المنتخب العنابي

❖ عبد الناصر البار

حقق منتخبنا الوطني حتى الان الأهم ببطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023، بعد الفوز في ثلاث مواجهات والتاهل على راس المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط، وسجل هجوم العنابي 5 أهداف فيما حافظ الخط الخلفي والحارس مشعل برشم على على نظافة شباك منتخبنا في البطولة حتى الان، ولم تتلق شباك بطل آسيا اي هدف في المباريات الثلاث، ويجب على الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني ان يبني على طريقة ومستوى لعبه على آخر مواجهتين في الدور الاول امام منتخب طاجيكستان والصين بما ان العنابي ظهر بمستوى جيد ومطمئن عكس اللقاء الاول ضد المنتخب اللبناني، ويمكن القول اننا حققنا المهم والقادم أصعب وأهم بداية من الدور الـ16 في البطولة، والاكيد ان المواجهات المقبلة ستكون في غاية الصعوبة والقوة لعدة اعتبارات منها ان المنتخبات المتأهلة تعتبر هي الافضل والاقوى وكذلك لنظام الإقصاء في هذا الدور بخروج المغلوب مباشرة دون فرصة التعويض.

أداء مقنع

قدم العنابي أداء مقنعا ورائعا في مواجهة الصين الاخيرة، وعلى الرغم من ان منتخبنا ضمن تأهله مسبقا إلا انه لعب بطريقة رائعة وقدم لقاء في المستوى، واضاف ثلاث نقاط أكدت جدارته مرة اخرى في الوصول للدور الـ16 مبكرا، وخاض المدرب الإسباني ماركيز لوبيز مواجهة الصيني بذكاء وخرج بالكثير من الإيجابيات بمنح الفرصة للعديد من اللاعبين الشباب واصحاب الخبرة الذين لم يشاركوا في المواجهة الاولى والثانية اما لبنان وطاجيكستان، وكذلك مواصلة المدرب اعتماده على أسلوب اللعب الهجومي حتى وان كانت نتيجة التعادل في صالحه وتؤهله للدور الثاني، وهو ما يؤكد مقولة المدرب قبل انطلاق البطولة بانه من عشاق اللعب الهجومي.

26 لاعبا

تمكن الجهاز الفني للعنابي من إشراك مايقارب 90% من اللاعبين الموجودين في قائمة المنتخب خلال المواجهات الثلاث في الدور الأول، ولم يستقر لوبيز على تشكيلة واحدة حيث شهدنا 3 تشكيلات مختلفة تماما في كل مباراة،حتى أنه اعتمد على 3 حراس هم مشعل برشم وسعد الشيب وصلاح زكريا بمنح كل حارس شوطا في لقاء الصين قبل ان يغادر صلاح زكريا المباراة بسبب الإصابة على مستوى العين، وكان مدرب العنابي قد أكد لوسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي الذي عقب مباراة منتخبنا ونظيره الطاجيكي بأنه لايوجد لاعب أساسي واخر احتياطي والجميع معني وجاهز للقاءات العنابي في البطولة،وحتى العصر الذهبي الذي عاشه العنابي مع المدرب فليكس سانشيز لم يتجرأ على اشراك هذا الكم الهائل من اللاعبين في البطولات الرسمية.

عودة القدامى

شهدت تشكيلة العنابي في مواجهة الصين مشاركة بعض الأسماء التي تعتبر من الحرس القديم وركائز المنتخب بعدما فضل الناخب الوطني لوبيز عدم الاعتماد عليها في أول مواجهتين أو إشراك البعض كلاعبين احتياطيين، وحملت قائمة العنابي الأساسية عودة صخرة الدفاع خوخي بوعلام وعلي أسد والحارس سعد الشيب، وبالفعل طبق المدرب الإسباني فكره بمحاولة التدوير، ومنح اللاعبين الذين لم يشاركوا الفرصة من أجل خوض هذه المباراة وإراحة البعض تحضيرا لمواجهة الدور الـ 16 من البطولة القارية، وقدم الثلاثي مستويات كبيرة ومميزة في المباراة وأكدوا أنهم أصحاب خبرة ويمكن الإعتماد عليهم متى أراد المدرب لوبيز، خاصة خوخي بوعلام الذي قدم لقاء كبيرا على المستوى الدفاعي.

الهيدوس المخضرم

يعتبر حسن الهيدوس واحدا من مفاتيح اللعب التي يمتلكها المدرب لوبيز ويلجأ إليها متى أراد مثلما حدث في لقاء الصين عندما دخل وانهى المباراة بعد دقيقتين من دخوله بتسديدة قوية سكنت شباك المنتخب الصيني، وكان الموقع الرسمي للاتحاد الاسيوي لكرة القدم قد تحدث عن اللاعب وارقامه مع منتخبنا مؤكدا ان لاعب المنتخب حسن الهيدوس على رأس قائمة أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية بواقع 178، خاضها اللاعب خلال مسيرته في مختلف البطولات، كما أكد الاسيوي بان الهيدوس ظهر للمرة الرابعة تواليا بعد مشاركته في نسخة قطر 2011، وأستراليا 2015، والإمارات 2019، وقاد اللاعب صاحب الـ 34 عاما العنابي للتتويج باللقب لأول مرة في تاريخه في البطولة الأخيرة، بعد الفوز في النهائي على اليابان بثلاثة أهداف مقابل هدف.

التركيز مطلوب

سيكون على الجهاز الفني واللاعبين الآن غلق ملف دور المجموعات تماماً والتركيز من الآن على القادم من منافسات في هذه الأمر سيختلف هذه البطولة، خصوصاً وان الدور المقبل سيكون هامش الخطأ فيه ضيق، إذ لا مجال لأي تعثر لأننا سنبدأ مرحلة الإقصائيات بدءا من دور الستة عشر.. وليس من شك في أن المباريات القادمة ستكون أصعب وتحتاج إلى جهد أكبر لأننا سنكون في مواجهة النخبة الحقيقية لأبرز منتخبات القارة وهو ما يتطلب بذل أقصى الجهود، لا سيما المنتخبات التي سنواجهها باتت تحسب ألف حساب للعنابي بعد المستوى الجيد الذي أظهره المنتخب في دور المجموعات كما ان جميع المنتخبات الاسيوية ترغب في الفوز على بطل النسخة الماضية واخراجه من البطولة القارية.

التحضير المبكر

لعل الشيء الذي سيكون إيجابيا وفي صالح العنابي قبل ضربة بداية مباريات الدور الـ16 من البطولة الاسيوية هو ان منتخبنا ضمن تأهله من فترة طويلة لهذا الدور بعد الفوز على المنتخب الطاجيكي، وهو ما جعل الجهاز الفني يركز اكثر على تحضير وتجهيز المنتخب للقاء الدور الثمن النهائي، كما ان فترة الراحة ستكون طويلة وكافية لتحضير المنتخب على اعتبار ان منتخبنا خاض مواجهته الاخيرة بالدور الاول امام الصين يوم الإثنين الماضي، والاكيد ان الجميع سيكون جاهزا وعلى أتم الاستعداد خاصة من الناحية البدنية لان التخوف في الأدوار المقبلة سيكون على الجانب البدني بسبب ضغط المباريات وكذلك توجه بعض اللقاءات للاوقات الإضافية وهو ما يجعل رهان اللياقة البدنية صداعا كبيرا في راس المدربين..ولكن منتخبنا سيكون جاهزا من هذه الناحية وهو الذي تعود على ضغط المشاركات القارية في السنوات الاخيرة بالمشاركة في كوبا امريكا والتصفيات الاوروبية والكاس الذهبية في نسختين والكاس العربية.

شاركها.
Exit mobile version