوبا لأن المنافس سيلعب اخر أوارقه من اجل الانتصار والتأهل، ونحن أيضا في حاجة إلى الفوز بالمباراة رغم ضماننا صدارة المجموعة، لأنه من المهم جدا أن ننهي دور المجموعات بثلاثة انتصارات سواء من الناحية المعنوية اللاعبين حتى لا يتسرب لهم اي شك وليواصلوا العمل في ظروف مريحة قبل الدور المقبل، ومن ناحية ثانية الفوز سيمنح لزملاء أكرم ثقة أكبر في النفس ويجعلهم يدخلون بقوة في الدور المقبل مهما كان اسم المنافسة وقيمته.

– ماذا تقول عن التألق الكبير لأكرم عفيف؟

عودة أكرم عفيف إلى مستواه الكبير جاءت في وقتها المناسب، حيث كان لها انعكاس كبير جدا على اداء ونتائج العنابي وأتمنى أن ويواصل أكرم في نفس النسق في الأدوار القادمة، لأنه من نوعية اللاعبين الذين يصنعون الفارق من لقطة واحدة فقط مثلما كان عليه الحال في مباراة الطاجيكي حين سجل هدفا من الفرصة الحقيقية الوحيدة تقريبا التي اتيحت له في المباراة، ولكن ما أتمناه هو أن يجد المدرب حلولا هجومية اضافية من غير أكرم والمعز، وهذا تحسبا لأي طارئ في الأدوار المقبلة لأن المنافس دون شك سيركز كثيرا على هذين اللاعبين وسيفعل كل شيء لإيقاف خطورتهما وهنا أتمنى أن نجد حلا اخر للتنشيط الهجومي وتسجيل الأهداف، وما يخيفني هو أن منتخبنا يفتقر إلى لاعبين يحتفظون بالكرة في الوسط، وأتمنى أن لا يتأثر المنتخب بهذا في المباريات المقبلة.

 – هل تعتقد أن العنابي قادر على الاحتفاظ بلقبه؟

قبل انطلاق المنافسة راودتني الكثير من الشكوك، بسبب الظروف التي مر بها المنتخب مؤخرا وتغيير المدرب قبل شهر عن البداية، ولكن الآن وبعد أن شاهدت مستوى المنتخبات وأيضا الرغبة الكبيرة التي أبان عنها لاعبونا في أول مواجهتين، أنا واثق من أن العنابي لديه مكان ضمن الأربعة الكبار وبإذن الله سيصل على الأقل إلى نصف نهائي البطولة، هذا إذا عرف المدرب كيف يسير المباريات المقبلة بداية من الدور ثمن النهائي والتي تتطلب قتالية في الميدان وقراءة جيدة للخصوم لانها تحسم دائما بجزئيات صغيرة، وإن شاء الله سنرى وجها قويا للعنابي ولم لا تكرار انجاز 2019.

– ما هي المنتخبات التي تراها قادرة على التتويج؟

في السابق الجميع كان يتحدث عن منتخب اليابان على أنه منتخب لا يقهر ومن الصعب جدا إن لم نقل من المستحيل الفوز عليه واللقب سيكون من نصيبه لا محالة، ولكن المنتخب العراقي أمس قدما درسا في كرة القدم واسقط فرضية المنتخب الذي لا يقهر، أسود الرافدين قدموا مباراة تاريخية وأكدوا أن المعطيات المسبقة لا وجود لها في كرة القدم وأكدوا أيضا أنهم يملكون منتخبا متماسكا وقويا وأنه جاء إلى قطر من أجل الذهاب الى ابعد دور ممكن، وشخصيا أتوقع تنافسية كبيرة جدا بداية من الدور ثمن النهائي مع تواجد ايضا منتخبات قوية على غرار كوريا الجنوبية واستراليا وايران، ومنتخبنا الوطني الذي كما قلت أراه يملك كل الإمكانيات التي تسمح له بالتنافس على اللقب.

شاركها.
Exit mobile version