المنتخب العنابي

❖ عبد الناصر البار

تتجه أنظار وعشاق العنابي بصفة خاصة والكرة العربية والآسيوية بصفة عامة إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم الخميس 27 يونيو الجاري، وذلك لمتابعة حيثيات قرعة الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وذلك بعد نهاية مباريات الدور الثاني التي أسفرت عن تأهل 18 منتخباً إلى الدور الثالث من التصفيات المونديالية، وتتنافس المنتخبات الثمانية عشر على ثماني بطاقات مؤهلة إلى المونديال الموسع، وذلك بعد زيادة حصيلة قارة آسيا إلى ثمانية مقاعد مع إمكانية بلوغها تسعة مقاعد في حال العبور من الملحق العالمي.. وستُسحب قرعة الدور الثالث من خلال تقسيم المنتخبات المتأهلة للمرحلة الثالثة إلى 3 مجموعات تتألف كل منها من 6 منتخبات.

   3 مجموعات قوية

ووفق نظام التصفيات، فإن المرحلة الثالثة يجري فيها توزيع المنتخبات الثمانية عشر المتأهلة من الدور الثاني إلى 3 مجموعات تضم كل مجموعة 6 منتخبات، تتواجه هذه المنتخبات فيما بينها ذهاباً وإياباً بداية من شهر سبتمبر المقبل من عام 2024 وحتى شهر يونيو من عام 2025؛ حيث يضمن أول منتخبين التأهل مباشرة إلى مونديال 2026، وحظيت القارة الآسيوية بزيادة حصتها في بلوغ المونديال الموسع؛ إذ خصص لها 8 مقاعد مباشرة مع إمكانية ارتفاعها إلى 9 مقاعد في ظل وجود مقعد في الملحق، ما يزيد فرص التأهل التاريخي للمرة الأولى لكثير من المنتخبات.

   تصنيف المنتخبات المتأهلة

لعل أبرز ما حدث في الجولة السادسة والاخيرة من تصفيات آسيا المزدوجة هو تراجع المنتخب السعودي إلى المستوى الثالث بعد خسارته أمام منتخب الأردن بهدفين لهدف في هذه الجولة، وتفيد المستويات الستة المنتخبات بتجنب لقاء المنتخبات القوية، وذلك في حال الحلول بمستوى متقدم، على عكس التراجع لمستويات أقل تجعل فرصة حضور منتخبات قوية في ذات المجموعة ورادة جداً، وبعد نهاية مباريات الجولة السادسة، جاء في المستوى الأول اليابان وإيران وكوريا الجنوبية، وفي المستوى الثاني أستراليا وقطر والعراق، وفي المستوى الثالث الأخضر السعودي والأردن وأوزباكستان، أما المستوى الرابع فيضم الإمارات وعمان والبحرين، وخامساً جاءت منتخبات فلسطين والصين وقيرغيزستان، وفي المستوى الأخير كوريا الشمالية وإندونيسيا والكويت.

   10 جولات حاسمة

تنطلق مباريات الدور الحاسم في قارة آسيا المؤهلة إلى مونديال 2026 في شهر سبتمبر المقبل على أن يُسدل الستار في يونيو 2025 وذلك مع ختام الجولة العاشرة من التصفيات القارية، وبعد إجراء مراسم قرعة الدور الثالث المقررة يوم 27 يونيو الحالي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، تتوزع المنتخبات الثمانية عشر على ثلاث مجموعات بواقع ست منتخبات يتأهل منها المتصدر ووصيفه إلى المونديال، ويذهب الثالث والرابع لتصفيات الدور الرابع، وتبدأ مباريات الدور الحاسم يوم 5 سبتمبر على أن تقام الجولة الثانية في العاشر من ذات الشهر، وفي أكتوبر المقبل تقام جولتان الثالثة يوم 10 والرابعة يوم 15، على أن تقام آخر جولتين في عام 2024 وذلك خلال شهر نوفمبر إذ تقام الجولة الخامسة يوم 14 والجولة السادسة يوم 19 من ذات الشهر، وفي العام الجديد 2025 تقام الجولة السابعة يوم 20 مارس ثم الجولة الثامنة 25 من ذات الشهر، قبل أن يشهد شهر يونيو ختام التصفيات بإقامة الجولتين التاسعة والعاشرة يومي 5 و10 من ذات الشهر.

   التوجه للملحق العالمي

وبعد نهاية المرحلة الثالثة تأتي تصفيات المرحلة الرابعة التي تضم 6 منتخبات، وهي التي احتلت المركزين الثالث والرابع في مجموعات الجولة الثالثة، حيث يجري تقسيمهم إلى مجموعتين من 3 منتخبات بداية من شهر أكتوبر لعام 2025؛ إذ يتأهل الفائزون من تلك المجموعات إلى المونديال، أما الجولة الخامسة المقررة في نوفمبر من عام 2025 فستجمع بين الفريقين اللذين احتلا المركز الثاني، والفائز منهما يتأهل إلى الملحق العالمي.. والجدير بالذكر ان المنتخبات المتأهلة للدور الثالث هي قطر والكويت واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين وعمان وقيرغيزستان وإيران وأوزباكستان والسعودية والأردن والإمارات والبحرين وأستراليا وفلسطين.

   هجوم قوي وضارب

يعتبر الخط الهجومي للعنابي من أقوى الخطوط الهجومية خلال المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة خلال المرحلة الأولى من المنافسات، وسجل هجوم العنابي 18 هدفا، في اللقاءات الستة التي خاضها امام أفغانستان والهند والكويت ذهابا وإيابا، بمعدل 3 أهداف في كل مواجهة، وهو ما يؤكد القوة الهجومية لبطل آسيا، وعلى الرغم من التغييرات الكثيرة التي طرأت على العنابي في آخر جولتين بالتصفيات إلا ان منتخبنا الشاب قدم مستوى رائعا خاصة في الشوط الثاني امام المنتخب الهندي عندما قلب تأخره لفوز مستحق بهدفين لهدف، ولو شارك منتخبنا بالفريق الاول لكانت الحصيلة والغلة أكبر في آخر جولتين.

   إضافة كبيرة للشباب

كان قرار الإسباني ماركيز لوبيز صائبا وفي محله بالاعتماد على لاعبي المنتخب الأولمبي حيث ضمت قائمة منتخبنا ما نسبته 90 % من اللاعبين الشباب، وفضل الجهاز الفني بقيادة الإسباني إراحة نجوم وكوادر المنتخب الاول بعد الموسم الشاق والطويل الذي خاضوه، خاصة وانهم بذلوا مجهودات كبيرة ببطولة كأس آسيا 2023 التي توج بها منتخبنا بطلا للمرة الثانية في تاريخه، وكان متوقعا ان يلجأ المدرب لهذه الخطوة والخطة لأن المواجهتين كانتا تحصيل حاصل ولا تهمان العنابي كثيرا بما انه تأهل رسميا، والأفضل هو الاعتماد على اللاعبين الشباب ومنحهم الثقة والفرصة لإبراز إمكانياتهم وهو ما شهدناه خلال آخر جولتين امام المنتخب الأفغاني والهندي.

   المشاركة المونديالية الثانية

بعد أن انهى بطل آسيا تصفيات المرحلة الثانية بصدارة وجدارة وبدون أي هزيمة، سيكون الحمل أكبر على منتخبنا في المرحلة الثالثة من التصفيات والتي ستشهد صدامات كبيرة ومتوقعة بين كبار القارة في المجموعات الثلاث، لاسيما العنابي الذي يعمل جاهدا على تحقيق مشاركة مونديالية ثانية، بعد خوض اول بطولة في نسخة الدوحة عام 2022، ولو انها لم تكن مشاركة تلبي الطموحات بما ان منتخبنا غادر الدور الاول من البطولة بثلاث هزائم متتالية امام الإكوادور والسنغال وهولندا، ويملك العنابي الإمكانيات والمؤهلات التي تجعله قادرا على مواجهة أي منتخب والظفر بإحدى بطاقات العبور لمونديال 2026.

شاركها.
Exit mobile version