بعد تزعم العنابي للقارة الآسيوية في آخر نسختين 2019 و2023..

المنتخب العنابي

❖ عبد الناصر البار

لا يزال يعيش الشارع الرياضي القطري على نشوة فرحة الإنجاز القاري والآسيوي، الذي حققه المنتخب ببطولة كأس آسيا 2023، ولا تزال الشوارع تتزين باللون العنابي والاعلام وشعارات منتخبنا الوطني الذي حقق الأهم بحصد اللقب الآسيوي للمرة الثانية على التوالي في تاريخه بعد إنجاز عام 2019، ومن حق جماهيرنا ولاعبي العنابي وكل من يعيش على هذه الأرض ان يسعد ويفرح لهذا التتويج الرائع الذي حققه بطل آسيا بعاصمة الرياضة.. ولكن كما تقول القاعدة الرياضية الأسهل ان تصل للقمة في الرياضة والبطولات القارية والعالمية ولكن الاصعب كيف تحافظ على هذا التألق والإنجاز، فبعد تتويج العنابي بكأس آسيا 2019 شهد المنتخب بعدها بعض الصدمات والهزات والتراجع، ولعل أبرزها الخروج المبكر من مونديال 2022، قبل ان يصحح العنابي واتحاد الكرة المسار من جديد ويعود منتخبنا الوطني للواجهة ويحقق اللقب القاري، وبعد هذا الإنجاز يتنظر الكرة القطرية عدة تحديات مستقبلا، منها بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة والتي ستقام في الدوحة شهر ابريل المقبل والمؤهلة لاولمبياد باريس هذا الصيف، وكذلك هدف وطموح العنابي بالوصول لنهائيات كأس العالم 2026 وآسيا 2027.. وسنحاول خلال هذا التقرير رصد التحديات التي تنتظر العنابي مستقبلا.

كأس آسيا تحت 23 عاما

تقام نهائيات بطولة كأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاما في نسختها السادسة بالدوحة خلال الفترة من 15 أبريل، وحتى 3 مايو من عام 2024، بمشاركة 16 منتخبا، هي قطر والسعودية، وأوزبكستان، واليابان وأستراليا، والعراق، وفيتنام، وكوريا الجنوبية، والكويت، والأردن، والإمارات وتايلاند، وماليزيا، وطاجيكستان، وإندونيسيا، والصين، وستكون المنافسة كبيرة وعلى أشدها بالنسبة لمنتخبنا الوطني الذي يسعى لخطف إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة لاولمبياد باريس، ولكن عاملي الأرض والجمهور سيكونان في صالح منتخبنا الوطني الذي عليه ان يستغل ذلك جيدا.

قرعة متوازنة للعنابي

جاءت قرعة النسخة السادسة لبطولة كأس آسيا تحت 23 عاما بقطر 2024، متوازنة الى حد بعيد وجاء العنابي على رأس المجموعة الأولى بجانب كل من منتخبات أستراليا والأردن وإندونيسيا، وجاءت المجموعة الثانية قوية، حيث ضمت كلا من: اليابان وكوريا الجنوبية والإمارات والصين، بينما جاء منتخب السعودية حامل اللقب على رأس المجموعة الثالثة إلى جانب كل من: العراق وتايلاند وطاجيكستان.. في حين ضمت المجموعة الرابعة، أوزبكستان وفيتنام والكويت وماليزيا.

فرصة كبيرة للتتويج

تضمن المنتخبات الحاصلة على المراكز الثلاثة الأولى من كأس آسيا تحت 23 عاما قطر 2024، التأهل مباشرة إلى مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، في حين يخوض المنتخب الحاصل على المركز الرابع ملحقا عالميا بمواجهة صاحب المركز الرابع في نهائيات كأس أفريقيا تحت 23 عاما، على أن يبلغ الفائز الأولمبياد.. ويسعى العنابي الأولمبي خلال استضافة الدوحة للنسخة السادسة إلى الاستفادة من هذه الفرصة، من أجل التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي لوس أنجلوس عام 1984، وبرشلونة 1992.

نكسة أولمبياد ريو

لا تزال ذكرى تضييع العنابي الأولمبي فرصة الوصول لأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، في الأذهان واستهل منتخبنا مشاركته بالنسخة الآسيوية الثانية، في الدوحة حيث بلغ الدور نصف النهائي قبل الخسارة أمام كوريا الجنوبية بهدف مقابل ثلاثة، ليحتل المركز الرابع بعدما خسر أمام العراق بهدف لاثنين، فيما خطف المنتخب الياباني اللقب بفوزه على كوريا الجنوبية بالنهائي بثلاثة أهداف لاثنين، وكان الإنجاز الأبرز “للأدعم” بتحقيق المركز الثالث في نسخة عام 2018 التي استضافتها الصين، بفوزه على كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

الـتأهل لكأس العالم 2026

ستكون مهمة الكتيبة العنابية كبيرة في الوصول للمرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وآسيا 2027، ويطمح العنابي واتحاد الكرة لتحقيق ثاني مشاركة ببطولة كأس العالم، بعدما دون العنابي ظهوره الاول في المونديال عام 2022، في النسخة التي احتضنتها الدوحة، ولكن لم يكن الظهور الاول لرفقاء حسن الهيدوس في مستوى التطلعات بالخروج والإقصاء من الدور الأول للبطولة على الرغم من ان مجموعة العنابي لم تكن قوية وكان بالإمكان على الأقل التأهل للدور الثاني من البطولة العالمية.

    المشاركة المونديالية مطلب

بعد التتويج القاري وتنصيب العنابي نفسه بطلا للقارة للمرة الثانية في ظرف 6 سنوات أصبح من حق الجماهير العنابية ان تحلم بمشاهدة منتخب بلادها يشارك في بطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال 2022، لأنه من غير المعقول ان تكون بطل القارة وافضل منتخب في آسيا وانت المتوج بالتاج القاري والفائز على عمالقة القارة وألا تتواجد ببطولة عالمية مثل كأس العالم التي تحلم كل المنتخبات العالمية بالتواجد فيها لأنها منافسة مختلفة تماما عن البطولات الأخرى، كما ان الجماهير من حقها ان تطالب بتأهل المنتخب للمونديال حتى يكتب اسمه ضمن المنتخبات العالمية المشاركة في البطولة للمرة الثانية خاصة مع رفع عدد المنتخبات المشاركة.

    الدافع المعنوي والإمكانيات

تملك الكرة القطرية كل المقومات التي تجعلها في مصاف المنتخبات الكبيرة على المستوى القاري والعالمي لان الإمكانيات الكبيرة التي توفرها الدولة والمسؤولون للجانب الرياضي بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة كبيرة ولا توجد حتى عند اكبر المنتخبات والدول الكبيرة، وذلك بتوفير المنشآت الرياضية المميزة والاهتمام باللاعبين الشباب والفئات السنية بل هناك أكاديمية خاصة وتعتبر هي السبب الرئيسي في هذه الطفرة الكروية التي تعيشها الكرة القطرية وهي أكاديمية اسباير التي كان سببا وراء تخريج أفضل العناصر المتواجدة حاليا في المنتخب، كما ان الدافع المعنوي موجود بعد التتويج بكأس آسيا 2023، سواء للمنتخب الأول أو المنتخب الأولمبي الذي سيطمح لمسيرة مشابهة للمنتخب الأول.

    متابعة بطولاتنا المحلية

شكل التتويج الثاني لمنتخبنا الوطني فرصة كبيرة لمتابعة بطولاتنا المحلية من طرف الفنيين والمتابعين لان بطل أي قارة تسلط الأضواء عليه وعلى لاعبيه ودورياته المحلية للبحث عن أسباب النجاح وهذا التطور، والأكيد ان بطولاتنا المحلية ستكون محل متابعة كبيرة خلال الفترة المقبلة لان تألق لاعبي العنابي بكاس آسيا سيفتح لهم مجال الاحتراف الخارجي مثلما حدث عام 2019، بعد تتويج العنابي بكأس آسيا، حيث شاهدنا مغادرة كم لاعب من العنابي لدورينا وخاضوا تجارب احترافية في الدوري الإسباني والبلجيكي، لان الاحتكاك وخوض التجربة في اوروبا شيء مهم للاعبي المنتخب من أجل صقل الموهبة وكسب الكثير من الخبرات التكتيكية والفنية التي تعود عليهم بالفائدة.

    الاحتراف بالدوريات الأوروبية

لن يكون من المستبعد أن نشاهد بعض لاعبي منتخبنا الوطني يغادرون دورينا خلال الفترة المقبلة وخاصة خلال فترة الانتقالات الصيفية نحو الدوريات الأوروبية لخوض تجربة احترافية هناك، لان أعين وكلاء اللاعبين كانت حاضرة وموجودة في كل مباريات البطولة لاسيما مباريات العنابي، ولاعب مثل أكرم عفيف أسال لعاب أكبر الأندية والوكلاء الذين تحدثوا كثيرا عن مستوى اللاعب وابدوا اهتمامهم بتقديم عروض له من اجل الاحتراف الخارجي له وان اللاعب نفسه أكد انه ليس ضد فكرة الاحتراف ولكن الأمر لا يتعلق به هو فقط وإنما النادي وعائلته وبعض الأطراف الاخرى.

    الحفاظ على القمة

الشيء الصعب دائما وراء أي إنجاز هو كيفية الحفاظ على البقاء في القمة وضمن منتخبات النخبة لانه يمكن بالتضحية وبذل المجهودات الوصول للقمة ولكن المحافظة عليها تكون صعبة، ولو ان منتخبنا استطاع ان يحافظ على تاجه القاري للمرة الثانية ولكن مر بفترات صعبة وتذبذب في المستوى وتراجع في الأداء لكنه عاد للطريق الصحيح في آخر الأمتار وحقق اللقب القاري مرة أخرى، وستكون مهمة الجهاز الفني والإداري واللاعبين صعبة في الفترة المقبلة من اجل البقاء بنفس القوة والطموح لإكمال المسيرة بنجاح خاصة وان منتخبنا خاض مواجهتين في التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لمونديال 2026 وحقق العلامة الكاملة بالفوز في مواجهتين ولا يزال الطريق طويلا وبعيدا لأجل الظفر بتأشيرة العبور للمونديال ويتطلب ذلك عملا ومجهودات كبيرة.

    التقدم بترتيب “الفيفا”

من المنتظر أن يتقدم العنابي في ترتيب الفيفا كثيرا خلال التصنيف المقبل الذي سيصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك بعد النتائج المميزة التي حققها منتخبنا بالفوز في 7 مباريات ببطولة كأس آسيا 2023 والتتويج باللقب.. وكان آخر تصنيف وصل له العنابي المركز الـ 58 عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي لشهر نوفمبر الماضي، فيما حل في المركز السادس عربيًا وآسيويًا، وقفز العنابي 3 مراكز بعد أن حل بالمركز 61 في تصنيف شهر اكتوبر، وذلك بعد نتائجه الإيجابية في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، إذ تغلب على ضيفه الأفغاني في استاد خليفة بثمانية أهداف لهدف، قبل انتصاره على مضيفه الهندي بثلاثية نظيفة ليتصدر المجموعة الأولى.

شاركها.
Exit mobile version