المنتخب العنابي

❖ عبد الناصر البار

 قبل انطلاق منافسات بطولة كأس آسيا 2023، بالدوحة كانت كل الترشيحات تصب في صالح منتخبات شرق القارة لاسيما منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية اللذين كانا مرشحين بقوة للتتويج والفوز بلقب كأس اسيا في نسختها الـ18، ولكن جاء الواقع عكس التوقعات تماما فقد تألقت منتخبات غرب آسيا وخاصة الظهور العربي المميز في هذه النسخة على عاصمة الرياضة لتغادر منتخبات شرق القارة الواحد تلو الاخر كان اخرها خروج المنتخب الكوري الجنوبي على يد المنتخب الاردني بالدور النصف النهائي للبطولة، ليجمع النهائي بين منتخبين عربيين بعد فوز العنابي هو الاخر على المنتخب الإيراني القوي والذي كان مرشحا هو الاخر للفوز بلقب البطولة القارية، لنشاهد نهائيا عربيا خالصا بين العنابي وشقيقه الاردني، ليكون نهائي الغد هو الثالث بعد نهائي عام 1996 بنسخة الإمارات والذي جمع بين منتخبي السعودية والابيض الإماراتي وقتها وتوج المنتخب السعودي بلقبها بضربات الترجيح، كما جمع النهائي الثاني بين الاخضر السعودي والمنتخب العراقي عام 2007، وتوج بالكأس منتخب أسود الرافدين، لتتوقف مسيرة النهائيات العربية العربية منذ ذلك الوقت إلى غاية نسخة الدوحة.

    اللقب القاري الثاني

سيكون النهائي العربي الثالث في نهائي كأس آسيا بين العنابي ونظيره الأردني مثيرا للغاية بحكم ان كل منتخب يستهدف التتويج باللقب القاري الذي يبقى طموحا مشروعا لكل منتخب، وسبق للعنابي وان حقق اللقب عام 2019 بالإمارات بالفوز على المنتخب الياباني بنتيجة (3-1) في مباراة كانت كبيرة للكتيبة العنابية ويسعى منتخبنا لتحقيق الفوز غدا وحصد الكأس الثانية في تاريخه وللمرة الثانية على التوالي بحكم ان البطولة تقام على ارضنا وامام جماهيرنا التي صنعت الاستثناء حتى الان في البطولة، والاهم ان اللقاء النهائي هو عربي عربي والبطولة لن تخرج من خزائن العنابي او المنتخب الأردني وعلى أرض عربية.

     حلم الكأس الأول

تحلم الجماهير الاردنية ولاعبو منتخب النشامى بتحقيق الفوز الاول بلقب كأس آسيا 2023، ويعتبر مسار المنتخب الاردني في بطولات كأس آسيا متواضعا نوعا ما وافضل إنجاز حققته الكرة الاردنية قاريا الوصول للدور الربع النهائي في نسختي 2004 و2011، وأفضل إنجاز تحقق في نسخة الدوحة بالوصول للمرحلة النهائية ويسعى الجيل الذهبي للمنتخب الاردني بقيادة الثلاثي موسى التعمري ويزن النعيمات ومحمود مرضي لكتابة تاريخ جديد للكرة الاردنية وخطف اللقب من اصحاب الارض والجمهور غدا، ومعانقة منصات التتويج والذهب الاسيوي ولو ان المهة لن تكون سهلة على الإطلاق.

     ثلاثية للأخضر السعودي

تأخر الإنجاز العربي الأول حتى العام 1980 هناك في الكويت التي توج منتخبها بالكأس، في استهلال حقبة هيمنة عربية استمرت لثماني سنوات، بعدما حقق المنتخب السعودي اللقب العربي الثاني هناك في سنغافورة عام 1984، قبل أن يحتفظ الأخضر باللقب هنا في قطر عام 1988 في تأكيد على انتصار الأرض لأصحابها للمرة الثانية بعد الأولى في الكويت، وبعد غياب عربي عن الأرض والتتويج في آن معا، بالظهور الأول للعملاق الياباني عام 1992، عاد الحضور مجددا في الإمارات عام 1996 عندما توج المنتخب السعودي باللقب الثالث في نهائي عربي خالص ضد صاحب الأرض، قبل أن يسيطر المنتخب الياباني على الكأس في نسختين متتاليتين، الأولى في لبنان 2000 والثانية في الصين 2004.

     غياب التتويجات العربية

منذ أن فازت العراق بلقب 2007 في ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وتايلاند، غابت التتويجات العربية بما في ذلك في قطرعام 2011، لتعود مجددا بعد غياب وعلى أرض عربية في الإمارات 2019 عندما توج العنابي باللقب الأول في تاريخه، ليكون المجموع ستة ألقاب من بينها أربعة على أراض عربية، وشهدت نسخة قطر 2023 مشاركة (10) منتخبات عربية هي: قطر، السعودية، العراق، لبنان، عمان، سوريا، الإمارات، الأردن، فلسطين، البحرين، بفارق بمنتخب واحد عن الرقم القياسي في النسخة السابقة في الإمارات والتي شهدت مشاركة أحد عشر منتخبا، لأول مرة، ولكن تميزت نسخة الدوحة بوصول منتخبين عربيين للنهائي لتعود الكرة العربية للواجهة.

     4 منتخبات توجت

حققت المنتخبات العربية 6 تتويجات آسيوية على مدار 17 نسخة سابقة من البطولة القارية، واحتل المنتخب السعودي المركز الاول والسجل الذهبي بثلاثة تتويجات قارية زينت خزائن الاخضر السعودي أعوام 1984و1988 و1996، ودخل السعودي بطولة الدوحة بهدف كبير من اجل التتويج باللقب للمرة الرابعة في تاريخه لكن الاخضر فشل في الوصول للدور الربع النهائي وخسر امام المنتخب الكوري الجنوبي بضربات الترجيح، ليبقى الاخضر حامل اللواء بثلاثة كؤوس آسيوية على مستوى القارة الصفراء، كما توج المنتخب الكويتي بلقبه الوحيد عام 1980 والعراق عام 2007 وقطر عام 2019.

    الكأس السابعة تنتظر

فتحت بطولة كأس آسيا 2023 أذرعها لتألق المنتخبات العربية التي صنعت الإستثناء في البطولة بتأهل منتخبات عربية للدور الثاني لاول مرة مثل المنتخب السوري والفلسطيني، وكذلك وصول العنابي والاردني للدور النهائي من البطولة القارية ولو ان الترشيحات قبل البطولة لم تكن تصب في صالحهما إطلاقا، ولكن كرة القدم لا تعترف لا بالتوقعات ولا بالارقام وإنما بمن يلعب ويقدم، وخالف منتخبا العنابي والاردني كل التوقعات وقدما مستويات كبيرة في الأدوار الاقصائية جعلتهما يصلان لمحطة الاخيرة ويحلمان بالتتويج القاري، فالعنابي يسعى لحصد اللقب للمرة الثانية بينما يطمح المنتخب الاردني للقب الاول على المستوى القاري واسعاد الجماهير الاردنية التي تنتظر بشغف كبير عودة منتخبها بالكأس القارية إلى العاصمة الاردنية عمان.

    قمة عربية واعدة

ستكون كل الأنظار موجهة ليلة الغد نحو استاد لوسيل المونديالي سواء الجماهير القطرية في الدوحة او الجماهير الاردنية في عاصمة عمان، كما ان النهائي العربي يحظى بإهتمام كبير، وغير مسبوق بالنظر للزخم الإعلامي الكبير الذي تشهده البطولة منذ انطلاقتها وإلى غاية الامتار الاخيرة، والاكيد ان الفرجة سوف تكون مضمونة فوق المستطيل الاخضر وكذلك في المدرجات لان الحضور الجماهيري سيكون كبيرا وغير مسبوق بان يلعب النهائي الاسيوي امام اكثر من 80 ألف متفرج خاصة وان نسخة الدوحة حطمت الأرقام القياسية في عدد الحضور الجماهيري.

شاركها.
Exit mobile version