محمد قصبي

لم تكن انطلاقة فريق السد في دوري ابطال اسيا بالصورة التي كنا نتمناها جميعا، بعد أن اهدر الفريق نقطتين ثمينتين في سباق التأهل عقب تعادله على أرضه أمام نادي الشارقة الإماراتي، تعادل سيصعب دون شك من مهمة الزعيم في العبور إلى الدور الـ16 للمنافسة القارية خاصة بعد تغيير نظام التأهل، حيث سيتأهل رؤوس المجموعات الخمس بشكل مباشر مع أفضل ثلاث فرق تحتل المركز الثاني، الشرق تحدثت مع بدر بلال النجم الفارق للفريق السداوي والذي حمل الجزء الأكبر من مسؤولية التعادل المخيب أمام الشارقة إلى اللاعبين الذين لم يظهروا بالشكل المطلوب، وخاصة الركائز الاساسية واصحاب الخبرة الذين خيبوا الآمال، كما أكد مقدم برنامج “الحكم” على قنوات الكاس أن رحيل المدرب برونو حاليا لن ينهي أزمة الفريق معتبرا أن المشكلة ليست في المدرب وانما في ذهنية اللاعبين المطالبين بالتحلي بروح المسؤولية في باقي المشوار اسيويا ومحليا.

 كيف ترى نتيجة مباراة السد أمام الشارقة الإماراتي؟

 نتيجة المباراة كانت مخيبة لنا جميعا، كنا نتمنى أن تكون انطلاقة الفريق في دوري مجموعات ابطال اسيا افضل من هذه بكثير، وأن يحقق الفوز خاصة أن المباراة جرت في ملعبنا وأمام عدد كبير جدا من جماهير الزعيم التي لم تخيب وكانت حقا سندا قويا للاعبين، ما حز في نفسي ليس فقط نتيجة التعادل وتضييعنا نقطتين هامتين في سباق التأهل، وإنما أيضا الأداء الذي لم يكن قويا، على كل حال نتيجة التعادل أفضل بكثير من الخسارة التي كانت واردة خاصة أن المنافس اصبح يبادر بالهجوم في الفترات الاخيرة من المباراة، لأنه لو حدث هذا لصارت الأمور أكثر تعقيدا في باقي المشوار.

 ما أسباب هذا التعثر من وجهة نظرك؟

 العامل الذي أرى أنه أثر بشكل مباشر على مستوى الفريق في المباراة، هو انعدام التركيز ونقص الجاهزية النفسية، تأخر الفريق في تسجيل الهدف جعل اللاعبين يدخلون في سباق ضد الساعة من أجل افتتاح باب التسجيل، وهذا ما انعكس عليهم سلبا وجعلهم يقعون في الكثير من المرات في فخ التسرع، خاصة في لقطة ركلة الجزاء التي ضيعها بغداد والتي عكست الوجه الشاحب للفريق ككل في المباراة، بالإضافة إلى الكثير من اللقطات التي كان فيها الفريق قادرا على صناعة الخطورة والتسجيل ولم يحدث بسبب عدم اتخاذ قرارات سليمة من اللاعبين، وهذا ما يؤكد أن الفريق لم يكن جاهزا بالشكل اللازم لخوض هذه المباراة.

 هل هذا يعني أن المدرب يتحمل مسؤولية الاخفاق؟

 صحيح أن المدرب هو المسؤول عن تجهيز اللاعبين من الناحية الفنية والنفسية للمباراة، ولكن هذا لا يعني أنه يتحمل بمفرده مسؤولية التعثر والأداء المخيب، فاللاعبون هم المسؤولون فوق الميدان على تطبيق تعليمات الجهاز الفني، وحضورهم الذهني وفوزهم بالصراعات الثنائية وايضا استغلال الفرص السانحة للتسجيل ليست مهمة المدرب، وعليه شخصيا ومن خلال متابعتي الجيدة للمباراة أرى أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية التعادل أمام الشارقة، وبصراحة تفاجأت كثيرا من مستوى بعض اللاعبين وخاصة المميزين واصحاب الخبرة، الذين خيبوا في المباراة ومروا جانبا، ليس هذا الوقت المناسب من أجل إلقاء اللوم على اللاعبين المحترفين الذين لم يتعودوا بعد على الأجواء وشاركوا في ابطال اسيا للمرة الأولى، أما بقية اللاعبين من كوادر الفريق كنا ننتظر منهم أن يقودوا الفريق للفوز وأن يقدموا مستويات كبيرة وهذا ما لم يحدث للأسف.

 الكثير طالب برحيل المدرب برونو.. ما رأيك؟

 لا أعتقد أن رحيل المدرب برونو في الوقت الحالي سيكون الحل الأنسب لمشاكل نادي السد، صحيح أن الفريق لم يقنع مع بداية الموسم الحالي ولكن هذا لا يعني أن المدرب سيئ ولا يقوم بعمل جيد مع الفريق، من غير المعقول أن نقيل جهازا فنيا بعد مرور أربع مباريات فقط، وعلى الجماهير ألا تنسى أن الفريق تغير بشكل كبير وعرف قدوم عدد كبير من اللاعبين الجدد، وهم في حاجة إلى وقت اضافي من أجل التأقلم وإيجاد التوليفة المناسبة للفريق في باقي المشوار، وعليه يكون بقاء برونو حاليا أفضل من رحيله، خاصة أنه يعرف جيدا الفريق وكرتنا وعلى اطلاع على كل صغيرة وكبيرة بدورينا، وهذا أفضل من جلب مدرب اجنبي جديد يكون في حاجة إلى وقت من أجل التأقلم وتطبيق فلسفته، والسد ليس عنده الوقت الكافي من اجل ذلك.

 هناك اجماع من الجمهور على انخفاض مستوى بونجاح.. ما السبب في ذلك؟

 لا أحد ينكر أن مستوى بغداد تراجع كثيرا عما عودنا عليه في السابق، فمثلا لو كان بونجاح في قمة مستواه السد كان سيفوز على الشارقة بكل سهولة، فهو من نوعية المهاجمين الذين يحسمون المباريات من كرة واحدة، تضييع ركلة الجزاء وأيضا رد فعله فيما تبقى من المباراة تؤكد أنه يمر بمرحلة فراغ ومن وجهة نظري مشكلة بغداد نفسية، وأنا متأكد من أن تسجيله هدفا واحدا سيكون كفيلا بإعادة الثقة إليه، السد لا يزال في حاجة إلى خدماته في المنافسات المحلية والقارية ومن الصعب جدا ايجاد رأس حربة بمستواه وقيمته، وعليه من الأفضل أن نخفف الضغط عن بغداد وأن ندعمه ليكي يعود إلى سابق عهده.

 كيف ترى باقي مشوار الفريق في الآسيوية؟

 السد لم يفقد اي شيء من حظوظه في التأهل إلى الدور القادم، صحيح أن تضييعه نقطتين داخل الديار ليس في صالح الفريق ولكن الحظوظ لا تزال قائمة وهناك 5 مباريات متبقية في المشوار والسد قادر على الفوز بها جميعا، أنا واثق من أن مباراة الشارقة ستكون درسا مفيدا للاعبين وأنتظر منهم رد فعل قويا في المباراة المقبلة والعودة بالفوز من خارج الديار، السد يملك سمعة كبيرة في اسيا وسيكون من أبرز الفرق المتنافسة في الأدوار المتقدمة من دوري الابطال.

شاركها.
Exit mobile version