حققت لقبين قاريين لمنتخبنا وتأهلاً مونديالياً تاريخياً..
❖ عبد الناصر البار
– جولين لوبيتيغي يضيف إنجازاً جديداً وغير مسبوق للعنابي
– الإسبانيان سانشيز ولوبيز تُوِّجـا بلقبـي 2019 و2023
– الجهاز الفني مطالب ببرنامج تحضير مميز ووديات قوية
أكدت المدرسة الإسبانية مرة أخرى نجاعتها وعلو كعبها مع منتخبنا الوطني لكرة القدم، بتحقيق إنجاز جديد للكرة القطرية بالـتأهل لكأس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك، لأول مرة في تاريخ العنابي عن طريق التصفيات، ليسجل منتخبنا اسمه بين كبار المنتخبات العالمية في المحفل العالمي المقبل، بقيادة المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي الذي تفوق تكتيكيا وفنيا على المنتخب الإماراتي في اللقاء الحاسم، وقاد العنابي لنهائيات كأس العالم، وبالرغم من أن الرهان على المدرب الإسباني لم يكن كبيرا في البداية بحكم الوضعية الصعبة التي وجد فيها منتخبنا الوطني بالمرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، لينجح في تأهيل المنتخب للملحق وبعدها تحقيق الحلم الكبير المنتظر منذ سنوات طويلة، ليصبح لوبيتيغي المدرب الإسباني الثالث الذي يحقق إنجازا كبيرا مع منتخبنا الوطني بعد مواطنيه فيليكس سانشيز وماركيز لوبيز اللذين حققا كأس آسيا للعنابي عامي 2019 و2023.
– المجد الكروي
هذا النجاح الذي حققه المدرب مع منتخبنا يؤكد مرة أخرى أن اختيار المسؤولين باتحاد الكرة والرهان على المدرب لوبيتيغي كان قرارا صائبا وفي الطريق الصحيح، بمواصلة الاعتماد على المدرسة الإسبانية من أجل قيادة العنابي للمجد الكروي، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققه المدرب فيليكس سانشيز في تحقيق لقب كأس آسيا للشباب عام 2014، وبعدها الفوز بكأس آسيا مع العنابي الأول عام 2019 بالإمارات، قبل أن ينجح مواطنه ماركيز لوبيز في المحافظة على اللقب وقيادة منتخبنا لتتويج قاري ثان على التوالي عام 2023، عندما فاز بكأس آسيا التي نظمتها قطر وقتها، قبل أن يغادر العارضة الفنية للمنتخب بسبب سوء النتائج في التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم 2026، ليخلفه لفترة قصيرة مواطنه لويس غارسيا الذي لم يحقق المأمول ويغادر هو الآخر ويتم الاستقرار على اختيار المدرب جولين لوبيتيغي لقيادة العنابي ليكون بذلك المدرب الإسباني الرابع على التوالي الذي يشرف على منتخبنا خلال آخر 8 سنوات.
– خبرة كبيرة
وجاء اختيار اتحاد الكرة للمدرب لوبيتيغي بناء على خبرته الكبيرة في القارة الأوروبية، وهو الذي كان قد أشرف سابقاً على أندية كبيرة، مثل ريال مدريد الإسباني وبورتو البرتغالي، ومنتخب إسبانيا، إضافة إلى فرق أخرى، وذلك بعدما عانى “العنابي” في عهد الإسباني لويس غارسيا، ليترك منصبه ممهداً الطريق أمام وصول لوبيتيغي، الذي استطاع إعادة نجاحات مدرسة بلاده التدريبية مع الكرة القطرية، واستطاع المدرب في ظرف وجيز تصحيح بعض الأخطاء والاستقرار على التوليفة المناسبة من خلال الاعتماد على لاعبي الخبرة وبعض الشباب في مواجهتي عمان والإمارات اللتين كانتا حاسمتين بإدخال الحارس محمود أبو ندى، ومحمد مناعي وأيوب علوي ليضخ دماء جديدة في منتخبنا الوطني واقتطاع تأشيرة الـتأهل لكأس العالم 2026.
ولعل الشيء الذي جعل اتحاد الكرة واللجنة الفنية تستقر على البقاء ضمن المدرسة الإسبانية هو التجربة غير الجيدة التي خاضها منتخبنا مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، على رأس المنتخب قبل أن يغادر الجهاز الفني للمنتخب في أقل من سنة وقبل نهائيات كأس آسيا 2023 بشهر، بعد قيادته لمنتخبنا لربع نهائي بطولة الكأس الذهبية، كما قاد المنتخب في الجولتين الأوليين من التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، حيث انتصر على المنتخب الأفغاني في الدوحة بثمانية أهداف لهدف وعلى المنتخب الهندي خارج الأرض بثلاثية نظيفة، وأكدت الأيام أن المدرب كيروش لا يصلح لقيادة العنابي وهو الذي واجه منتخبنا في الملحق مع المنتخب العماني ولكنه فشل في التأهل للمونديال.
– تغييرات منتظرة
سيكون المدرب لوبيتيغي وجهازه الفني مطالبين بالعمل أكثر خلال الفترة المقبلة من أجل تجهيز العنابي للاستحقاقات القادمة، خاصة وأن المدرب استدعى تقريبا 35 لاعبا في هذا المعسكر التحضيري وأكيد أن المدرب لديه نظرة فنية لكل التعداد من أجل إجراء بعض التغييرات مستقبلا، لأن بطولة كأس العالم تتطلب تحضيرا خاصا حتى يكون المنتخب في كامل قوته ويظهر بشكل مشرف في مونديال أمريكا وكندا والمكسيك الذي يشهد مشاركة 48 منتخبا لأول مرة، وسيحاول الجهاز الفني تسطير برنامج تحضيري على مستوى عال خلال الأشهر المقبلة.
– كأس العرب
ينتظر منتخبنا الوطني استحقاق كبير على المستوى العربي بخوض بطولة كأس العرب التي من المنتظر أن تقام في الدوحة خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، بمشاركة 16 منتخبا عربيا، كما أن هذه البطولة ستكون أفضل تحضير لبطل آسيا بمشاركة أفضل نجومه، خاصة وأن العنابي قدم نسخة استثنائية عام 2021 وحقق المركز الثالث بعد إقصائه من الدور نصف النهائي أمام المنتخب الجزائري وحسم المركز الثالث وبرونزية البطولة أمام المنتخب المصري بضربات الترجيح، ولن تكون المهمة سهلة في هذه النسخة التي تشهد مشاركة أفضل المنتخبات العربية ومدعمة بنجومها.
– الظهور المونديالي
تترقب الجماهير العنابية بشغف كبير المشاركة المونديالية الثانية لمنتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم 2026، بعد الـتأهل الرسمي الذي حققه منتخبنا أمام الإمارات، وسيكون اللاعبون مطالبين بتقديم أفضل المستويات ومحو تلك الصورة السيئة التي ظهر بها العنابي في نهائيات مونديال 2022، بالمغادرة من الدور الأول وبثلاث هزائم من الإكوادور والسنغال وهولندا، ولعل ما جعل جماهير منتخبنا وقتها في حالة غضب شديد هو المستوى الباهت الذي ظهر به العنابي في تلك النسخة ولم يقدم المستوى المطلوب، لهذا فإن مونديال أمريكا يعتبر فرصة لرد الاعتبار وتقديم أفضل المستويات.
– برنامج تحضيري
من المنتظر أن تكون هناك جلسة بين المدرب لوبيتيغي واتحاد الكرة خلال الأيام المقبلة وذلك للحديث عن البرنامج التحضيري الذي سيتم تسطيره من أجل مباشرة الاستعداد لكأس العالم 2026، سواء المعسكرات الخارجية أو المباريات الودية التي يجب أن تكون على مستوى عالٍ من أجل الاحتكاك بالمنتخبات القوية وكسب الثقة والخبرة اللازمة، حتى يكون بطل آسيا على أهبة الاستعداد للمونديال وتشريف الكرة القطرية والآسيوية.