‫ بعد أن حقق الإنجاز الآسيوي في ظرف شهرين مع العنابي.. لوبيز يستحق فرصة أكبر

❖ عبد الناصر البار

تتساءل الجماهير العنابية كثيرا خلال الساعات الماضية عن مصير ومستقبل المدرب الإسباني ماركيز مدرب العنابي وفريق الوكرة، بحكم ان المدرب تعاقده مع اتحاد الكرة كان فقط لقيادة المنتخب ببطولة كاس آسيا 2023، ويعود بعدها مباشرة لفريق الوكرة، ولكن بعد الطفرة والمعجزة التي حققها المدرب الإسباني في شهرين تقريبا مع منتخبنا جعل عشاق المنتخب يطالبون ببقائه وقيادة العنابي في الاستحقاقات القادمة خاصة وانه على أبواب مواصلة مواجهات التصفيات الآسيوية المزدوجة شهر مارس المقبل لهذا وجب الاستقرار..ولو نرجع قبل أيام من البطولة لم تكن جماهير العنابي لديها الثقة الكبيرة في المدرب لوبيز على الرغم مما حققه مع نادي الوكرة في الست سنوات التي قضاها في بيت الموج الازرق، لكن عدم خبرة المدرب مع المنتخبات جعلت الجميع متحفظا ومتخوفا، ولكن الان الجميع يطالب ببقائه ومواصلة قيادته للعنابي مستقبلا.

   مستوى تكتيكي عال

أكد الإسباني ماركيز لوبيز ان اختياره لقيادة الكتيبة العنابية كان صائبا وفي مستوى التطلعات، وعلى الرغم من إشراف الإسباني على العنابي قبل انطلاق منافسات البطولة القارية بشهر قادما من نادي الوكرة الذي دربه ما يقارب الـ6 سنوات سادت بعض التخوفات في الشارع الرياضي القطري خاصة وان البرتغالي كارلوس كيروش كان قد أشرف على العنابي لمدة 9 أشهر تقريبا وبدأ الرجل في تطبيق خطته وسياسته الكروية قبل ان يغادر المنتخب فجأة، وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون صعوبة إدراك اللاعبين لاسلوب المدرب ماركيز في ظرف وجيز، ولكن الإسباني يبدو انه كانت له الدراية الكاملة بخبايا الكرة القطرية واللاعبين بحكم انه يعرف معظم اللاعبين وما يمكن ان يقدمه كل لاعب في منصبه ليقود منتخبنا لإنجاز تاريخي بتحقيق اللقب القاري.

   نجاح المدرسة الإسبانية

كانت المراهنة من أصحاب القرار والمسؤولين في اتحاد الكرة في محلها لأن طريقة وأسلوب لعب منتخبنا الوطني تشبه كثيرا، الخطط التكتيكية التي يلعب بها المدرب الإسباني وهو ما شهدناه مع فريق الوكرة الذي صار تحت قيادته واحدا من أقوى فرق الدوري الذي يحسب له ألف حساب، والأكيد أن مع وجود لاعبين ذوي مستوى عال وفنيات كبيرة في الكتيبة العنابية اتيحت أمام المدرب اختيارات أكبر فنية وتكتيكية لتطبيق نهجه التكتيكي والفني، وهو ماشاهده في بطولة اسيا ليؤكد مدرب العنابي ان المدرسة الإسبانية ناجعة مع المنتخب بعد تحقيق لقب كاس آسيا 2019 مع سانشيز والان مع لوبيز.

   مشاركة معظم اللاعبين

اختار مدرب العنابي الإسباني ماركيز لوبيز 26 لاعبا لخوض نهائيات كأس آسيا 2023، وكان يتوقع البعض ان لوبيز سوف يعتمد على عدد معين من اللاعبين والاستقرار على تشكيلة معينة، لكن الإسباني قال انا سأعمل على توظيف ومشاركة اكبر عدد من اللاعبين قبل انطلاق المنافسات وتوقعه البعض انه مجرد كلام لا أكثر، لكن الإسباني جسد كلامه على أرض الواقع واستعمل 25 لاعبا في ثلاث مواجهات بالدور الاول حتى ان الحراس الثلاثة أشركهم كلهم، ودافع المدرب عن اختياراته وكثرة تغييراته في المباريات قائلا أنا اخوض كل لقاء حسب نوعية وطبيعة اللاعبين الذين ارى انهم قادرون على تقديم الإضافة، وهو ما جعل كل اللاعبين يشاركون في البطولة القارية.

   الإبقاء على المدرب

هناك اتجاه لدى المسؤولين في اتحاد الكرة يهدف للإبقاء على المدرب الإسباني ماركيز لوبيز مدربا لمنتخبنا الوطني خلال الفترة المقبلة، وذلك بعدما برهن المدرب على إمكانياته التدريبية خلال البطولة القارية وكذلك لعلاقته المميزة مع اللاعبين والذين أصبحوا يطالبون ببقائه لان طريقة واسلوب لعبه ساعدتهم كثيرا، ومن كان قريبا من تدريبات المنتخب يشعر بان هناك قبولا كبيرا للمدرب من طرف اللاعبين الذي أعجبوا بطريقة عمله وجعلهم يتجاوبون كثيرا مع أسلوب لعبه، وهو ماجعل العنابي يعود لبريقه الذي شاهدناه عام 2019 ويلعب بأسلوب هجومي ويدك شباك الخصوم دون رحمة في كل المواجهات.

   تألق سانشيز ولوبيز

سيكتب التاريخ ان تألق الكرة القطرية على مستوى المحافل القارية وخاصة ببطولة كاس آسيا، كان على يد المدربين الإسبانيين فليكس سانشيز الذي حقق اللقب عام 2019 مع منتخبنا الوطني بالإمارات، ليسير مواطنه ماركيز لوبيز على نفس النهج ويحقق الكاس القارية الثانية للعنابي في وقت وجيز وهو الذي أشرف على قيادة المنتخب قبل نهائيات كاس اسيا بشهر واحد، وركز لوبيز في طريقه لعبه على الأسلوب الهجومي والمنظومة الواحدة وابعد اللاعبين عن الفرديات واللعب الاستعراضي وهو ما عاد بالفائدة على منتخبنا الوطني.

   صقل اللاعبين بالدورة

لو نتابع طريقة وأسلوب لعب العنابي بنهائيات كاس اسيا نجد ان منتخبنا لعب بمنظومة واحدة واعتمد على أسلوب اللعب الجماعي، في كل المباريات، ومثلا لاعب مثل أكرم عفيف صقل موهبته واستفاد من إمكانياته بطريقة كبيرة وعجيبة في كاس آسيا، وجعله العقل المدبر فوق المستطيل الاخضر وكل الحلول جاءت عن طريقه، وهناك يجب ان نتكلم عن فكر وطريقة مدرب، لان اكرم عفيف نجم لا يختلف عليه اثنان ولكن طريقة اللعب الاستعراضي هي ما كانت تغلب على أسلوب لعبه ونفس الشيء يقال عن الهيدوس الذي كان الجوكر الرابح في كل المباريات، لينجح لوبيز في كتابة تاريخ مع العنابي.

   طموح مونديال 2026

ستكون مهمة العنابي المقبلة بالدرجة الأولى هو الذهاب للمرحلة الاخيرة من التصفيات الاسيوية المؤهلة لكاس العالم 2026 وآسيا 2027، ويتصدر العنابي مجموعته لحد الان بفوزين على أفغانستان والهند وتنتظره مواجهة امام الكويت بالجولة الثالثة قبل خوض مباريات العودة، ويطمح العنابي الوصول للمرحلة الاخيرة من هذه التصفيات وضمان مشاركة مونديالية ثانية بعد كاس العالم 2022 التي كانت في الدوحة، لهذا وجب الاستقرار وعلى اتحاد الكرة التفكير جيدا ومنح المدرب فرصة أكبر مع العنابي من اجل تطبيق سياسته وافكاره مستقبلا من اجل مواصلة التنافس والتتويج بالألقاب.