❖ محمود النصيري

كشفت اللجنة المنظمة المحلية لبطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023 عن الإشادات الواسعة التي تلقتها بمناسبة النجاح التنظيمي الباهر للنسخة الثامنة عشرة من البطولة القارية التي أقيمت خلال الفترة من 12 يناير الماضي إلى 10 فبراير الحالي، على 9 ملاعب منها 7 استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وأكدت اللجنة المنظمة خلال لقاء إعلامي أمس مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية بالمركز الإعلامي الرئيسي في مشيرب أن نجاح كأس آسيا رسخ صورة متجددة عن القدرات التنظيمية الهائلة التي يمتلكها العالم العربي وخاصة دولة قطر التي أخذت على عاتقها تغيير النظرة النمطية السائدة عن الإمكانات التنظيمية للبلدان العربية والتي أكدت للعالم أن العرب قادرون على رفع التحديات وكسب الرهانات التنظيمية واللوجستية إذا توفرت الإرادة الحقيقية لذلك.

جاسم الجاسم: النسخة الأفضل في تاريخ كأس آسيا

أعرب جاسم عبدالعزيز الجاسم الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023 عن سعادته البالغة بالنجاح التنظيمي الباهر للنسخة الثامنة عشرة من البطولة مشيرا إلى أن النسخة الحالية كانت الأفضل في تاريخ البطولة القارية على مدار التاريخ، وقال الجاسم في تصريحات صحفية أمس “النسخة الحالية كانت متميزة في كل شيء من ناحية البنية التحتية والحضور الجماهيري، واستمتع بها الجميع في ظل وجود فعاليات وأجواء ساهمت في جذب الجماهير من شتى أنحاء القارة الآسيوية أيضا من الجماهير العالمية التي لم تغب عن هذا الحدث الكروي”.

وأضاف الجاسم قائلا “الأجواء المميزة والمفعمة بالحيوية، التي صنعتها البطولة جعلت الجماهير متحمسة بقوة من أجل مساندة المنتخبات الـ24، بعدما حضر أكثر من 1.5 مليون متفرج في الملاعب على امتداد 51 مباراة، لتكون هذه النسخة من كأس آسيا الأكثر متابعة جماهيرية في الملاعب على امتداد تاريخ البطولة.

وتابع الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة “لا بد من التأكيد على أن البنية التحتية في قطر جاهزة لاستضافة كبرى الأحداث والفعاليات الرياضية القارية والعالمية بوجود منشآت رياضية واستادات على أعلى مستوى بالإضافة إلى الفنادق وشبكة الطرقات ووسائل النقل العصرية التي منحت الجماهير تجربة استثنائية خلال البطولة القارية”.

وواصل “الإرث البشري لبطولة كأس العالم قطر 2022 تجسد من خلال تنظيم هذه النسخة من بطولة كأس آسيا، حيث شارك حوالي 1000 موظف و6000 متطوع في عملية التنظيم، إضافة إلى مساهمة جهات الدولة في العملية التنظيمية وكان لها دور كبير، كما شارك الجميع في الجاهزية لاستقبال الحدث خلال عشرة أشهر فقط، وتنظيم بطولة بهذا الحجم في وقت قصير يعتبر نجاحا للجميع”.

واختتم الجاسم حديثه قائلا “تنظيم هذه النسخة في قطر، وكذلك تنظيم المملكة العربية السعودية لنسخة بطولة كأس آسيا 2027 يعتبر نجاحا للمنطقة الخليجية والعربية عموما، كما يؤكد القدرات التنظيمية العالية وفقا لأعلى المعايير الاحترافية، كما أن الأشقاء في السعودية نجحوا خلال الفترة الماضية في تنظيم فعاليات كثيرة ومميزة ونتمنى لهم التوفيق في النسخة القادمة من بطولة كأس آسيا 2027، وكذلك في تنظيم بطولة كأس العالم 2034”.

راشد الخاطر: حرص قطري على توفير أعلى المعايير التنظيمية

أثنى راشد الخاطر المدير التنفيذي للعمليات باللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023 على الجهود الإعلامية لممثلي مختلف وسائل الإعلام العالمية مشيرا إلى أن النجاح الكبير لهذه النسخة جاء بفضل الإرث المستدام لبطولة كأس العالم قطر 2022 من خلال التفاعل الكبير والأجواء التي عاشها المشجعون من مختلف الجنسيات، حيث كان الحضور الجماهيري مبهرا.

ونوه الخاطر بالأجواء التي شهدتها البطولة، مشيرا إلى أن اللجنة المحلية المنظمة كانت حريصة على توفير أعلى المعايير لتحقيق تجربة مميزة للمشجعين الذين توافدوا إلى دولة قطر لمتابعة بطولة بنفس جودة كأس العالم الأخيرة من ناحية التنظيم وبالفعل وجدوا نفس الشيء، وهذا ما ساهم في رفع معدل الحضور الجماهيري بالمباريات، وعكست البطولة الإرث المستدام للمونديال لتبقى نسخة ستكون موجودة في ذاكرة الكثير من المشجعين.

وأضاف الخاطر قائلا “تقارب المسافات بين مختلف منشآت البطولة جعل الجماهير تصل بسلاسة كبيرة إلى الملاعب وأيضا أماكن الترفيه والفعاليات الترفيهية التي أقيمت على مدار شهر كامل في شتى أنحاء البلاد، الأمر الذي عزز من التجربة الاستثنائية للمشجعين”.

واختتم “قطر جاهزة لأي بطولة في المستقبل مهما كان حجمها، حيث إن الإرث البشري من أهم ركائز النجاحات التنظيمية لأي بطولة، وقطر تملك كوادر بشرية على أعلى المستويات وقادرة على إدارة أي فعالية في المستقبل”.

جياني ميرلو: قطر أرست قواعد جديدة في التنظيم

أكد الإيطالي جياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، أن المستوى التنظيمي الذي بلغته قطر بات فريدا من نوعه بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها وتحققها في المجال التنظيمي الرياضي مشيرا إلى أن الدوحة أرست قواعد جديدة ووضعت معايير عالية جدا في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وقال “التجربة الإعلامية تبقى واحدة من أهم الجوانب التي تعكس قيمة نجاح البطولات، وما رصدته شخصيا بوصفي رئيسا للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية خلال وجودي في البطولة، أن التسهيلات المقدمة للإعلاميين والصحفيين كانت على أعلى مستوى، وهو ما ساعدهم على القيام بعملهم على أكمل وجه ونقل الحدث بأفضل صورة ممكنة على مدار 30 يوما من المنافسات المثيرة والممتعة”.

وأضاف رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية “لا بد أن الخبرات المتراكمة التي اكتسبها القطريون خلال السنوات الماضية جعلتهم ينظمون بنجاح أكبر وأهم الأحداث الكروية بداية من كأس العالم قطر 2022 وصولا إلى كأس آسيا 2023 وهما النسختان الأفضل في تاريخ البطولتين”.

الشيخ حمد بن عبدالعزيز: مناخ مثالي لإقامة كبرى الأحداث والفعاليات الرياضية

أكد سعادة الشيخ حمد بن عبدالعزيز آل ثاني مدير الإعلام المحلي والإقليمي باللجنة المنظمة المحلية لبطولة كأس آسيا قطر 2023 أن النجاح القطري في تنظيم البطولة القارية، رسخ مكانة الدوحة في تنظيم أنجح البطولات، خاصة بعد النجاح التاريخي في تنظيم بطولة العالم لكرة القدم قطر 2022 وقال “دولة قطر تمتلك كافة المقوّمات والإمكانات لتأمين وتنظيم البطولات الكبرى، وتوفير مناخ مثالي للاستمتاع بمشاهدة المباريات والاستمتاع بالفعاليات المصاحبة، كما أن الفعاليات السياحية كان لها أثر كبير في نجاح هذه النسخة بشكل منقطع النظير، حيث ساهمت في توفير خدمة مميّزة وممتعة للجماهير التي حرصت على التنقل والاستمتاع بالفعاليات التي أقيمت في سوق واقف ومشيرب وسوق الوكرة القديم وكتارا ولوسيل واللؤلؤة فضلا عن الاستمتاع بزيارة الشواطئ التي تضم جميع الخدمات التي يحتاجها الزوار”.

وأضاف مدير الإعلام المحلي والإقليمي “دولة قطر أثبتت مجددا قدراتها الضخمة في استضافة كبرى الأحداث الرياضية، خاصة وأن فريق العمل والكوادر الإدارية بمختلف فروعها تمتلك خبرات متراكمة اكتسبتها من مشاركتها في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، بالإضافة إلى استضافة العديد من البطولات الأخرى في مختلف الرياضات، وإن شاء الله سنكون على أتم الجاهزية لاستضافة المزيد من الأحداث الرياضية وعلى رأسها آسياد 2030”.

واختتم “قطر واصلت إبهار العالم خلال استضافتها لأفضل نسخة من بطولة كأس العالم قبل عام تقريبا وأيضا خلال استضافتها لأفضل نسخة من بطولة كأس آسيا 2023، كما أن جاهزية الملاعب المونديالية وكافة المتطلبات اللوجستية الأخرى أسهمت في استضافة الحدث وفقا لأعلى المعايير المعتمدة عالميا”.

حسن ربيعة الكواري: البطولة خرجت من أجواء القارة إلى العالمية

أكد حسن ربيعة الكواري المدير التنفيذي للتسويق والاتصال في اللجنة المحلية المنظمة أن النجاح الذي حققته البطولة والتي اختتمت أول أمس بمواجهة قطر والأردن على ملعب لوسيل، لم يأت من فراغ وإنما بفضل جهود الجميع من أعضاء اللجنة المنظمة منوها إلى أن اللجنة المنظمة حرصت على تحقيق استضافة فريدة من نوعها للاعبين والمشجعين على حد سواء، والتي تأتي في أعقاب استضافة بطولة كأس العالم الأخيرة.

وأضاف الكواري “نبارك لمنتخبنا الوطني تحقيق اللقب الثاني على التوالي ونقول هاردلك لمنتخب الأردن الشقيق الذي قدم أداء مشرفا في هذه النسخة، وفي الأخير يكون هناك فائز وحيد”.

وتابع الكواري “البطولة نجحت في تحقيق العديد من الأرقام المميزة سواء على مستوى الحضور الجماهيري أو على صعيد التغطية الإعلامية، كما أن كأس آسيا في هذه النسخة خرجت من أجواء القارة إلى العالمية في ظل المتابعة الكبيرة، وتوافد الكثير من المشجعين من مختلف دول العالم إلى قطر لمتابعة هذا الحدث الذي امتد على مدار شهر، حيث كانت تجربة مميزة لهم تعرفوا من خلالها على ثقافات جديدة، وبالتالي ساهمت قطر في رفع الطموح بتنظيم البطولة بمعايير عالية، وهو ما يساهم مستقبلا في تنظيم أفضل”.

وأشار المدير التنفيذي للتسويق والاتصال في اللجنة المحلية المنظمة إلى أنه تم تجاوز الرقم القياسي لعدد الحضور الجماهيري، من خلال الوصول لأكثر من مليون ونصف المليون من المشجعين تواجدوا في مباريات كأس آسيا من الافتتاح وحتى الختام في ملعب لوسيل وهو ما أسهم في دخول هذه النسخة في سجلات البطولة الذهبية”.

وتابع الكواري “هناك فريق كبير من مسؤولي اللجنة المنظمة وموظفيها كانوا بمثابة جنود الخفاء في هذا الحدث القاري، وبذلوا جهودا كبيرة من أجل إخراج الحدث الكروي بأفضل صورة ممكنة تعكس حجم التطور التنظيمي الذي تشهده دولة قطر”.

نقطة مضيئة

بالنظر إلى النجاحات التي ما فتئت تحققها دولة قطر في مختلف المحافل الرياضية التي تستضيفها أصبح الحديث عن النجاح التنظيمي النقطة المضيئة والمشتركة في كافة البطولات التي احتضنتها عاصمة الرياضة العربية والعالمية على مدى السنوات الماضية والتي رسخت مكانة دولة قطر في خريطة الرياضة العالمية وهو ما يزيد من الترقب للاستضافات المرتقبة التي ستشهدها عاصمة الرياضة في قادم الأعوام.

ونجحت عاصمة الرياضة للمرة الثالثة بعد نسختي 1988 و2011، في تقديم نسخة مثالية وضعت لها معايير عالية في الاستضافة بعد نجاحها الكبير في تنظيم بطولة كأس العالم 2022، حتى باتت نسخة مختلفة تماما عن النسخ السابقة لكأس آسيا، كما قدمت قطر خلال استضافتها لهذه البطولة الوجه المشرق والحضاري لكل العرب والخليج بصورة خاصة.

الجماهير ملح البطولة

حصدت النسخة الثامنة عشرة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم لقب البطولة الأعلى جماهيريا، على مر التاريخ ومنذ انطلاقتها في عام 1956 في هونغ كونغ، بعد أن حطمت الرقم القياسي الجماهيري بنهاية المرحلة الأولى، والذي حافظت عليه الصين لعقدين من الزمان، كما سجلت البطولة، رقما قياسيا بأكبر حضور جماهيري للمباريات الافتتاحية للبطولة، متخطية الرقم القياسي السابق لمباراة افتتاح البطولة لنسخة 2004، قبل أن تحطم الرقم القياسي لإجمالي الحضور على مدار البطولة والذي بلغ مليونا و509 آلاف و496 متفرجا وبمتوسط حضور بلغ 29 ألفا و597 متفرجا وهو أيضا رقم قياسي سيصمد طويلا خلال الاستضافات المقبلة.

شاركها.
Exit mobile version