❖ حوار: محمد علي المهندي

سعادة الأستاذ خالد بن أحمد العبيدان عضو مجلس الشورى ونائب رئيس نادي الجسرة الاجتماعي الثقافي والأديب القطري، تحدث للشرق الرياضي عن استضافة قطر لكأس آسيا للمرة الثالثة، وعن الحضور الجماهيري، وعن حفل الافتتاح الذي تم الكشف خلاله عن الجزء المفقود من قصة كليلة ودمنة، كما تحدث عن المباراة الافتتاحية بين منتخبي قطر ولبنان ونوه خلال حديثه عن معرض سلطان الجاسم للصور الرياضية التاريخية الذي استضافه نادي الجسرة، الشرق كانت في ضيافته وكان هذا اللقاء.

– حدثنا عن استضافة قطر لكأس آسيا للمرة الثالثة؟

 قطر المحبة والتسامح والسلام فرضت نفسها على الساحة الرياضية فتعتبر هي الأولى في استضافة البطولات العالمية الكبرى وهي القبلة التي ترى الاتحادات الدولية والقارية أن خير من يقوم بالاستضافة هي دولة قطر وبخاصة النجاح الكبير في استضافتها لمونديال قطر 2022 الذي أحدث ضجة كبيرة، وأشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) معتبراً أنها أفضل استضافة لكأس العالم منذ بدايتها عام 1930 في الأوروجواي حتى الآن، كما تركت انطباعاً كبيراً لدى الجماهير التي حضرت لمشاهدة كأس العالم أو من تابعها عبر وسائل الاعلام المختلفة وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، وقطر الآن تستضيف أكبر حدث قاري في كرة القدم وهو كأس آسيا 2023 النسخة (18) بعد استضافتها لأول مرة عام 1988 ونجحت فيها بامتياز وحقق المنتخب السعودي اللقب، ثم تلتها للمرة الثانية في عام 2011 وحققت نجاحاً كبيراً وفاز فيها منتخب اليابان، وهذه هي المرة الثالثة والتي ستبهر العالم بهذه الاستضافة، وإسناد الاستضافة إلى قطر هو دليل على أنها قادرة على التنظيم العالي الإحترافي وتوفير مقومات نجاح البطولات، وقد أثبتت أنه ينظر لها على أنها قبلة رياضية أولى في التنظيم وهناك تطور في كل بطولة وريادة في إبهار الجماهير في كل شيء، كما أنها تتعب من يستضيف بعدها، وعادة تعمل عامل التحدي لدولة أخرى تستضيف مثل هذه البطولة، وقطر وضعت الأسس الحقيقية لاستضافة البطولة، وعندما تستضيف قطر البطولات فإنها لن ترى فقط الملاعب المونديالية التي أبهرت العالم، وإنما هناك جوانب ثقافية وفنية وتراثية واجتماعية وأخلاقية، وكذلك الفعاليات المصاحبة التي تستضيفها ذات طابع أخلاقي وتسامح ومحبة.

– ما رأيك بالفعاليات المصاحبة للبطولة؟

 الفعاليات جميلة ومتنوّعة ومبهرة وبصفة عامة موجودة في قطر طوال العام ولكنها تكثر في البطولات العالمية والمناسبات وترى هذه الفعاليات في كتارا وفي متاحف قطر والمدينة التعليمية ووزارة الثقافة، وسوق واقف وكذلك نادي الجسرة ليس بعيداً عن ذلك فنحن تأسس نادينا عام 1959 وكان ناديا رياضيا ثقافيا اجتماعيا، وشاركنا في الدوري القطري وكأس قطر وتحول النادي إلى ثقافي اجتماعي بعد دمج الأندية عام 1972، ويملي على النادي الجانب الوطني التركيز على جميع الأنشطة، وتحفيز المواهب، وفتح أبواب النادي لأصحاب الفكر والرأي والثقافة وإقامة المعارض والمحاضرات والندوات الإجتماعية وغيرها، واستضافتنا لمعرض للباحث الرياضي سلطان الجاسم الذي يسلط الضوء على تاريخ الرياضة القطرية التي أثرت الساحة الرياضية في تلك الفترة من الزمن الجميل، والأهم أن تتعرف الأجيال الحالية على هذا التاريخ الرياضي القطري وبداياته والذي لم يشهدوه، وجمال المعرض ليس فقط بالصور ولكن هذه الألفه الحقيقة لأبناء الوطن والمسؤولين على صعيد واحد لهذا التجمع الثقافي الرياضي وعلى القيم السامية التي تبثها الرياضة وتعكس ثقافتنا المجتمعية ومازلنا متمسكين بها ونأخذ من الرياضة قيمها السامية وكما يعلم الجميع كان نادي الجسرة رياضيا وشارك في البطولات في فترة الستينيات وبداية السبعينيات، والمعرض أيقونة تاريخية للرياضة في قطر.

كما أننا في نادي الجسرة نوثق الفعاليات الثقافية التي نستضيفها، وكما نرى تنوّع الفعاليات الفنية والثقافية والموسيقية والتراثية التي تعبر عن البلدان الآسيوية المشاركة في البطولة والتي تجذب السياح والزوار والمقيمين في قطر وأهلها، وترى الكبار والصغار من الجنسين حاضرين مع أسرهم للتعرف على الثقافات الآسيوية المتنوّعة والتي تبعث البهجة والسرور إلى قلوب الحاضرين، وتزيد من معلوماتهم الثقافية عن البلدان الآسيوية، كما أن هناك جماهير قادمة من بلدان مختلفة تحاول التعرّف على ثقافات الدول من خلال الفعاليات المقامة يومياً وفي عدة أماكن مختلفة من قطر وبخاصة المناطق التي يقبل عليها الزوار مثل مشيرب وسوق واقف وكتارا والميناء القديم ودرب لوسيل ( البوليفارد) الذي تجد كل أطياف المجتمع والقادمين من خارح قطر في هذا المكان الرائع ويعتبر قبلة للزائرين لدولة قطر.

–  حدثنا عن الحضور الجماهيري لكأس آسيا ؟

 لقد لمسنا الحضور الجماهيري من خلال تواجدهم في الأماكن السياحية، كانت قلوب أهل قطر أثناء استضافتنا للمونديال مفتوحة ومجالسنا القطرية مرحبة باستقبال الجماهير وتقديم كرم الضيافة القطرية والاستمتاع بمشاهدة المباريات، كما أننا نتعرف على ثقافتهم ويتعرفون على الثقافة القطرية والعربية والإسلامية، ولا يحس بالغربة بل وجد المحبة والألفة والتسامح والكرم، كما تغيّرت صورة قطر أمام جميع الزوار لأنهم تعرفوا من خلال معايشتهم للقطريين عن كثب، وتميّزت البطولات التي تستضيفها قطر بالعائلية بحكم تواجد الأسرة والعوائل من كل حدب وصوب في قطر وهذا هو جديد المونديال، والآن نرى ذلك في كأس آسيا، الأسرة الوالد والأحفاد والشباب والأطفال والكبار، وأنت في بطولات قطر تحس بالأمان والألفة لأن قطر منعت المسكرات من دخول الملاعب، وهذا الشئ أشاد به الجميع حيث أحسوا بالأمان والاطمئنان، ووجود المتعة في الفعاليات، وأبهرهم فتح قلوب القطريين والتحاور معهم، بلا شك أن الحضور الجماهيري أتوقع له حضورا كبيرا ومن مختلف دول العالم وليس دول آسيا، والدليل حضور جماهيري كبير قدر بحوالي 82.400 ألف متفرج في حفل الافتتاح وهذه دلالة على استضافة قطر المميزة وكانت صورة جمالية رائعة تفاعلت مع الحدث.

– كيف رأيت حفل الافتتاح والجزء المفقود من كليلة ودمنة ؟

 قطر لا تأتي بالأمور اعتباطا بل هناك أهداف ومغزى لحفل الافتتاح هذه الجماهير التي حضرت مع اسرتها جاءت للملعب وكأنها في كشته (نزهة) للاستمتاع ومعرفة ماذا يخبئ حفل الافتتاح الذي عودتنا قطر دائماً على الإبداع والإبهار وتجديد الأفكار، واختيار الجزء المفقود من كليلة ودمنه له دلالة رمزية تتعلق بالموروث الآسيوي، حيث ترجم هذه القصة للعربية عبدالله بن المقفع، وهو عمل أدبي رفيع عمل كذلك عمل فلسفي بيدبا الحكيم وغيره، ويقال إنه في الأصل هندية وفارسية، الجزء المفقود أراد أن يعكس الواقع الحالي ولكن ركز على أهم قضية وهي فلسطين ورائع فيما بدأه المخرج خلال حفل الافتتاح ووجود لوحة رمزية عن فلسطين الحبيبة عبّرت عنها شابات وشباب فلسطين باللباس الفلسطيني التراثي الجميل واستقبال الجماهير الغفيرة لهم بالتصفيق الحار والتفاعل لها دلالة واضحة بأن الشعب العربي والآسيوي يقفون مع الحق وضد ما يحدث في غزة من إبادة وما يحصل في فلسطين المحتلة من قتل وتشريد ودمار، الحفل فيه إبهار للقصة وسردها وإسقاطات وأعجب من حضر حفل الافتتاح الرائع وطلع بثقافة قيمة ومفيدة ووصلت رسالة حقيقية والعنوان رائع الجزء المفقود من النص، كما أن توزيع هدايا رمزية كان له أثر على الحضور لوضع كتذكار لهذه البطولة.

كما أعجبني قائد منتخب قطر المضيف للبطولة الكابتن حسن الهيدوس الذي ترك قسم اللاعبين، لزميله قائد منتخب فلسطين لكي يتلوا قسم اللاعبين وهذه لها رمزية ودلالة بأننا جميعاً مع أهلنا في فلسطين وضد العدوان الغاشم على غزة، وقطر كعبة المضيوم منذ عهد المؤسس وحتى الآن دائما تقف مع الحق وتنتصر للمظلوم، ودولة قطر منذ البدايات وهي تنتصر وتقف مع فلسطين الغالية وهي القضية الأولى لنا في العالم العربي، والقيادة السياسية تؤكدها في كل محفل دولي على القضية.

– كيف ترى حظوظ المنتخب القطري؟

 المنتخب القطري جيد وهو يلعب بين أرضه وجمهوره كما أنه حامل اللقب الآسيوي 2019، وأتمنى تكرار الفوز مرة ثانية، وأرى بأن حظوظه جيدة ولكن يجب عليهم أولا التأهل من المجموعة الأولى واللعب بتركيز والإبتعاد عن الضغوطات وأن يضعوا نصب عينه الفوز والتتويج باللقب، الطريق طويل وصعب ولكنه غير مستحيل.

وأرى أن منتخب قطر قدم مباراة جيدة وأداء رائعا، ومستواه الفني لم يرتق للمطلوب من اللاعبين ولكن ربما كان العامل النفسي له دور بالمستوى الذي قدمه اللاعبون وذلك لأنها مباراة افتتاح وتتسبب في ضغوط كبيرة على اللاعبين بسبب وجود الجماهير ووجود الرمز صاحب السمو الأمير قائد مسيرتنا، والمنتخب اللبناني لم يكن بالسهل بل قدم مستوى جيدا، ونافس ولكن لم يحالفه التوفيق، وأتمنى لمنتخبنا القطري في المباراة القادمة مع منتخب طاجيكستان أن يقدم مستوى فنيا قويا لأن فريق الطاجيك تعادل مع منتخب الصين أمس، والمنتخب شكل خطورة كبيرة رغم أنها أول مشاركة تاريخية له وأصبح لديه نقطة واحدة في المجموعة الأولى، ومباراتنا القادمة صعبة معه ويجب علينا أخذ الحيطة والحذر وعدم التهاون بالفريق المنافس بل يجب علينا احترام الخصم، وعلى منتخبنا القطري التركيز والفوز فيما تبقى من مباريات مع الطاجيك والصين وأتمنى لهم التوفيق.

 

شاركها.
Exit mobile version