❖ حسين عرقاب

بنهاية مرحلة المجموعات، والتعرف على مباريات الدور الثاني من كأس أمم آسيا قطر 2023، بات بإمكاننا تسليط الضوء على ما قدمته المنتخبات التي قيل عنها قبل بداية المنافسة إنها المرشحة للتتويج، والحديث عن هذه الأسماء يتطلب منا العودة إلى نتائج كل منتخب في المحطة الأولى للمنافسة الأغلى قاريا والتي كشفت لنا عن عبور ثلاثة منتخبات من أصل ستة عشر في صدارة الأفواج، وبالعلامة الكاملة، في حين نجد اسمين عبرا بانتصارين وتعادل، وهي المحصلة التي تؤكد أن المنتخبات المعنية بها جاءت إلى الدوحة من أجل المنافسة على اللقب لا غير، والتربع على عرش المستديرة الآسيوية خلال الأعوام القادم.

والمنتخبات المعنية بما ذكرنا هي قطر صاحبة الأرض والجمهور، والتي تخطت خصومها الثلاثة بالأداء والنتيجة ضمن فعاليات الفوج الأول، بالإضافة إلى إيران التي جسد ذات السيناريو في المجموعة الثالثة بفوزها على كل من فلسطين، وهونغ كونغ، والإمارات، زد إليهما المفاجأة السارة العراق التي تسيد المجموعة الرابعة متقدما على الساموراي، الوصيف الذي وبالرغم من سقوطه أمام أسود الرافدين، إلا أنه ما زال في قائمة القادرين على التتويج، في حين اقتطعت السعودية تأشيرتها بسبع نقاط وضعتها في قمة المجموعة السادسة، حالها كأستراليا الساعية إلى تكرار انجاز نسخة 2015، التي زين فيها الكنغر خزائنه بأول ألقابه القارية.

اللقب الثاني

وبالرغم من التغييرات التي طالت الجهاز الفني لمنتخب قطر قبل بداية البطولة، إلا أن العنابي بقي مرشحا للحفاظ على لقبه على أرضه وأمام جماهيره، وهي  التوقعات التي أكدها زملاء المتألق أكرم عفيف في مباريات مرحلة المجموعات، التي أنهوها بحصد الزاد كاملا، بثلاثة انتصارات جاءت على حساب كل من لبنان، وطاجيكستان، والصين، وهي المحصلة التي إن دلت على شيء فهي تدل على قوة حامل اللقب الأخير، الذي بات من حقه الحلم بحصد اللقب الثاني على التوالي.

منتخب منظم

ولعل ما يزيد من ترشيح قطر للفوز بلقب كأس آسيا في نسختها لعام 2023 المقامة هنا في الدوحة، بعيدا عن الدعم الجماهيري الكبير الذي يلقاه العنابي، التنظيم اللامتناهي الذي ظهر به زملاء القائد حسن الهيدوس، وهم الذين أنهوا مرحلة المجموعات بأقوى دفاع، عقب عجز منتخبات لبنان، بالإضافة إلى الصين وطاجيكستان عن الوصول إلى شباك الحارسين برشم، وسعد الشيب، كل على حسب المدة الزمنية التي شارك فيها، بينما ظهر هجوم المنتخب بمستويات جيدة، أهلته لتسجيل خمسة أهداف، وضعته في المرتبة الثالثة في قائمة أقوى المنتخبات هجوميا في المنافسة.

نتائج منتظرة

ثاني المتأهلين بثلاثة انتصارات عن مرحلة المجموعات كان المنتخب الإيراني، الذي عرف جيدا كيف يفرض منطقه على خصومه في المجموعة الثالثة، التي ضمت معه الإمارات، فلسطين، وهونغ كونغ، والتي حقق فيها أسود فارس كما يعرفون نتائج منتظرة، تفوقوا من خلالها على كل الخصوم، وسجلوا سبعة أهداف، أكدت قوتهم الهجومية الكبيرة في هذه المنافسة، بفضل تألق الثنائي مهدي تارمي وساردار آزمون اللذين قد يلعبان دورا كبيرا في الدفع بالكأس القارية للابتسام في وجه إيران من جديد.

المفاجأة السارة

المفاجأة السارة في هذه البطولة لحد الآن، منتخب العراق الذي لم يكن الكثير ينتظرون تصدره للمجموعة الرابعة على حساب اليابان المدججة بالعديد من النجوم، وذلك بفضل اجتماع العديد من المعطيات، أولها القوة الهجومية التي غطت على التراخي الدفاعي لأسود الرافدين، الذين سجلوا في لقاءاتهم الثلاثة ثمانية أهداف، منها خماسية جاءت عن طريق هداف البطولة المتألق أيمن حسين، الذي أعاد للجميع ذكريات السفاح يونس محمود في نسخة 2007، التي حققتها العراق لأول مرة في تاريخه في نسخة عام 2007 التي أقيمت في أربعة بلدان هي ماليزيا، إندونيسيا، فيتنام وتايلاند.

الكنغر الأسترالي

وبناء على ما قدمه في النسخة الأخيرة من فعاليات كأس العالم قطر 2022، ومروره إلى الدور الثاني من المنافسة، كان الكثير من متابعي الكرة في قارة آسيا ينتظرون قفز الكنغر الأسترالي على منافسيه في المجموعة الثانية، التي أنهاها متصدرا بفوزين على حساب الهند وسوريا، في حين تعادل لمرة واحدة في لقاء أوزبكستان بهدف في كل شبكة، محققا بذلك ثلاث نتائج مميزة أبانت أن تواجد أستراليا في الدوحة لن يكون لأجل المشاركة، وفقط بل سيتعداها إلى البحث عن اللقب الثاني في تاريخها، بعد الإنجاز المسجل في عام 2015.

صدارة السعودية

بنفس مجرى التوقعات سارت سفينة المنتخب السعودي لحد الساعة، وهو الذي تمكن من الانقضاض على زعامة الفوج الأخير بانتصارين وتعادل، أوصلته لنقطته السابعة في المنافسة القارية، التي يملك فيها الأخضر تاريخا كبيرا من شأنه تحفيزه على تقديم الأفضل وتجاوز المشاكل التي عصفت به مؤخرا، بسبب عدم اتفاق المدرب الإيطالي مانشيني مع بعض الأسماء غير المشاركة في البطولة، والتي دخلت معه في حرب تصريحات أشعلت فتيل الشك في قلوب عشاق السعودي، الذين تناسوا ذلك بعد رؤية الانطلاقة الجيدة للأخضر في كاس آسيا قطر 2023.

المرشح الدائم

وبالرغم من سقوطه على يد العراق في لقاء الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، إلا أن المنتخب الياباني الذي تأهل وصيفا عن المجموعة الرابعة بفوزين وهزيمة، ما زال مرشحا للتتويج بلقب منافسة كأس آسيا المقامة حاليا في الدوحة، وهو الذي تجاوز تعثره أمام أسود الرافدين سريعا، وتخطى إندونيسيا في المواجهة الختامية بثلاثة أهداف مقابل هدف، أبان بها على أن ما حدث قد لا يعدو أن يكون كبوة جواد، سيتم استدراكها انطلاقا من المرحلة القادمة التي سيلاقي فيها البحرين رائدة المجوعة الخامسة بست نقاط.

شاركها.
Exit mobile version