تامر صيام يتحدث للشرق

❖ حوار: محمود النصيري

تُلقي مشاركة منتخب فلسطين في بطولة كأس اسيا قطر 2023، بظلالها على ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية على يد الاحتلال الصهيوني منذ السابع من اكتوبر الماضي، وهو ما يزيد من عبء المسؤولية على لاعبي الفدائي من اجل الظهور بأفضل صورة ممكن خلال هذا التحدي القاري، حيث تتواجد الاجسام والاقدام وتغيب القلوب والعقول مع الاشقاء هناك في فلسطين المحتلة.

ورغم الخسارة برباعية مقابل هدف امام ايران في المباراة الافتتاحية لمنتخب فلسطين الا ان الهدف الوحيد الذي سجله تامر صيام اشعل الحماس لدى الجماهير العربية التي كانت حاضرة في مدرجات استاد المدينة التعليمية، لمؤازرة الفدائي في كأس اسيا.

وفي هذا السياق تحدث تامر صيام لاعب منتخب فلسطين في تصريحات خاصة للشرق عن سبب تأثره بالبكاء عقب تسجيله للهدف في مرمى ايران واستعدادات منتخب بلاده لمواجهة الامارات وهونغ كونغ المقبلتين وحظوظه في ضمان التأهل لأول مرة الى الادوار الاقصائية لبطولة كأس اسيا فكان الحوار التالي:

–  في البداية حدثنا عن استعداداتكم لمباراة الامارات المقبلة؟

 لقد طوينا نهائيا صفحة الخسارة امام منتخب ايران في الجولة الافتتاحية، وبالنسبة لنا ستكون مباراة الامارات المقبلة مسألة حياة او موت وان شاء الله سنكون في اتم الجاهزية لتحقيق نتيجة ايجابية تحيي آمالنا في التأهل الى الدور المقبل. حريصون على تصحيح الاخطاء الدفاعية التي وقعنا فيها خلال مباراتنا الاولى، خاصة وان الهدف المبكر اربك حساباتنا وجعلنا نقبل المزيد من الاهداف بسبب عدم التركيز، وان شاء الله القادم افضل وسنعمل جميعا على التعويض في مباراتنا القادمة.

–  كيف تتوقع المواجهة امام الامارات؟

 منتخب الامارات منتخب متطور ونحن نحترمه كثيرا والمباراة ستكون صعبة للغاية، لكن في المقابل نحن قدمنا مستويات جيدة في تصفيات كأس العالم امام منتخبات استراليا ولبنان، وعلينا الا نخجل من خسارتنا امام منتخب ايران الذي يعد واحدا من ابرز المرشحين للتتويج بلقب هذه النسخة باعتباره المنتخب الثاني على مستوى التصيف الدولي في قارة اسيا.

سندخل مباراة الامارات من اجل تحقيق الفوز ولا بديل عن ذلك لأننا نعلم جيدا اننا قادرون على تحقيق ذلك.

–  الجماهير كانت شاهدة على تأثرك حد البكاء عقب تسجيل الهدف الوحيد في مرمى ايران.. ما السبب وراء هذا التأثر؟

  الحمد لله على كل حال صحيح ان لعبة كرة القدم تقتصر على المواجهة في الميدان، لكن هدفي في مرمى ايران خلال الوقت الاضافي من الشوط الاول، جعلني أستحضر معاناة شعبنا في فلسطين وبكيت بمرارة كبيرة حزنا على اهلي هناك والذين يتعرضون لشتى انواع التنكيل والابادة بسبب الغطرسة الاسرائيلية المستمرة على مرأى ومسمع مع العالم.

بكائي كان لا اراديا.. نحن نريد ان نحقق انجازا في هذه البطولة من اجل فلسطين واسعاد شعبنا الذي يعاني جراء هذه الحرب.

–  هل تعد جماهير الفدائي بتسجيل المزيد من الاهداف في قادم المباريات؟

 لن يكون هدفي في مرمى ايران هو الاخير لنا في هذه البطولة ان شاء الله، وسنقاتل من اجل تقديم كل ما لدينا ولن ندخر قطرة عرق في سبيل اسعاد جماهيرنا التي تساندنا هنا في قطر او في فلسطين او في مختلف انحاء العالم.

–  ما شعورك امام المؤارزة الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها الفدائي في قطر خلال هذه البطولة؟

  فعلا كنا نشعر باحسيس متداخلة تمزخ بين الفخر والاعتزاز عندما نستمع الى اهازيج الجماهير التي ساندتنا طيلة المباراة على استاد المدينة التعليمية، الجميع كان خلف منتخبنا وحتى جماهير المنتخب الايراني كانت تؤازر منتخب فلسطين وهو ما يعبر عن روح الشعوب الحرة تجاه القضية العادلة.

– كيف كانت ردة فعل المدرب مكرم دبدوب عقب الخسارة من ايران؟

 الجهاز الفني بقيادة مكرم دبدوب كان حريصا على النقاط الايجابية التي شهدتها المباراة وقدم تعليماته من خلال تحفيزنا على تصحيح اخطائنا في مواجهة الامارات المقبلة والايمان بقدراتنا وان شاء الله ما زالت حظوظنا قائمة من اجل تحقيق بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخ منتخبنا الى الدور الثاني من بطولة كأس اسيا.

–  المواجهة الاخيرة بدور المجموعات ستجمع الفدائي بمنتخب هونغ كونغ.. ما قراءتك لهذه المواجهة؟

 اذا تعادلنا مع الامارات وفزنا على هونغ كونغ فسيكون لدينا حظوظ كبيرة من اجل التأهل الى الدور المقبل كواحد من افضل اصحاب المركز الثالث، لكننا لا نريد الوصول الى هذا الخيار لأننا نريد الفوز على الامارات اولا وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.

–  ما الرسالة التي توجهها للجماهير التي تواصل مساندتكم خلال هذه البطولة؟

 نشكر كل الجماهير العربية التي حرصت على مؤازرتنا في مباراتنا الاولى ونعلم جيدا ان هذه الجماهير ستتواجد خلفنا ايضا في مباراتي الامارات وهونغ كونغ، ونعلم ان هذه المساندة تنبع من ايمان كل نفس حر بقضيتنا العادلة.

كما نشكر دولة قطر التي منحتنا الحرية من اجل الحديث لممثلي وسائل الاعلام عن القضية الفلسطينية التي باتت قضية كل الشرفاء في شتى انحاء العالم، عكس بعض البلدان التي تقوم بتضييقات على مثل هذه القضايا بتعلة فصل السياسة عن الرياضة.

– ألا ترى ان التأهل والاستمرار بالبطولة من شأنه ان يعزز تسليط الضوء على عدالة القضية الفلسطينية؟

 التعريف بقضيتنا لا تحتاج لمجرد مباراة كرة قدم، القضية الفلسطينية عادولة وواضح وضوح الشمس، لكن هذا لا يمنع ان استمرارنا في التواد بمنافسات هذه النسخة من شأنه ان يساهم في ابراز شخصيتنا وهويتنا الفلسطينية على الساحة الدولية رغم جميع المعوقات التي عرقلت مسيرة الاستعدادات لهذا الحدث بالاضافة الى استشهاد العديد لاعبي المنتخب الفلسطيني وافراد عائلاتهم بسبب العدوان الهمجي للعدوان الاسرائيلي.

ونشكر الله سبحانه وتعالى على كل شيء ونسأله الرضا والصبر على كل ما ابتلينا به.

شاركها.
Exit mobile version