رسالة هيوستن – أمريكا: محمد الجزار – تصوير: أنس السامرائي – موفدا لجنة الإعلام الرياضي

خسارة قاسية وغير متوقعة على الإطلاق تعرض لها العنابي أمام هايتي في افتتاح مباريات المجموعة الثانية ببطولة الكأس الذهبية، زادت من مهمته تعقيدا من أجل التأهل للدور الثاني بالنظر لقوة منافسيه في الجولات القادمة فريقي هندوراس والمكسيك. ورغم التقدم بهدف مبكر في الدقيقة 20 إلا أن العنابي دفع ثمن ضياع الفرص السهلة، وفقدان التركيز ليخسر في الوقت القاتل بهدفين مقابل هدف سجلهما دوكينس نازون من ضربة جزاء في الدقيقة 45+1 من عمر الشوط الأول، وفرانتزدي بيروت الهدف الثاني في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني.

دخل كيروش اللقاء بتشكيل مختلف وطريقة لعب 4-3-3 بدلا من 4-2-3-1 التي يفضلها دائما، وفاجأ المدرب البرتغالي الجميع بعدم إشراك الثنائي علي أسد والمعز علي في التشكيلة الأساسية وأبقى عليهما على دكة الاحتياطي.

إصابة المعز

وتسببت إصابة بسيطة للمعز علي قبل المباراة بشد في العضلة، في إرباك حسابات كيروش الذي قرر عدم المخاطرة بهداف كأس آسيا وهداف النسخة الأخيرة من البطولة حتى لا تتفاقم إصابته في حالة مشاركته بالمباراة وقرر الدفع بمحمد مونتاري في الأمام بمفرده ومعه يوسف عبد الرزاق كجناح أيمن وحازم شحاته كجناح أيسر.

فلعب مشعل برشم كحارس مرمى، وأمامه رباعي خط الظهر المكون من بسام الراوي ظهير أيمن وهمام الأمين ظهر أيسر وثنائي قلب الدفاع طارق سلمان وأحمد سهيل، وأمامهم ليبرو متقدم أحمد فتحي عبدون وفي الوسط قلبا ارتكاز مصطفى طارق مشعل وجاسم جابر.

وخلال مجريات الشوط الأول، نجح الفريق في الحفاظ على تنظيمه الدفاعي وأغلق المساحات في الدفاع أمام انطلاقات لاعبي هايتي السريعة، وظهر واضحا تمتع المنافسة بقوة ولياقة بدنية عالية خلال الالتحامات والكرات المشتركة.

ضغط عنابي

ورغم ضغط العنابي في البداية إلا ان عدم الربط بين الوسط والهجوم والتسرع في إنهاء الهجمات كانت نقطة سلبية واضحة، وحاول همام الأمين منذ الدقائق الأولى تهديد المرمى بالإضافة لبسام الراوي عبر استغلال سلاح التسديدات القوة من الخارج، لكنها افتقدت للدقة المطلوبة ولم تشكل خطورة على مرمى الحارس الكسندر بيير واستمر التعادل السلبي.

فيما كانت الخطورة الوحيدة لمنتخب هايتي بكرة من دوكينس مهاجم الفريق وأخطر اللاعبين لكن دفاع العنابي كان يقظا ومنع أي خطورة على مرمى مشعل برشم.

ومنح يوسف عبد الرزاق “العنابي” الأسبقية بهدف رائع بعد كرة ارتدت من حارس هايتي داخل الصندوق بعد اشتراك مونتاري معه، وتابعها اللاعب في الشباك في الدقيقة 20.

وإضافة إلى الهدف بذل يوسف جهدا كبيرا وسجل الهدف الثاني له مع المنتخب مؤخرا وأكد أنه إضافة كبيرة لخط هجوم العنابي.

وكان بإمكان منتخبنا أن يقتل المباراة تماما قبل النهاية بعشر دقائق لكن كرة همام الأمين اصطدمت بالعارضة وضاعت فرصة تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 35.

هدف التعادل

على الجانب الآخر لجأ منتخب هايتي للاختراقات من الأطراف فالتزم همام الأمين وبسام الراوي باللعب الدفاعي وعدم التقدم للامام، خاصة أن المنافس قام بضغط كبير لإحراز هدف التعادل.

وفي الدقيقة الأولى من الوقت الضائع للشوط الأول تمكن فريق هايتي من تسجيل هدف التعادل منتخب بواسطة دوكينس نازون من ركلة جزاء انتهى بها الشوط الأول بالتعادل 1-1.

 

 

الشوط الثاني

حاول كيروش تصحيح الأمور في الشوط الثاني وأجرى أول تبديلاته في الدقيقة 57 بإشراك كل من علي أسد وتميم منصور بدلا من جاسم جابر وحازم أحمد بهدف زيادة الفاعلية الهجومية والكثافة العددية في الثلث الأخير لملعب المنافس.

وبالفعل نجح الثنائي في زيادة الفاعلية الهجومية، وقام علي أسد بعدد من المراوغات التي شكلت خطورة، لكنه يحتاج للعب الجماعي أكثر وعدم الاعتماد فقط على المهارات الفردية، بينما كانت لمسات تميم منصور مفتاح دائما فيها محمل الخطورة وهو لاعب شرس ويحتاج لدقائق أكثر في المباريات القادمة.

وكانت أكثر الكرات خطورة من تميم في الدقيقة 69 حيث تعرض للعرقلة وطالب بركلة جزاء، إلا أن الحكم الجامايكي دانيون بارشمنت وبعد اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد “VAR” طالب باستمرار اللعب ومنح إنذار لمهاجم العنابي.

وحرم القائم للمرة الثانية العنابي من تسجيل هدف في الدقيقة 75 بعد تسديدة يوسف عبد الرزاق القوية التي اصطدمت بالقائم الأيمن.

هدف قاتل

وفي الوقت الذي كان العنابي يحاول خلال الدقائق الأخيرة مواصلة الضغط واستخدام كل الأسلحة للتسجيل خاصة التسديدات من خارج منقطة الجزاء وكان أخطرها في الدقيقة 93 عن طريق مصطفى مشعل الذي سدد الكرة خارج الشباك، فاجأ فريق هايتي الجميع بتسجيل هدف الفوز في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع عن طريق فرانتزدي بيروت من هجمة مرتدة سريعة مباغتة انتهى معها اللقاء بفوز هايتي 2-1 على العنابي.

 منافس قوي

ويمكن التأكيد أن أداء فريق هايتي بالنظر لمعطيات اللقاء كان مفاجأة، خاصة مع القوة التي لعب بها الفريق والذي يضم بين صفوفه 22 لاعبا محترفا بدوريات أوروبية قوية مقابل لاعب واحد فقط ينشط في الدوري المحلي بهايتي.

بينما لا يزال العنابي يحتاج إلى الكثير من العمل، وكيروش مطالب بتصحيح الأخطاء والتطوير أكثر من اللاعبين حتى وإن كانوا ينقصهم الخبرة فهناك أخطاء لا يجب أن تحدث من لاعبين دوليين فهي ببساطة كلفت الفريق الخسارة وضياع نقطة على الأقل كانت في المتناول خلال الثواني الأخيرة من عمر المباراة.

 

شاركها.
Exit mobile version