الرجوبي يتحدث لـ “الشرق”

❖ حوار عبد الناصر البار

أكد جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في حوار خاص لـ “الشرق” أن الفدائي جاء للدوحة بعزيمة المقاتل الفلسطيني، وسيحاول تقديم أفضل ما لديه من أجل الوصول للدور الثاني الذي يبقى طموحا مشروعا، وقال المشاركة القارية في حد ذاتها تعتبر إنجازا كبيرا للكرة الفلسطينية التي تعيش ظروفا استثنائية بسبب الحرب واحتلال الكيان الصهيوني، وأضاف: الاتحاد الفلسطيني يخوض معركة كبيرة مع الكيان والاتحاد الدولي “فيفا” بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها، وقال: فشلنا في ضم 3 لاعبين للمنتخب بسبب الحرب وعدم قدرتهم على الخروج من غزة وسط سكوت الاتحاد الدولي والآسيوي، وتابع قائلا: نعتز بمواقف الشعوب العربية ومساندتها المطلقة للقضية الفلسطينية دائما ولكن الموقف الرسمي للحكومات العربية كان دون المتوقع.

وعن عدد الشهداء الذين فقدتهم الرياضة الفلسطينية بسبب العدوان الإسرائيلي المجرم قال: فقدنا 76 رياضيا بكرة القدم فقط، والمئات في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، مؤكدا أن الكيان هدم كل المنشآت الرياضية وحتى مقر الاتحاد الفلسطيني واللجنة الأولمبية لم يسلم من ذلك، وقال: الاحتلال الاستيطاني حوَّل الملاعب لمراكز اعتقالات وتعذيب وسط سكوت دولي، وأشاد الرجوب كثيرا بتنظيم الدوحة للنسخة الـ18 من بطولة كأس آسيا، وقال إرث المونديال والتنظيم المثالي لكأس العالم 2022 سيجعل نسخة الدوحة الأمثل.. كل هذا والعديد من الأشياء تجدونها في سطور هذا الحوار:

– كيف كانت تحضيرات الفلسطيني للبطولة القارية؟

 ظروفنا كانت صعبة وتحدياتنا صعبة وجاء العدوان الإسرائيلي الأحادي الجانب على شعبنا وعلى أرضنا ومقدساتنا وعلى أرضنا وقضيتنا بوتيرة غير مسبوقة من الإرهاب الرسمي في حق الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، وما ترتب على ذلك كان هو تقليل الحركة الرياضية خاصة وأن إجراءات الكيان الصهيوني كانت قد تجاوزت كل الحدود من خلال الاعتقالات والاجتياحات وشل الحركة بالحواجز والاعتداءات المتكررة وكل هذا كان  امتدادا لشل الحركة الرياضية تماما لأن الوضع كان صعبا وهو ما جعلنا نعلق الأنشطة الرياضية تماما.

– هل أنتم راضون عن الاستعدادات؟ أم كنتم تطمحون لتحضيرات أفضل؟

 مثلما قلت لك سابقا الوضع كان صعبا للغاية بسبب توقف النشاط الرياضي خاصة في الضفة الغربية والقدس ولكن أبقينا على مشاركتنا الخارجية ومنها المشاركة في التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لكأس آسيا والعالم.. ومنتخبنا كان خارج فلسطين منذ فترة طويلة بسبب الأوضاع.

– ولكن هناك دول عربية استضافت معسكراتكم؟

 نعم هناك الكثير من الدول العربية عبرت عن مساندتها ونحن نقدرها ونجلها بالطبع وعلى رأسهم دولة الجزائر التي استضافت معسكرنا الأول خلال التحضيرات الأولية، وكنا نحن قد طلبنا من الاتحاد الآسيوي أن نخوض مباريات التصفيات المزدوجة هناك على ملاعب الجزائر ولكن الاتحاد الآسيوي قابل الطلب بالرفض، وخضنا معسكرا في المستوى في الجزائر وخضنا مواجهتين وديتين وبعد ذلك توجهنا للمملكة العربية السعودية وبالمناسبة نشكر إخواننا في المملكة على استقبالهم للفدائي، وبعدها التوجه للدوحة للمشاركة في كأس آسيا.

– هل تأثر اللاعبون بما يحدث وأثر ذلك على تركيزهم خلال المعسكر؟

 بالتأكيد الحرب تؤثر على اللاعبين وعلى كل شخص لأن هناك لاعبين استشهد أهلهم وهم في المعسكر، ولكن نحن مقاتلون وهذه هي الروح الفلسطينية المحملة بالوطنية وبمآسي وتضحيات شعبنا وبإرادة وطنية فلسطينية صادقة ومعبرة عن انتمائنا لقضيتنا ورسالتنا الوطنية بمنظور وطني لأن هذا المنتخب هو أنبل رموز هويتنا الوطنية، وهذا المنتخب هو لكل الفلسطينيين.

– لماذا رفض الاتحاد الآسيوي طلبكم بإقامة مبارياتكم في الجزائر؟

 لقد حزنت كثيرا لرفض الاتحاد الآسيوي طلبنا باستقبال خصومنا في الجزائر خلال التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم 2026 وآسيا 2027، ونحن نحب كل العرب، ولكن لا توجد جماهير تتمنى وتحب أن يفوز المنتخب الفلسطيني على منتخب بلادها مثل الجماهير الجزائرية وعلاقتنا بالجزائر مميزة للغاية ونحن نعتبر أنفسنا امتدادا لجبهة التحرير الجزائرية التي واجهت الاستعمار الفرنسي، والجزائر أحد مصادر الإلهام بالنسبة لنا لأن هناك خصوصيات كثيرة تربطنا بالدولة والشعب الجزائري لهذا وقع الاختيار عليها.

– ألم يعطِكم الآسيوي أسباب الرفض؟

 يا رجل، الاتحاد الآسيوي لا يملك أي سبب ولم يوضح أي شيء وإنما اكتفى بالرفض.

– هل هناك لاعبون حرمتهم الحرب من الالتحاق بالمنتخب الفلسطيني؟

 نعم هناك 3 لاعبين لم نتمكن من ضمهم للمنتخب بسبب الأوضاع الصعبة في غزة، الحمد لله أننا استطعنا أن نخرج المنتخب ونحافظ عليه في ظل الظروف الصعبة خاصة وأننا لدينا بطولة كأس آسيا.. وبطولة مانديلا الشهر المقبل في جنوب أفريقيا ونلعب على كأس مانديلا، كما أن تقدير المنتخب في حفل افتتاح كأس آسيا من طرف دولة قطر ومنح قائد الفريق قسم البطولة زاد من معنويات اللاعبين وجعلهم في قمة التركيز بالنظر للاهتمام الكبير بالمنتخب في الدوحة والبطولة.

– هل قدمتم شكوى للآسيوي والفيفا بسبب عدم التحاق اللاعبين؟

 نعم نحن الآن نفتح معركة كبيرة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لعدة أسباب منها شل حركتنا وقوتنا حتى نستمر في تقديم رسالتنا الرياضية للعالم وثانيا نحن لدينا عشرات الشهداء في الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين ورؤساء أندية واتحادات وأطقم رياضية وتدمير كل المنشآت الرياضية بالكامل بما فيها مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية واتحاد الكرة، والأكثر من ذلك أن الاتحاد الآسيوي لم ينطق بكلمة واحدة، زد على ذلك الكيان الصهيوني ينظم أنشطة رياضية على أراضي دولة محتلة وهذا يتنافى مع القوانين بل هناك محاولات وضغط علينا من أجل ضغط شعار الاتحاد وهناك معركة كبيرة بيننا وبين الكيان في الفيفا.

– أين دور وموقف الآسيوي والفيفا من الموضوع؟

 للأسف موقفهما كان أقل من المتوقع ولم يحركا ساكنا، وبالأمس كان هناك اجتماع لاتحاد غرب آسيا في الدوحة وكان فيه إجماع وتوجه بضرورة تفعيل ومطالبة الاتحاد الآسيوي لحماية الحق الفلسطيني والاتحاد الفلسطيني في إدارة حقه الرياضي بالكامل وباستقلالية تامة.

– ما هو طموح المنتخب الفلسطيني في البطولة؟

 نحن نعتبر مشاركتنا في كأس آسيا للمرة الثالثة على التوالي إنجازا للكرة الفلسطينية رسالتنا اخترقت كل الجدران والفضاءات، وطموحنا هو الوصول للدور الثاني من البطولة ولأول مرة وبعدها كل شيء ممكن في كرة القدم.

– ما هي الرسالة التي سيوصلها الفدائي في كأس آسيا؟

 رسالتنا للعالم أننا نمثل قضية عادلة ونحن نرى في الرياضة أنها منبر لتقديم معاناتنا وصمودنا وتضحيات شعبنا ونتطلع أن يرانا العالم بعيون رياضية ويرى عظمة فلسطين ومقاومتها من خلال هذا المنتخب الذي نعتبره أيقونة قضيتنا.

– كيف تتوقع المستوى الفني والتنظيمي للبطولة؟

 قطر قدمت نموذجا تنظيميا مثاليا في كأس العالم 2022 كان الأفضل في تاريخ البطولة فما بالك ببطولة كأس آسيا، وفي الدوحة لهم إرث كبير وهذه النسخة ستكون الأفضل في تاريح كأس آسيا كذلك تنظيميا وإعلاميا، ومثلما قلت إرث المونديال سيجعلها تسجل العلامة الكاملة مرة أخرى على مستوى القارة.

– هل تنتظرون مساندة جماهيرية عربية وقطرية ببطولة كأس آسيا؟

 نعم بالتأكيد ننتظر ذلك من الجماهير العربية في الدوحة، وتأكد ذلك من خلال الاهتمام الإعلامي الكبير بالمنتخب منذ وصوله للدوحة، كما أن مبادرة “قسم البطولة” كانت عظيمة وتعكس الحيز الواسع الموجود في وعي المسؤولين بالبلد والأسرة الرياضية في قطر.

– كيف هي علاقتكم مع الاتحاد القطري لكرة القدم؟

علاقتنا بالاتحاد القطري ممتازة وخاصة مع رئيس الاتحاد السابق الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني الذي كان له دور كبير ومحوري في فصل الرياضة عن السياسة والوقوف مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، كما أنه تم تقديم مساعدات وتسهيلات لمنتخبنا وهم مشكورون عليها كثيرا.

– كيف تقيم الموقف العربي مما يحدث في غزة؟

 من حيث الشعوب العربية كان هناك تفاعل إيجابي عربي صراحة ضد العدوان الإسرائيلي على فلسطين والعرب.. لأن هذا العدوان على كل العرب والفلسطينيين الذين يتواجدون في خط الدفاع الأول، فهم يدافعون عن مصالح العرب وقيم العرب وعن ثروة العرب وعن أمنهم ومصالحهم ولكن للأسف الموقف العربي الرسمي لم يرتقِ إلى ما كنا نتوقعه ولم يبقَ أمامنا سوى الصمود ولكن أنا أقول مسحة عتاب على العرب توقعنا أن يكون الموقف العربي الرسمي أكبر وأفضل مما أعلن عنه.

–  لكن لماذا هذا الموقف السلبي؟

 يمكنك أن تسألهم عن ذلك لأنني لا أملك إجابة.. ولكن نحن لن نتخلى على عروبتنا وانتمائنا الإسلامي ونعتز بموقف الشعوب العربية دائما.

– كم عدد ضحايا الرياضيين الذين تم تسجيلهم حتى الآن؟

  لا توجد إحصائيات دقيقة يوجد شهداء ويوجد جرحى وأسرى ومفقودون تحت الركام ولكن في كرة القدم بين لاعب ومدرب هناك 76 شهيدا ولكن في كل الرياضات الفردية والجماعية ولاعبي منتخبات وطنية هناك المئات من الشهداء ولا نملك الأعداد النهائية كان آخرها بطلة الكاراتيه الفلسطينية نغم أبو سمرة، أما المنشآت الرياضية لم تبقَ منشأة رياضية واحدة حتى الملاعب حولها لمراكز اعتقالات وتعذيب وحفروها بالجرافات.

– هل طالبكم الفيفا بحضور لجنة تفقدية لما يحدث؟

 بالطبع تكلمنا مع الفيفا عن الأحداث وزودناهم بقاعدة بيانات عن الانتهاكات وأرسلنا المعلومات والصور والفيديوهات لما حدث للمنشآت الرياضية، أما كوفد لم يتم إرسال أي وفد لمتابعة ما يحدث ونحن بدورنا لن نسكت على ما حدث ويحدث في غزة وفلسطين من طرف الكيان الصهيوني.

– ما رأيك في النجوم العرب من اللاعبين الذين أعلنوا المساندة وتعرضوا للعقوبات؟

 نحيي فيهم حسهم الإنساني وعروبتهم وكلاعبين مسلمين ونعتز بهم ونعرف أن هذا واجبهم القومي والإنساني والرياضي نحو قضيتهم ونتمنى أن نكون قادرين على تكريمهم على هذه الجرأة التي كلفتهم الكثير في أنديتهم.

– هل كنت تعلم بمبادرة القسم في حفل الافتتاح؟

 هذه المبادرة كانت عظيمة وبالتنسيق بين المنتخب واللجنة المنظمة للبطولة وهو شيء رائع وأنا شخصيا تفاجأت بالمبادرة.

– ما هو طموحكم في هذه النسخة؟

 جئنا للدوحة بإرادة وعزيمة المقاتل الفلسطيني وإن شاء الله نكون منتخبا ينافس بقوة للوصول للدور الثاني من البطولة.

– من ترشح للقب؟

 هناك أربعة إلى خمسة منتخبات تعتبر هي المرشحة للبطولة، ولكن حسب رأيي هناك تنافس كبير والجميع يطمح للفوز والتتويج باللقب لهذا لا يمكن الحديث عن الترشيحات إلا بعد مشاهدة الدور الأول من البطولة.

– هل أنتم قادرون على مشاركة مونديالية؟

 نعم المشاركة بالمونديال هي أحد الطموحات، خضنا مواجهتين بالتصفيات الآسيوية المزدوجة تعادلنا في الأولى مع المنتخب اللبناني وكان هناك لاعبون فقدوا أهلهم قبل المباراة واستشهد العديد من أهلهم وهو ما أثر عليهم كثيرا ولكن مواجهة أستراليا التي خسرناها قدمنا مباراة كبيرة وخسرنا بهدف وحيد.

– كلمة أخيرة؟

 شكرا لجريدتكم الموقرة على الحوار وشكرا لكل وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية لاهتمامها بالقضية الفلسطينية والكشف عن معاناة الشعب الفلسطيني والوقوف معه وأقول لأهلنا في قطر والعالم العربي الرياضة موحدة وأسرة واحدة وبأجندة واحدة وبهوية وطنية فلسطينية لكل الفلسطينيين.

شاركها.
Exit mobile version