المنتخب العنابي

❖ عبد الناصر البار

خاض منتخبنا الوطني امس مرانا استشفائيا خفيفا على ملاعب أكاديمية أسباير، وذلك بعد الفوز الثمين على المنتخب الأوزبكي بضربات الترجيح والعبور للدور نصف النهائي من البطولة القارية، وخضع معظم اللاعبين الذين لعبوا المباراة لتدريبات استشفائية حتى يستعيدوا اللياقة البدنية بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها في اللقاء، خاصة ان هناك لاعبين لم يقدروا على إكمال 120 دقيقة أمام منتخب اوزبكي قوي للغاية من الناحية البدنية، وظهرت بعض الإصابات والكدمات الخفيفة على اللاعبين جراء التدخلات القوية التي تعرضوا لها في لقاء أوزبكستان بالدور ربع النهائي، هذا وسيعود المنتخب للتدريبات اليوم بقوة وجدية تحضيرا للقاء المصيري أمام المنتخب الإيراني يوم الأربعاء المقبل، وستكون تحضيرات منتخبنا لمواجهة إيران بالدور نصف النهائي خاصة وفي غاية القوة والندية لاننا سنواجه خصما مدججا بالنجوم وفي كافة الخطوط وينافس من اجل الفوز باللقب القاري وحصد الكأس الرابعة في تاريخه.

     تغييرات لوبيز

على الرغم من أن منتخبنا حقق التأهل بالوصول للمرة الثانية في تاريخه إلى نصف نهائي كأس آسيا 2023، إلا ان هذا لا يخفي العيوب والنقائص التي ظهرت على أداء المنتخب في ربع النهائي أمام المنتخب الأوزبكي، ولم تظهر الكتيبة العنابية بالمستوى المطلوب وكانت بعيدة كل البعد عن المستوى الذي تعودنا عليه، خاصة بعد خروج حسن الهيدوس مع بداية الشوط الثاني وهو ما جعل المنتخب يلعب بدون روح ولا هوية، وتساءلت الجماهير التي كانت متواجدة في الملعب كثيرا عن السبب الذي جعل المدرب ماركيز لوبيز يلجأ لتغيير حسن الهيدوس الذي لم يكن مصابا في اللقاء وانما تم استبداله لغرض فني بحت، ولكن التوقيت الذي اخرج فيه المدرب اللاعب كان غير مناسب ومبكرا وكاد ان يدفع العنابي الثمن غاليا، وحتى المدرب لوبيز لم يجد تبريرا لهذا التغيير خلال المؤتمر الصحفي واكتفى بالقول الأهم اننا فزنا وتأهلنا للدور نصف النهائي من البطولة القارية.

     الفوز رقم 12

وواصل العنابي أرقامه المذهلة، بعدما سجل في الدور ربع النهائي فوزه الثاني عشر تواليا في البطولة القارية على مدى نسختين، منها سبعة انتصارات توج بها بطلا للنسخة الماضية التي جرت في الإمارات عام 2019، وخمسة في النسخة الحالية بعد مسيرة مظفرة بدأها بالعلامة الكاملة بدور المجموعات على حساب منتخبات لبنان وطاجيكستان والصين، قبل أن يتجاوز المنتخب الفلسطيني في الدور ثمن النهائي بهدفين لهدف، ثم منتخب أوزبكستان في الدور ربع النهائي، ليصل الى الانتصار 12 تواليا وبات على بعد فوز واحد من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم المنتخب الإيراني البالغ 13 انتصارا، وذلك خلال النسخ الثلاث التي توج بها أعوام 1968 و1972 و 1976، فيما سجل العنابي خلال المباريات الـ12، 27 هدفا، واستقبل ثلاثة أهداف فقط، منها واحد في النسخة الماضية أمام اليابان، وهدفان في النسخة الحالية أمام منتخبي فلسطين وأوزبكستان.

     أقوى اختبار لمنتخبنا

سيكون الاختبار الإيراني في نصف النهائي، هو الأصعب للعنابي في البطولة، عطفا على المستويات الكبيرة التي يقدمها المنتخب الإيراني منذ انطلاق النسخة الحالية، حيث سجل العلامة الكاملة في الدور الأول كما فعل العنابي، محققا ثلاثة انتصارات على حساب منتخبات فلسطين وهونغ كونغ والإمارات تواليا، قبل أن يتجاوز المنتخب السوري بصعوبة بالغة وبركلات الترجيح (5 – 3) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله في ثمن النهائي، ثم انتصر على المنتخب الياباني في الدور ربع النهائي بهدفين لهدف في مباراة كبيرة أكدت استعادة المنتخب الإيراني كامل البأس والقوة.

     عيوب الخطة 3/‏‏‏5/‏‏‏2

لم يغير مدرب العنابي أسلوب لعبه في آخر مباراتين امام منتخب فلسطين وأوزبكستان بالدور ثمن وربع النهائي واعتمد الإسباني ماركيز لوبيز على نفس الخطة التي حققت الفوز لمنتخبنا امام فلسطين ولكنها لم تكن ناجعة ضد منتخب قوي ومنظم مثل المنتخب الاوزبكي، ومن عيوب هذا النهج التكتيكي 3/‏‏‏5/‏‏‏2 عدم وجود أجنحة، فاللعب متمحور حول عمق الوسط، وعندما قرر الهيدوس التحرك على الجناح نجح في التسبب بهدف، بخلاف ذلك فاللعب انحصر في عمق الوسط مع تمادي المعز علي وأكرم عفيف على اللعب في العمق أكثر بحسب متوسط التمركز، لهذا وجب على المدرب لوبيز التحضير جيدا للقاء المقبل أمام المنتخب الإيراني الذي تكمن قوته

في عمق الملعب، وبالتالي منتخبنا بحاجة لتغيير طريقة اللعب والتوظيف بحيث يستغل سوء إيران من الطرف، كما هناك نقطة ضعف لدى خصم العنابي بالدور نصف النهائي والتي تكمن في الظهيرين وقلبي الدفاع مع الإصابات التي ضربت الأظهر الأساسية.

سعد الشيب: مشعل برشم ملك ركلات الترجيح

أكد سعد الشيب حارس منتخبنا الوطني ان العنابي حقق التأهل للدور نصف النهائي بجدارة وقال في تصريحاته عقب الفوز “في البداية أريد المباركة للاعبين والجماهير التي حضرت معنا في الملعب، أنا أطلق على مشعل لقب ملك ضربات الجزاء، اليوم وصلنا إلى ركلات الترجيح، ولم يكن لديّ خوف من أننا سنخسر، الحمد لله كان موفقاً وكان رجل المباراة الأول”، ولدى سؤاله عن ثقته بالحارس برشم قبل ركلات الترجيح الصعبة، التي يتقنها القليل من الحراس ويتفوقون فيها أكثر قال “كنت متأكداً بنسبة 100% وواثقاً بأنّه سينجح في التصدي لهذه الكرات. هو ملك ضربات الجزاء”، وعن إمكانية تتويج برشم بجائزة أفضل حارس في البطولة قال سعد الشيب: “أكيد مشعل يستحق كلّ خير، طالما أنني حققتها في 2019، ما يعني أنّه يستطيع الانتصار في نسخة 2023″، الجدير بالذكر ان الحارس سعد الشيب، كان أساسياً في كأس آسيا 2019، وحقق اللقب مع العنابي، وحاز جائزة أفضل حارس، بعدما قدم مستويات مميزة، حين ساهم كثيراً في الإنجاز القاري الأول للأدعم.

إسماعيل محمد: الهيدوس طلب منا عدم الخوف

كشف لاعب العنابي إسماعيل محمد ما دار بين اللاعبين والقائد حسن الهيدوس قبل تنفيذ ضربات الترجيح أمام المنتخب الأوزبكي، وقال الرسالة التي وجهها قائد المنتخب للاعبين قبل الضربات “لقد أكد لنا ألا ندخل بخوف أو رهبة من ركلات الترجيح: وقال الفريق كان يدا واحدة وكان للمدرب دور مهم أيضا”، وقال عن هذا الانتصار المهم: “مواجهة كانت صعبة أمام منتخب عنيد هو أوزبكستان، لكن اللاعبين قدموا كل شيء، وأنصفتنا ضربات الحظ لأننا كنا نستحق التسجيل في اللقاء”.

وأضاف قائلا: “منذ بداية البطولة الهدف كان أن نأخذ الأمور خطوة بخطوة والآن نسير بخطى ثابتة، نفكر في الخطوة القادمة وبعدها لكل حادث حديث، وحول تألق الحارس مشعل برشم، ختم حديثه بالقول: “برشم صد 3 كرات رغم أننا أضعنا 2، وهو تألق في ركلات الترجيح منذ كأس العرب، وقال في التدريب الذي كان قبل يوم المباراة صد برشم 5 أو 6 ركلات في التدريبات، وربما هذا قدم له ثقة أكثر في المباراة”.

     لقاء ثأري بين قطر وإيران

يستعد منتخبنا الوطني لمواجهة إيران في نصف النهائي والذي سيخوض امامه ثالث مواجهة ببطولة كأس آسيا والاولى في الدور نصف النهائي، حيث سبق للمنتخبين أن التقيا مرتين في بطولة كأس آسيا، الأولى في نسخة قطر 1988، وكان الفوز من نصيب المنتخب الايراني بنتيجة (2-0) ضمن المجموعة الأولى بدور المجموعات، وسجل أهداف المنتخب الإيراني في شباك قطر الثنائي كريم بافي وفارشاد بيفوس، أما المباراة الثانية بين المنتخبين فكانت في البطولة الآسيوية بنسخة أستراليا 2015، وعاد فيها الفوز لمصلحة منتخب إيران كذلك بنتيجة (1-0) من تسجيل اللاعب سردار أزمون في الجولة الثانية عن المجموعة الثالثة لدور المجموعات، وستكون المباراة الثالثة بينهما في الحدث الكروي الآسيوي، فرصة مواتية بالنسبة لمنتخب قطر للثأر كرويا من منتخب إيران، وتحقيق الفوز الأول في تاريخه ضمن بطولة كأس آسيا أمام هذا المنافس، ويعول العنابي على عاملي الأرض والجمهور، بالإضافة إلى لمسة مدربه الإسباني ماركيز لوبيز ونجومه حسن الهيدوس وأكرم عفيف والبقية من أجل الإطاحة بالمنتخب الإيراني.

    جماهيرنا وعدت وأوفت

يعود التألق الكبير للعنابي ببطولة كأس آسيا 2023 بالدرجة الأولى للحضور الجماهيري الكبير الذي دعم المنتخب في كل المباريات التي خاضها حتى الآن، وكانت البداية بحضور اكثر من 82 ألف مشجع في لقاء الافتتاح امام المنتخب اللبناني، ليواصل بعدها الحضور المميز لجماهير منتخبنا التي حضرت كل المواجهات بكاس آسيا، شهدت مباراة العنابي ونظيره الاوزبكي حضورا جماهيريا كبيرا قدر بـ58.791، حيث اكتظت مدرجات استاد البيت المونديالي مبكرا بالجماهير التي غزت الملعب من اجل حضور المباراة المهمة والمصيرية للعنابي بالدور ربع النهائي من بطولة كاس آسيا واكتسى الملعب المونديالي حلة عنابية بامتياز منذ الساعات الباكرة، خاصة وان أبواب الملعب تم فتحها في تمام الساعة الثالثة عصرا، وتواجدت العائلات والأطفال في الملعب حاملين الأعلام ومرددين الأهازيج الممجدة للعنابي، كمساندة لبطل آسيا الذي قدم مستويات جيدة في البطولة، من اجل الدفاع عن لقبه القاري الذي حققه عام 2019.

     8 أهداف للعنابي

تمكن الخط الهجومي للعنابي من تسجيل 8 أهداف في البطولة القارية حتى الآن، ويعتبر هجوم منتخبنا الوطني من أفضل الخطوط مقارنة بالمنتخبات الاخرى في الدور الاول والأدوار الإقصائية من الكأس الآسيوية، وسجل منتخبنا ثلاثية دون رد في شباك المنتخب اللبناني في اللقاء الافتتاحي وتجاوز المنتخب الطاجيكي والصيني بهدف لصفر في الجولة الثانية والثالثة بالدور الأول، قبل ان يسجل هجوم منتخبنا ثنائية في شباك المنتخب الفلسطيني، ثم هدفا في مرمى المنتخب الأوزبكي في الدور ربع النهائي ويطمح هجوم العنابي لمواصلة سلسلة التهديف وتحقيق الفوز في اللقاء المقبل أمام المنتخب الإيراني.

شاركها.
Exit mobile version