❖ أجرى الحوار محمود النصيري

– لهذه الأسباب اتجهت بعض الدول للاستعانة بخبراتنا التنظيمية للأحداث الرياضية 


– ترشح الشيخ جوعان لرئاسة الأولمبي الآسيوي محطة فارقة في مسيرة الرياضة قارياً


– سنستضيف تجمعاً مخصصاً للأكاديمية الأولمبية الدولية خلال شهر ديسمبر


– أكثر من 20 ألف طالب درسوا في الأكاديمية منذ 2006 


– شهاداتنا معتمدة من الأكاديمية الأولمبية الدولية والتضامن الأولمبي


– ساهمنا في تعريب البرامج التي كانت تقدم حصرياً باللغة الانجليزية


– لدينا شراكات مع جامعات محلية وأخرى دولية لبرامج الدراسات العليا


– 5 صالات تدريس كبرى تخدم الطلاب من مختلف دول العالم 


– نعمل على نيل الاعتماد لشهادات الأكاديمية من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي


أكد السيد خليل الجابر المدير التنفيذي للأكاديمية الأولمبية القطرية أن الأكاديمية تعد صرحا علميا وإنجازا من إنجازات اللجنة الأولمبية القطرية، حيث دأبت منذ تأسيسها في 2006 على ترسيخ مكانتها كمنارة للعلم ولترسيخ مبادئ وقيم الحركة الأولمبية ليس في قطر فحسب بل وفي المنطقة بشكل عام.


وكشف الجابر في حوار خاص مع “الشرق” عن البرنامج السنوي والنوعي الذي تقدمه الأكاديمية الأولمبية، والذي يشمل العديد من الدورات في اختصاصات الإدارة الرياضية والقانون الرياضي وعلم النفس الرياضي وعلوم الرياضة الأخرى، وذلك بشكل يتواكب مع التطور المستمر الذي تشهده الرياضة في العالم.  ولفت الجابر إلى التعاون المثمر للأكاديمية مع العديد من الجهات العلمية المحلية والدولية من أجل اعتماد برامج التخرج على غرار برنامج الماجستير في القانون الرياضي والمعتمد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي ومحكمة التحكيم الرياضي والأكاديمية الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية القطرية ووزارة التعليم والتعليم العالي في قطر، وهو ما يعكس الثقة التي تحظى بها الأكاديمية محليا ودوليا.


كما تحدث الجابر عن أهمية العمل الذي تقوم به دولة قطر عبر مختلف مؤسساتها الرياضية من أجل صياغة مستقبل زاهر للرياضة الآسيوية سواء عبر استضافتها للأحداث الرياضية الكبرى، أو عبر تبوؤ كوادرها لأبرز المناصب في مختلف الهياكل الرياضية القارية والدولية، إلى جانب العديد من الملفات المهمة في الحوار التالي:



◄ في البداية كيف تقيم حصيلة الأكاديمية الأولمبية القطرية منذ تأسيسها في 2006؟


 الأكاديمية الأولمبية القطرية تأسست منذ عام 2006، قبل أن تخطو خطوات بارزة من خلال اعتمادها بصفة رسمية من طرف اللجنة الأولمبية الدولية وأيضا الأكاديمية الأولمبية الدولية والتضامن الأولمبي وغيرها من المؤسسات والهياكل الدولية والأولمبية ذات الصلة.


وفي عام 2008 شهدت الأكاديمية توسعا كبيرا مما ساهم في دفع عجلة التقدم والتطور في الجانب التعليمي الخاص بالرياضة، حيث حرصنا داخل الأكاديمية على استقطاب المزيد من الكوادر والكفاءات الإدارية التابعة للجان الأولمبية بمنطقة الخليج وبقية الدول العربية وأيضا من القارة الآسيوية من اجل الانضمام لدراسة برامج الأكاديمية.


وتم التفكير في بناء منشأة مستقلة مخصصة بالأساس لتدريس برامج الأكاديمية باعتبارها الذراع الإعلامية للجنة الأولمبية القطرية، وبعد التنسيق والتواصل مع الأكاديمية الأولمبية الدولية والتضامن الأولمبي تم اعتماد الكثير من البرامج التي تساهم في عملية تطوير الكوادر البشرية في الدولة، لا سيما وان قطر تتمتع بخبرات تنظيمية كبيرة بفضل الاستضافات المتتالية لكبرى الأحداث العالمية منذ 2005.


ولم تكتف دولة قطر بالبنى التحتية المتطورة والاستضافات العالمية بل حرصت على تكريس الجانب التعليمي والأكاديمي للكوادر الإدارية والفنية التي تساهم في إنجاح الأحداث الرياضية.




◄ ما أهم المرافق الموجودة بالمبنى الخاص بالأكاديمية الأولمبية القطرية؟


 ولله الحمد، في 2014 تم تشييد مبنى الأكاديمية والذي يحتوي على 5 صالات تعليمية كبرى تخدم الجانبين النظري والعلمي، إلى جانب مكتبة ضخمة وقاعات أخرى للمؤتمرات الصحفية وغيرها من المرافق الأخرى.. وقد تم اعتماد الأكاديمية الأولمبية القطرية رسميا من طرف الأكاديمية الأولمبية الدولية والتضامن الأولمبي عبر تخصيص بعض البرامج المهمة التي تساهم في تطوير الكوادر البشرية واعتمادها بشكل كلي في هذه الهياكل الدولية مما اسهم في تعزيز الشهادات التي تمنح للدارسين.


كما لدينا مكتبة زاخرة تحتوي على اكثر من 7 آلاف عنوان مخصصة لتدريب الباحثين ليس فقط من دارسي الأكاديمية وإنما أيضا من طلاب جامعة قطر وغيرها من المؤسسات التعليمية والجامعية.


ولدينا أيضا المكتبة المرئية التي تزخر بأشرطة فيديو المباريات ويتم اعتمادها أساسا خلال برامج المحاكاة والمشاهدات الفنية لاكتساب المزيد من المعرفة حول الخطط التكتيكية وطرق اللعب.. ونحن بصدد تحويل هذه المكتبة من ورقية إلى إلكترونية لتمكين شريحة أوسع من الباحثين للاستفادة منها، لا سيما في ظل وجود عناوين نادرة عن كيفية تطور الرياضة في دولة قطر منذ 1948 إلى الآن.



◄ كم عدد البرامج التي تقدمها الأكاديمية على مدار العام الأكاديمي؟


 تقوم الأكاديمية الأولمبية القطرية بتقديم 16 برنامجا تعليميا موزعة على كامل العام الأكاديمي، وتلك البرامج تستقطب 1000 طالب وطالبة سنويا من مختلف الدول إيمانا بدور الأكاديمية في تطوير ووضع استراتيجيات متكاملة خلال الاستضافات الرياضية الكبرى.


ما أهم الخطط والأهداف التي تعمل الأكاديمية على تحقيقها عبر برامجها التعليمية؟


الأكاديمية سبقت عصرها، في طرح برنامج الماجستير التنفيذي للقانون الرياضي بالتعاون مع جامعة ليدا الإسبانية، حيث يحظى هذا البرنامج باعتماد من عدة جهات دولية مثل اللجنة الأولمبية الدولية، والمجلس الأولمبي الآسيوي، ومحكمة التحكيم الرياضي، واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية -الأنوك، بالإضافة إلى الأكاديمية الأولمبية القطرية.


ونحن الآن بصدد البحث عن شراكات مع جامعات محلية وأخرى دولية من أجل وضع برامج متخصصة بالدراسات العليا في الإدارة الرياضية والتسويق الرياضي والقانون الرياضي، كما نعكف مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر على نيل الاعتماد العلمي لبرامج الدبلوم في إطار الشراكة والتعاون بين الجانبين.



◄ كم عدد خريجي الأكاديمية إلى الآن في مختلف الاختصاصات.. وما جنسيات الخريجين؟


 منذ 2006 وعلى مدار قرابة العشرين عاما أكاديميا، تم تخريج اكثر من 20 ألف طالب وطالبة من دول مجلس التعاون الخليجي والعديد من الدول العربية والآسيوية أيضا، والباب مفتوح للجميع من أجل الالتحاق ببرامج الأكاديمية التي تدعم شهاداتها الحصول على فرص العمل خلال الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الدول.


◄ العديد من الخبراء العالميين يقدمون محاضراتهم ضمن برامج الأكاديمية.. ما مدى أهمية هذا التوجه؟


 يجب أن ننوه في البداية بوجود العديد من القامات والكوادر المميزة للغاية في الجامعات القطرية وغيرهم من الخبراء في مجالات الاقتصاد والقانون والسياحة والرياضة، كما تقوم اللجنة الأولمبية الدولية إلى جانب التضامن الأولمبي بتزكية العديد من الخبراء الدوليين من اجل تقديم محاضراتهم في الأكاديمية وهو ما يعكس قيمة الشهادات التي تسلمها الأكاديمية الأولمبية القطرية.



◄ كيف ترى تزايد استقطاب الدارسين لدى الأكاديمية من أبرز كوادر اللجان الأولمبية عربيا وآسيويا؟


 علاقتنا مع اللجان الأولمبية الموجودة في المنطقة العربية وخاصة الخليجية مميزة للغاية، خاصة في ظل اهتمامهم المتزايد بالجانب التطويري للموارد البشرية وهو بمثابة اعتراف بأهمية البرامج والشهادات التي تقدمها الأكاديمية الأولمبية القطرية.


ولابد أيضا من التنويه بأن العديد من البرامج تقدم باللغة الانجليزية لكن الأكاديمية الأولمبية القطرية ساهمت في تعريب تلك البرامج واصبح من السهل تداولها باللغة الأم لدى فئة واسعة من الطلاب.


◄ ما أبرز أوجه التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الدولية؟


 تم الاعتماد الرسمي للأكاديمية الأولمبية القطرية من طرف نظيرتها الدولية منذ 2008، ونحن على تواصل مستمر مع هذا الهيكل الدولي في إطار اتفاقية تعاون وشراكة بين الجانبين.. ومن المرتقب أن نشهد في بداية شهر ديسمبر تجمعا مخصصا للأكاديمية الأولمبية الدولية بحضور كبار مسؤوليها، من اجل إبراز أوجه التعاون والكشف عن استراتيجيتها في مختلف البرامج المتعلقة بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى كما سيتم تقديم محاضرات مهمة على مدار 3 أيام.



◄  ما مدى اعتمادية البرامج التي تقدمها الأكاديمية لدى اللجنة الأولمبية الدولية؟


 الشهادات التي تقدمها الأكاديمية معتمدة من اللجنة الأولمبية القطرية برئاسة سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، وأيضا من اللجنة الأولمبية الدولية، وهو ما يمنحها تأشيرة الاعتماد والاعتراف لدى كل اللجان الأولمبية الوطنية الأخرى.


◄ ألا ترى أن الأكاديمية أصبحت من المدارس الموثوقة لتعليم القيم والمبادئ الأولمبية؟


 فعلا الأكاديمية تلعب دورا كبيرا في إبراز القيم والمبادئ الأولمبية العامة، وتقوم بتدريسها بشكل مباشر للطلاب وهو ما يجعلها المصدر التعليمي الخاص بالجانب الرياضي والأولمبي في المنطقة.


◄ قطر عاصمة للدبلوماسية الرياضية.. كيف أثرت الاستضافات الكبرى الناجحة خلال العقود الماضية على هذا التوجه؟


 لا شك أن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في الدولة والمساهمة في إنجاح الفعاليات الدولية تعكس حرص قطر على نشر السلام عبر الرياضة كمنصة جامعة للشعوب من شتى أنحاء العالم، كما تضمن استمرار الروح الأولمبية في إلهام المجتمعات وتوحيدها.


كما أن اللوحات التي قدمتها قطر في حفلات افتتاح البطولات التي استضافتها كانت معبرة عن تاريخ العرب والإسلام في المنطقة كما عبرت عن أهمية الدعوة لنشر السلام العالمي عبر الرياضة.



◄ ما مدى أهمية صعود سعادة الشيخ جوعان كمرشح وحيد لقيادة المجلس الأولمبي الآسيوي؟


 ترشح سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي يمثل محطة فارقة في مسيرة الرياضة الآسيوية ويعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة قطر على الساحة الرياضية الدولية، والثقة التي يحظى بها سعادته على المستوى القاري، خاصة ان قطر لا تكتفي بالمشاركة فقط بل تسعى إلى صياغة مستقبل مزدهر للرياضة الآسيوية.


◄ هناك إجماع على أن آسيا مقبلة على حقبة جديدة من النجاحات الرياضية والتنظيمية بوجود سعادة الشيخ جوعان على رأس الأولمبي الآسيوي.. كيف ترى ذلك؟


 طبعاً سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني يمتلك شخصية قيادية طموحة، حيث حقق الكثير من الإنجازات أثناء توليه رئاسة اللجنة الأولمبية القطرية، كما ساهم في تحقيق العديد من النجاحات الإدارية والرياضية على المستوى المحلي والخارجي.


كما واكب تواجد سعادته على رأس اللجنة الأولمبية تطور كبير وإنجازات مميزة، إلى جانب بروز اسمه بشكل كبير في المحافل الدولية ومساهمته، الفعالة في عدد من اللجان الأولمبية سواء على مستوى اللجنة الأولمبية الدولية للاجئين، أو توليه مهمة النائب الأول لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) وإسهامه في إنقاذ دورة الألعاب العالمية الشاطئية في 2019، التي استضافتها الدوحة في وقت قياسي بعد انسحاب مدينة كاليفورنا الأمريكية.


لذا اعتقد أن سعادة الشيخ جوعان قادر على قيادة حقبة جديدة ومتطورة ومزدهرة للرياضة الآسيوية سواء على مستوى التمثيل أو الحصاد.



◄ ألا ترى أن ترشح قطر لاستضافة الأولمبياد يجسد المكانة المتقدمة التي وصلت إليها على الساحة الرياضية الدولية؟


 استضافة دورة الألعاب الأولمبية حلم لأي دولة.. وقطر تمتلك بنية تحتية صلبة سواء على مستوى المنشآت الرياضية المتطورة وفنادق الإقامة وشبكات النقل العصرية أو على مستوى الكوادر البشرية والخبرات التنظيمية التي يشار لها بالبنان.


الاستضافات السابقة في 2005 عندما استضافت قطر دورة ألعاب غرب آسيا، أو الآسياد في 2006 وغيرهما من البطولات الكبرى أسهمت في ترك إرث كبير من المنشآت قبل أن يتم تعزيزها فيما بعد بالعديد من المرافق والتجهيزات الرياضية الأخرى التي تجاوزت المعايير العالمية السابقة لتصبح مرجعا معياريا جديدا.


ولا بد من التنويه أيضا بجاهزية 95 % من المنشآت الرياضية لاستضافة أي حدث وعلى رأسها دورة الألعاب الأولمبية في 2036.


◄ ما الدور الذي تلعبه الخبرات التنظيمية لدى الكفاءات القطرية من أجل تعزيز حظوظ الدوحة في الفوز بالاستضافة الأولمبية؟


 تتمتع الكفاءات القطرية بخبرة تنظيمية كبيرة في الأحداث الرياضية، استنادًا إلى استضافة أحداث عالمية كبرى مثل كأس العالم 2022، كما نالت قطر خبرة عميقة من تنظيم المونديال قبل 3 أعوام، مما أتاح مشاركة واسعة للكوادر القطرية في مختلف المستويات التنظيمية.


كما تعتمد ملفات الاستضافات الكبرى على البنية التحتية المتطورة جنبا إلى جنب مع الخبرات المكتسبة في تنظيم الأحداث الرياضية المتنوعة التي تستضيفها الدولة، وهو ما جعل العديد من الدول الصديقة والشقيقة تلجأ للاستعانة بخبراتنا التنظيمية في بطولاتها على غرار ما قام به منظمو أولمبياد باريس عندما استعانوا بالقوات الأمنية القطرية في تأمين الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك نظرا للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها القوات الأمنية القطرية خلال مونديال 2022.


وعموما قطر نجحت في تصدير خبراتها التنظيمية إلى بقية الدول للاستفادة منها في إنجاح مختلف الفعاليات والبطولات الرياضية والأولمبية.


◄ هل باتت جاهزية منشآت قطر الرياضية نقطة قوة في كل ملفات الاستضافات الرياضية مستقبلا؟


 بالتأكيد، تعتبر جاهزية المنشآت الرياضية في قطر نقطة قوة من شأنها أن تلعب دورًا كبيرًا في ملفات الاستضافات الرياضية المستقبلية، حيث يساهم سجلها الحافل في استضافة البطولات العالمية ومنشآتها المجهزة على أعلى مستوى في ترجيح كفتها مقارنة بالمنافسين الآخرين، لا سيما وان خبرتها في تنظيم الأحداث الكبرى وإرث منشآت كأس العالم 2022، مثل ملاعبها ذات المستوى العالمي، تجعلها وجهة مفضلة لاستضافة البطولات المقبلة مثل كأس العالم تحت 17 سنة وكأس العرب وكأس العالم للسلة والطائرة والآسياد وغيرها من الأحداث الرياضية الدولية والأولمبية.

شاركها.
Exit mobile version