المنتخب العراقي

❖ جمال حسين

حقق المنتخب العراقي فوزاً تاريخياً على نظيره الياباني بهدفين مقابل هدف ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة، ليتأهل إلى ثمن نهائي بطولة كأس آسيا قطر 2023، وبفوزه، أشعل منتخب أسود الرافدين أجواء ملعب المدينة التعليمية الذي استضاف قمة مباريات الجولة الثانية من مجموعات كأس آسيا، نظراً لفشل جميع المنتخبات التي واجهت اليابان على مدار 2023 ومطلع 2024 من تحقيق الفوز عليه.

وانتصار منتخب أسود الرافدين هو الأول له في مواجهاته مع المنتخب الياباني في بطولات كأس لكرة القدم من أصل 3 مباريات جمعتهما، والثاني في عموم المواجهات منذ الفوز الأول للعراق عام 1982.

صدارة عن جدارة

وصعد المنتخب العراقي إلى صدارة ترتيب منتخبات المجموعة الرابعة بالفوز على إندونيسيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وامس على اليابان بهدفين لهدف، وتبقت له المباراة الأخيرة في دور المجموعات أمام المنتخب الفيتنامي، والمقررة يوم الخميس 25 من شهر يناير الجاري، ويسعى لتحقيق الفوز في هذه المواجهة ليصبح تأهله للأدوار الإقصائية عن جدارة واستحقاق وبالعلامة الكاملة.

وكانت الجماهير العراقية في الموعد مساندة ومشجعة بحضور لم تتوقف صيحاته منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، ليهديها الفرحة الكبرى بتأهله وحصوله على ست نقاط، كاملة.

فرحة بعد خوف

ووضعت الجماهير العراقية ثقتها الكاملة في منتخب بلادها وسط أجواء من التخوف من عدم صعوده للمرحلة الثانية من البطولة القارية على خلفية اعتماد الجهاز الفني بقيادة المدرب خيسوس كاساس على استراتيجية (التدوير) بإتاحة الفرصة لمشاركة جميع اللاعبين في البطولات السابقة التي خاضها مؤخرا حيث لم يثبت على تشكيلة واحدة يخوض بها بطولة كأس آسيا قطر 2023.

ثقة جماهيرية

وأسفرت هذه الثقة الجماهيرية على استنهاض الهمم وسط اللاعبين لينهي أسود الرافدين بفوزه اليوم سلسلة من 11 فوز على التوالي لمنتخب اليابان منذ أن خسر ودياً أمام كولومبيا في نهاية شهر مارس 2023.

وعقب المباراة انتشرت الجماهير العراقية في الدوحة وهي تتغني بالفوز التاريخي على اليابان المرشح الأول للفوز باللقب القاري، وذلك في سوق واقف ملتقي الجماهير، حيث كانت الأغنيات التي تمجد منتخب أسود الرافدين، وشاركتهم جماهير المنتخبات العربية الفرحة الكبرى وباركت لهم الفوز على اليابان.

وأجمعت الجماهير العراقية في سوق واقف على أن منتخبهم كان عند حسن ظنهم وأنهم جاؤوا إلى الدوحة للتأكيد على حبهم لمنتخبهم مهما وجهت إليه الانتقادات فهو في الآخر يمثل بلدهم، وواجبهم هو مساندته وتشجيعه تحت كل الظروف.

وأيضاً كان الوضع في محطات الميترو حيث تجمعت الجماهير العراقية وهي تتغنى لمنتخب بلادها وبالفوز الكبير على اليابان، والبعض الآخر من الجماهير يهتفون (فرمتناه… فرمتناه)، ويقصدون إيقافهم لـ (الكمبيوتر) أي المنتخب الياباني.

جماهير بغداد والبصرة

وكانت فرحة الجماهير العراقية أكبر في بغداد والبصرة وجميع المدن العراقية حيث حملت الأعلام وأطلقت أبواق السيارات في الشوارع العامة في العاصمة والمدن في العراق فرحة بالنصر الكبير على اليابان، والخطوات الثابتة للمنتخب نحو تحقيق غاية الظفر باللقب القاري.

ولعل منبع الفرحة الكبرى نتج عن التفوق الياباني تاريخيا على المنتخب العراقي، حيث تتفوق اليابان في إجمالي عدد المباريات الدولية التي جمعتهما منذ عام 1982 وحتى الآن، حيث نجح العراق في الفوز بالمباراة الأولى له أمام اليابان في دورة الألعاب الآسيوية بهدف دون مقابل عام 1982، ولم يلتق اليابان مع العراق في نهائيات كأس آسيا سوى 3 مرات فقط بعد مباراة اليوم في نسخة 2023 في قطر.

أولى المواجهات

وكانت أولى مباريات المنتخبين في كأس آسيا 2000 في النسخة التي نظمتها لبنان، وحققت فيها اليابان الفوز على العراق بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في الدور ربع النهائي، وهي ذات النسخة التي شهدت تحقيق اليابان الفوز باللقب القاري، أما المباراة الثانية فكانت في دور مجموعات كأس آسيا 2025، في أستراليا، حيث جدد المنتخب الياباني فوزه بهدف دون رد أحرزه كيسوكي هوندا من ركلة جزاء في شوط المباراة الأول.

وإجمالاً حققت اليابان ثمانية انتصارات على المنتخب العراقي، وانتهت مباراتان بالتعادل، وفاز العراق في مناسبتين، وذلك في إجمالي 12 مواجهة جمعتهما على مدار التاريخ.

انتصار رسمي وحيد

ولم يحقق منتخب العراق سوى انتصار رسمي وحيد على اليابان في بطولة دورة الآلعاب الآسيوية والتي أقيمت يوم 28 نوفمبر 1982.

ولأن المنتخب الياباني هو المرشح الأول للفوز بنسخة قطر 2023 باعتباره الأكثر تتويجا باللقب (4 مرات) فإن الجماهير العراقية أكدت اليوم أن منتخبها كسر (عقدة الخسارة) أمام اليابان، ليفتح صفحة جديدة من الانتصارات التي توصف بأنها من (العيار الثقيل).

اللقب الواحد

وبما إن العراق كان قد حقق لقباً واحداً عام 2007 في البطولة التي استضافتها دول إندونيسيا وفيتنام وتايلاند وماليزيا، فإنه يأمل في أن يرفع من رغبته في العودة مجددا للأمجاد القارية من خلال الجيل الجديد بقيادة أيمن حسين للفوز بكأس آسيا في هذه البطولة الأكبر في القارة الصفراء.

وكانت اليابان قد حققت لقبها الآسيوي الأخير في قطر عام 2011، وتعود اليوم لتصطدم بأسود الرافدين في مواجهة كانت سهلة لها على الورق، ولكن على الملعب كانت في غاية الصعوبة لتخسر المواجهة وتنتظر المباراة المقبلة لها مع إندونيسيا والمقررة يوم الأربعاء 24 يناير الجاري على استاد الثمامة.

شاركها.
Exit mobile version