المنتخب السعودي

❖ حسين عرقاب

لا يختلف اثنان على أن مشوار المنتخب السعودي بعد مشاركته في فعاليات كأس العالم قطر 2022، لم يرق إلى مستوى تطلعات محبي الأخضر الذين وجدوا أنفسهم أمام منتخب منهار بعد نهاية الحلم المونديالي، بالذات في العشرة الأشهر الأولى من السنة الماضية، والتي لعب فيها المنتخب السعودي ثمانية لقاءات، حصد فيها سبع هزائم من بنيها ثلاث في كأس الخليج التي دخلها بالفريق الثاني، بالإضافة إلى تعادل وحيد، وهو ما دفع بالاتحاد السعودي للعبة إلى إقالة المدرب وتعيين روبرتو مانشيني على رأس العارضة الفنية للأخضر.

التحاق الإيطالي بأبطال آسيا في ثلاث مناسبات، عدل الأوضاع سريعا وجعل من المنتخب السعودي منتخبا مرعبا مع بداية تصفيات كأس العالم 2026 المرتقبة في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى كندا والمكسيك، كيف لا وهو الذي سجل العديد من الأرقام المميزة التي سنستعرضها لكم، والمؤكدة بشكل واضح على أن الأخضر لن يحل هنا في الدوحة إلى من أجل المنافسة على الكأس الفضية، والتربع على العرش القاري من جديد، وهو الذي حقق آخر لقب في دورة الإمارات العربية المتحدة عام 1996.

كلمة السر

المتصفح في نتائج المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة سيجد اختلافا في النتائج التي حققها منذ شهر يناير من عام 2023، والتي يمكن لنا تقسيمها على حقبتين قد نعنون أولاها بالنتائج السلبية والثانية باسترجاع البريق، مستدلين في ذلك بالأرقام التي لا يمكن لها أن تكذب، حيث لعب ابطال القارة في ثلاث مناسبات، في الفترة ما بين يناير من السنة الماضية وإلى غاية شهر أكتوبر المنصرم ثماني مواجهات، سجلوا فيها سبع خسائر أمام كل من العراق، سلطنة عمان، فنزويلا، بوليفيا، كوستاريكا، كوريا الجنوبية ومالي، في حين تعادل في لقاء ودي واحد جمعه أمام المنتخب النيجيري بهدفين لمثلهما.

كلمة السر في تحول أداء المنتخب السعودي كانت تعيين المدرب روبرتو مانشيني على رأس المنتخب السعودي، الذي ظهر معه لأول مرة في إطار تأهيليات المونديال المقبل أمام منتخب باكستان، وسجل فوزا عريضا بأربعة أهداف نظيفة، بينت شفاء الأخضر وعودته إلى سالف عهده وقوته.

استرجاع البريق

المرحلة الثانية التي بدأها المنتخب السعودي بقيادة المدرب روبرتو مانشيني انطلاقا من شهر نوفمبر الماضي، أكدت لعشاق الأخضر أنه من كبار القارة، الذين يفرضون سيطرتهم على الخصوم الواحدة تلو الآخر، مستندا في ذلك على قوة الهجومية والدفاعية، وخبرة لاعبيه في المواجهات القارية، لينجح في ظرف حوالي شهرين من لعب خمسة لقاءات، تمكن فيها بتوجيه من المدرب الإيطالي الطموح من الفوز في أربع مناسبات أمام كل من باكستان والأردن، زد إليهما لبنان وهونغ كونغ، بينما تعادل في مرة وحيدة أمام المنتخب الفلسطيني دون أهداف، في الرابع م شهر يناير الحالي.

صلابة دفاعية

التحاق مانشيني من المنتخب السعودي جلبت معها ثقافة الكرة الإيطالية التي تعتمد في الأساس على الصمود وعدم تلقي الأهداف، ومن ثم البحث عن القضاء عن الخصوم، وهو بالذات ما فعله أبطال آسيا في ثلاث مناسبات، وهو الذين لم تتلق شباكهم منذ وصول بطل أوروبا مع الأتزوري في عام 2020 أي هدف، وذلك في خمسة لقاءات جمعتهم أمام باكستان، الأردن، لبنان، فلسطين، وهونغ كونغ.

تألق هجومي

الصلابة الدفاعية للمنتخب السعودي في هذه الفترة، صاحبها صحوة للخطوة وانتعاش هجومي، نتج عنها تسجيل الأخضر لتسعة أهداف في آخر خمس مواجهات، وقع منها رباعية في شباك باكستان، بينما سجل  ثنائية في الأردن،  وثنائية في مرمى هونغ كونغ، وهدفا أمام لبنان، بينما عجز لمرة الواحدة عن التهديف كانت في لقاء فلسطين الودي، وهي الإحصائيات التي تؤكد الاستعداد الجيد بالنسبة للمنتخب السعودي قبل دخول منافسات هذه البطولة، وقدرته على المنافسة على لقبها، خاصة وأنه سيكون مدعوما بعدد كبير من جماهيره، التي ستتنقل من الرياض إلى الدوحة خصيصا لمساندة زملاء علي البليهي.

شاركها.
Exit mobile version