‫ الأوزبكي التحدي القادم للعنابي

❖ عبد الناصر البار

يواجه منتخبنا الوطني لكرة القدم مساء يوم السبت المقبل في تمام الساعة السادسة والنصف المنتخب الأوزبكي الذي تأهل هو الاخر للدور ربع النهائي بعد الفوز على المنتخب التايلاندي، وسيكون العنابي في أقوى اختبار آسيوي بالمباراة الاسيوية الخامسة خاصة، وحقق العنابي اربعة انتصارات لغاية الان بتجاوز المنتخب اللبناني بثلاثية في مباراة الافتتاح وبعدها الفوز على المنتخب الطاجيكي بهدف لصفر وبنفس النتيجة تجاوز المنتخب الصيني في الجولة الثالثة والاخيرة عن الدور الاول، وتمكن رفقاء حسن الهيدوس من إضافة فوز رابع جديد بالبطولة بعدما تجاوزوا المنتخب الفلسطيني بنتيجة (2-1) في الدور ثمن النهائي والوصول لربع النهائي من النسخة الـ18 لبطولة كاس آسيا 2023، ووصل العنابي لفوزه الـ11 تواليا بالبطولة القارية وتفصله مباراتان فقط لتحطيم الرقم القياسي الذي بحوزة المنتخب الإيراني بتحقيق 13 فوزا متتاليا بالكأس الآسيوية.

مستوى متواضع

حقق العنابي الأهم في مواجهة شقيقه الفلسطيني بالـتأهل للدور ربع النهائي من بطولة كاس آسيا بعد الفوز بهدفين لهدف، ولكن هذا الفوز لا يخفي عيوب المنتخب والمستوى الغير جيد الذي ظهر به رفقاء أكرم عفيف، وحتى المدرب لوبيز نفسه تكلم عن ذلك خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، وقال سعداء بالفوز والـتأهل ولكن الأداء لم يكن جيدا على الإطلاق، وواصل قوله ان كثرة التغييرات التي لجأ لها خلال الشوط الثاني من المباراة كانت بسبب المستوى المتراجع لبعض اللاعبين، مثل خوخي بوعلام وبسام الراوي. واكد أنه يجب تصحيح الاخطاء والوقوف على مستوى اللاعبين قبل المباراة الهامة المقبلة بالدور ربع النهائي من كاس آسيا.

لا مجال للخطأ

على اللاعبين والجهاز الفني مراجعة حساباتهم وتصحيح الاخطاء خلال التدريبات المقبلة، والتحضير النفسي والذهني والبدني الجيد لان مواجهة الدور ربع النهائي لن تكون سهلة، وستشهد ندية كبيرة امام المنتخب الأوزبكي الذي يمتاز لاعبوه أولا بالقوة البدنية والسرعة في التحولات وكذلك النفس الطويل، والتفوق في الصراعات الثنائية، لهذا وجب على اللاعبين ان يضعوا هذا في الحسبان جيدا إذا كانوا بالفعل يفكرون في الفوز ومواصلة المشوار بالبطولة الآسيوية، لان الدور القادم سيكون حاسما وقويا والقادم سيكون أصعب وأقوى في الدور نصف النهائي لانه من الممكن جدا ان يكون خصم العنابي إما المنتخب الإيراني او المنتخب الياباني، لهذا وجب التحضير والتجهيز بأفضل الطرق لان البطولة دخلت المراحل الحاسمة ولا مجال للأخطاء.

أخطاء دفاعية قاتلة

ارتكب الدفاع العنابي أخطاء قاتلة كادت تكلف العنابي هدفين على الأقل في الشوط الأول، قبل أن يفتتح عدي دباغ النتيجة في الدقيقة (د37)، وأثار أداء المنتخب علامات الاستفهام خاصة أن دفاع منتخبنا أخفق مبكرا في الصمود امام هجوم المنتخب الفلسطيني، إذ ظهرت عليهم علامات الثقة الزائدة، ولم ينتبهوا إلا بعد تقدم الفدائي بهدف مباغت، لكن توقيت الهدف الأول للعنابي جاء بمثابة ضربة للاعبي فلسطين الذين تهيأوا لانتهاء الشوط متقدمين، وسرعان ما عالج لوبيز أخطاءه مطلع الشوط الثاني وأجرى تغييرين أعادا الروح والتماسك لدفاع العنابي، وهو ما أجبر المدرب لوبيز لتبرير تغييراته العديدة على مستوى خط الدفاع بالقول انها كانت تغييرات فنية بحتة.

تغيير النهج التكتيكي

دخل الإسباني بارتولومي ماركيز لوبيز مدرب منتخبنا الوطني مواجهة المنتخب الفلسطيني معتمدا على نظام اللعب 3/ 5/ 2 بتواجد مشعل برشم في حراسة المرمى وثلاثي الدفاع بوعلام خوخي ولوكاس مينديز وبسام الراوي، وتعاون في الوسط أحمد فتحي وحسن الهيدوس وجاسم جابر بإسناد من الظهيرين محمد وعد وبيدرو ميغيل، وفي المقدمة أكرم عفيف والمعز علي كرأسي حربة، وشهدت قائمة المنتخب عودة اللاعب خوخي بوعلام لخط الدفاع بعدما غاب على أول مواجهتين امام لبنان وطاجيكستان قبل ان يشارك في مباراة الصين بالجولة الثالثة، ولجأ لوبيز لهذا الاختيار بالنظر للقيمة الفنية للاعب خوخي بوعلام وخبرته الطويلة في مثل هذه المباريات الحاسمة والقوية، وقد يواصل المدرب الاعتماد على نفس النهج التكتيكي أو قد يقوم ببعض التغييرات حسب طريقة واسلوب لعب الخصم.

الانتصار القاري الـ11

كتب منتخبنا الوطني لكرة القدم تاريخا جديداً من خلال تحقيق الفوز أمام المنتخب الفلسطيني حيث رفع منتخبنا رصيده من الانتصارات المتتالية في البطولة القارية إلى 11 انتصارا، بواقع 7 انتصارات في النسخة السابقة وأربعة انتصارات في النسخة الحالية ويتطلع للمزيد من التقدم على مستوى تحطيم الرقم القياسي، ويحتاج العنابي إلى تسجيل انتصارين آخرين في البطولة الآسيوية الحالية لمعادلة رقم منتخب إيران الذي يمتلك أطول سلسلة انتصارات متتالية في البطولة القارية برصيد 13 فوزًا متتاليًا خلال الفترة الممتدة ما بين 1968 و1976، وهذا يعني ضرورة وصول منتخبنا إلى نهائي النسخة الحالية من كأس آسيا 2023 بالفوز في مباراته القادمة ضمن دور الثمانية، ثم في نصف النهائي، لمعادلة الرقم، ومن ثم الفوز بالنهائي الذي يضمن اللقب والتربع على عرش القارة الآسيوية بأطول سلسلة انتصارات متتالية.

رباعية لأكرم عفيف

واصل نجم منتخبنا العنابي أكرم عفيف التسجيل في بطولة كأس آسيا قطر 2023، حيث رفع رصيده إلى أربعة أهداف، فقد سجل هدفين في شباك لبنان خلال المباراة الأولى بدور المجموعات، وسجل كذلك هدف الفوز أمام طاجيكستان في الجولة الثانية، ثم سجل أمام فلسطين من ركلة جزاء ليعزز تقدمه في مشوار المنافسة على لقب هداف البطولة الذي يتصدره لاعب العراق أيمن حسين برصيد 6 أهداف، لكنه ودع البطولة بعد خسارة منتخب بلاده أمام الأردن لكن حظوظ أكرم عفيف لا تزال قائمة بعد تأهل العنابي لربع النهائي.

أول هدف على العنابي

للمرة الأولى في نسخة كأس آسيا قطر 2023 يستقبل منتخبنا الوطني هدفا، حيث أنهى المباريات الثلاث الأولى بشباك نظيفة، لكنه استقبل هدفا أمام منتخب فلسطين خلال شوط المباراة الأول، ورغم ذلك لا يزال منتخبنا ضمن أقوى المنتخبات في هذه النسخة القارية على المستوى الدفاعي، وسيكون على عناصر منتخبنا خاصة الوسط والدفاع تقديم أفضل ما لديهم في المباراة القادمة من أجل مواصلة التقدم للأمام في مهمة الدفاع عن اللقب القاري.

الجماهير الرقم واحد

شهدت مباراة العنابي وشقيقه الفلسطيني حضورا جماهيريا كبيرا، حيث اكتظت مدرجات استاد البيت المونديالي مبكرا بالجماهير التي غزت الملعب من اجل حضور المباراة الهامة والمصيرية للعنابي بالدور ثمن النهائي من بطولة كاس آسيا واكتسى الملعب المونديالي حلة عنابية بامتياز منذ الساعات الباكرة، خاصة وان ابواب الملعب تم فتحها في تمام الساعة الثالثة عصرا، وتواجدت العائلات والأطفال في الملعب حاملين الأعلام ومرددين الأهازيج الممجدة للعنابي، كمساندة لبطل آسيا الذي وصل للدور الثاني من البطولة الاسيوية متصدرا لمجموعته في البطولة، ومدافعا عن لقبه القاري الذي حققه عام 2019، وأوفت جماهير منتخبنا وكانت على الوعد مع منتخبنا في مبارياته الاربع من ضربة البداية وحتى مواجهة فلسطين، والاكيد ان الحضور الجماهيري سيكون أكبر في لقاء ربع النهائي ومنتخبنا سيكون بحاجة لجماهيره العريضة، للوقوف إلى جانبه ودعمه من أجل الوصول للمربع الذهبي والذي سيكون تحديا كبيرا للكتيبة العنابية يوم السبت المقبل.

ثاني هدف من ضربة زاوية

سجل منتخبنا الوطني ثاني هدف من ضربة زاوية ومن نفس اللاعبين ببطولة كاس اسيا 2023، ولعل من تابع الطريقة التي سجل بها العنابي هدف التعادل في شباك المنتخب الفلسطيني، سيعيد الطريقة التي سجل بها هدف منتخبنا في شباك الصين، حيث كرر أكرم عفيف وحسن الهيدوس الثنائية في طريقة اللعب والتسجيل، حيث رفع اكرم عفيف ضربة الزاوية امام الصين ليسجلها الهيدوس على الطائر مباشرة وبطريقة جميلة، ليعيد اللاعبين نفس الطريقة في تسجيل الهدف امام المنتخب الفلسطيني، وسدد اكرم عفيف ضربة الزاوية ولكن هذه المرة الكرة كانت على الأرض ليسددها الهيدوس بقوة في الشباك.

المهارات الفردية قوتنا

لو نعود للفوز الذي حققه العنابي امام نظيره الفلسطيني نجد ان العنابي خدمته تفاصيل بسيطة في تحقيق الفوز والعبور للدور ربع النهائي، منها ركلة ركنية متفق عليها، وركلة جزاء، دون حتى أن يسدد لاعبونا على شباك الخصم عكس المنتخب الفلسطيني الذي سدد لاعبوه اكثر على المرمى العنابي، ومثلما قلنا منتخبنا فاز وتأهل ولكن مستوى المنتخب ليس بالمثالي رغم الفوز، ومن المفترض انه بعدما جرّب المدرب أكثر من 4 طرق لعب وجرب كافة اللاعبين، يكون المدرب ماركيز لوبيز قد وصل لقناعة تامة بشأن التشكيل الأمثل والتوظيف الأمثل، كما ان قوة العنابي تكمن في مهارات الثنائي أكرم عفيف والمعز علي ومعهما حسن الهيدوس هي التي تصنع الفارق في تلك التفاصيل وجُل الأهداف والصناعة عبرهم، وهذا قد لا يخدم منتخبنا في المواجهات المقبلة في حال فرض رقابة لصيقة على الثلاثي.

أول ضربة جزاء للعنابي

حصل منتخبنا الوطني على أول ركلة جزاء له في النسخة الحالية من بطولة كأس آسيا 2023، حيث واصل الثنائي أكرم عفيف والمعز علي تألقهما وساهما في الحصول على تلك الركلة الجزائية بعد أن مرر عفيف كرة رائعة إلى المعز علي راوغ خلالها دفاع المنتخب الفلسطيني وحصل على ركلة جزاء سجلها، كما سجل منتخبنا 7 أهداف حتى الان بالدورة ولم تتلق شباكه سوى هدف وحيد وهو رقم جيد للعنابي على المستوى الدفاعي، لان من ينافس على اللقب القاري عليه ان يمتلك خط دفاعي قويا.

مران استشفائي وراحة

قرر الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقياد الإسباني ماركيز لوبيز ان تكون التدريبات يوم امس عبارة عن مران استشفائي للاعبين لا أكثر، وخاصة للعناصر التي شاركت أساسية في المباراة، قبل الدخول في تحضيرات المباراة القادمة امام المنتخب الأوزبكي بالدور ربع النهائي، كما خضع اللاعبون الذين لم يشاركوا في مباراة فلسطين إلى تدريبات عادية، على ان يمنح المدرب اللاعبين راحة سلبية اليوم الاربعاء من اجل إبعادهم عن ضغط المباريات والتدريبات والعودة للاستعدادات يوم غد الخميس من اجل مواصلة التحدي الاسيوي، وستكون مهمة المدرب والجهاز الفني كبيرة في كيفية تحضير اللاعبين للقاء الحسم امام المنتخب الاوزبكي العنيد والقوي في الدور النصف النهائي.