عقب خسارة الفريقين في مباريات الملحق الفاصل

خروج فريق العربي من دوري أبطال آسيا

محمود النصيري

لم يصمد فريقا العربي والوكرة طويلا في رحلتهما القصيرة بدوري أبطال آسيا بعدما خرج كلا الفريقين منذ الدور الفاصل بنتيجة صفرية وفشل كل منهما في التأهل إلى دور المجموعات القارية وهو ما أشعل غضب جماهيرهما التي صبت جام غضبها على اللاعبين والأجهزة الفنية مطالبة بتصحيح الأوضاع وتعديل الأمور داخل الفريقين من أجل تعويض هذا الإخفاق على المستوى المحلي على الأقل.

ومما لا شك فيه أن الفترة المقبلة تتطلب تقييما فنيا شاملا للاعبين المحترفين والمواطنين والوقوف على أبرز أسباب الإخفاق الآسيوي من أجل تعديل ما يجب تعديله قبل فوات الأوان لا سيما وأن تعثر العربي بالتعادل بهدف لمثله أمام الشمال في الجولة الأولى قد أعطى بدوره جرس إنذار للفريق وأكد أن الخط الأمامي للفريق غير قادر على استغلال الفرص وتجسيدها لأهداف من أجل تحقيق الانتصارات، في المقابل فإن فوز الوكرة على معيذر في الجولة الافتتاحية لدوري نجوم إكسبو غير كاف لتأكيد مدى جاهزية النواخذة للموسم الكروي الجديد إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الوافد الجديد لم يتأقلم بعد مع متطلبات المنافسة بدوري الأضواء.

عقم هجومي

من الملاحظات الهامة في مباراتي العربي والوكرة مساء أول أمس ضمن الملحق الفاصل لدوري أبطال آسيا أن الحلول الهجومية كانت غائبة عن كلا الفريقين، وأن ضياع حلم العبور إلى دور المجموعات لم يكن فقط بسبب الأخطاء الدفاعية التي تسببت في قبول هدفي الفوز للفريقين الأوزبكيين أمام العربي والوكرة، خاصة وأن الخط الأمامي للفريقين كان عاجزا عن تسجيل الأهداف رغم تواضع مستوى المنافسين اللذين لا يمتلكان أسماء بارزة على مستوى المحترفين وليس لهما إنجازات تذكر بدوري أبطال آسيا.

وفي المواجهة الأولى التي جمعت الوكرة بنافباخور الأوزبكي عجز محترفو الفريق على غرار الجزائري محمد بن يطو والأنغولي جيلسون دالا والمغربي أيوب عسال والمصري حمدي فتحي عن تقديم الإضافة المرجوة منهم، حيث لم ينجح أي منهم في إحداث خطورة هجومية في مناطق الخصم ولم يقدموا أي جهود تذكر مع الفريق خاصة وأن الترجيحات كانت تصب في مصلحة النواخذة قبل اللقاء باعتبار الزاد البشري الذي يتميز به الفريق بالإضافة إلى حالة الانسجام الموجودة داخل الفريق باعتبار أن أغلب المحترفين مستمرون مع الوكرة منذ أكثر من موسم.

وبدوره كان العربي خارج نطاق الخدمة أمام فريق أجمك الأوزبكي على استاد الثمامة ولم ينجح الفريق المتوج بلقب كأس سمو الأمير خلال الموسم المنقضي على حساب السد في تحقيق حلم التأهل إلى دور المجموعات وتأكيد أحقيته في العودة لمنصات التتويج المحلية.

لاعبو العربي من محترفين ومواطنين لم يكونوا في مستواهم المعهود خلال مواجهة أجمك بالآسيوية حيث تميزت تحركاتهم على ملعب الثمامة بالبطء، كما تباعدت الخطوط الثلاثة، ولم تنجح بعض المحاولات خلال شوطي المباراة في هز شباك الخصم وسط حيرة الجهاز الفني بقيادة يونس علي الذي نال بدوره انتقادات واسعة من الجماهير العرباوية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتهاء المباراة.

غياب الجاهزية

يعتبر غياب الجاهزية البدنية للوكرة والعربي من العوامل الرئيسية التي ساهمت في الإطاحة بهما خارج دوري أبطال آسيا، حيث افتقد ممثلا الكرة القطرية لنسق المباريات خاصة وأنهما لم يلعبا سوى مباراة وحيدة ببطولة الدوري، وهو ما أثر على المستوى البدني والفني للاعبين بكلا الفريقين، وعلى العكس أظهر نافباخور وأجمك الأوزبكيان جاهزية بدنية عالية خاصة وأن كلا منهما قد خاض 16 مباراة بالدوري الأوزبكي.

 كما اتسمت المباريات الودية التي شهدتها المعسكرات الخارجية التي خاضها العربي والوكرة خلال فترة التحضيرات للموسم الجديد بالضعف وعدم الجدية، حيث لم يلعب الفريقان مواجهات من العيار الثقيل أمام الأندية الأوروبية أو الآسيوية واكتفى كل منهما بخوض بعض المباريات أمام أندية الدرجة الثانية أو الفرق المغمورة هنا وهناك، وكان من الأجدر الاتفاق خلال المعسكرات التحضيرية للموسم الجديد، على خوض مواجهات قوية تتماشى مع متطلبات الإعداد لخوض تحديات قارية صعبة وشاقة لا سيما في ظل التطورات التي تشهدها القارة الصفراء على مستوى التعاقد مع أبرز الأسماء العالمية بالإضافة إلى جلب كبار المدربين وهو ما يؤكد أن القارة الآسيوية مقبلة على فترة انتقالية لا مكان فيها للأندية الضعيفة والبقاء سيكون فقط للأقوى والأجدر.

خيبة أمل

تسبب الخروج الآسيوي بحزن جماهيري لاسيما من جماهير العربي حيث لم يقدم الفريق خلال مباراة أجمك الأوزبكي الأداء المنتظر لاسيما وأن المواجهة كانت في المتناول وأن الفريق الأوزبكي المغمور لا يرتقي لتاريخ العربي الذي سجل حضورا مهما بالبطولة القارية وخاصة في نسخة عام 1995 عندما بلغ المباراة النهائية قبل خسارته أمام فريق تاي فارمرز بانك التايلاندي بهدف نظيف في مباراة أقيمت في العاصمة بانكوك، بالإضافة إلى بلوغه ربع نهائي منطقة الغرب في نسخة 1996 قبل أن يودع المنافسة بحلوله ثالثا في الترتيب خلف النصر السعودي وسايبا الإيراني.

وذهبت بعض الانتقادات لتتناول  الخيارات الفنية للمدرب يونس لاسيما وأن التغييرات التي قام بها جاءت متأخرة كثيرا بالنظر إلى سيناريو المواجهة، في حين ألقى شق كبير اللوم على لاعبي الفريق من مواطنين ومحترفين على غرار السوري عمر السومة والتونسي يوسف المساكني والبرازيلي رافينيا الذين لم يقدموا أي إضافة تذكر على مدار شوطي اللقاء بالإضافة إلى حامد إسماعيل المتسبب في قبول الهدف الوحيد بالمباراة بعد خطأ فادح قدم من خلاله هدية لهجوم المنافس الذي لم يرفضها وسجل منها هدف الفوز والتأهل إلى دور المجموعات.

شاركها.
Exit mobile version