❖ محمد علي المهندي

في خضم زحمة منافسات كأس آسيا 2023، وفي مجلس خالد البنعلي، كان اللقاء مع سعادة السفير القطري علي بن أحمد السليطي الدبلوماسي المحنك، الذي عُيّن سفيراً في إيران خلال الفترة من (2014- 2018) ثم نقل كذلك سفيراً في جمهورية البيرو في أمريكا الجنوبية خلال الفترة (2018 – 2021) ثم في ديوان وزارة الخارجية. وسعادة السفير علي بن أحمد السليطي هو رياضي سابق حيث كان لاعب كرة قدم بالنادي العربي في فئة الشباب وسبق أن خاض بعض المباريات مع الفريق الأول، وهو يتابع الرياضة بشغف وبالأخص كرة القدم، وأثناء مونديال قطر 2022 كان من رواد مجلس خالد البنعلي، وأعجب بمبادرته الطيبة التي جمعت شعوب العالم تحت سقف واحد في أرض قطر الحبيبة بلاد التسامح والمحبة والألفة والسلام والآن أعاد تكرار التجربة في كأس آسيا 2023، وقد فتح قلبه للشرق وتحدث لنا وكان هذا اللقاء.

– حدِّثنا عن استضافة قطر للمرة الثالثة لكأس آسيا؟

 دولة قطر الغالية ليس غريبا عليها التنظيم والاستضافات وهي عودتنا دائماً على التميّز والإبهار والإبداع والإتقان، واحترافية التنظيم وسهولة دخول وخروج الجماهير من الملعب والأمن والأمان في كل الأماكن، ورغم أن قطر أسندت لها الاستضافة في وقت ضيق لكنهم أبدعوا وتميزوا، وأتذكر عندما أسندت استضافة بطولة العالم للشباب عام 1995 بعد اعتذار نيجيريا المفاجئ وخلال ثلاثة أسابيع فقط نظمت قطر البطولة وحققت نجاحاً كبيراً وقطر عودت العالم على نجاح البطولات كل البطولات التي تقام على أرضها، كانت الاستضافة لأول مرة لكأس آسيا في عام 1988، بمشاركة (10) منتخبات آسيوية، وفاز منتخب السعودية باللقب، وفي عام 2011 استضافت النسخة (15) بمشاركة (10) منتخبات وفي النهائي فازت اليابان على أستراليا وأحرزت اللقب بعد فوزها بهدف، أما نسخة 2023 فالبطولة أسندت للصين ولكن اعتذرت قبل عام لظروف خاصة، وأسندت البطولة لدولة قطر عاصمة الرياضة العالمية خاصة أنها حققت نجاحاً كبيراً ونظمت حدثاً استثنائيا مونديال قطر 2022 الذي يعتبر أفضل تنظيم في كأس العالم، ونحن الآن نعيش في أجواء المنافسات الآسيوية وبمشاركة (24) منتخباً، وبشهادة الجميع قطر نظمت نسخة آسيوية استثنائية بروح مونديالية وأبهرت العالم في حفل الافتتاح والتنظيم.

– كيف ترى حظوظ منتخبنا في هذه البطولة خاصة وأنه حامل اللقب؟

 منتخبنا القطري في قلوبنا لأنه يمثل الوطن الغالي، ولكن بصراحة لم يكن بالمستوى الفني العالي لمنتخب قطر ولم يكن الأداء مقنعاً في المجموعة الأولى رغم تأهله للدور الثاني بحصد (6) نقاط من فوزين على لبنان (3/صفر) وعلى طاجيكستان (1/صفر) والمتبقي مباراة واحدة مع منتخب الصين، ربما يرجع ذلك بسبب تغيير المدرب واستلام المدرب الجديد للمهمة الصعبة في وقت متأخر لم يتجاوز شهرا من بدء البطولة، وكذلك دخول بعض الوجوه الشابة الجديدة، وأتمنى أن يحقق منتخبنا القطري طموحات جماهيره ويحافظ على اللقب، ونحن نشحذ همم لاعبينا ونشجعهم وعليهم الابتعاد عن الضغوط النفسية، والتركيز الشديد، وطموحنا هو بقاء الكأس في قطر ولاعبونا قادرون على تقديم أداء فني راقٍ وتحقيق حلم وطموح الجماهير، وإن شاء الله تلعب الأرض هذه المرة مع أصحابها.

– كيف ترى المستوى الفني للبطولة؟ ومن ترشح لنيل اللقب؟

 المستوى الفني جيد بالنسبة للمنتخبات المشاركة، وفي تصاعد مستمر، وهناك فرق مغمورة أحرجت فرقا قوية وكادت أن تطيح بها في دور المجموعات، ولكن سيرتفع المستوى في الدور الثاني لأن صفوة المنتخبات ستتأهل لهذا الدور، وبصراحة الترشيح والتوقع صعب جداً لمن سيحصل على كأس البطولة، لكن كقطري أرشح منتخب قطر لنيل اللقب، ولكن هناك منتخبات ستتنافس على اللقب أذكر منهم اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا لأن لديهم محترفين يلعبون في عدة دول خارجية.

–  حدِّثنا عن الملاعب المونديالية؟

  الملاعب في قطر هي عبارة عن أيقونات مونديالية من أجمل الملاعب العالمية، وميزتها قربها من بعض وتصلها بسهولة عبر الريل (المترو) وكذلك عبر الطرق السريعة والجسور والكباري، ولأول مرة مباريات كأس آسيا تقام على ملاعب مونديالية، وهذا يعطي اللاعبين إحساسا وكأنهم يشاركون في نسخة عالمية ويبدعون بإبراز مهاراتهم واللعب بحماس منقطع النظير، وترتفع لديهم الروح المعنوية العالية ولديهم العزيمة والإصرار بتقديم مستوى وأداء عالٍ.

– كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في البطولة؟

  بصراحة المستويات الفنية للمنتخبات العربية متذبذبة المستوى وقدمت أداء فنيا يتناسب وقدرات وإمكانيات اللاعبين في مبارياتها ولكن منتخبات شرق آسيا مستواها متميّز ويعتمدون على اللعب السريع، وربما ستصل بعض المنتخبات العربية لدور الثمانية، ولكن المهمة صعبة في الوصول للمربع الذهبي، ولكن في كرة القدم لا يوجد فيها مستحيل، وربما تحدث مفاجآت من العيار الثقيل.

– حدثنا عن افتتاح مجلس البنعلي للجماهير؟

 طبعاً أهل قطر منذ القدم من عاداتهم فتح المجالس للضيوف والزوار، واستقبالهم بترحاب وإكرام الضيوف، وخالد البنعلي سار على طريق أهلنا وأهله (البنعلي) حيث كانت مجالسهم مفتوحة للضيوف، وهذا جزء من موروثنا وتراثنا القطري ونعلّم الأجيال مواصلة المشوار، بادرة خالد البنعلي كانت بارزة في كأس العالم قطر 2022، وكانت ناجحة بشهادة الضيوف، وبعد النجاح الكبير وتكريمه من قبل مجلس السياحة العالمي في مدريد، قرر فتح مجلسه لاستقبال الجماهير الآسيوية والعالمية خلال كأس آسيا 2023، مساهمة منه في إنجاح هذا الحدث الرياضي القاري، وفتح مجلسه منذ مباراة الافتتاح وسيستمر إلى نهاية البطولة، وقد وجه دعوة للجماهير العراقية لحضور حفل عشاء أقيم خصيصاً على شرفهم، كما قدم (كيكية) بمناسبة فوز المنتخب العراقي في مباراته الأولى، وقد استقبل الجمهور الكوري والياباني وغيرهم من الجماهير الآسيوية، ويقدم كرم الضيافة القطرية يتناولون وجبة عشاء وأكلات قطرية منوّعة ويستمتعون بمشاهدة المباريات وبصرحة بادرة ممتازة بوجود الجماهير وهي تشاهد المباريات وتستمتع بتشجيع منتخبها وتتعرف على عادات وتقاليد قطر وإبراز الوجه الحضاري لدولة قطر، ونشكر خالد البنعلي على هذه البادرة التي أشاد بها الضيوف وقامت بتغطيتها وسائل إعلام عالمية.

– رأيك بالحضور الجماهيري في مباريات كأس آسيا؟

  لقد أعجبني الحضور الجماهيري في حفل الافتتاح حيث حطم الرقم القياسي وتجاوز الرقم السابق حيث وصل عدد الحضور إلى حوالي (82.490) متفرجا لهذه النسخة الاستثنائية التي أبهرت العالم، وظل يواصل الحضور في بقية المباريات حيث امتلأت المدرجات بالجماهير الغفيرة في كل المباريات السابقة وهذا دليل على إحساس الجماهير بالأمن والأمان في الملاعب وسهولة الدخول والخروج إلى الملاعب، وهذا يثلج الصدر ويفرحنا جميعاً هذا التواجد الجماهيري لكل المباريات، وجماهيرنا القطرية والمقيمون على هذه الأرض الطيبة مطالبون بالوقوف خلف منتخبنا القطري في كل المباريات والتشجيع بحماس منقطع النظير وهذا يعطي اللاعبين حافزاً كبيراً ويرفع معنوياتهم كما يؤثر التشجيع القوي على معنويات لاعبي المنتخب المنافس.

– رأيك في الفعاليات المصاحبة للبطولة؟

 الفعاليات المصاحبة متنوّعة وتعبر عن تراث وإرث آسيا الحضاري وتستمتع بثقافة الدول الآسيوية المتنوّعة على أرض الدوحة، وتسمى هذه بالسياحة الرياضية، وتجدها دائماً في الأماكن السياحية مثل كتارا، ومشيرب، وسوق واقف، والبوليفارد، والميناء القديم، وكذلك عند الملاعب التي تقام عليها المباريات.

– كيف ترى التغطية الإعلامية؟

 التغطية الإعلامية مميّزة في وسائل الإعلام المختلفة وقطر معروفة بتفوّق إعلامها وتميزه عن الآخرين، كما أن الملاحق الإعلامية التي تصدرها الصحف خلال البطولة مميّزة، وشكرا لكم على التميّز الرائع في ملحق الشرق الرياضي الذي يعيشك وكأنك في قلب الحدث وينقل كل صغيرة وكبيرة عن البطولة وشكراً على جهود الزملاء الإعلاميين.

شاركها.
Exit mobile version