عبد الناصر البار

تمكن منتخبنا الوطني من تحقيق الأهم في بداية المشوار بالتصفيات الآسيوية المزدوجة لنهائيات كأس العالم 2026 وآسيا 2027، بتحقيق أول فوزين ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم منتخبنا الوطني والكويت والهند وأفغانستان، وجاءت بداية الكتيبة العنابية رائعة ومثالية وفي المستوى المطلوب بالفوز على أفغانستان في اللقاء الاول بنتيجة (8-1) ثم تجاوز المنتخب الهندي في الجولة الثانية بنتيجة (3-0) ليتصدر بطل آسيا مجموعته بجدارة وبرصيد 6 نقاط وبفارق أهداف (+10)، ويعتبر الفوز الثاني الذي حققه منتخبنا على الهند خارج قواعده بمثابة تأكيد للإنتصار الأول وزيادة الثقة لدى اللاعبين والمدرب ووضعت المنتخب على الطريق الصحيح من اجل الوصول لنهائيات مونديال 2026، ولعل الشيء الأجمل في كل هذا هو الروح القتالية التي لعب بها منتخبنا امام أفغانستان والهند بكل قوة وشراسة من أجل تحقيق الهدف المطلوب خاصة وان المدرب كيروش طالب اللاعبين بحصد النقاط الـ6 في بداية المشوار بالتصفيات الآسيوية المزدوجة.

تأكيد الانطلاقة والقوة

تخوف الكثيرون قبل مواجهة العنابي ونظيره الهندي بالجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة، بحكم ان المنتخب الهندي خاض اللقاء على أرضه وأمام جماهيره، وهو الذي كان مسلحا بروح المعنويات العالية والنقاط الثلاث التي عاد بها من الكويت بعد فوزه على الأزرق الكويتي بنتيجة (1-0) في الجولة الأولى، وهو ما جعل اللقاء بين العنابي والهندي بمثابة 6 نقاط لان الفائز سوف يتصدر المجموعة الأولى، ولكن الجهاز الفني لمنتخبنا عمل بطريقة رائعة وجهز اللاعبين من كافة النواحي الفنية والتكتيكية والنفسية من اجل العودة بالزاد كاملا من الهند وإضافة ثلاث نقاط ثمينة سيكون لها أثر كبير في مشوار منتخبنا بالتصفيات.

عودة الصلابة الدفاعية

لعل الشيء الإيجابي في مواجهتي أفغانستان والهند هو عمل المدرب كيروش وجهازه الفني على تصحيح وترتيب اوراق الخط الخلفي لان منتخبنا ظهر دفاعه هشا في المباريات التحضيرية التي خاضها تحت قيادة المدرب كيروش بتلقي رباعية امام المنتخب الإيراني بالبطولة الدولية الودية التي كانت في إيران وقبلها الخسارة بذات النتيجة امام منتخب بنما ببطولة الكأس الذهبية وهو ما جعل الكثير يدق ناقوس الخطر، ولكن المدرب كان بالفعل في مرحلة استعداد وتجريب اللاعبين قبل ان يستقر على الأسماء التي رأى انها الاحق باللعب في الخط الخلفي لتعود الصلابة الدفاعية لمنتخبنا ويتلقى هدفا وحيدا في مواجهتين.

طموح مونديالي جديد

يسعى المدرب كارلوس كيروش لتحقيق إنجاز جديد بالوصول للمرة الخامسة إلى المونديال وضمان مشاركة جديدة بعدما ظهر المدرب البرتغالي في البطولة العالمية أربع مرات مع منتخب البرتغال عام 2010، وإيران أعوام 2014 و2018 و2022، وسبق وان أهل المدرب البرتغالي منتخب جنوب إفريقيا لمونديال عام 2002 لكنه اعتذر عن مواصلة المشوار قبل بداية البطولة..كما سيكون طموح المدرب كيروش خلال الفترة القادمة هو تحضير العنابي لبطولة كأس آسيا 2023 التي تنطلق شهر يناير من العام المقبل، لان منتخبنا سيكون مطالبا بالحفاظ على لقبه القاري الذي حققه عام 2019.

مشوار المونديال طويل

بالرغم من الظهور الرائع والمبشر لمنتخبنا في بداية المشوار نحو مونديال 2026،إلا أنه لحد الساعة لم نحقق شيئا سوى الفوز بمواجهتين وتحقيق 6 نقاط، والاكيد ان الطريق طويل والحذر مطلوب من اجل الوصول وتحقيق ثاني مشاركة مونديالية بعد كأس العالم 2022،كما انه يجب الوقوف إلى جانب المنتخب والمدرب ودعمه خلال الفترة المقبلة لان المدرب اكد حتى الآن أنه في الطريق الصحيح ورد على المنتقدين والمشككين بطريقته الخاصة، وحتى اختياراته للاعبين كانت صائبة وفي محلها.

هجوم قوي وضارب

واصل الخط الهجومي للعنابي صحوته والعودة بقوة للواجهة بعد هز شباك المنتخب الهندي في ثلاث مناسبات، وشاهدنا منتخبنا يلعب بطريقة هجومية مبالغا فيها من كل الأطراف وفي العمق وكان مدا هجوميا رهيبا وقويا على دفاعات المنتخب الأفغاني والهندي في المواجهتين، ولم يتمكن خصم العنابي في المباراتين من إيقاف مهاجمينا الذين سجلوا 8 أهداف في شباك المنتخب الافغاني وكانوا قادرين على الفوز بنتيجة أثقل، وكذلك امام المنتخب الهندي الذي تلقت شباكه ثلاثية، ليؤكد كيروش بأنه لا ينتمي للمدرسة الدفاعية ولا يحبها وهو ما ترجمه بالفعل.

مشاركة أسماء شابة

ما يميز البرتغالي كيروش عن بقية المدربين الآخرين أنه لا يؤمن بالأسماء واللاعبين النجوم ودائما ما يبحث عن العناصر الشابة ومنحهم الفرصة وهذا ما حدث معه في معظم تجاربه التدريبية خاصة على مستوى المنتخبات الوطنية في مصر وكولومبيا وإيران وحتى البرتغال، وهذا ما يسعى للعمل به مع منتخبنا الوطني الذي شهد مشاركة العديد من اللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة أولا ببطولة الكأس الذهبية التي كانت في امريكا والآن بالتصفيات الأسيوية المزدوجة امثال: يوسف أيمن وأحمد الراوي ومصطفى مشعل وتميم منصور وحازم أحمد، والشيء الجيد ان هؤلاء اللاعبين كسبوا الثقة وأصبحوا أساسيين رغم صغر سنهم مثل مصطفى مشعل الذي تألق في المواجهتين وسجل هدفين.

شاركها.
Exit mobile version